كاميليا حسين: هناك شعرة ضئيلة تربطنا بإنسانيتنا وأي شخص قد يتحول إلى قاتل
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
- أميل أكثر إلى التكثيف وقول ما أريده بأقل عدد من الكلمات
- من حين لآخر أنظر إلى الخلف لأفهم بعضًا مما أنا عليه الآن
- لم أتبين أن أحداث الرواية بهذه الدرجة من القتامة حتى سمعت ردود الفعل
- أنتمي لتجربتي الفردية ولا يشغلني سؤال الجيل
- أتابع تجارب كتَّاب جيلي باعتبارها تجارب فردية
- أعتبر نفسي محظوظة فأنا أعيش مع أحد كتَّابي المفضلين تحت سقف واحد
- زوجي أحمد كامل قارئ واعٍ وناقد حاد مخلص للكتابة وغير مجامل
- أعيش بقلق دائم بشأن مدى جودة ما أكتبه وإمكانية أن يكون أفضل
- نحن ندور في دوائر وكأننا نركض إلى ما نهرب منه
الانطباع الأول بعد قراءة رواية الكاتبة المصرية كاميليا حسين "استغماية" التشكُّك في كل شيء، فلا نعرف إن كان ما يدور في ذهن البطلة قد حدث فعلًا أم أنه مجرد صورٍ نسجها خيالُها؟ هل عاقبت الأب بقتله أم أنه مات موتة طبيعية؟ هل تنتقم منه لأنه أهان أمها أم تنتقم لطفولتها الضائعة في بيت يشبه الزنزانة؟ هل جارتها في النافذة المواجهة موجودة في الواقع أم أنها مجرد انعكاس لها في المرآة، وهل أجهضت طفلتها أم أنها كانت تتمنى ذلك؟
الرواية القصيرة مكتوبة بحرفية كبيرة جعلتها تفوز بجائزة "ورشة أصوات وخطوط لرواية الجريمة الأدبية" التي نظمتها "ستوريتل" للكتب الصوتية بالتعاون مع الدار المصرية اللبنانية، ويكتب عنها نقاد وأدباء يشيدون بها ويؤكدون أنها تقدم صاحبتها بأفضل شكل ممكن.
...............................
- أبدأ معك من ملاحظة شكليَّة تتعلَّق بحجم الرواية الصغير جدًا، وصدورها في توقيت يشهدُ اتجاهًا – بسبب الجوائز وغيرها – إلى الروايات الضخمة، ألم تنشغلي بتلك المسألة؟
• لا يمكنني إنكار شعوري بالقلق، لكنه كان قلقًا عابرًا، مرتبطًا بالجائزة تحديدًا، وبأن حجم الرواية الصغير قد يكون عائقًا أمام فوزها، لكن بقليل من التفكير توقفت عن التفكير في المسابقة، أو على الأقل انسحبت الفكرة إلى الخلف، وانشغلت أكثر بالكتابة، كتابة ما أريد أن أقوله بالطريقة التي أفضلها وتناسبني. في نهاية الأمر أنا أكتب لأني أحب الكتابة، لأنها الشيء الوحيد الذي أؤمن بأني أجيد عمله. وفي النهاية أيضًا نحن من نضع القواعد ونحن من نكسرها، الأمر كله مرتبط بنوع من اللعب. والانتباه لأمور مثل عدد الصفحات يصبح قيدًا لا أعتقد أنه سيكون في صالح العمل.
- هل حجم العمل القصير، وكذلك لغته شديدة الإيجاز، له علاقة بفكرة أنك كاتبة للقصة القصيرة في الأساس؟
• أعتقد ذلك. لكن الأمر ليس مرتبطًا فقط بخبرتي، وإنما مرتبط بالطريقة التي أنظر بها إلى العالم، بالطريقة التي أختار أن أعبِّر بها. أعتقد أني أميل أكثر إلى التكثيف وقول ما أريد قوله بأقل عدد من الكلمات، لكن من يدري ربما أجد نفسي في عمل آخر أكتب رواية ضخمة، أتمنى فقط وقتها أن أكتبها بالدرجة ذاتها من التكثيف أيًا كان عدد صفحاتها.
- كتبتِ الكثيرَ من القصص لكنك بدأتِ النشر برواية.. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لك؟
• أعتقد أن الحكايات تختار الطريقة التي نكتبها بها بشكل أو بآخر، هذه الحكاية بكل تفاصيلها لم يكن لها أن تُكتب كقصة قصيرة، ربما كانت التفاصيل تتناثر في قصة هنا وأخرى هناك لكنها لم تكن لتخرج بهذا الشكل. الأمر كله جاء مصادفة بالطبع، لكني أؤمن أنها مصادفة مُقدرة نوعًا ما.
تجربة كتابة الرواية شكلت تحديًا بالنسبة لي في وقت كتابتها، لكنها منحتني أرضًا جديدة لاستكشافها، وزوايا مختلفة للنظر إلى العالم من خلالها، كأني صرت شخصًا آخر. أظن أننا جميعًا نحتاج لاستكشاف مناطق جديدة من وقت لآخر، وتجربة أشياء لم نكن نعتقد أبدًا أننا نستطيع أن نفعلها. لا أعني ذلك على مستوى الكتابة أو الإبداع فقط بل بشكل عام.
- لم أتعامل مع روايتك باعتبارها رواية جريمة وإنما رواية نفسية، حتى إشارتك في حوار إلى أن رواية "الغريب" لألبير كامو هي رواية جريمة ليست مقنعة بالنسبة لي إذ أراها رواية عن الاغتراب النفسي في مدينتك، وإلا لاعتبرنا أي رواية فيها حادثة قتل هي رواية جريمة.. ما تعليقك؟
• أنا نفسي لم أعتد أن أرى "الغريب" بوصفها رواية جريمة قبل مناقشتها في الورشة، وهذه اللحظة كانت الفيصل في فهمي لنوع (الجريمة الأدبية)، أعتقد أن الفارق الجوهري هو في الأسئلة التي يطرحها العمل، في حين تدور أغلب روايات الجريمة بمفهومها البوليسي حول سؤال (من الجاني؟) تنشغل أعمال الجريمة الأدبية بطرح أسئلة أخرى ربما تحاول أن تكون أكثر عمقًا، فالجريمة لا تصبح محور العمل، بل هي مجرد أداة لاستكشاف العالم، ورؤيته من منظور مختلف.
- تستدعي البطلة طفولتها ولامبالاة الأب معها، كما حدث حينما تركها على إفريز النافذة، وقسوته الشديدة مع الأم، فهل تقول الرواية إن الماضي يلزمنا لتفسير حياتنا في الوقت الراهن؟
• في حالة هذه البطلة تحديدًا، لا يمكنك التأكد من صحة ما ترويه حول الماضي، الذكريات مشوشة ومليئة بالثغرات، وقابلة للتشكيك بها، تمامًا كأحداث زمنها الحاضر. ككاتبة لا أعتقد أن لديَّ الحق في الحديث عما تقوله الرواية، أفضل أن أترك التفسير للقارئ. لكن بشكل شخصي، كإنسانة أعتقد أننا نحتاج في مرحلة ما للتوقف قليلًا أمام بعض لحظات الماضي. ربما في ظل إيقاع الحياة اليومي المتسارع لا تتاح لنا المساحة لوقفات مطولة. لكن من حين لآخر أفضِّل أن أتوقف للنظر إلى الخلف، لا لشيء سوى لفهم بعض مما أنا عليه الآن، ربما لا أجد في الماضي تفسيرًا في كل مرة، لكن على الأقل حين أقارن حاضري بما كنت عليه قد يمنحني ذلك إشارة إن كنت أسير في الطريق الذي أرغب حقًا في السير فيه.
- تنظيف البطلة للأب مشهد في منتهى القسوة، هل وجوده يخبرنا كيف يتحول الإنسان في لحظة واحدة من قمة التفاني والإخلاص إلى قاتل؟
• لم أفكر في الأمر من هذه الزاوية، لا يحق لي الحكم على مشاعر البطلة أو تفسيرها بالطبع، لكني أفكر في مدى تعقيد موقف الابنة التي تضطر لتقديم الرعاية لوالد ليس فقط مسيء لكنها تعتقد بأنه تسبب في قتل أمها (سواء كان اعتقادها صحيحًا أو مجرد ذكرى أخرى مشوشة). في هذه الحالة هل من الممكن أن نرى في رعايتها له نوعًا من التفاني والإخلاص؟ صدقًا لا أعرف.
لكني أعتقد أن أي منا يمكن أن يتحول في لحظة إلى قاتل. هناك شعرة ضئيلة للغاية تربطنا بإنسانيتنا، وقد تنقطع في لحظة.
- لماذا كان وجود الزوج في الرواية هامشيًا؟
• أعتقد أن هذا كان نوعًا من العقاب أو الإسقاط، فهو زوج يعمل طوال الوقت ويدير وجهه للحائط، وتقتصر علاقته بطفلته على جلب الحلوى والبالونات، حتى حين ظهر وهو يلاعب ابنته انفرد بالكرة. من جهة أخرى هو الآخر كان لديه الكثير من الأشياء التي أخفاها حول ماضيه، طبقته الاجتماعية السابقة مثلًا والتي ظهر في أكثر من موقف وكأنه يحاول تجميلها أو إخفاءها. أعتقد أن البطلة أيضًا أخفت عنه ماضيها، لا توجد إشارة على نوع من الانفتاح على الماضي، كأن أحدهما لم يعرف الآخر بما يكفي خلال السنوات التي عاشاها سويًا. ولأن الحكاية حكايتها وعلى لسانها جاء خيار تهميشه بهذا الشكل.
- الرواية يبدو وكأنها تريد أن تقول إن الحياة سلسلة متصلة من الأحداث المكررة، فالابنة تركل الكرة في الحائط كما كانت تفعل أمها (البطلة) والزوج يبدو كأنما أخذ مكان الأب اللامبالي.. ما تعليقك؟
• أنا أعتقد أننا ندور في دوائر بالفعل، محكومين بماضينا، وبأحكام الوراثة، وكأننا نركض إلى ما نهرب منه. جميعنا نركض للهرب من شيء أو آخر طوال الوقت، لكن حين نفاجأ بأننا نركض في دوائر، وأن ما نهرب منه ينتظر أمامنا، لا يصبح لدينا حل سوى محاولة كسر الدائرة، وهو حل غير مأمون بالطبع، فقد نسقط في الفراغ أو في دائرة أخرى أضيق، من يدري، لكن ما حيلة الإنسان إلا أن يحاول.
- لا يمكن الجزم بأن هناك شيئًا حدث فعلًا في هذه الرواية، لا قتل الأب، ولا إجهاض الطفلة، ولا غيرهما.. لماذا جعلت الأحداث مشكوكًا فيها؟
• من منا يمكنه الجزم بأن ذكرياته كلها حدثت كما يتذكرها؟ الذاكرة بطبيعتها مراوغة، حتى لو لم يمر الشخص بأحداث قاسية، ما بالك بما مرت به البطلة؟ أعتقد أن حادثًا واحدًا من هذه الحوادث كفيل بإحداث صدمة نفسية كبيرة، من الممكن بعدها أن يختل توازن المرء النفسي والعقلي بما يكفي ليتشكك في كل ما يحدث.
- لماذا استغرقت الرواية في استبطان الشخصيات ولم تهتم بالوصف أو الحوار؟
• يرتبط ذلك الخيار بطبيعة الشخصيات، الشخصية الرئيسية منشغلة أكثر بأفكارها الداخلية، العالم ما هو إلا محيط ربما تمر أيام دون أن تفكر في تأمله أو النظر إليه، حتى في طفولتها، ستجد وصفًا للجدار وخربشاته مثلًا، لكن حتى هذا الوصف يبدو وكأنه انعكاس لخيالاتها عنه لا وصفًا حقيقيًا له. هناك أيضًا وصف لمكتبها الجديد الذي ركبت أجزاءه بنفسها، وكأن تلك المحاولة كانت محاولة لفتح عينيها والنظر إلى خارجها بشكل أو بآخر. حتى محاولات الأب لوصف المكان تتعلق بذاكرة المكان التاريخية البعيدة، الذاكرة التي لم يعش أحداثها، لكنه يتبناها كأنه ينتحلها، حتى وصفه للشجر هو مجرد رصّ للأسماء بلا معرفة حقيقية. حاولت أن تكون المشاهد الوصفية قليلة ومعبِّرة عن الشخصيات قدر الإمكان وعن طريقة رؤيتها للعالم.
بالنسبة للحوار، الرواية كلها تقريبًا تدور في ذاكرة البطلة، لذلك جاءت جمل الحوار مختزلة بعض الشيء، كثيرًا ما يحدث ذلك حين تحاول استدعاء الذكريات (أو على الأقل هذا هو ما أعرفه أو هذه هي تجربتي مع الذاكرة) أنت لا تتذكر الحوار الحرفي بحذافيره، لكنك تتذكر المعنى الإجمالي للحوار، تتردد الجمل في الذاكرة مختزلة، وعارية من الإضافات، وأحيانا يحل إحساسنا أو فهمنا لما قيل محل العبارات التي سمعناها بالفعل.
- الرواية بحجمها الصغير وأحداثها الصعبة تبدو أقرب إلى كبسولة الدواء المُرَّة.. لماذا لم تفكري في تخفيفها بأي حيلة كاستخدام السخرية مثلًا؟
• حاولت أن أستخدم السخرية بالفعل في بعض المقاطع، لكنها كانت سخرية عفوية داكنة بعض الشيء، لم أفعل ذلك بشكل متعمد لتخفيف حدة الأحداث، لم أتبين أن الأحداث بهذه الدرجة من الحدة حتى سمعت ردود الفعل.
- متى بدأتِ الكتابة ولماذا قلتِ إنها كانت أقرب إلى مسبَّة أو وصمة في البدايات؟
• بدأت الكتابة في الطفولة، كنت طفلة وحيدة بلا أشقاء أو شقيقات، خجولة وانطوائية للغاية وأجد صعوبة في تكوين الأصدقاء، كانت القراءة في ذلك الوقت هي البديل والمنقذ، ومع القراءة جاءت الكتابة، في الطفولة تقلد ما تقرأه بشكل شبه مباشر، تقرأ شعرًا فتحاول أن تكتب الشعر، تقرأ قصة فتحاول أن تكتبها. ألاحظ ذلك مع ابنتي أيضًا، لا تجيد الكتابة لكنها كلما شاهدت فيلمًا تتقمص حياة أبطاله وتعيشها لعدة أيام حتى تشاهد آخر.
في هذا الوقت لم أكن أعرف في محيطي من يهتم بالقراءة سوى عدد قليل من الأصدقاء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ربما تعرضت للسخرية حين ذكرت أني أكتب ذات مرة، لا أذكر جيدًا، لكن رافقني في وقت الطفولة شعور بأني مختلفة، لم يكن شعورًا بالتميز بل على العكس، كان الاختلاف وقتها يعني النقص بالنسبة لي، أردت أن أشبه الجميع، وأقضي الوقت في اللهو والمرح والحديث عن قصص الحب المبكرة، لكني فشلت وقتها في عيش الشكل التقليدي للطفولة والمراهقة، لم أجد سعادتي سوى في العزلة، وهو ما جعلني أشعر بنوع من الخجل من القراءة والكتابة كأنها وصمة، كأنها أمور تجعلني أقل طبيعية من الآخرين. ثم كبرت بطبيعة الحال، وفهمت أن ما كنت أعتبره نقصًا هو في الواقع أكثر شيء يسعدني في العالم.
- ما الفارق بين القصة والرواية بعيدًا عن فكرة التكثيف التي يتحدَّث الجميع عنها؟
• في تعريفي الشخصي يرتبط الأمر بالزاوية التي ينظر من خلالها النص إلى العالم، الأسئلة التي يختارها، ما الذي نعنيه بالتكثيف؟ هل نعني محدودية عدد الكلمات؟ أم كثافة العبارة؟ قد تمتد رواية إلى مئات الصفحات بلغة أكثر تكثيفًا وتركيزًا من قصة قصيرة مكتوبة في صفحتين مثلًا. أنا شخصيًا لا تشغلني التعريفات كثيرًا، وأعتقد أنها تتغيَّر بتغير الزمن والتجارب والأشكال الأدبية التي تظهر في كل يوم.
- من الأقرب إلى ذائقتك من الكتَّاب المصريين والعرب ولماذا؟
• أخشى ألا تكفي المساحة لذكرهم جميعًا، وأخشى أن أنسى اسمًا من الأسماء التي أحبها.
- وما جيلك؟
• إذا كان السؤال يعني المرحلة العمرية فأنا أنتمي إلى ما يعرف بـ(مواليد الثمانينيات)، هل هناك تعريف جامع لجميع الكتاب من مواليد الثمانينيات؟ لا أعتقد، لكل منا تجربته الخاصة، وإن جمعتنا جميعًا تجارب غامرة بحكم الأحداث السياسية التي شغلت ما يقارب نصف عدد السنوات التي عشناها، ثورة يناير بكل ما حملته من أمل وما تلاها من إحباط. لكن حتى هذه الأحداث التي شملت الجميع عاش كل منا تجربته الفريدة خلالها. على مستوى الكتابة لم يشغلني سؤال الجيل من قبل، أنتمي لتجربتي الفردية، وأتابع تجارب الكتَّاب في جيلي باعتبارها تجارب فردية أيضًا لا باعتبارها تجارب جيل. أعتقد أن السؤال الخاص بالجيل الأدبي أو بسماته يخض الناقد أكثر من الكاتب، أو ذلك هو رأيي في الوقت الحالي على أي حال، فمن يدري ربما أصل لرأي آخر فيما بعد.
- ما الذي يعنيه لك الميلاد من خلال ورشة أدبية؟
• الورشة كانت فرصة مهمة للغاية بالنسبة لي، تعلمت الكثير من خلالها، سواء من منصورة عز الدين التي كان اسمها حافزًا لي على المشاركة. وأيضًا من النقاش مع الزملاء.
- أنت زوجة الكاتب أحمد كامل.. ما الذي يمنحه كل منكما للآخر في الكتابة؟
• أعدّ نفسي محظوظة، أعيش مع واحد من كتابي المفضلين تحت سقف واحد، وبالإضافة لذلك أحمد قارئ واعٍ وناقد حاد للغاية مخلص للكتابة وللفن أكثر من أي شيء وغير مجامل، وهو أمر يحتاجه أي كاتب، عين أخرى واعية ومحبة لا تشوبها المجاملة والتي قد تسقطك بدلًا من أن تساعدك. أحمد هو أول قارئ لمسوداتي.
من ناحية أخرى تحتاج الكتابة والإبداع بشكل عام إلى مساحة أوسع من التحرر، وتقبل لمختلف تقلبات المزاج والأحوال، هذه المساحة ربما يندر وجودها إذا لم يتفهم كل من الشريكين طبيعة عمل الآخر. وأظن أن هذا البراح والمساحة من أهم الأمور التي يحاول كل منا منحها للآخر.
- هل تفاجأت بنجاح الرواية وتأكيد الجميع على أنها تجاوزت عثرات البدايات؟
• تفاجأت تمامًا، إذا كان السؤال بخصوص الفوز في المسابقة فبمنتهى الصراحة قدمت الرواية بدون أي ثقة في الفوز، الرواية صغيرة كما أشرت، في ظل توجه عام ناحية الروايات الكبيرة. توقفت لفترة خلال الكتابة لظروف شخصية قاسية، أعيش بقلق دائم بشأن مدى جودة ما أكتبه، وإمكانية أن يكون أفضل. لذلك فاجأني خبر الفوز، وفوجئت أكثر بردود الفعل والقراءات. أعتقد أنها منحتني قدرًا كبيرًا من الثقة، لا زلت أحتفظ بقلقي بشأن الكتابة بالطبع لكني يمكن أن أسميه الآن (قلقًا صحيًا).
- أخيراً ما خطوتك المقبلة؟
بعد صدور الرواية فكرت في العودة إلى قصصي القصيرة والعمل عليها، بعضها يحتاج إلى التحرير والبعض الآخر إلى إعادة كتابة، أعمل أيضًا على نص طويل لم أحدد بعد صورته النهائية، سواء كان رواية أو عملًا غير تخييلي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالنسبة لی أعتقد أن ما الذی ا تجارب ا أعتقد
إقرأ أيضاً:
غدا.. مناقشة رواية «ما زلت أنا» ومحاضرة إدارة الوقت في مكتبة مصر الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم مكتبة مصر الجديدة العامة فى الخامسة من مساء غد الجمعة، حفل توقيع ومناقشة رواية "ما زلت أنا" للكاتبة أمل حجازى، والتى تحكي عن أكثر الأشياء رعبا في هذه الحياة، يدير اللقاء الكاتب عماد العادلى.
يذكر أن أمل حجازى تخرجت من كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية وكتبت مقالات لها في عدة مجلات بريطانية في مصر وفي عدة مواقع إلكترونيّة وحصلت على الجائزة الأولى لمسابقة الكتابة عام 2011 ومقال أسبوعي في بوابة روزاليوسف الإلكترونية.
فى سياق متصل تنظم مكتبة مصر الجديدة للطفل ورشة "إدارة الوقت" تقدمها إيمان ممتاز أخصائية تنمية بشرية، الورشة تقام اون لاين عبر منصة زوم فى الساعة الثانية من مساء غد الجمعة، وتتناول فى عدة محاور أولوياتى ومسؤولياتي، المهم أولا، وتتطرق المحاضره إلى جدول إدارة الوقت فى كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعلية.