كشف حديث زعيم جماعة الحوثي عن تدشين ما أسماه بـ"التغيير الجذري" عن إحياء مساع قديمة للجماعة باستنساخ نظام "ولاية الفقيه" الإيراني في مناطق سيطرتها.

وعلى عكس ما تزعمه الجماعة عن أن هدف ما يسمى بعملية "التغيير الجذري" هي إصلاح مؤسسات سلطة الأمر الواقع وتحسين أدائها وخدماتها للمواطنين وإقالة المسئولين الفاسدين، كان حديث زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي عن الأمر واضحاً في حقيقة الأمر.

الحوثي وفي خطابه بمناسبة فعالية "المولد النبوي" الذي تحييه جماعته كل عام، أكد بشكل ضمني بأن التغيير الذي يسعى إليه يهدف إلى جعل شكل الحكم الحالي شبيهاً بما هو عليه في إيران، الذي يمنح فيه المرشد الأعلى للثورة الصلاحيات المطلقة مع وجود كيانات خاضعة له تدير الحكم دون وجود تأثير للمؤسسات المنتخبة من قبل الشعب كالبرلمان.

حيث يبدو ذلك واضحا من خلال قوله بأن الأساس الذي يعتمد عليه في مسار التغيير الجذري هو "القرآن الكريم" وأنه سيكون له "الاعتبار فوق كل المقررات والقرارات"، وأن التغيير الجذري "يعتمد على الهوية الإيمانية"، وهو مصطلح شائع تستخدمه الجماعة كلافتة لفرض مشروعها وفكرها المذهبي والعنصري على المجتمع.

بل إن زعيم الجماعة ينفي أن يكون الخلل لدى القيادات والمسئولين الذين عينتهم الجماعة منذ انقلابها قبل 8 سنوات، بل يرى بأن الخلل يكمن في "الأنظمة والقوانين واللوائح" وهي المقصودة بالتغيير الجذري.

ويعترف الحوثي بأن "التغيير الجذري" الذي يعلن اليوم عن بدء مرحلته الأولى، كان "ضرورة منذ البداية" عقب الانقلاب والسيطرة على صنعاء في الـ21 من سبتمبر 2014م، مبرراً أن الحرب هي من شغلت الجماعة عن ذلك.  

المرحلة الأولى التي أعلن عنها زعيم الجماعة اقتصرت على إقالته حكومة الجماعة التي يقودها عبدالعزيز بن حبتور، في خطوة وصفت بأنها إنهاء رسمي للشراكة الصورية بين الجماعة وجناح المؤتمر الموالي لها، في خطوة سخر منها عضو البرلمان في صنعاء أحمد سيف حاشد بهروب الجماعة من "استحقاقات مكافحة الفساد إلى فساد حكومة جل أعضائها لا يحكمون"، حد قوله.

يؤكد حاشد في تعليقه بمنشور على منصة "فيسبوك" حول "التغيير الجذري" للجماعة بأن مشروعها الخاص "يظل حاضرا بعد فرملة وتقسيط"، مشيراً إلى أن التغيير المزعوم تجاوز هوامير الفساد وانتقل إلى ما هو أيديولوجي والذي تستحضره الجماعة بقوة.

موضحاً ذلك بالقول: تحت عنوان 'الهوية الإيمانية" و"دسترة القرآن" أو جعل القرآن أعلى من الدستور الذي يعتبر الخلاصة المعرفية للتراكم القانوني، واختيار الأفضل من الشرائع والمذاهب، ليصير بدلا عنه حمال الأوجه.

في حين يكشف الصحفي وعضو مؤتمر الحوار سابقاً صالح البيضاني في منشور له على منصة "أكس" عن نقاشات تدور في كواليس الميليشيات الحوثية حول "التغيير الجذري" تتضمن تسمية عبدالملك الحوثي مرشدا وقائدا أعلى للثورة الحوثية، وتشكيل كيان مساند له يشبه "مصلحة تشخيص النظام في إيران".

هذا الكيان الذي سيحل بدلا عن المجلس السياسي الأعلى كما يقول البيضاني، يتصدر اسم محمد علي الحوثي كأبرز المرشحين لتولي رئاسته، مع تشكيل "مجلس أعلى لحماية الثورة"، يشرف على تعيين وانتخاب أعضاء مجلسي الشورى والنواب اللذين يعين عبدالملك الحوثي ثلث أعضائهما بترشيح من "مصلحة تشخيص النظام ومجلس حماية الثورة".

ويلفت البيضاني إلى اعتزام الحوثي تشكيل حكومة جديدة، بدون مشاركة المؤتمر الشعبي العام، وتسريح الآلاف من الموظفين والجنود والضباط، ضمن ما يسميه بعملية التغيير الجذري.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: التغییر الجذری

إقرأ أيضاً:

قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات حوثية في مأرب وتعز

أحمد عاطف (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة 8400 انتهاك «حوثي» بحق نساء اليمن قتيلان وفقدان 186 مهاجراً إثر غرق 4 قوارب قبالة اليمن وجيبوتي

أعلنت قوات الجيش اليمني، أمس، أنها تصدت لهجوم شنته جماعة «الحوثي» على مواقعها في مديرية «حريب» بمحافظة مأرب التي تشهد تصعيداً عسكرياً مستمراً منذ أسابيع. وجاء في بيان أصدرته القوات المسلحة اليمنية أنها تصدت لهجوم شنته جماعة «الحوثي» على مواقع جبلية في جبهة «ملعا» بمديرية «حريب» على مشارف مديرية «الجوبة» جنوب محافظة مأرب. وأضاف البيان أن قوات الجيش اليمني خاضت اشتباكات عنيفة كبّدت فيها «الحوثيين» خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مشيراً إلى أنها استخدمت في تصديها للهجوم الحوثي الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأجبرت المتمردين على التراجع والفرار. ولفت البيان إلى أن قوات من الجيش اليمني تواصل التصدي وإحباط وردع الهجمات والتسللات الحوثية في جبهات مديرية «حريب».
وفي سياق متصل أعلنت القوات اليمنية المسلحة عن مقتل ثلاثة من مسلحي جماعة «الحوثي»، في كمين محكم نفذته وحدة عسكرية في الجبهة الغربية لمحافظة تعز. وجاء في بيان مقتضب صادر عن القوات المسلحة اليمنية أن الكمين تزامن مع إفشال محاولة تسلل لعناصر حوثية في الجبهة ذاتها.
وصعدت جماعة «الحوثي»، خلال الأسابيع الماضية، من هجماتها على مواقع القوات اليمنية في مناطق تماس تمتد مئات الكيلومترات في محافظات يمنية عدة، تركزت غالبيتها في محافظة مأرب التي كانت مسرحاً لأعنف المعارك خلال السنوات الأخيرة، في إطار مساعي «الحوثيين» للسيطرة على مصادر النفط والغاز في حقول «صافر».
ويشهد اليمن هدنة «هشة» أعلنتها الأمم المتحدة في أبريل 2022، ورغم رفض جماعة «الحوثي» تجديدها منذ أكتوبر 2022، فإنها ظلت قائمة بشكل غير معلن رغم الخروقات المستمرة في العديد من جبهات القتال على امتداد 10 محافظات يمنية. 
وعلى الصعيد السياسي، اعتبر خبراء ومحللون أن قرار الولايات المتحدة الأميركية تصنيف «الحوثي» جماعةً إرهابيةً، ربما يدفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة مماثلة، في ظل تصاعد التهديدات التي تمثلها الجماعة على الأمن الدولي والاستقرار الإقليمي، لافتين إلى أن «الحوثيين» لم يعودوا يشكلون خطراً على الداخل اليمني أو الشرق الأوسط فحسب، بل عامل اضطراب عالمي من خلال هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، واحتجاز موظفي المنظمات الدولية، وعرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية. 
ويرى الباحث في شؤون تعقب الجريمة المنظمة وغسل الأموال في اليمن، علي الشعباني، أن العقوبات الأميركية على «الحوثيين» يجب أن تمتد إلى المستوى الدولي، لارتباطها الوثيق بالإجراءات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن الامتثال لهذه العقوبات ضروري من جميع البنوك والمؤسسات المالية؛ لأن أي تعامل اقتصادي مع الجماعة قد يعرض الجهات المعنية لمخاطر جسيمة، مما يستدعي موقفاً أوروبياً أكثر صرامة.
وقال الشعباني لـ«الاتحاد»: إن الاتحاد الأوروبي يعد إحدى الجهات الأكثر تضرراً من ممارسات «الحوثيين»، خاصة بعد استهداف السفارات الأوروبية في اليمن وتحويلها إلى مقرات عسكرية، بالإضافة إلى الهجمات التي طالت سفناً بريطانية وهولندية ونرويجية.. وسيؤدي استمرار تجاهل هذه الممارسات إلى إطالة أمد الصراع في اليمن.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في يناير الماضي إدراج جماعة «الحوثيين» في اليمن على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، لافتاً إلى أن سياسة أميركا هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الجماعة وعملياتها.
وحول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة مماثلة للتصنيف الأميركي، شدد مراقبون لـ«الاتحاد» على أن الاتحاد الأوروبي يدرك خطورة التهديدات الحوثية، لكن اتخاذ مثل هذا القرار يعتمد على توافق داخلي بين دوله الأعضاء، كما أن المشاورات التي ستقودها الولايات المتحدة مع حلفائها قد تؤدي إلى تحرك أوروبي باتجاه فرض عقوبات أشد على الجماعة، وربما تصنيفها رسمياً منظمة إرهابية.
من جانبه، اعتبر رئيس «مركز المستقبل للدراسات»، الدكتور فارس البيل، أن التصنيف الأميركي لـ«الحوثيين» جماعةً إرهابية سيدفع العديدَ من الدول، خاصة في أوروبا، إلى السير في الاتجاه نفسه، خاصة أن اللهجة الأوروبية تجاه «الحوثيين» قد تغيرت بالفعل. وقال الدكتور البيل لـ«الاتحاد»: إن خطر «الحوثيين» لم يعد محصوراً في اليمن أو المنطقة، بل أصبح تهديداً مباشراً للأمن والاقتصاد العالميَّين، وهو ما يجعل تصنيفهم كجماعة إرهابية أمراً ضرورياً، لا سيما بعد أن كثفوا انتهاكاتهم ضد المنظمات الدولية، مما يفاقم الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أكثر حزماً.

مقالات مشابهة

  • حملة حوثية تطال تجار الثوم في صنعاء
  • يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة
  • اليمن.. إتلاف ألغام حوثية في مأرب
  • قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات حوثية في مأرب وتعز
  • زعيم روحي للدروز يطالب بـوقف الاقتتال بالساحل السوري ويدعو الأمم المتحدة للتدخل
  • أحلام العصافير
  • مقتل 3 عناصر حوثية بكمين محكم في تعز
  • هذا ما يُحضر له نواب التغيير
  • تصعيد عسكري جنوب مأرب.. معارك عنيفة وتعزيزات حوثية جديدة
  • برج الأسد حظك اليوم السبت 8 مارس 2025.. تقبل التغيير بصدر رحب