فولكر يودع السودان بنداء «جاد» للمسؤولين: «أوقفوا الحرب»
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
المبعوث الأممي فولكر بيرتس، تقدم باستقالته من رئاسة بعثة الأمم المتحدة لدى السودان «يونيتامس»، في 13 سبتمبر الحالي، بعد أن ساءت علاقته بسلطات الأمر الواقع في البلاد.
الخرطوم: التغيير
أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس، انتهاء فترة عمله بالبلاد، في رسالة وداعية للسودانيين، ضمنها نداءً للمسؤولين من أجل وقف الحرب.
وانزلق السودان إلى حرب ضروس بين الجيش ومليشيا الدعم السريع منتصف ابريل الماضي، حيث دارت معارك حامية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، ما أدى لسقوط آلاف القتلى والمصابين، فضلاً عن النازحين واللاجئين وانفراط عقد الأمن وتفاقم الاحتياجات الإنسانية وتدمير البنية التحتية.
وقال فولكر بيرتس في تغريدة على منصة «X»- تويتر سابقاً: «في آخر يوم لي بصفتي الممثل الخاص للأمين العام للسودان، أود أن أقول إنه كان شرفا عظيما لي أن أدعم شعب السودان الرائع في سعيه من أجل الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة. إن التزام الشعب السوداني بهذه المثل العليا مصدر إلهام».
وأضاف: «اترك خلفي فريقا أمميا متفانيا سيواصل دعم تحقيق هذه التطلعات. وبينما أودعكم، أختتم بنداء جاد للمسؤولين لوضع حد سريع للحرب، لصالح هذا البلد الحبيب وشعبه».
وكان بيرتس- الألماني الجنسية- حل بالسودان مطلع العام 2021م بعد تعيينه ممثلاً خاصاً للسودان ورئيساً لبعثة يونيتامس التي جاءت بطلب من حكومة الفترة الانتقالية المنقلب عليها برئاسة عبد الله حمدوك.
لكن العلاقة بينه وبين حكومة الأمر الواقع برئاسة قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان، بدأت تسوء إثر رفض الأخيرة لتحركات المبعوث وسط القوى السودانية، ليصل الخلاف ذروته عقب اندلاع حرب 15 ابريل.
وفي بدايات يونيو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، إخطارها الأمين العام للأمم المتحدة، مبعوثه الأممي ورئيس البعثة الخاصة في السودان بأنه شخص غير مرغوب فيه، بحجة ما زعم من دور له في تأجيج الصراع الداخلي بين الفرقاء السودانيين. ليسدل فولكر الستار على مهمته بتقديم استقالته خلال جلسة لمجلس الأمن في سبتمبر الحالي.
الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع الفترة الانتقالية حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان عبد الله حمدوك فولكر بيرتس مجلس الأمن الدولي يونيتامسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع الفترة الانتقالية حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان عبد الله حمدوك فولكر بيرتس مجلس الأمن الدولي يونيتامس فولکر بیرتس
إقرأ أيضاً:
الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان
وسط ظروف استثنائية فرضتها الحرب في السودان تواصل مدارس الطوارئ في مخيمات النازحين بولاية كسلا شرقي البلاد مهمتها في توفير التعليم للأطفال النازحين رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها على المستويين البيئي والإنساني.
ورصد مراسل الجزيرة الطاهر المرضي هذه الأوضاع في مخيم المطار للنازحين، إذ تحولت الخيام إلى فصول دراسية تستقبل أكثر من ألفي طالب وطالبة يحافظون على شغفهم بالتعليم رغم قسوة الظروف.
ويخلع الطلاب أحذيتهم عند دخول الفصول ويجلسون على الأرض في ظل غياب المقاعد والطاولات التي باتت ذكرى من ماضٍ أكثر استقرارا.
وتصف المعلمة أميرة واقع التدريس في هذه الظروف الاستثنائية قائلة "في مدارس الطوارئ كل شيء تغير، الفصل مكتظ بـ230 تلميذة، والمفترض أن يكون 18 أو 20 من أجل المتابعة"، مضيفة أنها تواجه صعوبات في التصحيح ومتابعة هذا العدد الكبير من الطالبات.
ويشرف على العملية التعليمية في المدرسة معلمون من مختلف التخصصات، وهم أنفسهم نازحون اضطرتهم الحرب إلى ترك منازلهم، وقد تم تقسيم أيام الأسبوع مناصفة بين البنين والبنات، مع ملاحظة أن صفوف البنات تشهد اكتظاظا أكبر مقارنة بصفوف البنين.
ومن القصص المؤثرة في المدرسة قصة أبو ذر، وهو طالب في المرحلة المتوسطة ويجمع بين التعليم والعمل، حيث يقضي صباحه في الفصل الدراسي، وفي المساء يعمل في صيانة الفحم لمساعدة أسرته وتأمين مصاريف دراسته.
إعلانوتتفاقم المأساة مع وجود أكثر من 60 طفلا في سن التعليم وصلوا إلى المخيم وهم يعانون من اضطرابات نفسية، وتحاول الطبيبة النفسية نهاد مساعدة هؤلاء الأطفال من خلال الموسيقى والرسم.
وتشير نهاد في حديثها إلى أن آثار الحرب ظهرت جلية في رسومات الأطفال التي تحفل بصور الأسلحة والجنود، مما دفعها إلى العمل على دمجهم مع زملائهم في المدرسة.
وفي خضم هذا الواقع المرير تبقى الآمال معلقة على مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال الذين يواصلون تعليمهم رغم كل الصعاب، فمع كل رسمة يخطونها وكل كلمة يتعلمون نطقها يتجدد الأمل في أن طفل اليوم الذي يرسم زهرة قد يتمكن غدا من زراعة حديقة من الأحلام.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.