يمن مونيتور/ (نيويورك تايمز)

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة، إن تدعو علناً لتسوية سلمية للصراع في السودان، لكنها تقوم سراً بتغذية الحرب، فهي تدير عملية سرية متقنة لدعم قوات “الدعم السريع”، تحت ستار إنقاذ اللاجئين.

وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها: إن أبوظبي “تقوم بتزويدها بأسلحة قوية وطائرات بدون طيار، ومعالجة المقاتلين المصابين، ونقل الحالات الأكثر خطورة جواً إلى أحد مستشفياتها العسكرية”.

ووفقاً للصحيفة، تتمركز العملية في مطار ومستشفى في بلدة نائية عبر الحدود السودانية في تشاد، حيث تهبط طائرات الشحن الإماراتية بشكل شبه يومي منذ يونيو.

وتقول إن الأدلة تشير إلى أنها تدعم قوات الدعم السريع، لافتة إلى أن الإماراتيين “يصرون على أن عمليتهم على الحدود مع السودان هي عملية إنسانية بحتة”.

وتضيف: “في الواقع تستخدم الإمارات العربية المتحدة مهمة المساعدات الخاصة بها لإخفاء دعمها العسكري لقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان، المعروف باسم حميدتي”.

وتنقل عن مسؤول أمريكي كبير سابق قوله: “الإماراتيون يعتبرون حميدتي رجلهم، لقد رأينا ذلك في مكان آخر – يأخذون شخصاً واحداً، ثم يدعمونه على طول الطريق”.

كما تنقل عن مسؤولين أمريكيين وسودانيين قولهم إن مقاتلي حميدتي استخدموا في الأسابيع الأخيرة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، التي زودتهم بها الإمارات، لمهاجمة قاعدة مدرعة محصنة في العاصمة السودانية الخرطوم.

ووفق الصحيفة، “أثارت العملية السرية في السودان حفيظة المسؤولين الأمريكيين الذين يشعرون بالإحباط بالفعل بسبب علاقات الإمارات المتنامية مع روسيا والصين”.

وبدأت العملية في أمدجراس التشادية بشكل جدي، في منتصف يونيو، أي بعد نحو شهرين من بدء الحرب للسيطرة على السودان، حسب الصحيفة، حيث بدأت حينها الطائرات بالوصول إلى المدينة، حيث تقول الإمارات إنه تم علاج أكثر من 6000 مريض منذ يوليو.

وتؤكد حصولها على صور من الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات الجوية “أن مطار أمدجراس كان يتوسع ليصبح مطاراً صاخباً على الطراز العسكري، يبدو أنه يتجاوز احتياجات المستشفى الصغير، حيث تم إنشاء ملجأين مؤقتين للطائرات وحظيرة طائرات، وتم توسيع مجمع المستشفى وتخزين الوقود.

وسبق أن نفت الإمارات، في أغسطس الماضي، ما تردد في وسائل الإعلام حول دعمها أحد أطراف الصراع السوداني بأسلحة وذخائر، مؤكدةً أنها لم تقف مع أي منهما.

وأكدت أن “الإمارات لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي الذي يجتاح السودان، وتسعى إلى إنهاء هذا الصراع، وإلى احترام سيادة السودان”.

وأشارت إلى أنها أنشأت مستشفى ميدانياً في أمدجراس التشادية، في يوليو، “لمن يحتاجون إلى رعاية طبية، بغض النظر عن الجنسية أو العمر أو الجنس أو الانتماء السياسي”.

وبدأت العلاقة الإماراتية مع حميدتي في حرب اليمن، حيث أغدقت عليه، عام 2018، الأموال لإرسال مقاتليه إلى اليمن، وساعدته هذه الحملة على إثراء نفسه وتعزيز قوة “الدعم السريع” داخل السودان، ومع بنائه إمبراطورية مالية ومناجم ذهب ونقل عائداتها إلى دبي، حيث يدير شقيقه الأصغر القوني حمدان دقلو شركات لإدارة مصالح العائلة.

وتساءل الكثير من المحللين الغربيين عن سبب زيادة أبوظبي مساعدتها لـ “الدعم السريع”، رغم الأدلة المتزايدة عن الجرائم والانتهاكات.

ومثل بقية دول الخليج، ترى أبوظبي في السودان مصدراً للغذاء، ومركزاً لتعزيز مصالحها في البحر الأحمر، حيث وقعت على اتفاقية بـ 6 مليارات دولار لبناء ميناء جديد على البحر الأحمر. وهناك التنافسات الإقليمية، فالتوتر في تصاعد بين مصر، التي تدعم الجيش، والإمارات والسعودية التي تقود الجهود الدبلوماسية.

ومنذ 15 أبريل الماضي، اندلع قتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى، وأدت إلى مقتل مئات المدنيين وجرح الآلاف، ونزوح مئات الآلاف إلى الولايات الأخرى ودول الجوار.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحرب الدعم السريع السودان حرب اليمن الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

شبكة أطباء السودان: الإمدادات الطبية بسنار تخسر 2.5 مليون دولار بسبب الدعم السريع

بحسب الشبكة هذه الاعتداءات بدأت بنهب مخازن الإمدادات المركزية في العاصمة الخرطوم، ثم توسعت لتشمل ولايات أخرى، حيث يتم تهريب الإمدادات إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع أو بيعها خارج البلاد. 

الخرطوم: التغيير

أعلنت شبكة أطباء السودان – جسم طوعي – أن فريقها بولاية سنار كشف عن تعرض القطاع الصحي لخسائر جسيمة بعد نهب مستودعات الإمدادات الطبية بمدينة سنجة، حاضرة الولاية من قبل قوات الدعم السريع.

وأفادت الشبكة بأن قيمة الأصول والمخزون المفقود تقدر بـ 2.5 مليون دولار، شملت الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية التي كانت تشكل مخزونًا استراتيجيًا للولاية.

وأدانت الشبكة بشدة الاعتداءات المستمرة على القطاع الصحي، ووصفتها بأنها عمليات تجريف ممنهجة للمخزون الطبي في السودان.

وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات بدأت بنهب مخازن الإمدادات المركزية في العاصمة الخرطوم، ثم توسعت لتشمل ولايات أخرى، حيث يتم تهريب الإمدادات إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع أو بيعها خارج البلاد.

ومنذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، شهدت البلاد تدهورًا كارثيًا في القطاع الصحي. وتعرضت المستشفيات والمرافق الصحية لهجمات مباشرة، وتحولت بعضها إلى مواقع عسكرية.

كما جرى نهب مخازن الأدوية والمعدات الطبية، مما أدى إلى شلل كبير في الخدمات الصحية وحرمان ملايين السودانيين من الحصول على العلاج.

في ولاية سنار، يُعد مركز الإمدادات الطبية في سنجة أحد أبرز المنشآت الطبية التي تضررت بفعل الحرب.

وتفاقمت الأوضاع الصحية في ظل تزايد النزوح الداخلي وانتشار الأمراض، مما جعل استعادة القطاع الصحي أولوية قصوى في أي جهود لإعادة الاستقرار في السودان.

الوسومآثار الحرب في السودان الإمدادات الطبية انتهاكات الدعم السريع سنجة شبكة أطباء السودان ولاية سنار

مقالات مشابهة

  • البرهان من أسمرا يبلغ أفورقي تأكيدات بشأن وقف الحرب والقضاء على الدعم السريع ومجلس السيادة يكشف عن مشهد خارج “البروتوكول”
  • البرهان يرد على “التسوية” مع قوات الدعم السريع
  • “نيويورك تايمز”: الجامعات الأمريكية تقمع الاحتجاجات الداعمة لفلسطين
  • شبكة أطباء السودان: الإمدادات الطبية بسنار تخسر 2.5 مليون دولار بسبب الدعم السريع
  • تحذير أممي من “وباء عنف جنسي” ضد النساء في السودان
  • البرهان يعلق على أنباء التسوية مع الدعم السريع
  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
  • “الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري