التغيير الجذري.. أحلام حوثية بتطبيق نظام ولاية الفقيه الإيراني
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
كشف حديث زعيم جماعة الحوثي عن تدشين ما أسماه بـ"التغيير الجذري" عن إحياء مساع قديمة للجماعة باستنساخ نظام "ولاية الفقيه" الإيراني في مناطق سيطرتها.
وعلى عكس ما تزعمه الجماعة عن أن هدف ما يسمى بعملية "التغيير الجذري" هي إصلاح مؤسسات سلطة الأمر الواقع وتحسين أدائها وخدماتها للمواطنين وإقالة المسئولين الفاسدين، كان حديث زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي عن الأمر واضحاً في حقيقة الأمر.
الحوثي وفي خطابه بمناسبة فعالية "المولد النبوي" الذي تحييه جماعته كل عام، أكد بشكل ضمني بأن التغيير الذي يسعى إليه يهدف إلى جعل شكل الحكم الحالي شبيهاً بما هو عليه في إيران، الذي يمنح فيه المرشد الأعلى للثورة الصلاحيات المطلقة مع وجود كيانات خاضعة له تدير الحكم دون وجود تأثير للمؤسسات المنتخبة من قبل الشعب كالبرلمان.
حيث يبدو ذلك واضحا من خلال قوله بأن الأساس الذي يعتمد عليه في مسار التغيير الجذري هو "القرآن الكريم" وأنه سيكون له "الاعتبار فوق كل المقررات والقرارات"، وأن التغيير الجذري "يعتمد على الهوية الإيمانية"، وهو مصطلح شائع تستخدمه الجماعة كلافتة لفرض مشروعها وفكرها المذهبي والعنصري على المجتمع.
بل إن زعيم الجماعة ينفي أن يكون الخلل لدى القيادات والمسئولين الذين عينتهم الجماعة منذ انقلابها قبل 8 سنوات، بل يرى بأن الخلل يكمن في "الأنظمة والقوانين واللوائح" وهي المقصودة بالتغيير الجذري.
ويعترف الحوثي بأن "التغيير الجذري" الذي يعلن اليوم عن بدء مرحلته الأولى، كان "ضرورة منذ البداية" عقب الانقلاب والسيطرة على صنعاء في الـ21 من سبتمبر 2014م، مبرراً أن الحرب هي من شغلت الجماعة عن ذلك.
المرحلة الأولى التي أعلن عنها زعيم الجماعة اقتصرت على إقالته حكومة الجماعة التي يقودها عبدالعزيز بن حبتور، في خطوة وصفت بأنها إنهاء رسمي للشراكة الصورية بين الجماعة وجناح المؤتمر الموالي لها، في خطوة سخر منها عضو البرلمان في صنعاء أحمد سيف حاشد بهروب الجماعة من "استحقاقات مكافحة الفساد إلى فساد حكومة جل أعضائها لا يحكمون"، حد قوله.
يؤكد حاشد في تعليقه بمنشور على منصة "فيسبوك" حول "التغيير الجذري" للجماعة بأن مشروعها الخاص "يظل حاضرا بعد فرملة وتقسيط"، مشيراً إلى أن التغيير المزعوم تجاوز هوامير الفساد وانتقل إلى ما هو أيديولوجي والذي تستحضره الجماعة بقوة.
موضحاً ذلك بالقول: تحت عنوان 'الهوية الإيمانية" و"دسترة القرآن" أو جعل القرآن أعلى من الدستور الذي يعتبر الخلاصة المعرفية للتراكم القانوني، واختيار الأفضل من الشرائع والمذاهب، ليصير بدلا عنه حمال الأوجه.
في حين يكشف الصحفي وعضو مؤتمر الحوار سابقاً صالح البيضاني في منشور له على منصة "أكس" عن نقاشات تدور في كواليس الميليشيات الحوثية حول "التغيير الجذري" تتضمن تسمية عبدالملك الحوثي مرشدا وقائدا أعلى للثورة الحوثية، وتشكيل كيان مساند له يشبه "مصلحة تشخيص النظام في إيران".
هذا الكيان الذي سيحل بدلا عن المجلس السياسي الأعلى كما يقول البيضاني، يتصدر اسم محمد علي الحوثي كأبرز المرشحين لتولي رئاسته، مع تشكيل "مجلس أعلى لحماية الثورة"، يشرف على تعيين وانتخاب أعضاء مجلسي الشورى والنواب اللذين يعين عبدالملك الحوثي ثلث أعضائهما بترشيح من "مصلحة تشخيص النظام ومجلس حماية الثورة".
ويلفت البيضاني إلى اعتزام الحوثي تشكيل حكومة جديدة، بدون مشاركة المؤتمر الشعبي العام، وتسريح الآلاف من الموظفين والجنود والضباط، ضمن ما يسميه بعملية التغيير الجذري.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: التغییر الجذری
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الوسطات الدولية المطالبة بتطبيق قرار 1701 لن تجدي نفعًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال العميد خالد حمادة، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن جميع الضغوط التي سبق، وأن جرى ممارستها على إسرائيل خلال عدوانها على غزة لن تسفر عن أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، مؤكدًا أن الوساطات الدولية التي تطالب بتطبيق القرار 1701 وتدعو إسرائيل لوقف إطلاق النار لن تكون ذات جدوى.
وأضاف «حمادة»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية: «في الأمس، شهد لبنان وساطة حيث حضر ممثل شخصي للرئيس الأمريكي إلى بيروت، قضى يومين هناك، ثم انتقل في اليوم الثالث إلى إسرائيل، ومنذ مغادرته الأراضي اللبنانية عادت الطائرات الإسرائيلية للاستطلاع إلى سماء بيروت».
ولفت إلى أن المشهد الحقيقي هو الحرب العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، ولكن خلف هذا المشهد، هناك صراع أوسع بين إيران وإسرائيل، وكذلك بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدًا أن البحث عن وقف إطلاق النار في ظل الوضع الميداني في لبنان هو كمن يبحث عن شيء في غير مكانه.
وأشار إلى أنه رغم التوغل الإسرائيلي في لبنان، إلا أن حزب الله لا يملك حرية اتخاذ القرار بشأن وقف إطلاق النار، مواصلا: «في لبنان، نعيش هذه الحرب و نحتمل دمارها وما تسببه من قتل ودماء بين اللبنانيين، ولا يدفع ذلك أي مفاوض لبناني بما في ذلك رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلى اتخاذ خطوات تنفيذية لوقف إطلاق النار».