تحذيرات من مرض يقتل أطفال اليمن
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
شمسان بوست / متابعات:
في قطاع صحي منهك من جرّاء تداعيات حرب اندلعت قبل نحو تسعة أعوام، يواصل اليمن مواجهة مرض الحصبة الذي أودى بحياة مئات الأطفال في خلال أشهر فقط.
وشهد عام 2023 حتى الآن ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الحصبة، الأمر الذي دفع السلطات الحكومية إلى إطلاق حملة تحصين واسعة ضد المرض في 13 محافظة، بدعم من منظمتَي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)
والحملة التي انطلقت في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري لتزويد العدد الأكبر من الأطفال باللقاحات، امتدّت على ستة أيام، واستهدفت أكثر من مليون و267 ألف طفل تراوح أعمارهم ما بين ستّة أشهر وخمسة أعوام
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان، ويؤثّر في الغالب على الأطفال دون الخامسة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
عزوف عن التحصين
وفي بلد يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، يستمرّ مرض الحصبة في الانتشار، وسط مساعٍ محلية وأممية للحدّ منه وسط الواقع الصحي المتدهور
يقول تيسير السامعي إنّ “مرض الحصبة يواصل الانتشار ، خصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين”. يضيف متحدثاً أنّه “منذ مطلع العام الجاري، رُصدت 48 وفاة بين الأطفال في تعز من جرّاء إصابتهم بالحصبة، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من ألفَي إصابة، من بين مئات الوفيات وآلاف الإصابات على مستوى اليمن”
ويلفت السامعي إلى أنّ أبرز أسباب انتشار الحصبة هو “الجهل بأهمية التحصين”، الأمر الذي يجعل أسراً كثيرة تعزف عن تزويد أطفالها باللقاحات خشية تعرّضهم لأعراض جانبية طبيعية. من هنا، يحثّ السامعي الأسر على تحصين أطفالها في المراكز الطبية ضدّ الحصبة، “حفاظا على حياتهم”
مئات الوفيات
في نهاية أغسطس/ آب الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّه “منذ يناير/ كانون الثاني حتى نهاية يوليو/ تموز من عام 2023، بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية في اليمن نحو 34 ألفاً و300 حالة، من بينها 413 وفاة”، مقارنة بـ27 ألف إصابة و220 وفاة في عام 2022
وأعربت عن قلقها من زيادة الحالات هذا العام، وعزت الأمر إلى التدهور الاقتصادي وانخفاض الدخل والنزوح والظروف المعيشية والاكتظاظ في المخيمات، إلى جانب نظام صحي مرهق وانخفاض معدلات التحصين، في ظلّ انعدام القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الأطفال في خلال حملات التحصين الروتيني
من جهتها، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير أصدرته في أغسطس/ آب الماضي، بأنّه “على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، ارتفع بصورة كبيرة عدد الأطفال المصابين بالحصبة، والذين أُدخلوا إلى المستشفيات التي تدعمها المنظمة في اليمن”
وأوضحت أنّه “في النصف الأول من عام 2023 فقط، سجّلت فرقنا ارتفاعاً في عدد مرضى الحصبة بلغ ثلاثة أضعاف ما كان في عام 2022 بأكمله، إذ تمّ استقبال وعلاج أربعة آلاف مصاب بالحصبة في مختلف أنحاء البلاد”
وشدّدت منظمة أطباء بلا حدود على أنّ “ما يزيد الأمر سوءاً هو عدم توفّر حملات تحصين، ومحدودية مرافق الرعاية الصحية العامة التي تعمل بفعالية وميسورة الكلفة، الأمر الذي يجبر الناس على السفر إلى أماكن أبعد للحصول على العلاج اللازم”
وبسبب تداعيات الصراع، يعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور كبير ومن نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، الأمر الذي يؤدّي إلى انتشار الأوبئة والأمراض.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الأمر الذی
إقرأ أيضاً:
تعز.. أكثر من 2,600 إصابة بالكوليرا والحصبة وحمى الضنك خلال أربعة أشهر
تواصل محافظة تعز جنوب غرب اليمن معاناتها من اجتياح الأوبئة الفتاكة، وسط تدهور كارثي في القطاع الصحي وعجز واضح عن مواجهة انتشار الأمراض المعدية.
وأعلنت إدارة التثقيف والإعلام الصحي في تعز، في تقرير حديث، عن تسجيل 2,615 حالة إصابة بثلاثة أوبئة رئيسية — الكوليرا، الحصبة، وحمى الضنك — وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 يناير وحتى 25 أبريل 2025م.
وبحسب التقرير، تم تسجيل خمس حالات وفاة مرتبطة بهذه الأوبئة؛ أربع منها بسبب الحصبة، وحالة وفاة واحدة نتيجة الإصابة بالكوليرا، بينما لم تُسجل وفيات جراء حمى الضنك حتى الآن.
وتوزعت الحالات المسجلة بواقع 1,011 حالة إصابة بحمى الضنك، و 890 حالة إصابة بالكوليرا، و 714 حالة إصابة بالحصبة.
وتعكس هذه الأرقام تصاعدًا خطيرًا في وتيرة تفشي الأمراض المعدية بالمحافظة التي تعاني أصلًا من هشاشة الخدمات الصحية، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان، وما رافقها من تدمير للبنية التحتية الصحية، فضلًا عن الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على مدينة تعز، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية.
وتعد تعز من أكثر المحافظات اليمنية تعرضًا للفاشيات الوبائية خلال السنوات الأخيرة، وسط بيئة مثالية لتفشي الأمراض بسبب تردي خدمات المياه والصرف الصحي، وانعدام حملات التطعيم المنتظمة، وضعف برامج التوعية الصحية.
في ظل هذا المشهد القاتم، يطلق العاملون في القطاع الصحي نداءات استغاثة للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الدعم العاجل، سواء عبر توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، أو عبر تنفيذ حملات تطعيم واسعة النطاق لاحتواء انتشار الحصبة والكوليرا والضنك، وإنقاذ حياة مئات الآلاف من السكان، خصوصًا الأطفال الذين يشكلون الشريحة الأكثر تضررًا من هذه الأوبئة.
وتحذر تقارير طبية محلية ودولية من أن استمرار غياب التدخلات العاجلة قد يؤدي إلى مضاعفة أعداد الإصابات والوفيات في الأشهر المقبلة، في وقت يعاني فيه النظام الصحي بالمحافظة من شبه انهيار شامل.