عدن الغد:
2025-03-03@23:07:46 GMT

في ظلال الحرب.. الحصبة تفتك بأطفال اليمن

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

في ظلال الحرب.. الحصبة تفتك بأطفال اليمن

(عدن الغد)الأناضول:

في قطاع صحي منهك جراء تداعيات حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات، يواصل اليمن مواجهة مرض الحصبة الذي أودى بحياة مئات الأطفال خلال أشهر فقط.

 وشهد العام الجاري 2023 ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الحصبة؛ ما دفع السلطات الحكومية إلى إطلاق حملة تطعيم واسعة ضد المرض.

ففي 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، دشنت الحكومة التطعيم في 13 محافظة، بدعم من منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والتحالف العالمي للقاحات والتحصين.

وتستمر الحملة لمدة ستة أيام، وتستهدف أكثر من مليون و267 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 أعوام.

والحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان، ويؤثر غالبا على الأطفال دون سن الخامسة، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود".

وهذا المرض خطير بشكل خاص على مَن يعانون من ظروف صحية أو مضاعفات كامنة، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون مميتا، إلا أن الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات.

صراع مع الأمراض

عبد الله إسماعيل، في العقد الرابع من عمره، يسكن في مدينة تعز (جنوب غرب) الواقعة تحت سلطة الحكومة، قال للأناضول: "أولادي يتعرضون لإصابات متكررة بأمراض مثل الحصبة والطفح الجلدي وسوء التغذية".

إسماعيل تابع: "أصيب أحد أطفالي بالحصبة، ولكن بفضل الله تماثل للشفاء.. لم يفقد حياته في ظل الوضع الصحي المتدهور، وهذا ما أسعدنا رغم الهم الذي عشناه أثناء مرضه".

ولفت إلى أن "الوضع المعيشي والصحي المتدهور في اليمن أجمع، انعكس سلبا على الواقع الصحي لمختلف شرائح المجتمع، خصوصا الأطفال".

وبحسب الدكتور محمد الجلال، وهو طبيب عام في تعز، فإن مرض الحصبة أصبح منتشرا بشكل كبير، وبات الوضع كارثيا نظرا لازدياد الحالات المصابة.

وأضاف الجلال للأناضول أن من أبرز أسباب انتشار الحصبة هو عدم تطعيم العديد من الأطفال؛ بسبب شائعات رضخت لها الكثير من الأسر جراء "الجهل الصحي".

الجلال أوضح أن "للقاحات آثار جانبية مؤقتة مثل الألم والحمى، ما يدفع آباء وأمهات إلى العزوف عن التطعيم لأطفالهم خوفا من هذه الأعراض، رغم أنها طبيعية ولا تسبب أي مخاطر صحية".

وشدد على أنه "كلما ازداد عدد الأطفال الذين لا يأخذون اللقاحات، يسهل نشوء شبكات عدوى بين مَن لم يتلقوا التطعيم، ما يؤدي إلى انتشار المرض".

وواصفا الوضع بالمعقد، دعا الجلال السكان إلى الانتباه والوعي لحماية أطفالهم من الأمراض، بما فيها الحصبة.

عزوف عن التطعيم

وفي بلد يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، يستمر مرض الحصبة في الانتشار، وسط مساعٍ محلية وأممية للحد منه رغم الواقع الصحي المتدهور.

وقال نائب مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بتعز تيسير السامعي إن "مرض الحصبة يواصل الانتشار في المحافظة، خصوصا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".

السامعي أردف للأناضول أنه "منذ مطلع العام الجاري، تم رصد وفاة 48 طفلا في تعز جراء إصابتهم بالحصبة، فضلا عن تسجيل أكثر من ألفي حالة إصابة، من بين مئات الوفيات وآلاف الإصابات على مستوى اليمن".

وأفاد بأن أبرز أسباب انتشار الحصبة هو "الجهل بأهمية التحصين"، ما جعل العديد من الأسر تعزف عن تطعيم أطفالها خشية تعرضهم لأعراض جانبية طبيعية، إضافة إلى حظر حملات التطعيم في المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين.

السامعي حث الأسر على تطعيم أطفالهم في المراكز الطبية ضد الحصبة، حفاظا على حياتهم.

مئات الوفيات

نهاية أغسطس/ آب الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية أنه "منذ يناير /كانون الأول حتى نهاية يوليو /تموز 2023، بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية في اليمن نحو 34 ألفا و300، بينها 413 حالة وفاة".

وأضافت المنظمة، في بيان، أن هذه الإحصائية تُقارن بـ27 ألف حالة إصابة و220 وفاة في 2022.

وأعربت عن قلقها من زيادة الحالات هذا العام، وعزت الأمر إلى التدهور الاقتصادي وانخفاض الدخل والنزوح والظروف المعيشية المكتظّة في المخيمات، إلى جانب نظام صحي مرهق، وانخفاض معدلات التحصين، في ظل انعدام القدرة على الوصول لعدد كبير من الأطفال خلال حملات التحصين الروتيني.

فيما أفادت منظمة أطباء بلا حدود، عبر تقرير في أغسطس/ آب الماضي، بأنه "على مدى السنوات الثلاث الماضية، ارتفع بشكل كبير عدد الأطفال المصابين بالحصبة، والذين أُدخلوا إلى المستشفيات التي تدعمها المنظمة في اليمن".

المنظمة أوضحت أنه "في النصف الأول من عام 2023 فقط، شهدت فرقنا ارتفاعا في عدد مرضى الحصبة بلغ ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2022 بأكمله، إذ تم استقبال وعلاج 4 آلاف مصاب بالحصبة في مختلف أنحاء البلاد".

وشددت على أن "ما يزيد الأمر سوءًا هو عدم وجود حملات تطعيم، ومحدودية مرافق الرعاية الصحية العامّة التي تعمل بفعالية وميسورة التكلفة، مما يجبر الناس على السفر إلى أماكن أبعد للحصول على العلاج اللازم".

وبسبب تداعيات الصراع، يعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور كبير، ونقصا حادا في المعدات الطبية والأدوية، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض.

ومنذ أشهر، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي مدعوم من السعودية، وقوات جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.





 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: مرض الحصبة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تفشي الحصبة بتكساس يثير مخاوف الأمريكيين

أميرة خالد

كشف وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، عن تفشي مرض الحصبة في ولاية تكساس، مشيرا إلي أن الوزارة تسعى للتصدي لهذا التفشي الخطير، معلناً أن إنهاء تفشي مرض الحصبة يعد أولوية قصوى لوزارته.

وأعلن جونيور، أن وازرة الصحة بدأت بالفعل في توفير 2000 جرعة من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية لتعزيز جهود التحصين في المنطقة، بعد وصول عدد حالات الإصابة بتكساس إلى 124 حالة في وقت قصير جدا.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعد عدوى الحصبة، التي أثارت الفزع في ولاية تكساس، مرضاً شديد العدوى ينتقل بعدة طرق منها تنفس شخص مصاب بالعدوى، الرذاذ، السعال، ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق الحاملة للعدوى‘ استنشاق الهواء الذي يتنفسه شخص مصاب بالحصبة، إذ تصيب الجهاز التنفسي ومن ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتظل أعراضها بين 10 و14 يوماً.

وبحسب صحيفة “ميرور”، تصاعدت التحذيرات الأمريكية من انتشار الفايروسات والأوبئة، حيث حذّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية من تفشي عدوى الإصابة بالحصبة، داعياً السكان المحليين في الولايات الأمريكية والمسافرين إلى الالتزام بمعايير النظافة الصارمة، تحسباً لخطر الإصابة بمرض الحصبة الذي عاود الانتشار مرة أخرى، وتسبب في وفاة طفلين.

ونصحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، المسافرين بالتوجه إلى الطبيب على الفور، اذا عانوا من أعراض مثل الطفح الجلدي أو ارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو سيلان الأنف أو احمرار العينين، خصوصاً أن الحصبة شديدة العدوى.

وأبلغت إدارات صحية عدة في وسط وجنوب تكساس عن حالات تعرض للحصبة مرتبطة بتفشي المرض المستمر في منطقة السهول الجنوبية، مما دعي السلطات الصحية لتحذير مقدمي الرعاية من ضرورة توخي الحذر والإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها، وذلك بعد تأكيدات ولاية تكساس ارتفاع أعداد الإصابات بالمرض.

وأوصت السلطات الصحية بتلقي جرعتين من لقاح MMR للوقاية الفعالة، وفي حال التعرض للفايروس، يمكن للقاح أن يوفر حماية إذا تم أخذه خلال 72 ساعة، بينما يُنصح الأشخاص غير القادرين على التطعيم بتلقي الغلوبولين المناعي «IG» خلال ستة أيام من التعرض للفايروس.

كما أكدت السلطات الصحية ضرورة التزام المصابين بالعزل المنزلي حتى اليوم الرابع بعد ظهور الطفح الجلدي، ملزمة الأطفال غير المحصنين في المدارس بالبقاء في المنزل لمدة 21 يوماً بعد أخر تعرض محتمل للحصبة.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة الأميركي يروّج للتطعيم ضد الحصبة
  • وزير الصحة يشيد بالدعم الصيني للقطاع الصحي في اليمن [
  • توقعان مذكرة تفاهم لحماية وتعزيز حقوق الطفل في اليمن
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان وجمع 658 مليون دولار
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025 لجمع 658.2 مليون دولار
  • تفشي الحصبة بتكساس يثير مخاوف الأمريكيين
  • رمضان اليمن… هل تغيّر حاله بعد عشر سنوات حرب؟
  • اليمن ضمن نطاق التصعيد العسكري الأمريكي بعد قرار ترامب تخفيف قيود الضربات الجوية خارج مناطق الحرب
  • «الحصبة» تواصل انتشارها في أمريكا.. آخر تطورات المرض!
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان