يوتيوب يكرم هندوسياً بث عمليات قتل وتعذيب لمسلمين
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
سلط تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الجمعة (29 أيلول 2023)، الضوء على الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي من جهة وصعود القوميين للسلطة من جهة ثانية، في زيادة أعمال العنف التي تنفذها مجموعات هندوسية متشددة بحجة حماية الأبقار.
أبرز هذه الجماعات هم "حراس الأبقار"، التي تعتبر مقدسة للهندوس الذين يشكلون أغلبية سكان الهند.
يرأس الجماعة رجل يدعى وهيت ياداف، المعروف باسمه المستعار مونو مانيسار.
واحدة من الجرائم التي نفذتها هذه المجموعة وقعت في يناير من العام الماضي في شمال الهند، عندما قامت بملاحقة سيارة صالون من نوع هيونداي يستقلها ثلاثة شبان مسلمين.
كان الشبان المسلمون الثلاثة يحاولون يائسين الفرار من "حراس الأبقار" لكنهم فقدوا السيطرة على السيارة، واصطدموا بشاحنة خضروات.
وفقا لمقاطع كاميرات مراقبة وروايات شهود فقد جرى سحب الرجال الثلاثة على الفور من سيارتهم من قبل عصابة مانيسار المسلحة، ثم تم استجوابهم وضربهم، والأكثر من ذلك فقد جرى تصوير هذا كله في بث مباشر على صفحة مانيسار الخاصة في فيسبوك.
تقول الصحيفة إنه ومنذ عام 2020، قامت مجموعة "حراس الأبقار" بقيادة مانيسار، ببث مباشر بشكل متكرر لمهامها التي عادت ما تجري في وقت متأخر من الليل لاعتراض السائقين المشتبه في قيامهم بنقل الأبقار وذبحها، ومعظمهم من المسلمين.
طارد كذلك الأشخاص الذين كانوا ينقلون الأبقار سيرا على الأقدام وضربهم أمام الكاميرا، حيث كان يحصل على الكثير من الإعجابات والإشادات على يوتيوب وفيسبوك.
تقول الصحيفة إن المجموعات المتشددة التي تعمل على حماية الأبقار عملت على مدى قرن من الزمان في شمال الهند بشكل سري، لكنهم أصبحوا أكثر تطرفا وباتوا يتباهون علانية بأعمالهم خلال العقد الماضي.
يعود الفضل في ذلك، وفقا للصحيفة، إلى وسائل التواصل الاجتماعي "التي تكافئهم بالمتابعين" وكذلك إلى المسؤولين من حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي من خلال تقديم الحماية السياسية للدفاع عنهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الظاهرة الناشئة المتمثلة في مجموعة "حراس الأبقار" تجسد كيف استخدم حزب بهاراتيا جاناتا والجماعات اليمينية المتحالفة معه منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كيوتيوب وفيسبوك وإنستغرام، لحشد قاعدتها السياسية.
الصحيفة ذكرت أن هذا الجهد يعد جزءا من حملة أوسع نطاقا يقوم بها القوميون الهندوس المتحالفون مع مودي لاستخدام التكنولوجيا لتعزيز أيديولوجيتهم وزيادة هيمنتهم.
وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة التي أطلقها ناشطون الهنود، إلا أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي منحت مانيسار منصة لبث العنف ودفعت به إلى الشهرة.
تقول الصحيفة إن مانيسار حصل في أكتوبر الماضي على الدرع الفضي من يوتيوب بعد وصوله إلى 100 ألف مشترك، حيث نشر صورة له مع الدرع وهو يقف إلى جانب بقرة.
في يناير وفبراير الماضيين تورط مانيسار وأتباعه في العديد من عمليات إطلاق النار والقتل، حسبما أظهرت شكاوى مقدمة إلى الشرطة والمحاكم.
ومع ذلك تقول الصحيفة إن منصة إنستغرام منحت حساب مانيسار علامة التحقق الزرقاء المخصصة للشخصيات العامة والمشاهير، في أبريل الماضي.
وفي يوليو تموز الماضي، اتُهم مانيسار بالتحريض على أعمال شغب طائفية خلفت ستة قتلى خارج نيودلهي، بعد أن سخر من المسلمين في مقطع فيديو جرى تداوله عبر تطبيق واتساب.
فيما يتعلق بملاحقة الشبان المسلمين الثلاثة فقد أكد شهود عيان ولقطات بث مباشر تعرضهم للتعذيب على يد مانيسار وأفراد مجموعته. توفي أحد الشبان في وقت لاحق في مستشفى بولاية راجاستان نتيجة نزيف داخلي.
ومن بين الأعمال التي كان مانيسار يقوم بها خلال بث مباشر على صفحاته إجبار الأشخاص على أكل روث البقر وضربهم بالعصي وهم راكعون على ركبهم.
في اتصال هاتفي مع الصحيفة أجري قبل عدة أسابيع رفض مانيسار التعليق على الاتهامات الموجهة إليه. وفي حديثه مع وسائل الإعلام الهندية في وقت سابق من هذا العام، نفى ارتكاب أي مخالفات جنائية فيما يتعلق بسلسلة حوادث العنف.
بالمقابل قال متحدث باسم يوتيوب إن المنصة أنهت قناة مانيسار قبل أربعة أشهر بعد مراجعة مقاطع الفيديو الخاصة به. وقالت ميتا إن الشركة بشكل عام تزيل من منصاتها الحسابات التي تنتهك بشكل متكرر القواعد المتعلقة بالمحتوى العنيف.
في الـ12 من الشهر الجاري أعلنت السلطات أن الشرطة الهندية اعتقلت مانيسار بعد اتهامه بنشر مواد تحريضية تحت اسم وهمي على وسائل التواصل الاجتماعي قبل اشتباكات وقعت الشهر الماضي في ولاية هاريانا شمال الهند بين الهندوس والمسلمين.
لقي سبعة أشخاص حتفهم وأصيب أكثر من 70 آخرين في أعمال شغب في منطقتين بولاية هاريانا بعد استهداف مراسم دينية هندوسية ومهاجمة مسجد ردا على هذا في أغسطس آب.
وما زال مانيسار، البالغ من العمر 30 عاما، محتجزا إلى حين التحقيق معه.
المصدر: الحرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی بث مباشر
إقرأ أيضاً:
تقرير: وسائل التواصل الاجتماعي.. ساحة لحروب استقطاب الناخبين الأمريكيين
أكدت «قناة القاهرة الإخبارية» أن المنصات الاجتماعية لها دور كبير في التأثير على آراء الناخبين وتشكيل وجهات النظر حول المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما رصدته في تقرير صادر عنها اليوم الثلاثاء، بعنوان: «وسائل التواصل الاجتماعي .. ساحة لحروب استقطاب الناخبين الأمريكيين».
وجاء في التقرير: «ما هي إلا ساعات وتمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بالمنشورات المختلفة حول يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما يدل على الدور المحوري الذي تلعبه هذه المنصات في التأثير على تشكيل آراء الناخبين سواء قبل أو بعد هذا الحدث المهم».
المنصات الاجتماعية تشكل تؤثر في آراء الناخبينوأضاف: «وأصبحت منصات مثل «تيك توك وإنستجرام» ساحة معركة مؤثرة خاصة بين الناخبين الأصغر سنا، الذين يتعرضون لوابل من المعلومات بعضها حقيقي والآخر مزيف، ما يؤثر في خياراتهم الانتخابية، وهذه القوى الهائلة في صياغة الرأي العام تستدعي التساؤلات حول حدود التأثير المشروعة وكيف تتلاعب وتدفع المستخدمين لاتجاهات تميل لكافة هذا المرشح عن الآخر».
الوكالات الفيدرالية تحذر من التداخلات الخارجيةوتابع: «أيضا تداخلات خارجية مثل التي حذرت منها الوكالات الفيدرالية الأمريكية بخصوص المحتوى الزائف تشير إلى عمق المشكلة، فالذكاء الاصطناعي زاد من تعقيد المشهد، إذ يمكنه استهداف الناخبين بطرق لم تكن متاحة من قبل ما يطرح تحديات أمام الشفافية والمصداقية بدخول شخصيات مثل إيلون ماسك على خط الانتخابات واستغلاله لمنصة (إكس) لتعزيز آرائه السياسية ودعمه المعلن لدونالد ترامب ليصبح الاستقطاب الموجه على وسائل التواصل الاجتماعي هو سمة هذه الانتخابات المنتظرة».