الحياة ليست وردية، ولا تسير على وتيرة واحدة، لكنها في نفس الوقت حلوة بتناقضاتها المتنوعة، أكثر شيء ثابت فيها التغيير، لأن الحال يتقلب بين ليلة وضحاها والظروف تتغير وتختلف بين الحين والآخر، ويبقى الفرح قرارًا نتخذه أكثر من كونه حدثًا ننتظره يأتي إلينا، ويبقى التغيير للأفضل إرادة قوية وصلبة نتحدى بها الظروف والصعاب المعاكسة.

يجب أن نظل كالشمس الساطعة وسط الغيوم، وكثيرة غيوم الحياة الضاغطة التي تأتي لتحجب نورنا المتمثل في شغفنا وحماسنا، وتعكر صفو أيامنا وتضعنا بين اختيارين لا ثالث لهما، إما الاستستلام واليأس أو المقاومة والاستمرار، وهنا يأتي قرار الفرح الذي نتخذه لمقاومة المشهد المظلم.

هناك أحداث كثيرة تأتي لتفرح قلوبنا، ولكن يجب على الإنسان أن يكون مستعدا للفرح الدائم خاصة بعد كل حدث سلبي ليجدد عهده مع الحياة ويتأقلم مع تقلباتها.


أما عن التغيير، فكل منا يسعى ويجتهد ويجاهد في تطوير وتغيير حياته للأفضل، ويكون هذا التغيير مستمرًا طوال حياتنا في سعينا الدائم نحو الأفضل، نواجه عقبات، صراعات، أزمات، لكن بإرادتنا القوية نستطيع أن نواجه كل ما يقف أمامنا حتى نفرض واقعًا جديدًا ونتغير للأفضل، هنا يكون السر في الكلمة المفتاحية "أنا أريد" التي تجعلنا نحدد أهدافًا ونسعى للوصول إليها ونشعر بالنجاح عندما نحققها.

كل إنسان يفتخر بخطواته نحو الأفضل ولو كانت بسيطة أو بطيئة، المهم أن تكون ثابتة ولها تأثير، الناس مع الأسف لا ترى إلا النتائج، أما نحن فنفرح بكل خطوة نتخذها إلى الأمام ولو على أضيق نطاق، لذلك يجب ألا نقارن أنفسنا بغيرنا، لأن كل شخص فينا له ظروفه الخاصة، قارن نفسك بنفسك فقط، بين الأمس والحاضر، وقتها ستكون سعيدا وستلتمس التغيير الإيجابي.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

فرح عظيم في كاتدرائية مار أفرام للسريان الكاثوليك في لافال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أحيت جوقة مار أفرام للسريان الكاثوليك، وبرعاية وحضور مطران كندا للسريان الكاثوليك بول أنطوان ناصيف ريسيتالا ميلاديا، حمل عنوان “بفرح عظيم” في كاتدرائية مار أفرام للسريان الكاثوليك في لافال – كندا حضره الى المطران ناصيف ،الاب ايلي يشوع وحشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية والجاليات العربية .

الأب يشوع

وفي كلمته رحب الأب يشوع المطران بول انطوان ناصيف وبالحضور متحدثا عن الفرح الذي يحمله عيد الميلاد للناس ومما قاله :”بفرحٍ عظيم، هو عنوان الأمسية الميلادية التي تقدّمها لنا جوقة مار أفرام، ونحن في زمن التحضير للاحتفال بعيد ميلاد الطفل الإلهي، يسوع المسيح. 

اجتمعنا اليوم لنعيش معاً فرح الميلاد ونستعدّ للاحتفال بمجيء ملك المجد والسلام. في وقت يمرّ فيه عالمنا بأزمات وصراعات، وفيما يعاني شرقنا الحبيب، ولا سيما سوريا، من آلآم مجهولة المصير، نجتمع هنا لنجد في الميلاد بصيص أمل وفرح يعيد الدفء إلى قلوبنا.دعونا، من خلال هذه الأمسية، ننطلق في رحلة سماوية تأخذنا فيها أصوات جوقتنا بعيداً عن تعب الأرض وأوجاعها، لنلمس الفرح الحقيقي الذي ينبع من الميلاد”.

وأضاف قائلا :””بفرح عظيم”، هذه الكلمات التي نادى بها الملاك للرعاة، ما زالت تتردّد في قلوبنا: “إنّي أُبشِّركُم بفرحٍ عظيمٍ، لقد وُلد لكم اليوم مخلِّص هو المسيح .

” فلنتأمّل في هذه البشرى، ولنعيش معناها الحقيقي في حياتنا. الملاك لا يزال يبشّرنا اليوم ويقول: لا تخافوا… وُلد المخلّص، وُلد المسيح، وُلد الفرح!

يسوع هو الفرح. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، عالمنا، عائلاتنا، بلادنا، وكلّ إنسان متألم، خائف، مريض، يائس أو لاجئ، يحتاج إلى هذا الفرح العظيم. هذه البشرى هي دعوة لتجديد الفرح في قلوبنا، فرح الميلاد الذي يحمل الرجاء الصالح لكل البشرية.

الله هو رجاؤنا. هو “عمّانوئيل” الذي يعني “الله معنا”. لقد دخل الله بحبّه إلى عالمنا، أخذ صورتنا ليُعيد إلينا صورتنا كأبناء لله. في ميلاده، صالحنا مع الآب، وخلّصنا من الموت. هذا هو الفرح الحقيقي الذي نحتفل به اليوم”.

وختم متوجها بالشكر  إلى الجوقة وإلى كل من عمل بجدّ وقدم وقته ومجهوده لإنجاح هذه الأمسية الميلادية.

المطران ناصيف

وفي كلمته، تمنى المطران ناصيف أن تكون هذه السنة سنة خير تحمل الأخبار السعيدة والحقيقية. ومما قاله: “لست أدري إن كنت سعيدًا بسبب أداء الجوقة الليلة أم بسبب محبتي الحقيقية لهم . أجمل ما نتعلمه في الميلاد هو العطاء، ولهذا أعطانا الرب ذاته. والأروع ما نتعلمه في مسيحيتنا أن الأهم من الأخذ هو العطاء. يقول يسوع إن الرب قد سُرّ أن يعطيكم الملكوت.”

وتابع قائلاً: “عندما يعطي الرب، يعطي بكل سرور. لقد أعطانا ابنه الوحيد، أغلى ما لديه، وأعطانا إياه بكل سرور. 

وهذا هو مفتاح فهمنا لمعرفة كيفية عيش الميلاد. وهنا يكمن الدرس الكبير، حتى نعطي، يجب أن نتواضع. فالرب عندما أعطى، نزل من السماء في رحلة تواضع عظيمة. تخيّلوا عندما نرغب في العطاء، كم علينا أن ننحني ونتواضع. يجب أن نصير على الأرض ومن دون أي حسابات. وهذا هو العطاء الذي نتعلمه في عيد الميلاد.”

وختم قائلاً: “لنفرح في الميلاد بمحبة صادقة وبعطاء حقيقي، بعيدًا عن الأنانية والحسابات الشخصية. فلنتعلم من تواضع الرب ومن سخائه، ولنكن نورًا لمن حولنا كما كان يسوع نورًا للعالم. الميلاد هو دعوة لنا جميعًا لنعيش العطاء، المحبة، والتواضع، ولنجعل من هذا العيد فرصة لنشر الفرح والسلام في قلوب الآخرين.”

مقالات مشابهة

  • فرح عظيم في كاتدرائية مار أفرام للسريان الكاثوليك في لافال
  • “الحياة الفطرية” تطلق 66 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية
  • فن إدارة التغيير: النموذج السوري (1)
  • خالد عامر يكتب: حديث الرئيس.. الرسالة وصلت
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: البيت والأسرة.. أساس بناء الشخصية المستقرة نفسيًا واجتماعيًا
  • “الحياة الفطرية” تطلق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية
  • ميلاد يسوع هو علامة ولادتنا الجديدة ونقطة بداية لهذه الحياة الأفضل
  • الغويل: بناء مستقبل ليبيا يبدأ برؤية وطنية شاملة وإرادة موحدة
  • خالد ميري يكتب: بحر أكاذيب السوشيال ميديا
  • القوات الامنية تعتقل صاحب مقاطع التغيير قادم في العراق