بعد مرور عام من الحوار الوطني تظل اتفاقية الدوحة للسلام إحدى مسارات بناء السلام والمصالحة في تشاد
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
رصد – نبض السودان
في تشاد، بدأت أسس الحوار الوطني الشامل والسيادي منذ عام والذي يهدف إلى قيادة البلاد نحو العودة إلى النظام الدستوري، بعد وفاة إدريس ديبي إتنو ، في أبريل 2021، .
وايضا تمكين تحديد مشاريع الدستور الجديد وتنظيم الانتخابات ومعالجة القضايا السياسية المثيرة للجدل، وانتهت أخيراً هذه المناقشات، في 8 أكتوبر/تشرين الأول، بعد دراسة التوصيات والقرارات واعتمادها.
ويأتي نجاح هذا الحوار الوطني نتيجة للمشاركة الكبرى للحركات السياسية العسكرية الذي وقعت على اتفاق السلام في 8 أغسطس 2022 في العاصمة القطرية الدوحة
حيث وقعت الحكومة الانتقالية ونحو ثلاثين حركة سياسية عسكرية اتفاق الدوحة للسلام ، بعد خمسة أشهر من المحادثات بوساطة قطرية. وينص الاتفاق على عدة التزامات على الجانبين:
و منذ توقيع اتِّفاقيَّة الدوحة للسلام في تشاد، وما زالت قطر تظل شريكًا ملتزمًا ببناء السلام والمصالحة في هذا العالم المضطرب. بفضل دعم قطر ورعايتها لهذا الاتِّفاق، تحقَّقت نجاحات ملموسة
حيث عاد عدد كبير من المعارضة إلى تشاد وأسهموا في بناء مستقبل البلاد. كما تولَّى بعض المعارضين مناصب حكومية وبرلمانية، حيث يعملون جنبًا إلى جنب مع السلطات لتعزيز السلام والتنمية.
استمرت جهود قطر في إقناع باقي الفصائل بالانضمام إلى العملية السلمية في تشاد.
حيث يرى العديد من السياسيين في هذا الاتجاه ان قطر ليست مجرَّد راعية للسلام في تشاد، بل هي شريك دولي ملتزم ببناء السلام والمصالحة في كل أنحاء العالم. تقدم قطر مثالًا يحتذى به للجهود الدولية في تحقيق السلام والاستقرار.
لذا، دعونا نستمر في دعم قطر وجهودها لبناء عالم أكثر استقرارًا وأمانًا للجميع. إنها رسالة نبيلة تجاه السلام والتعايش الإنساني
ويؤكد المشاركين الموقعين على اتفاقية الدوحة من الحركات السياسية العسكرية التشادية للعالم أن دولة قطر لم تنسحب من الاتفاقية المهمة التي تعهدت بها. هناك أخبار مغرضة تجولت مؤخرًا، ولكننا نود أن نضع الأمور في سياقها الصحيح.
قطر ملتزمة باتفاقياتها:
قطر تظل ملتزمة بكافة الاتفاقيات والالتزامات الدولية التي وقعت عليها. نحن نعتقد في الشفافية والالتزام بالوعود.
من خلال دور قطر في العالم والذي لا يزال قائمًا وحيويًا. على تعزيز التعاون والسلام العالمي والتفاهم الإقليمي.
ماهي الحقيقة:
لنتجنب الأخبار الزائفة والإشاعات، دعونا نعمل معًا من أجل نشر الحقيقة. قطر مستعدة للتعاون والحوار.
سنواصل تقديم التحديثات والأخبار الصحيحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
ويشير من خلال ما ذكر سيعزز التزام قطر بالاتفاقيات الدولية ويدعو إلى تفادي الأخبار الزائفة والإشاعات، مع التشديد على دورها المستمر في تعزيز السلام والتفاهم الإقليمي.
وبحسب مصدر حكومي قطري فضل عدم ذكر اسمه ان دولة قطر ملتزمة بالسلام في تشاد. نفتخر بدورها الداعم لاتفاقية الدوحة للسلام بين المعارضة التشادية والحكومة. و يؤكد أن قطر لم ننسحب عن التزامها ومستمرة في دعم جهود السلام في تشاد. طالما ان السلام هو هدفنا المشترك.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الحوار الوطني بعد عام مرور من فی تشاد
إقرأ أيضاً:
4 مسارات رئيسية يتخذها الشرع لوقف عدوانية إسرائيل
يسود افتراض بأن أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تجنّب الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل لردعها عن تحركاتها العدوانية ضد سوريا هو أن سوريا، الخارجة للتو من صراع مُدمر وتُحاول بناء دولة جديدة ومؤسسة عسكرية والخروج من عزلتها الدولية، غير قادرة على خوض حرب مباشرة مع إسرائيل؛ لأنها ستُدمر ببساطة التجربة السورية الجديدة.
ويبدو هذا الافتراض واقعيًا إلى حد كبير. فمثل هذه الصراعات عادة ما تكون مُكلفة للغاية على دول قائمة بحد ذاتها، فكيف سيكون الحال بالنسبة لبلد مُدمر كسوريا؟ مع ذلك، فإن مقاربة الشرع للتعامل مع التحدي الإسرائيلي تتجاوز في الواقع هذا السبب رغم أهميته وواقعيته.
بصفته رئيسًا يقود سوريا في مرحلة انتقالية حساسة، بعد أن كان في وقت غير بعيد قائدًا لإحدى الجماعات ذات الخلفية الإسلامية، فإن هذا التحوّل قد يبدو غير مألوف للبعض. لكنه يُجسّد إلى حد بعيد الملامح الجديدة لشخصية أحمد الشرع كرجل دولة، يسعى إلى تحقيق أهداف كبرى تتمثل في بناء دولة حديثة، والحفاظ على وحدة سوريا، ومنع انزلاقها إلى فوضى داخلية، وسط تحديات متزايدة على رأسها التحركات الإسرائيلية العدوانية في الإقليم.
إعلانكما تُظهر إدراكًا لمخاطر أخرى مُحيطة بعملية التحول في ظل حقيقة أن الاندفاعة الإسرائيلية في سوريا جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يُريده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأحد إرهاصات الاشتباك الجيوسياسي الكبير بين تركيا وإسرائيل على الأراضي السورية. وهذا يُشير إلى أن "الأقلمة" تُهيمن على التحدي الإسرائيلي لسوريا بقدر أكبر من العوامل الأخرى.
ويبدو أن الرئيس أحمد الشرع يُحاول الاستفادة من تجربة النظام المخلوع في التعامل ببراغماتية مع إسرائيل. على الرغم من أن بشار الأسد سار حتى عام 2011 على خطى والده الراحل حافظ الأسد في الحفاظ على الوضع الهادئ على الجبهة مع إسرائيل؛ لضمان استمرار حكمه كل تلك الفترة، فإن سماحه لإيران باستخدام سوريا كمنصة في صراع الظل مع إسرائيل بعد اندلاع الثورة، جلب له متاعب إضافية.
لقد تعهد الشرع منذ أن أصبح رئيسًا بمنع تحويل سوريا إلى تهديد لدول الجوار. وكان تعهده رسالة صريحة إلى دول الجوار، ومن ضمنها إسرائيل. مع ذلك، لا يعكس هاجس إسرائيل من المخاطر الأمنية المزعومة التي يجلبها وصول إسلامي إلى السلطة، الدوافع الفعلية أو الأكثر أهمية لتحركاتها.
فهذه التحركات تنطلق أولًا من منظور الفرص التي يرى نتنياهو أن التحول السوري جلبها لفرض واقع أمني جديد في جنوب سوريا، وثانيًا لتقويض قدرة الدولة السورية الجديدة على النهوض من خلال استهداف ما تبقى من أصول عسكرية لها، ومحاولة إحداث شقاق بينها وبين المكون الدرزي في الجنوب، وثالثًا لتعزيز دور إسرائيل كفاعل مُهيمن في الجغرافيا السياسية الإقليمية.
إن حقيقة النهج التوسعي الإقليمي الذي يُحرك السياسة الإسرائيلية في المنطقة منذ حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والاشتباك الجيوسياسي التركي الإسرائيلي في سوريا، ووجود إدارة أميركية في البيت الأبيض أكثر انسجامًا مع النهج التوسعي الإسرائيلي، وتقاطع أهداف إسرائيل وإيران في تقويض عملية التحول السوري، وإفشال جهود الشرع لبناء دولة جديدة، كلّها عوامل ساهمت في صقل نهج واقعي للشرع في مقاربة التحدّي الإسرائيلي. ويرتكز هذا النهج على أربعة مسارات رئيسية:
إعلان أولًا، تجنب الانزلاق إلى صدام عسكري مباشر مع إسرائيل تبدو نتائجه محسومة وعواقبه كبيرة على سوريا، وعملية التحول فيها، وعلى حكم الرئيس الشرع. ثانيًا، تقويض الهوامش المتاحة أمام إسرائيل من خلال تفكيكها عبر إبرام اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الدولة الجديدة، والتعامل بحزم مع محاولة إسقاط الدولة الجديدة بعد أحداث الساحل الأخيرة، والانفتاح على الحوار مع المكون الدرزي في الجنوب لإبعاده عن إسرائيل. ثالثًا، إظهار التزام الدولة السورية الجديدة بالدبلوماسية وقواعد القانون الدولي في التعامل مع التحدي الإسرائيلي، على اعتبار أن هذا الالتزام يتقاطع مع المواقف الإقليمية والدولية منه. رابعًا، الرهان على الدبلوماسية الإقليمية، وعلى الانفتاح على الدول الغربية للضغط على إسرائيل لثنيها عن مواصلة تحركاتها العدوانية في سوريا.إن أولويةَ الشرع المتمثلة في تعزيز الانفتاح على الغرب، لا سيما الولايات المتحدة، والتخلص من مُعضلة العقوبات، وإدراكه التأثير الأميركي على السياسة الإسرائيلية في سوريا، تُفسر جانبًا آخر من نهج الحذر. فهو يعتقد أن تجنب تصعيد الصراع مع إسرائيل يُساعده أولًا في دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى ممارسة ضغط على نتنياهو للتراجع عن نهجه العدواني، وثانيًا في إظهار أهمية استقرار الإدارة الحالية لتجنب تصعيد خطير في الصراع.
على صعيد آخر، يَظهر تعميق الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع تركيا وتطويرها في المجالات الدفاعية، خصوصًا كأحد الخيارات التي يحتفظ بها الشرع للتعامل مع المُشكلة الإسرائيلية. لكنّها تجلب أيضًا مخاطر؛ لأنها ستجعل سوريا أكثر عُرضة للاشتباك الجيوسياسي التركي الإسرائيلي، وهذا ما يُفسر تريث الشرع حتى الآن في إبرام اتفاقية دفاع مشترك مع أنقرة. لكنّها قد تُصبح خيارًا لا مفر منه إذا تطور النهج الإسرائيلي إلى تهديد أكثر خطورة لسوريا واستقرار سلطتها الحالية.
إعلانقد لا تُحقق هذه الرهانات أهدافها المرجوة في المستقبل المنظور، لكنّها من وجهة نظر الشرع تحدّ من مضاعفة المخاطر التي يجلبها التحدي الإسرائيلي لسوريا الجديدة. كما أنها توسع من الهوامش المتاحة أمام الشرع للتحرك في السياسة الخارجية للحصول على مزيد من الدعم الإقليمي والدولي في مواجهة التحركات الإسرائيلية.
إن دبلوماسية القنوات الخلفية التي يقوم بها أكبر داعمين إقليميين للشرع يُمكن أن تلعب دورًا فاعلًا في التأثير على سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه الدور الإسرائيلي في سوريا.
كما أن إظهار التزامٍ بإدارة عملية التحول السياسي في الداخل بما ينسجم مع التصورات الغربية يُمكن أن يُعزز من نظرة الشرع في الغرب كرئيس قادر على تحقيق الاستقرار الداخلي في سوريا، وإدارة مُنخفضة المخاطر للصراع مع إسرائيل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline