الخليج الجديد:
2025-01-05@06:46:52 GMT

تونس والصندوق.. هل يصمد قيس سعيد؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

تونس والصندوق.. هل يصمد قيس سعيد؟

تونس والصندوق... هل يصمد قيس سعيد؟

حتى الآن، ليس لدى السلطة الحاكمة في تونس بدائل عملية تغني البلاد عن قروض وشهادة صندوق النقد الدولي.

الحكومة الحالية ضعيفة وليس لها ظهير شعبي، ولديها خشية من غضب رجل الشارع الحانق أصلا على سياساتها وتخبطها.

هل يصمد قيس سعيد بعيدا عن الصندوق، أم يلجأ إلى جيوب التونسيين الفارغة بحثا عن أموال يسد بها جزءا من أعباء الدين الخارجي والواردات لبعض الوقت؟

* * *

منذ أشهر طويلة دخلت العلاقة بين تونس وصندوق النقد الدولي المنطقة الرمادية، ومعها دخلت المفاوضات خانة التعثر والتأجيل المفتوح.

فلا الصندوق وافق على منح حكومة تونس القرض الذي طلبته في أكتوبر/تشرين الأول 2022 رغم تخفيض قيمته في وقت سابق إلى أقل من النصف، أي إلى 1.9 مليار دولار بدلا من 4 مليارات دولار.

ولا حكومة قيس سعيد ماضية في تنفيذ مطالب الصندوق، وفي مقدمتها زيادة أسعار الوقود من بنزين وسولار وغاز تمهيدا لرفع الدعم الكلي عنها، وخفض أجور العاملين في أجهزة الدولة، وبيع عدد من الأصول العامة من شركات وبنوك، وزيادة الضرائب والرسوم وخفض قيمة العملة المحلية، الدينار، مقابل الدولار.

وإذا كان لدى حكومة تونس القدرة والرغبة في أوقات سابقة على تنفيذ بعض مطالب الصندوق، خاصة المتعلقة بخفض الدعم وزيادة الأسعار وتجميد رواتب موظفي الدولة وبيع الأصول، فإنها الآن تقف عاجزة عن السير قدما نحو هذه الخطوات المرغمة على تنفيذها كشرط للحصول على قروض خارجية.

والسبب أن الحكومة الحالية ضعيفة وليس لها ظهير شعبي، بل ولديها خشية من غضب رجل الشارع الحانق أصلا على سياساتها وتخبطها في ظل حالة الاحتقان السياسي الشديد، والتضخم غير المسبوق للأسعار، والفشل الذريع في كبح موجة غلاء غير مسبوقة.

والفشل كذلك في إقناع الداعمين الإقليميين والدوليين في تقديم مساعدات، سواء نقدية أو عينية، بمن فيهم معظم دول الخليج وصندوق النقد والبنك الدوليان، أما مساعدات الاتحاد الأوروبي فتنصب على مساعدة تونس في وقف تدفق قوارب الهجرة غير المشروعة نحو القارة.

مقابل هذا الموقف الرمادي لا يزال قيس سعيد يغازل رجل الشارع، حيث يقول إنه يعارض شروط وأجندة وإملاءات صندوق النقد الدولي، ويعتبر أن وصفاته غير مقبولة، وتمس بالسلم الأهلي للبلاد الذي ليس له ثمن، وتثير قلاقل اجتماعية وسياسية وترهق الطبقات الضعيفة.

ويقول أيضا إنه يرفض بشكل قاطع فكرة خفض الدعم وبيع شركات مملوكة للدولة. وهذا يعني نسف البرنامج الذي تقدمت به حكومته للحصول على القرض.

ومن وقت لأخر يهاجم المؤسسة المالية ويطلق شعارات منها مطالبة الصندوق الالتزام بما وصفه يـ''الخطوط الحمراء'' المتمثلة أساسا في احترام وضعية البلاد وضرورة الدفاع عن الفئات الهشة.

حتى الآن، ليس لدى السلطة الحاكمة في تونس بدائل عملية تغني البلاد عن قروض وشهادة صندوق النقد الدولي، ولا توجد مؤشرات على أن قيس سعيد مستعد للموافقة على شروط الصندوق، والتوصل إلى اتفاق يجنب الدولة أزمة مالية بل وتعثرا ماليا وإفلاسا يشبه حالة لبنان، في ظل الهشاشة التي تتمتع بها حكومته، والوضع الاقتصادي والمالي المتدهور، وتراجع إيرادات النقد الأجنبي.

يجب ألا نغفل أيضا الدور القوي والموقف المتشدد الذي يتبناه الاتحاد العام التونسي للشغل، أقوى منظمة مجتمع مدني في الدولة، تجاه مطالب صندوق النقد الدولي والتي يرفضها بشدة خاصة المتعلقة بخفض الرواتب والأجور وبيع أصول الدولة.

كما أن الظروف العالمية لا تساعد قيس سعيد على اتخاذ أي خطوات تجاه الاستجابة لأجندة الصندوق، فأسعار النفط تواصل ارتفاعها في الأسواق الدولية، وهو ما يعقد شرط رفع الدعم عن المشتقات البترولية.

ولا تزال البلاد تمر بموجة تضخم ناتجة عن ارتفاع أسعار الأغذية المستوردة، ولا يزال اقتصاد أوروبا يمر بمرحلة صعبة تحول دون تدفق السياح والاستثمارات والمساعدات الأوروبية إلى تونس.

إضافة إلى أن المراوغات التي يمارسها قيس سعيد وتلويحه بالاتجاه شرقا نحو الصين وروسيا بحثا عن الدعم المالي والاستثماري في ظل توقف المحادثات مع صندوق النقد لن تجدي نفعا ولن تؤتي ثمارها.

بل وقد تغضب واشنطن في هذا التوقيت بالذات الذي تخوض فيه الولايات المتحدة حربا شرسة ضد الدولتين لأسباب عدة منها حرب أوكرانيا والتنافس على قيادة الاقتصاد العالمي وغيرها.

السؤال: هل يصمد قيس سعيد بعيدا عن صندوق النقد الدولي، أم يلجأ إلى جيوب التونسيين الفارغة بحثا عن أموال يسد بها جزءا من أعباء الدين الخارجي والواردات لبعض الوقت؟

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس قيس سعيد الاقتصاد التونسي الاتحاد العام التونسي للشغل صندوق النقد الدولي الدين الخارجي الدين الخارجي صندوق النقد الدولی

إقرأ أيضاً:

انفوجراف.. صندوق مكافحة الإدمان يقدم الخدمات العلاجية لـ164 ألف مريض مجانا خلال 2024

نشر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى برئاسة  الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة  الصندوق انفوجراف على الصفحة الرسمية للصندوق " الفيس بوك " استعرض  مجهودات الخط الساخن " 16023" على مدار عام 2024 ،حيث تم تقديم الخدمات العلاجية خلال الفترة من يناير حتى ديسمبر 2024 لعدد 164 ألف و465 مريض " جديد ومتابعة " وتنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة والمشورة والعلاج والتأهيل والدمج المجتمعي، وأن الخدمات العلاجية تقدم للمرضى مجاناً ووفقا للمعايير الدولية، وبلغت نسبة الذكور من هذه الخدمات 96 % بينما بلغت نسبة الإناث 4%، حيث تردد المرضى على المراكز العلاجية التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن رقم "16023" وعددها 33 مركز بـ 19 محافظة حتى الآن.

على جانب أخر وفي نفس السياق نشر الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي منشورا  على صفحته الرسمية أشار فيه  الى ان اتاحة الخدمة العلاجية لـ164 ألف متردد على مدار عام 2024 يعكس كيف نجح الصندوق في مد جسور الثقة مع مريض  الإدمان وأصبح لديه طمأنينة كاملة بأن التقدم للعلاج  في الصندوق أمن من أي عقاب، موجها الشكر لكل الزملاء قائلا :" بشكر كل زملائي الذين تحملوا مسئولية العلاج لهذا العدد الضخم و قدروا يحققوا معادلة صعبة جدا وهي جودة الخدمة ومجانية التكلفة وهو أمر في الإدارة عظيم ".

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد العربي: المغرب التزم باستراتيجية تدريجية لضبط أوضاع المالية العامة
  • كم صندوق اسود بانتظار ان يفتح حتى تعلم الشعوب عن تجاوزات ساستها
  • صندوق النقد: الوضع المالي في ليبيا تحول من العجز إلى الفائض
  • صندوق النقد العربي: الوضع المالي في ليبيا تحول من العجز إلى الفائض
  • 450 مليون دولار صرفها النقد الدولي للأردن خلال 2024
  • حصاد صندوق الإدمان 2024: تنفيذ 2707 أنشطة للتوعية بأضرار تعاطي المخدرات
  • صندوق مكافحة الإدمان يقدم الخدمات العلاجية لـ 164 ألف مريض إدمان مجانا
  • انفوجراف.. صندوق مكافحة الإدمان يقدم الخدمات العلاجية لـ164 ألف مريض مجانا خلال 2024
  • إنفوجراف.. صندوق مكافحة الإدمان يقدم الخدمات العلاجية لـ164 ألف مريض
  • مصر تتلقى مليار يورو من الاتحاد الأوروبي وتنتظر دعما من صندوق النقد