الخليج الجديد:
2024-11-17@11:45:22 GMT

تكريس صور العرب والإسلام النمطية في الغرب

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

تكريس صور العرب والإسلام النمطية في الغرب

تكريس صور العرب والإسلام النمطية فى الغرب

الانحياز ازدادت حدته بعد حرب أكتوبر وحظر النفط عن أمريكا وهولندا، إذ صار كل ما هو عربى «يمثل تهديدًا».

العنصرية ضد العرب اليوم تستخدم المفردات نفسها التى كانت تُستخدم يومًا ضد اليهود، بما فيها الأنف المعقوف فى الكاريكاتير!

تاريخ البشر يصنعه البشر، «ولأن الصراع من أجل الهيمنة على الأرض جزء من التاريخ، فإنه يمثل أيضًا صراعًا حول إنتاج المعنى التاريخى والاجتماعى».

كتاب إدوارد سعيد دراسة نقدية للسلطة والقوة التى تستخدم المعرفة لتحقيق مصالحها وتأثير الاستشراق المباشر على صناع القرار بالغرب والمواطن الغربى.

قدم سعيد الأدلة على أن الاستشراق كان قائمًا، لا على مجرد السرد والوصف، وإنما على اعتبار «الإسلام» هو التجسيد الأكثر خطرًا لما يسمى بـ«الشرق».

يحلل سعيد نفوذ "الاستشراق" الواسع فبات منطلق كل الدراسات الغربية عن العرب والإسلام. وتمدد نفوذه وانتقل خارج حدود الغرب فغدا مستخدمًا بذات التعميمات المُخلة!

اليوم تُستخدم مفردات فريدة لوصف الإسلام والمسلمين، إذ «لا توجد جماعة اثنية أو دينية أخرى يجرؤ أحد فى الغرب أن يقول أو يكتب عنها ما يقال ويكتب عن العرب والمسلمين».

* * *

مازلتُ أقدم أهم ما جاء فى كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد. وتعرضتُ فى المقال السابق لشرحه لثبات العلاقة بين الأكاديميا «والمعانى المُتخيلة» عن الشرق منذ القرن الثامن عشر.

وكتاب إدوارد سعيد، الذى صدرت طبعته الأولى أواخر السبعينيات، يشير لمتغير جديد وقتها، إذ يشير إلى أن الانحياز ازدادت حدته بعد حرب أكتوبر وحظر النفط، إذ صار كل ما هو عربى «يمثل تهديدًا».

وبعد أن يعرض باستفاضة الصور النمطية للعرب فى الغرب، يقول بحق إن المفردات التى تُستخدم اليوم لوصف الإسلام والمسلمين فريدة من نوعها، إذ «لا توجد جماعة اثنية أو دينية أخرى يجرؤ أحد فى الغرب أن يقول أو يكتب عنها ما يقال ويكتب عن العرب والمسلمين»، مشيرًا لملاحظة بالغة الأهمية، وهى أن العنصرية ضد العرب اليوم تستخدم المفردات نفسها التى كانت تُستخدم يومًا ضد اليهود، بما فيها الأنف المعقوف فى الكاريكاتير!

ولابد من الإشارة إلى أن إدوارد سعيد تعرض لهجوم قاسٍ بعد نشر الكتاب، واتُّهم بالعداء «للغرب» بل وبأنه يجعل الغرب «عدوًا للعالمين العربى والإسلامى».

وعند آخرين، كان الاتهام لإدوارد سعيد أنه يقدم صورة ناصعة للحضارة الإسلامية وكأنها بلا أخطاء، وهو ما لم يقله «سعيد» ولم يهدف له. فهذا الهجوم وذاك، يعتبر الغرب والمستشرقين، أى من يدرسون الشرق منهم، شيئًا واحدًا، ويتجاهل أن الرجل رفض منذ البداية التصنيفات القائمة على التعميم المُخل، من نوع «شرق» مقابل «غرب».

وكيف يمكن لـ«سعيد» أن يقدم صورة ناصعة للحضارة الإسلامية رغم أنه رفض صراحة أن يقدم «أى صورة»، يعتبرها «الحقيقية» لتلك الحضارة! كل ما قاله «سعيد» وقدم عليه الأدلة كان أن الاستشراق كان قائمًا- لا على مجرد السرد والوصف- وإنما على اعتبار «الإسلام» هو التجسيد الأكثر خطرًا لما يسمى بـ«الشرق».

وجوهر أطروحته كان أن تاريخ البشر يصنعه البشر، «ولأن الصراع من أجل الهيمنة على الأرض جزء من التاريخ، فإنه يمثل أيضًا صراعًا حول إنتاج المعنى التاريخى والاجتماعى».

وعليه فإن مهمة الباحث هى ألا يفصل الصراع على الأرض عن الصراع على المعنى. ويقول «سعيد» إن الهوية تقوم على المقارنة بالآخر. لكن كل عصر وكل مجتمع يعيد خلق ذلك «الآخر» من جديد.

معنى ذلك أن الهوية نفسها عبارة عن عملية تاريخية وفكرية وسياسية واجتماعية مستمرة تتولاها المؤسسات والأفراد فى كل المجتمعات دون قدرة أحدهم بمفرده على احتكار تعريف الهوية.

بعبارة أخرى، الهوية مسألة ليست جامدة وثابتة وإنما تتسم بالسيولة وتتغير من زمن لآخر وفق احتياجات المجتمع، بل يتم بناؤها وإعادة بنائها.

أكثر من ذلك، ففى كل كتبه يؤكد «سعيد» أن تلك الحتميات الموجودة لدى المستشرقين يوجد مثلها لدينا نحن أيضًا، وإن كان موضوع كتابه الحتميات التى انطوى عليها الاستشراق. ولأن المستشرقين ينظرون للشرق «من الخارج» و«من أعلى» فلا يمكنهم رؤية السيولة والتحولات الجوهرية، بل وتخفى نظرتهم تلك وراءها مصالحهم.

باختصار كتاب إدوارد سعيد دراسة نقدية للسلطة والقوة التى تستخدم المعرفة لتحقيق مصالحها. وهو يشرح التأثير المباشر للاستشراق على صناع القرار الغربيين بل وعلى المواطن الغربى العادى.

ويحلل النفوذ الواسع له حتى بات الأرضية التى تنطلق منها كل الدراسات الغربية عن العرب والإسلام. غير أن الأهم من هذا وذاك أن نفوذ الاستشراق تمدد حتى انتقل لما وراء حدود الغرب، فغدا منهجه مستخدمًا خارجه بالتعميمات المُخلة ذاتها!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشرق الغرب الاستشراق المستشرق العرب الإسلام العنصرية الصور النمطية إدوارد سعيد حظر النفط الصراع على الأرض إدوارد سعید فى الغرب عن العرب ت ستخدم ستخدم ا الیوم ت التى ت

إقرأ أيضاً:

حكم التعدي على المال العام في الإسلام - فيديو

كتب- محمد أبو بكر:

كشف الشيخ حمدي الجهيني، أحد علماء وزارة الأوقاف، عن حكم التعدي على المال العام في الإسلام.

حكم التعدي على المال العام في الإسلام

وقال "الجهيني"، خلال لقائه مع أحمد دياب ونهاد في برنامج "صباح البلد"، الذي يُذاع على قناة صدى البلد، إن هناك صور مختلفة للتعدي على المال العام، حيث يعد الاختلاس والسرقة والتشويه والإهمال والإساءة من أشكال التعدي على حرمة المال العام.

وتابع: الاعتداء على المال العام بمثابة إعتداء على حق 120 مليون مواطن، ويعد التعدي على المال العام بمثابة خيانة للأمانة.

واستشهد حمدي الجهيني بقول الله تعالى: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»، موضحًا أن النبي حذر من خطورة المال العام حيث قال ﷺ: المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصومٍ وصدقةٍ، ويأتي وقد ظلم هذا، وضرب هذا، وشتم هذا، وسفك دم هذا، وأخذ مالَ هذا، فيُعْطَى هذا من حسناته، ويُعْطَى هذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حسناتُه ولم يُقْضَ ما عليه أُخِذَ من سيئاتهم من سيئات المظلومين ثم حُمِلَ عليه، ثم طُرِحَ في النار».

اقرأ أيضًا:

شركات وهمية وتحذير من العمل".. كيف يُستغل الشباب في السفر مقابل التوظيف؟

أمطار ورياح بهذه المناطق.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

الشيخ حمدي الجهيني وزارة الأوقاف حكم التعدي على المال العام الاختلاس والسرقة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد التقوى بالجيزة أخبار الأوقاف: عقد 27 ندوة بالمحافظات الأحد المقبل لنشر القيم الدينية والأخلاق أخبار حدث في 8 ساعات| الرئيس السيسي يدين القتل الممنهج للمدنيين بغزة.. و أخبار وزارة الأوقاف تفتتح 37 مسجدًا الجمعة المقبلة أخبار أخبار مصر بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد التقوى بالجيزة منذ 29 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر برودة و3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. طقس الـ48 ساعة المقبلة منذ 41 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الري يبحث مع مسئول بمؤسسة "DHI" التعاون للتعامل مع تحديات ندرة منذ 44 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أمطار ورياح بهذه المناطق.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر عدم تسليمه لدولته.. ننشر أبرز المعلومات عن قانون تنظيم لجوء الأجانب منذ 5 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر علاجه أصبح في المتناول.. عميد طب قصر العيني يناقش مرض السكتة الدماغية منذ 8 ساعات قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

حكم التعدي على المال العام في الإسلام - فيديو

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك احتجاجات واشتباكات.. ماذا يحدث في باريس أثناء مباراة فرنسا وإسرائيل؟ فيديو 28

القاهرة - مصر

28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • موقف بريطانيا
  • المرور: إغلاق طريق السلطان قابوس بن سعيد “الدائري السابع” من الاتجاهين
  • دورة بالمدائح والألحان.. عيد تكريس كنيسة "السيدة العذراء الأثرية" بدير المحرق|صور
  • إحذروا ..تنفيذ أجندة الغرب بأياد مصرية
  • ندوة تناقش دور الموروث العربي في ربط الثقافات العالمية
  • حكم التعدي على المال العام في الإسلام - فيديو
  • بعد إعلان اعتزاله.. تامر حسني يدعم هيثم سعيد
  • خبير في الشأن الروسي: موسكو مستعدة للحوار مع الغرب والتفاوض لوقف الحرب
  • هل وُلد الإرهاب في الغرب الحضاري؟
  • الإعلامية هبة جلال: مصر تواجه حملات تشويه من الغرب حول حقوق الإنسان