إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق

هل للذكر مثل حظ الأنثى من حيث موروثه الجيني؟ تجيب الدراسات العلمية بأن للرجال صبغيّا صغير الحجم، مقارنة بالنساء، يُحدد ذكورته يسمى الكروموسوم Y. واستعصى على العلماء لمدة طويلة تحليل هذا الكروموسوم لكي يتعرفوا على خاصياته بدقة ولكي يحددوا سبب تلاشيه تدريجيا. ويتوقع بعض العلماء اختفاء الصبغي الذكري نهائيا مستقبلا.

 ونشرت مجلة "نيتشر" مؤخرا دراستين علميتين لفريقَي بحث تمكنا من فك شفرة الكروموسوم Y. فما الذي تم اكتشافه؟ الجواب مع ربيع أوسبراهيم.

إعلان

بين الذكر والأنثى فرق أساسي تُحدده الصبغيات أو الكروموسومات الجنسية. وبعد سنوات وسنوات من العمل المضني، تمكن أخيرا العلماء من سبر أغوار الصبغي أو الكروموسوم الذي يحدد الجنس الذكري وهو الكروموسوم Y. وكان أكثر من 50% من طول الكروموسوم مفقودا في خرائط الجينوم البشري السابقة. ونشر فريقا بحث أمريكيان نتائج أعمالهم في مجلة "نيتشر" العلمية العريقة. وأظهرت الدراسة بشكل دقيق التسلسل الجيني داخل الكروموسوم Y.

تكوين الصبغي الذكري © فرانس 24

وقد يساعد هذا الإنجاز على فهم أمراض واختلالات لدى الرجال كبعض أنواع السرطان وظاهرة العقم لدى الذكور.

ويوجد في نواة كل خلية من خلايا جسم الإنسان 46 كروموسوما على شكل "أزواج"، أي 23 زوجا من صبغيا. ويحدد الزوج الثالث والعشرون يحدد جنسنا، ذكرا أم أنثى. بشكل عام، للأنثى زوج من كروموسوميْن متماثليْن XX، وللذكر زوج من كروموسومين مختلفيْن XY. ويمنح الأب الكروموسوم Y لطفله الذكر.

ومنذ اكتشافه، بدا الصبغي الذكري مختلفا في شكله إذ يبدو قصيرا وصغيرا ويمثل ثُلث الصبغي X. ويعود ذلك لتاريخ تطور الكروموسوم Y الطويل. إذ لا يدخل في "تعاون" مع الصبغي X لإنجاز ما يسمى بإعادة التركيب الجيني أو التوليف الجيني. وهي آلية تمكن من إزالة كل الشوائب في الجينات كتصحيح طفرات غير مرغوب فيها مثلا. في غالب الأحيان، يعيد الصبغي الذكري تركيب نفسه بنفسه. وأدت هذه الظاهرة إلى فقدان الصبغي Y أجزاء كاملة من الجينات اندثرت، فأضحى قصيرا. أما الجينات المتبقية داخله، فهي جد جد معقدة مع التواءات عدة وتكرار للجينات في كل الجهات ما يُصعب قراءة الدي.إن.إيه داخل الكروموسوم Y. 

وإن صدقت فرضية اندثاره تماما، هل سينقرض الذكور تلقائيا؟ لا، ليس من المؤكد. فمن بين الكائنات الحية التي تعيش حاليا، هناك قليل منها فقد الكروموسوم Y من دون أن يندثر الجنس الذكري. إذ انتقل الجين أو المورث المسؤول عن تحديد وتشكيل الجنس إلى كروموسومات أخرى داخل نواة الخلية بشكل تدريجي. كل ذلك التطور يحدث بشكل بطيء وبطيء جدا يدوم ملايين وملايين السنين.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم طب جنس الکروموسوم Y

إقرأ أيضاً:

لا يستطيعون تفسيرها.. ارتفاع درجات الحرارة يُحيّر العلماء

تتسبب درجات الحرارة العالمية التي حطّمت الأرقام القياسية سنة 2023 ومرة جديدة عام 2024، في حيرة للعلماء، إذ يواجهون صعوبة في فهم ما يحدث.
وقد أثبتت الأوساط العلمية أنّ حرق الوقود الأحفوري وتدمير المساحات الطبيعية مسؤولان عن احترار المناخ على المدى البعيد، والذي يؤثر تباينه الطبيعي أيضا على درجات الحرارة من عام إلى آخر.أسباب الاحترار العالميلكنّ أسباب الاحترار الكبير الذي شهدته سنة 2023 وكذلك 2024، تبقى موضع جدل كبير بين علماء المناخ، إذ يتحدث البعض عن احتمال أن يكون الاحترار حصل بشكل مختلف أو أسرع من المتوقع.
أخبار متعلقة بالعين المجردة.. ظاهرة "إكليل القمر" تُزين السماء الليلةآركابيتا وفلو تطوران مجمع لوجستي في الرياضوثمة فرضيات عدة تغذي البحوث، منها ما يشير إلى عدد أقل من السحب وبالتالي انعكاس أقل للأشعة الشمسية، وأخرى تلفت إلى انخفاض تلوث الهواء وبالوعات الكربون الطبيعية والمحيطات والغابات التي باتت تمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون.
وتكثر الدراسات لكنّ تحديد التأثير الدقيق لكل عامل يحتاج بعد إلى عام أو عامين، ويقول مدير معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا غافين شميت "أودّ أن أعرف السبب الكامن وراء" درجات الحرارة القياسية التي شهدها عاما 2023 و2024".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } موجة طقس حارة تتزايد - مشاع إبداعيالكوكب إلى ساحة مجهولةوتابع: "ما زلنا نقيّم ما إذا كنا نشهد تغييرًا في كيفية عمل النظام المناخي"، فيما يؤكد عالم المناخ ريتشارد ألان من جامعة "ريدينغ" البريطانية، أنّ "الحرارة العالمية القياسية خلال العامين الفائتين دفعت الكوكب إلى ساحة مجهولة".
تبين سونيا سينيفيراتني من المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ، أنّ ما سُجّل "استثنائي، في حدود ما يمكن توقّعه استنادًا إلى النماذج المناخية الحالية".
وتقول: "مع ذلك، إن الاتجاه العام للاحترار على المدى البعيد متوقع، نظرا إلى كمية الوقود الأحفوري التي تُحرق"، ولم تبدأ البشرية بعد في خفض الانبعاثات، رغم الاقتراب من مرحلة الذروة.التقلبات المناخية الطبيعيةتفسّر التقلبات المناخية الطبيعية هذه الملاحظة جزئيا. في الواقع، سبق عام 2023 سلسلة نادرة من ثلاث سنوات متتالية شهدت ظاهرة ال نينيا الطبيعية، إذ حجبت جزءًا من الاحترار من خلال تكثيف امتصاص المحيطات للحرارة الزائدة.
وعندما سيطرت ال نينيو، الظاهرة المعاكسة، بكثافة قوية جدا عام 2023، عادت هذه الطاقة، مما دفع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ مئة ألف عام، بحسب علماء المناخ القديم.
ومع أنّ الذروة التي وصلت إليها ظاهرة ال نينيو في يناير 2023 قد انتهت، لا تزال موجات الحرّ مستمرة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خطورة الموجات الحارة - NSW Governmentتفسيرات مطروحةويقول عالم المناخ روبرت فوتار إنّ "التبريد بطيء جدا"، مضيفًا "لا نزال ضمن الهوامش المتوقعة نسبيًا" للتنبؤات، لكن إذا "لم تنخفض درجات الحرارة بشكل أكبر سنة 2025، فسيتعين علينا أن نطرح بعض التساؤلات".
من بين التفسيرات المطروحة، الالتزام عام 2020 بالتحوّل إلى الوقود النظيف في النقل البحري. وقد أدى هذا الإجراء إلى خفض انبعاثات الكبريت، مما تسبب بزيادة انعكاس ضوء الشمس عن طريق البحر والسحب وساعد في تبريد المناخ.
وأشارت دراسة إلى أن انحسار السحب على علوّ منخفض سمح بوصول مزيد من الحرارة إلى سطح الأرض، وقد يكون النشاط البركاني أو الدورات الشمسية أديا دورا كذلك.زيادة درجات الحرارةويخشى البعض من عدم إيلاء العلماء اهتمامًا بالعوامل الأخرى، إذ تقول سونيا سينيفيراتني "لا يمكننا استبعاد عوامل أخرى ربما تكون قد تسببت بزيادة درجات الحرارة".
وفي العام 2023، عانت مصافي الكربون من ضعف غير مسبوق، بحسب دراسة أولية كبيرة نشرت في الصيف.
وأفادت الوكالة الوطنية الأميركية لمراقبة الغلاف الجوي والمحيطات (NOAA)، أنّ منطقة التندرا في القطب الشمالي باتت تُحدث انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تخزن.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسباب الاحترار العالمي - The Statesmanارتفاع حرارة المحيطاتأما المحيطات التي تشكل مصفاة الكربون الأساسية والمنظم الرئيسي للمناخ، فترتفع حرارتها بمعدل "لا يستطيع العلماء تفسيره بشكل كامل"، بحسب يوهان روكستروم من معهد بوتسدام للأبحاث المتعلقة بتأثير المناخ.
وتساءل قائلًا: "هل احترار المحيطات مؤشر لخسارة القدرة على الصمود على هذا الكوكب؟ لا يمكننا استبعاد ذلك".

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط ترتفع بشكل طفيف قبيل توقعات بخفض الفائدة
  • توقف بث قناة المسيرة بشكل مفاجئ مساء الثلاثاء
  • شوبير لأول مرة يكشف كواليس اختيار جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا
  • "أحمد زكي تعامل معي كطفل".. طارق العريان يكشف أسراره مع الفنانين
  • لا يستطيعون تفسيرها.. ارتفاع درجات الحرارة يُحيّر العلماء
  • بشار الأسد: لم أغادر سوريا بشكل مخطط
  • التعليم تقترح إجراء امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات.. وخبير تربوي يكشف المعوقات
  • تحول لون الجثث إلى الأسود.. أهالي ضحايا الكلور السوريين يتحدثون أخيرا
  • في الذكري الـ52 لصرخته الأولى.. عبد الحميد بسيوني "قناص" استثنائي ورحلة درامية مع كرة القدم
  • خوري تبحث تعزيز السلام بشكل مستدام في ليبيا