أدباء ينعون كمال رحيم: صاحب إنسانية بالغة وثقافة رفيعة
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
نعى عدد من الكتاب والمبدعين الروائي كمال رحيم، الذي وافته المنية اليوم، بعد صدور أخر مؤلفاته عن دار الشروق رواية "وكسة الشاويش".
وقال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف: "رحم الله الروائي الكبير كمال رحيم رحمة واسعة و غفر له، كان اللقاء الأخير معه حين سلمته ميدالية جائزة الدولة التقديرية الذهبية منذ عدة أشهر بالمجلس الأعلى للثقافة".
وقال الشاعر محمد رفيع: "خبر مؤلم رحيل الكاتب والروائي كمال رحيم، بمستشفى الشرطة بالتجمع وجاري إنهاء إجراءات الدفن وتحديد مكان العزاء ربنا يرحمه برحمته الغالية ويدخله فسيح جناته بإذن الله دعواتكم الطيبة له بالرحمة".
و قال الكاتب خليل الجيزاوي: الكاتب كمال رُحيّم وداعاً، توفي إلى رحمة الله الكاتب كمال رُحيّم ظهر اليوم الجمعة 29 سبتمبر 2023 في مستشفى الشرطة بالقاهرة الجديدة حي التجمع الخامس، عن 76 عاماً، ولد محمد كمال صلاح رُحيّم في قرية المنصورية بمحافظة الجيزة بمصر عام 1947، وقد عرفته خلال ندوات نادي القصة بالقاهرة منذ عام 1995، وهو كاتب وروائي مصري حصل كمال رحيم على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة القاهرة، ثم سافر للعمل في الإنتربول المصري بفرنسا سنة 1978م، حصل على عدة جوائز من نادي القصة بالقاهرة، ثم حصل على جائزة الدولة التشجيعية عن روايته: قلوب منهكة عام 2009، التي طبعها مرة ثانية بعنوان: المسلم اليهودي، وكانت الجزء الأول من ثلاثية اليهود التي اشتهر بها: المسلم اليهودي، أيام الشتات، أحلام العودة، وحاز جائزة الدولة التقديرية عام 2022 عن مجمل أعماله الأدبية، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى برحمته إن شاء الله".
وقال الكاتب سيد محمود: " انتقل الى رحمة الله اليوم الكاتب كمال رحيم صاحب الثلاثية الشهيرة (ايام الشتات ) التي فتحت الباب لتقديم سردية بديلة عن اليهود المصريين وأسبابهم في الخروج ، وقد تواصلت معه اكثر من مرة وقدمته في صالون معهد جوته ولمست فيه انسانية بالغة، وثقافة رفيعة ولا انسى انه جاء لمعهد جوتة بصحبة افراد عائلته واحفاده الذين غمرتهم الفرحة بحديث الجد عن ذكرياته في بورسعيد، وكان ضابطا للشرطة بلغ مناصب مهمة ، اظهر في حديثه اعتزازه البالغ بالسنوات التي عاشها هناك، ومن المفارقات المؤلمة ان تصدر له رواية جديدة وهي( وكسة الشاويش) عن الشروق قبل يومين فقط من انتقاله الى رحمة الله ، افكر كثيرا في دلالة عناوين اعماله التي باشر نشرها في سنواته الاخيرة ومنها( ايام لا تنسى) و(الدكاكين تغلق ابوابها ) وكأنها صلاة مودع وقد علمت من الدكتورة فاطمة البودي ان رواية اخيرة بعنوان ( البنداري) تصدر له عن دار العين تصدر خلال الدورة المقبلة لمعرض القاهرة للكتاب".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كمال رحيم دار الشروق وكسة الشاويش محمد عبد الحافظ ناصف
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ52 لكلية طب البنات بالقاهرة
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا لسنا في حفل تتخرج فيه طبيبات ماهرات بعلوم الطب والتشريح فحسب، ولكننا أمام دليل عملي وبرهان واقعي يكشف بهتان المفترين الذين أظلمت عقولهم، وظلمت ألسنتهم فراحوا ينشرون بين الحين والآخر أن الإسلام ظلم المرأة! فكيف ظلمها وقد فتح لها آفاق العلم الرحبة؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد أباح أن تطلع على المراجع والكتب الأجنبية بما يثقفها ويوجهها ويعلمها؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد جعلها طبيبة تعالج الأمراض وتخفف الآلام؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!
وأضاف وكيل الأزهر خلاف حفل تخرج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة، أن من تأمل تاريخ الإسلام وجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية التي وصلت فيها المرأة المسلمة إلى أسمى الدرجات العلمية والعملية، دون أن تخل أو تفرط في واجباتها بنتا وزوجا وأما، ومن الأعاجيب أن بعض المتصدرين يحاولون وضع المرأة بين مسارين: إما أن تثبت ذاتها، وتحقق مكانتها، وإما أن تقوم بواجبها الذي يناسب فطرتها، وكأنها بين خيارات متقابلة متعارضة!
وتابع فضيلته أن الأغرب أن هذا الخطاب المنحرف يحاول بالإغراء مرة وبالإلحاح ثانية وبالخداع أخرى أن يجبر المرأة على السير في هذا الطريق الذي قد يتعارض في بعض ملامحه مع خصائصها، فالتاريخ المشرق لهذه الأمة يقف شاهدا على المحرفين الذين يحاولون تجذير القطيعة بين المرأة وطبيعتها وطموحها، فكم حمل التاريخ من نماذج النساء اللاتي جمعن بين هذه الأمور كلها في غير تدافع ولا معارضة، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة بن الزبير ابن أختها: «ما رأيت أعلم بالطب من عائشة»، فأين المفترون من هذا التاريخ ؟!
وأردف الدكتور الضويني أن حفلنا اليوم هو فرحة تتجدد بزهرات من خير أمة أخرجت للناس، يقد من برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، مؤكدا أن الأزهر الشريف ليقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى في تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.
وأوضح وكيل الأزهر أن هذا الحفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما أن الخريجات والآباء والأمهات لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكنّ إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكنّ عند شهادة التخرج، وإنما أريدكنّ جميعا أن ترفعنّ راية الأزهر فتكنّ إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعى كل واحدة منكنّ إلى الحصول على شهادة الخيرية بخدمة الناس ونفعهم، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكنّ أن تجمعنّ إلى جنب ذلك دعوة الناس إلى الله، وبث الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.
وبيّن فضيلته أنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، فإن الناظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها، وما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات يدرك أنه واقع متسارع معقد يوجب على المخلصين والمخلصات من أبناء الأمة البررة أن يتحملوا الأمانة بحب، وأن يعبروا عن الأمة ودينها ورسالتها وتاريخها وقيمها وحضارتها بالحكمة والموعظة الحسنة.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه لا أشد لحظة واحدة في أنكنّ - أيتها الطبيبات - قادرات - بوعيكنّ الديني وحسكنّ العلمي - على إدراك هذه التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هُويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكنّ أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.