نفت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن تنفيذ التفجيرين

قالت الشرطة ومسؤولون في قطاع الصحة الباكستاني إن ما لا يقل عن 57 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 60 في هجوم انتحاري وانفجار آخر وقعا بمسجدين، الجمعة (29 سبتمبر/أيلول 2023)، في ولاية بلوشستان بجنوب غرب باكستان خلال فعاليات بمناسبة المولد النبوي.

مختارات بشبهة التجديف.

. حشد غاضب يقتل رجلا محتجزاً بقسم شرطة في باكستان المحكمة العليا الباكستانية تعتبر توقيف عمران خان "باطلاً" مقتل العشرات في تفجير انتحاري خلال تجمع سياسي في باكستان

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجارين الذي ذكرت وسائل الإعلام أن أحدهما أدى إلى حصار العشرات تحت الأنقاض. وأعلن وزير الإعلام في ولاية بلوشستان جان اشكزاي الحداد لثلاثة أيام، فيما اكتظت المستشفيات بالجرحى ولجأت سلطات الولاية إلى منصات التواصل الاجتماعي لإطلاق نداءات للتبرع بالدم.

ووقع الانفجار خلال احتفال أفراد من طائفة بريلوية الإسلامية بذكرى المولد النبوي. ويشار إلى أن الطائفة البريلوية المتأثرة بشدة بالصوفية، مشهورة في باكستان، وغالبا ما يكون الأشخاص الذين يتبعونها مستهدفين من جانب تنظيم داعش الإرهابي.

يأتي هذا وسط تصاعد هجمات جماعات مسلحة، مما يزيد من المخاطر التي تواجهها قوات الأمن قبل الانتخابات الوطنية المقررة في يناير/ كانون الثاني. وأظهرت لقطات تلفزيونية مئات الأشخاص وهم يساعدون في نقل الجرحى إلى سيارات الإسعاف. وقال عبد الرشيد إن 58 شخصا على الأقل أصيبوا، مضيفاً أن عدد القتلى قد يرتفع لأن كثيرا من الجرحى في حالة خطيرة.

وقال مسؤول بقطاع الصحة المحلي يدعى عبد الرشيد إن الانفجار الأول وقع في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد وأدى لمقتل 52 شخصاً. وذكر منير أحمد وهو مسؤول كبير بالشرطة أن "المهاجم فجر نفسه بالقرب من سيارة للشرطة على مقربة من مسجد مدينة حيث احتشد الناس من أجل موكب". 

وقال ضابط الشرطة عزام خان لوكالة الأنباء الألمانية إن التفجير استهدف أشخاصا تجمعوا خارج المسجد في بلدة ماستونج بإقليم بلوشستان، وأضاف خان أن ضابطاً كبيراً بالشرطة بين القتلى.

وهجوم انتحاري آخر 

أدى هجوم انتحاري آخر نفذه رجلان في مسجد على بعد مئات الكيلومترات في شمال غرب باكستان بولاية خيبر بختنخوا، إلى انهيار سقف ومقتل خمسة أشخاص بحسب قناة جيو نيوز، وأن ما بين 30 و40 شخصا محاصرون تحت الأنقاض.

ويقع الإقليمان على الحدود مع أفغانستان وتعرضا لهجمات في السنوات الماضية شنها متشددون إسلاميون يهدفون إلى الإطاحة بالحكومة الباكستانية وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة.

ويعد الانفجار الذي وقع في بلوشستان هجوما نادراً على المدنيين إذ استهدف المتشددون بالأساس قوات الأمن في السنوات الأخيرة.

تأتي التفجيرات بينما تستعد باكستان لانتخابات مقررة في كانون الثاني/يناير العام القادم، وسط أزمة سياسية واقتصاد مشلول وتصعيد في هجمات المسلحين عقب عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في 2021.

طالبان تنفي مسؤوليتها

ونفت حركة طالبان باكستان، التي نفذت منذ تأسيسها عام 2007 بعضا من أعنف الهجمات داخل البلاد، مسؤوليتها عن تنفيذ التفجيرين.

وفي مثل هذه المناسبة في نيسان/أبريل 2006 قتل انتحاري 50 شخصا على الاقل في مدينة كراتشي الساحلية بعدما فجر عبوة في موكب. وفي يوليو/ تموز، قُتل أكثر من 40 في تفجير انتحاري في إقليم خيبر بختون خوا أثناء تجمع لحزب سياسي ديني.

وشهدت باكستان ارتفاعاً في الهجمات التي يشنها متشددون إسلاميون منذ العام الماضي عندما انهار وقف إطلاق النار بين الحكومة وحركة طالبان باكستان، وهي حركة ينضوي تحت لوائها العديد من الجماعات الإسلامية السنية المتشددة.

من ناحية أخرى أعلن الجيش الباكستاني الجمعة مقتل أربعة جنود وثلاثة مسلحين خلال مواجهة مع عناصر من حركة طالبان الباكستانية كانوا يحاولون التسلل إلى بلوشستان من أفغانستان.

الأدانات تتوالى

من جانبها، أدانت الجزائر التفجيرات. وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن "الجزائر تدين بأشد العبارات عملية التفجير الانتحاري الذي وقع اليوم الجمعة قرب مسجد في ولاية بالوشستان جنوب غرب باكستان، ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى، أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف".

بدورها، أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الضحايا، وكذلك الانفجار الذي وقع قرب مدينة بيشاور، والذي أدى إلى مقتل عشرات آخرين من الضحايا.

ع.ح./ف.ي. (رويترز ، أ ف ب ، د ب ا)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: هجوم انتحاري بلوشستان باكستان المولد النبوي تنظيم داعش جماعات مسلحة الانتخابات الباكستانية حركة طالبان باكستان كراتشي دويتشه فيله هجوم انتحاري بلوشستان باكستان المولد النبوي تنظيم داعش جماعات مسلحة الانتخابات الباكستانية حركة طالبان باكستان كراتشي دويتشه فيله غرب باکستان حرکة طالبان فی باکستان الذی وقع

إقرأ أيضاً:

جدران كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت بأفغانستان

كابل- تغيرت ملامح العاصمة الأفغانية كابل بشكل تدريجي منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب2021، وبات لافتا للأنظار تغير لون الجدران وخاصة المحيطة بالسفارة الأميركية، إذ تحولت هذه المساحات من لوحات فنية ورسائل شعبية إلى منابر دعوية وتوجيهية، تستخدمها وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بلغة واضحة تخاطب فيها المجتمع وتحديدا النساء.

وبين مؤيد ومعارض لكتابة الشعارات، تبقى الجدران في العاصمة كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت، تعكس حجم التوتر القائم بين الواقع الاجتماعي الحالي والرغبة في كسر القيود والتعبير عن الذات.

تقول زينب (اسم مستعار) وهي طالبة جامعية حرمت من إكمال دراستها للجزيرة نت "عندما أخرج من المنزل، فأرى عبارات تشعرني أن وجودي نفسه أصبح محل تساؤل وجدل، لا أحد يقول لي مباشرة: ارجعي إلى منزلك، لكن الجدار يفعل ذلك بصمت، وأشعر أنه يخاطبني دون أن أرد عليه".

ويرى مراقبون أن استخدام الجدران ليس مجرد وسيلة دعائية فقط، بل هو جزء من إستراتيجية التواصل، تهدف إلى ترسيخ رؤى الحركة في المجتمع، وهو بديل إعلامي للحكومة لتعزيز خطابها، لكنها تبقى مرآة للتغير الذي طرأ على المجتمع الأفغاني في ظل حكم طالبان، إذ تُعبّر عن خطاب أحادي الجانب، موجه لجمهور واسع، دون أن تتيح لهذا الجمهور فرصة الرد أو النقاش.

إعلان

لكن الأستاذة السابقة في جامعة كابل آمنة جلالي لها رأي آخر، وتقول للجزيرة نت إن "معظم الشعارات التي ظهرت على الجدران في العاصمة كابل أو الطرق العامة، لا تتعارض مع طبيعة الشعب الأفغاني وخاصة المرأة، ومعظمها حول القيم والمبادئ التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب، وأنا أراها وسيلة ناجحة لترسيخ هذه المبادئ في وجدان الجيل الشاب لأنه ولد وعاش في حقبة الاحتلال".

عبارات دعوية مرسومة على جدار أمام قاعدة عسكرية أميركية سابقة في العاصمة كابل (الجزيرة) أداة دعاية ناعمة

في شوارع العاصمة، تنتشر شعارات تدعو إلى "الاحتشام"، وتُشجع المرأة على البقاء في منزلها، وتؤكد "دور المرأة المسلمة وفق الشريعة"، وباتت هذه العبارات -التي تُكتب بخط واضح وبألوان غامقة- جزءا من المشهد اليومي في العاصمة كابل.

وتمثل هذه الجدران نوعا من الدعاية الناعمة التي تستهدف تشكيل وعي عام جديد، وتعكس رغبة الحركة في إعادة تشكيل دور المرأة في الحياة العامة، بعيدا عن النموذج الذي ساد خلال العقدين الماضيين في أفغانستان.

تقول هادية حكيمي (17 عاما) للجزيرة نت إنها لا تغادر منزلها أبدا دون ارتداء الحجاب، وتعلق أن مثل هذه الرسائل تبدو كأنها "مصدر ضغط وإذلال وليس تعليما دينيا، فالحجاب القسري ليس حجابا في الواقع، لا ينبغي فرض نمط خاص على المرأة، ومن حقنا كنساء أن نختار الحجاب الذي نريده، ونحن ملتزمات بعاداتنا وتقاليدنا التي لا تعارض تعاليم الإسلام"، حسب قولها.

أما جميلة (اسم مستعار)، وهي طالبة في كلية الطب بجامعة كابل حرمت من مواصلة دراستها، فتوضح للجزيرة نت أنها كلما خرجت من منزلها تقرأ الشعارات المكتوبة على الجدران "وأشعر كأنها تراقبني"، وتضيف "هي لا تجبرني على تغطية وجهي، لكنها تغلق أمامي أبواب الحلم والتعبير. أنا من عائلة ملتزمة ولا أذكر أنني خرجت من دون الحجاب حتى قبيل وصول طالبان إلى السلطة".

من جهتها تقول سلمى عزيزي (23 عاما)، وهي طالبة سابقة في جامعة خاصة، للجزيرة نت إن "نشر الوعي العام بشأن الحجاب ودور المرأة في المجتمع الأفغاني لا غبار عليه، وهذه الشعارات تعزز حقنا في المجتمع، والخلاف الموجود ليس مع تعاليم الإسلام وإنما حول الآلية التي اختارتها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويمكن الاستفادة من تجارب في دول إسلامية مثل دول خليجية وماليزيا وإندونيسيا في مجال التعليم والعمل".

إعلان

وتؤكد الصحفية الأفغانية خديجة قانت للجزيرة نت أن "جدران كابل اليوم تحوّلت إلى دفتر رسائل، تتحدث فيه طالبان مع النساء، ولكن من طرف واحد، إنها رسائل لا تقبل الرد والنقاش، بل تفرض نفسها كحقائق مطلقة"، وأضافت "بينما تظل المرأة الأفغانية مُغيبة عن المشهد السياسي والإعلامي، فإن هذه الجدران بمثابة تذكير يومي بالصراع على الوعي والهوية والدور الاجتماعي للمرأة".

تأثير نفسي

يقول المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيف الإسلام خيبر للجزيرة نت إن "الوزارة قامت بكتابة شعارات وتوجيهات على جدران العاصمة كابل والمدن الرئيسية، وهي تساعدنا في نشر الوعي الديني، وكل من يمر أمامها يلقي النظرة عليها، وهي تؤثر على أفكار الجيل الناشئ".

وأضاف "نسعى لأن نكتب على الجدران شعارات مفيدة ومهمة تلخص الأحكام الدينية، وفي الوقت نفسه نكافح العادات والتقاليد التي تعارض تعاليم الشريعة، وبعد تقييمنا فقد رأينا أنها أثرت إيجابيا على الناس وخاصة الشباب والنساء".

تؤكد أستاذة علم النفس السابقة في جامعة كابل نرجس علم للجزيرة نت أن "هذه الرسائل المكتوبة على جدران المدينة تؤثر على الوعي الجماعي، وعندما تتكرر عبارات وشعارات تحدد للمرأة مكانها وسلوكها في كل شارع وزاوية فإن ذلك يتحول من رسالة إلى قانون اجتماعي غير مكتوب، ويخلق حالة من الرقابة الذاتية والخوف".

وتحذر علم من أن استمرار هذا الخطاب وبهذا النمط من جهة واحدة "يعزز الشعور بالعجز الجماعي، ويعيد إنتاج الصورة النمطية لدور المرأة".

يذكر أنه بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، ألغيت وزارة شؤون المرأة وحلت مكانها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قامت الوزارة بتغيير مظهر المدينة، حتى أصبحت جدرانها الآن أدوات دعائية لتنفيذ سياسات طالبان.

إعلان

وبعد محو الجداريات التي رسمت أثناء وجود القوات الأميركية، طُليت جدران مراكز التعليم والجمعيات النسائية والمدارس برسائل حركة طالبان، ووجدت جدران كابل التي كانت تضم في السابق شعارات مختلفة عن العدالة والحريات المدنية، لغة جديدة ذات أسلوب توجيهي بالغالب، تحدد في محتواها حدود حياة المرأة.

مقالات مشابهة

  • إصابة 29 شخصًا جراء الزلزال الذي ضرب الإكوادور
  • الأمم المتحدة: أكثر من 480 قتيلا شمال دارفور منذ 10 نيسان
  • مقتل 4 من قوات الأمن الباكستانية بانفجار في بلوشستان
  • 44 قتيلا على الأقل في ضربات إسرائيلية على قطاع غزة
  • “الحضرة المصرية” تحيي أمسية صوفية.. بقبة الغوري
  • هل تصلح عودة إيلون ماسك إلى تسلا الضرر الذي لحق بها جراء عمله في إدارة ترامب؟
  • موسكو تسمح لأفغانستان بتعيين سفير في روسيا
  • جدران كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت بأفغانستان
  • تأجيل أكثر من 33 ألف قضية جراء الإغلاق القسري لمجمعات محاكم بالضفة
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند