النزوح الجماعي من ناغورنو قرة باخ.. جريمة حرب
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
قال خبراء دوليون، إن الخروج الجماعي لعشرات آلاف الأرمن من ناغورنو قرة باخ يستوفي شروط جريمة حرب تتمثل في "الترحيل أو النقل القسري"، وحتى جريمة ضد الإنسانية.
وناغورنو قرة باخ جزء من أذربيجان، لكن يغلب على سكانها المسيحيون الأرمن الذين أسسوا جمهورية من جانب واحد أطلقوا عليها "آرتساخ" منذ ثلاثة عقود بعد صراع عرقي دموي مع انهيار الاتحاد السوفيتي.ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن حكومة يريفان، أنه بحلول اليوم الجمعة، فر أكثر من 90 ألفاً من السكان الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألف نسمة إلى أرمينيا.
وأحيا النزوح شبح الحرب بين 1988 و1994 بين الأرمن والأذريين، ضمن تاريخ من إراقة الدماء والنزوح على أساس عرقي، منذ عقود، ترك ندوبه على الذاكرة الشعبية في المنطقة ويثير مخاوف وشكوكا متبادلة عميقة. وقال حكمت حاجييف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأذري إلهام علييف، للصحافيين في بروكسل يوم الثلاثاء: "نجد أحياناً في الصحافة الدولية، أوصافاً مجازية معينة تشير إلى تطهير عرقي أو إلى أن أذربيجان تورطت في إبادة جماعية".
وأضاف "لا حقيقة مؤكدة على الأرض لأي نوع من العنف ضد المدنيين المحليين".
ومهما يكن من أمر التاريخ وغياب تقارير مستقلة من داخل المنطقة المعزولة، يعتقد عدد من خبراء القانون الدوليين أن الفرار الجماعي يلائم التعريف القانوني، لجريمة حرب.وتنص وثائق تأسيس المحكمة الجنائية الدولية على أنه عند الإشارة إلى النقل القسري أو الترحيل، فإن "مصطلح قسري لا يقتصر على القوة البدنية، بل قد يشمل التهديد باستخدام القوة، أو الإرغام، مثل الناجم عن الخوف من العنف، أو الإكراه أو الإجبار ،أو الاحتجاز، أو القمع النفسي، أو إساءة استخدام السلطة، ضد شخص أو أشخاص أو طرف آخر، أو استغلال أجواء القهر".
وقالت المحامية الدولية بريا بيلاي، والأستاذة الزائرة في جامعة مينيسوتا ورئيسة الجمعية الدولية للباحثين في الإبادة الجماعية ميلاني أوبراين، إن مثل هذه "البيئة القسرية" نشأت في ناغورنو قرة باخ قبل الهجوم بسبب عرقلة أذربيجان للإمدادات الأساسية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ناغورنو قرة باغ أرمينيا أذربيجان أذربيجان قرة باخ
إقرأ أيضاً:
الحوامل في مراكز الايواء.. نقص في التغذية وخوف من النتائج
كتبت راجانا حمية في "الاخبار": نحو 12 ألف حامل انتقلن بين ليلة وضحاها من بيوتهنّ الآمنة إلى مراكز النزوح. فرضت هذه «النقلة» مخاطر صحّية جعلت صحتهنّ عرضةً للمخاطر والمضاعفات من الإسقاط في شهور الحمل الأولى إلى الولادات المبكرة وغيرها.
حتى اللحظة، لا تدوين رسمياً لما حصل أو يحصل مع النازحات الحوامل، وتحديداً المقيمات في مراكز النزوح، باستثناء ما يبلّغ عنه. في السياق ذاته أيضاً، يصعب الحديث عن أرقامٍ دقيقة لأعداد الحوامل وأعداد الولادات. لكن الاختصاصي في الطب النسائي الدكتور فيصل القاق، يشير، بحسب إحصاءات تقريبية، إلى أن عدد الحوامل النازحات يبلغ نحو 11 ألفاً و600 حامل، وأن عدد الولادات منذ بداية الحرب «قد يكون بلغ 1800 ولادة تمّت في معظمها في المستشفيات، باستثناء أعداد قليلة جداً في مراكز النزوح». وانطلاقاً من أن المعدّل الشهري للولادات هو 1500، يتوقّع القاق «أن تكون هناك 1550 ولادة الشهر المقبل».
هكذا، فرضت الحرب، ومن بعدها النزوح، واقعاً مضطرباً على النازحات الحوامل اللواتي وجدن أنفسهنّ - فجأة وبسرعة - بلا متابعة طبّية. ولأن الحامل في الظروف العادية تحتاج بشكلٍ دوري إلى عناية ورعاية خاصّة، ومن ضمنها متابعات مع الطبيب واتباع نظام غذائي والحفاظ على مواعيد تناول الأدوية والفيتامينات، فإن انقطاع هذه الرعاية زاد المشاكل الصحية والمخاطر، ولا سيما المضاعفات التي ترافق الحمل من الضغط الحملي والسكري إلى الطلق المبكر والقيصرية السابقة، إلى الإسقاط في الأشهر الأولى من الحمل وغيرها من المضاعفات. ويقدّر القاق أن احتمالات حصول مضاعفات تصل نسبتها إلى 15%. ويلفت إلى أن من مضاعفات النزوح أيضاً التعرّض لنقصٍ في الغذاء والتوتّر النفسي، وهما عاملان لا يقلّان أهمية عن المخاطر الصحية. فالغذاء في مراحل الحمل ليس تفصيلاً، وإنما عامل أساسي في اكتمال نمو الأجنّة وفي التخفيف من أكلاف الفواتير الصحية في ما بعد.
فنقص الغذاء، مع ما يرافقه من توترات نفسية، يمكن أن يؤدي إلى «صغر حجم المواليد ويؤثر على السلوك والنشاط العصبي لديهم». وكما الصحة خلال الحمل، كذلك بعد الحمل، ولا سيما الحاجات الخاصة للمرأة عقب الولادة، وهو ما يشكّل التحدي الأبرز اليوم في مراكز النزوح «وخصوصاً للنساء اللواتي يلدن قيصرياً»، إضافة إلى الحاجات النفسية مع تعرّض كثيرات لكآبة ما بعد الحمل. من هنا، تنبع أهمية «وجود استراتيجية متكاملة للخدمات في مراكز النزوح»، بحيث تكون هناك مقاربة متكاملة لا تقتصر فقط على معالجة أزمة آنية تعترض الحوامل، وإنما العمل على كل ما يخص صحة المرأة ضمن سلّة متكاملة، من الحمل إلى الولادة إلى معالجة أزمات ما بعد الولادة إلى تنظيم الوجبات، وصولاً إلى تعزيز مفهوم استخدام وسائل منع الحمل وغيرها.