تدفق المسافرون بأعداد كبيرة إلى محطات القطارات والمطارات في الصين الجمعة، في اليوم الأول من عطلة وطنية تستمر أسبوعا هي الأطول منذ التخلي في نهاية عام 2022 عن سياسة صفر كوفيد التي ضربت قطاع السياحة.

وارتفع عدد حجوزات السفر الى الخارج على "تريب دوت كوم"الموقع الرئيسي لبيع التذاكر وحجز الفنادق في الصين، 20 مرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفقا للشركة.

وبمناسبة العطلة التي تستمر ثمانية أيام في العيد الوطني، ارتفع عدد الرحلات إلى الصين أربع مرات، وفقا للمنصة الصينية.

وفي العام الماضي ساهمت فحوص كشف الاصابة (بي سي ار) شبه الإلزامية واليومية تقريبا، ومخاطر فرض الحجر الصحي وقيود السفر في تراجع السفر الترفيهي.

وكانت الأجواء مختلفة تماما الجمعة في محطة بكين الجنوبية حيث سارع المسافرون لتناول وجبة الفطور قبل أن يستقلوا مع أمتعتهم القطار نحو الوجهة التي سيمضون فيها إجازتهم.

في محطة هونغكياو الضخمة في شنغهاي، اشترى آلاف المسافرين قبل صعودهم إلى عربات القطار، هدايا في اللحظة الأخيرة لأحبائهم، بما في ذلك سرطانات حية - السلعة الموسمية.

وفي المطار الدولي المجاور، كان عدد كبير من المسافرين يمرون عبر نقاط التفتيش.

اكتظاظ في المدينة المحرمة

يتوقع المطاران الدوليان في بكين استقبال 2,3 مليون مسافر خلال العطلة الوطنية مع قيام شركات الطيران بزيادة عدد الرحلات الجوية وحجم الطائرات.

وقالت وسيلة اعلام رسمية إنه من المتوقع أن يزور العاصمة ما يقارب 13 مليون شخص خلال هذه العطلة بزيادة قدرها 21,9 بالمئة عن عام 2019، قبل الجائحة.

وتوافدت الحشود الى المدينة المحرمة في بكين الجمعة للاستمتاع بصباح خريفي مشمس حيث كانت الأسر تتجول ويلوح أطفالها بالأعلام الصينية.

وعلى الرغم من الزيادة الكبرى في عدد المسافرين، فإن قطاع السياحة في الصين لم يعد بعد إلى مستوى ما قبل الوباء.

وتقول جوليا سيمسون رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، المنتدى الدولي لمهنيي القطاع "نعتقد أن ذلك سيكون ممكنا بحلول نهاية العام أو مطلع العام المقبل". لكن "العودة الكاملة الى المستويات السابقة ستتم خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة".

تعاليم كونفوشيوس

تضيف سيمسون أن الصعوبة التي يواجهها الصينيون في الحصول على تأشيرات لوجهات معينة وانخفاض عدد الرحلات الجوية يبرران جزئيا سبب عدم استئناف الرحلات من الصين بالسرعة المتوقعة.

ومع ذلك، من المتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة كأكبر سوق للسفر في العالم في غضون 10 سنوات، وفقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة.

ويوضح موقع "تريب دوت كوم" أيضا أن المسافرين الصينيين أصبحوا الآن أكثر استعدادا لدفع اموال مقابل "خدمات عالية الجودة" وأكثر ميلا إلى المغامرة في اختيار وجهة السفر.

وأعلنت جين صن الرئيسة التنفيذية للمجموعة للصحافيين في سبتمبر أنها مقتنعة بأن الاهتمام الصيني بالسفر سيستمر في النمو.

وأكدت صن: "لقد علم كونفوشيوس الصينيين أن السفر مسافة 10 آلاف كيلومتر أفضل من قراءة 10 آلاف كتاب.  في جيناتنا أن نجعل من السفر وسيلة لاستكشاف العالم!".

واضافت "نشعر بتفاؤل كبير لجهة السفر في الصين والعالم أجمع".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين الولايات المتحدة الصين سفر اقتصاد عالمي الصين الولايات المتحدة أخبار الصين فی الصین

إقرأ أيضاً:

النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ

خلال الاجتماعات السنوية لمؤتمر الشعب، البرلمان الصيني الأخيرة تعهدت الحكومة الصينية بألا يقل معدل نمو الاقتصاد خلال العام الحالي عن مستواه في العام الماضي أي حوالي 5% من إجمالي الناتج المحلي.

وتحقيق نمو بمعدل 5% لا يبدو أمراً سيئاً، لكن الواقع الاقتصادي في الصين مازال أقل إقناعاً مما يوحي به هذا الرقم، كما أنه من غير المحتمل أن يشهد الطلب الاستهلاكي في الصين نموا كافيا لزيادة وارداتها من دول العالم.

China wants to keep its trade surplus intact, while Donald Trump seeks to turn the US trade deficit into a surplus. Neither wants to be the world’s consumer of last resort. https://t.co/sKR9Pov47m

— Chatham House (@ChathamHouse) March 15, 2025 السياسات الصينية

وفي تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني قال ديفيد لوبين الباحث البارز الزميل في برنامج الاقتصاد والتمويل العالمي  بالمعهد إن المشكلة الأساسية هي أن السياسات الصينية ستنتهي بالمحافظة على الفائض التجاري الكبير لثاني أكبر اقتصاد في العالم. في المقابل يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  تحويل العجز التجاري الأمريكي إلى فائض.

ويعني هذا أن العالم  مقبل على ما يمكن أن نسميه "صراع أصحاب المذهب التجاري"، وهو المذهب المعروف أيضاً باسم المركنتيلية الذي ساد في أوروبا فيما بين بداية القرن السادس عشر ومنتصف القرن الثامن عشر وكان يعطي الأولوية للمكاسب التجارية على أي اعتبارات أخرى. فلا الصين ولا الولايات المتحدة تحت حكم ترامب ترغب أي منهما أن تكون الملاذ الاستهلاكي الأخير للعالم.

ورغم تدهور  ثقة المستهلكين والشركات في الصين خلال السنوات الماضية، ظهرت مؤشرات على تعافي الاقتصاد الصيني خلال الشهور القليلة الأخيرة.  

أول هذه المؤشرات تجاوز المرحلة الأسوأ من أزمة القطاع العقاري الصيني. وجاء ذلك جزئيا، بفضل الجهود المتجددة خلال الأشهر الستة الماضية لزيادة جاذبية العقارات من خلال خفض أسعار فائدة التمويل العقاري وتخفيض شروط الدفعة الأولى من ثمن العقار، وتخفيف القيود على الملكية، ودعم شركات التطوير العقاري المملوكة للدولة.

أما المؤشر الثاني فهو ارتفاع مبيعات التجزئة (لا سيما الأجهزة المنزلية) بفضل الدعم الحكومي لاستبدال الأجهزة القديمة بأخرى جديدة.  ونتيجة لذلك، أرتفع معدل نمو المبيعات إلى ما يقرب من 4% بنهاية عام 2024 وهو معدل لا يزال منخفضاً، ولكنه أفضل من معدلات النمو شديدة  الانخفاض والتي تراوحت بين 2% و3% في الصيف الماضي.

???????? #BREAKING
Chinese authorities are working on a proposal to help China Vanke Co. plug a funding gap of about 50 billion yuan ($6.8 billion) this year.https://t.co/5WbgWdBXzp#CHINA #VANKE #PROPERTY #REALESTATE https://t.co/H4CKC1uMKW

— CN Wire (@Sino_Market) February 12, 2025 احتضان القطاع الخاص

ويعود هذا التحسن إلى الجهد المتزايد لصناع السياسات في الصين لإنعاش الاقتصاد . ومن أبرز هذه الجهود الاجتماع رفيع المستوى الذي عقده الرئيس الصيني شي جين بينغ  مؤخراً مع قادة كبرى الشركات الخاصة، فيما اعتبر محاولة من جانبه لاحتضان القطاع الخاص الصيني بعد سنوات من التضييقات الحكومية عليه.

ولعل هذه التحركات الحكومية في الشهور الماضية تفسر لماذا يرى البعض أن إجراءات تحفيز الاقتصاد التي أعلنتها الحكومة في اجتماعات مؤتمر الشعب لم تكن على مستوى التوقعات.

وعلى الرغم من تعهد الحكومة بالسماح بارتفاع عجز ميزانية العام الحالي إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي مقابل 3% في العام الماضي، فإنها ما زالت بعيدة عن اتخاذ الإجراءات التي يمكنها تحقيق زيادة حاسمة في مستويات ثقة الشركات والمستهلكين. وفي حين وعد مجلس الدولة (الحكومة الصينية) في الشهر الماضي بتغيير جذري في العقلية الاقتصادية للبلاد وزيادة التركيز على تحفيز  الاستهلاك، فإن تقرير عمل الحكومة لعام 2025 الصادر في الأسبوع  الماضي جعل الأمر يبدو وكأننا سنكون أمام تعديل طفيف وليس تغييراً جذرياً كما وعدت الحكومة.

ويرى ديفيد لوبين في تحليله أن هناك عاملين رئيسيين يحدان من رغبة بكين في تقديم الدفعة المطلوبة بشدة للاقتصاد.

العامل الأول هو أنه لا يمكن التنبؤ بسياسات وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فصادرات الصين إلى الولايات المتحدة تخضع حالياً لرسوم جمركية تصل أحياناً إلى 30% بعد قرار ترامب زيادتها مرتين بنسبة 10% في كل مرة منذ تنصيبه في 20 يناير(كانون الثاني) الماضي. ومن المحتمل تزايد الإجراءات العدائية تجاه الصين، خاصة ما يتعلق بتدفق رؤوس الأموال بين البلدين في أعقاب نشر "سياسة استثمار أمريكا أولاً" للرئيس ترامب التي تستهدف منع خروج الاستثمارات من الولايات المتحدة وإعادة الاستثمارات الخارجية إليها. ورغم ذلك من الصعب التكهن بالإجراءات العدائية المستقبلية.

ورغم أنه يمكن للمرء توقع زيادة إجراءات تحفيز الاقتصاد الصيني وليس تقليصه لمواجهة تداعيات الإجراءات الأمريكية، فإن الصين تفضل عادة الانتظار لرؤية تطور الأمور. وكما أوضح وزير المالية الصيني لان فو آن في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، فإن هدف بكين هو "الحفاظ على مساحة الحركة أمام سياساتها وأدواتها اللازمة للتعامل مع حالة عدم اليقين القادمة من مصادر محلية أو خارجية".

The Policy will also protect our strategic industries and locations, while also making sure the United States is the world’s best destination for investment. https://t.co/uBhyDIr15S

— Secretary of Treasury Scott Bessent (@SecScottBessent) February 27, 2025 اضطرابات مالية

أما العامل الثاني الذي يحد من رغبة الصين في اتخاذ إجراءات أكبر لتحفيز الاقتصاد، فهو ما يمكن تسميته "قلق الميزانية العامة" حيث يقترب معدل الدين العام للحكومة المركزية من 100% من إجمالي الناتج المحلي، والسلطات مترددة في زيادة هذا الدين خوفاً من حدوث اضطرابات مالية يمكن أن تهدد الأمن القومي. وفي حين أن معدل الدين للحكومات المحلية أقل كثيراً ويبلغ حوالي 30% من إجمالي الناتج المحلي، فإن اعتمادها على إيرادات مرتبطة بالأراضي، يعني  أن أوضاعها المالية هشة نتيجة أزمة القطاع العقاري.

ويمكن القول بوضوح إن الحكومة المركزية لا ترغب في تقديم دعم فوري كبير، والحكومات المحلية لا تستطيع ذلك، رغم أن السلطات قد تتدخل ببعض إجراءات التحفيز إذا تدهورت مستويات الثقة.

كما أن إجراءات التحفيز التي أعلنت مؤخراً تميل أكثر نحو دعم الإنتاج وليس الاستهلاك.  على سبيل المثال سيتم توجيه الجزء الأكبر من حصيلة بيع السندات الخاصة للحكومات المحلية خلال العام الحالي وقيمتها 4.4 تريليون يوا ما يعادل 607.38 مليار دولار تقريباً نحو سداد مستحقات الشركات  المتأخرة والاستثمار في مشروعات البنية التحتية.

ومن بين حصيلة السندات الخاصة المقررة للحكومة المركزية في العام الحالي وقيمتها 1.8 تريليون يوان، سيتم توجيه 300 مليار يوان فقط نحو برامج دعم التجارة والاستهلاك، في حين سيستخدم الجزء الباقي  في دعم تحديث المعدات والتصنيع عالي التقنية وإعادة رسملة البنوك التابعة للدولة.

لذلك يمكن القول إن خلاصة اجتماعات البرلمان الصيني في الأسبوع الماضي هي أن الصين ستظل على الأرجح اقتصاداً تجارياً بامتياز، وسيظل الفائض التجاري الكبير عنصراً أساسياً. في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تحويل عجزها التجاري إلى فائض،  ليصبح السؤال المطروح هو من سيدعم ازدهار التجارة العالمية وقيادة الاقتصاد العالمي نحو الخروج من دائرة التباطؤ؟.

 يرى لوبين أن الصين للأسف لن تكون هي الإجابة في ضوء السياسات الراهنة، في حين يمكن الرهان على أوروبا لكي تقود قاطرة الانفاق الاستهلاكي والاستيراد في العالم خاصة وأصبحت السياسة المالية الأكثر مرونة  راسخة في ذهن مستشار ألمانيا المنتخب فريدريش ميرتس الذي سيقود أكبر اقتصاد في أوروبا خلال السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل أكبر معرض دولي لسياحة المؤتمرات والحوافز في كازاخستان
  • مجموعة عمران تستعرض رؤيتها للسياحة المستدامة في بورصة السفر ببرلين
  • المجلس الوطني: التصعيد الدموي في غزة وارتكاب المجازر إمعان في حرب الإبادة
  • "كيمجي رامداس للشحن" تدير بنجاح الموسم الأول للسفينة "كوستا سميرالدا" في عُمان
  • النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • المشهداني يرعى لاحتفالية المركزية بمناسبة يوم المرأة الوطني وتحت شعار ( المرأة العراقية عزيمة الاستنكار )
  • مليون ريال مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي