لأنني لا أتكلم ظنوا أنني لا أحس فتمادوا
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
كيف السّلاك مع صمت سيقودني للهلاك؟
سيدتي من المؤسف أن أقف اليوم من خلال هذا المنبر وأنا أسوق لك قصتي المؤسفة التي أريد أن أجد لها حلا. حلا يريحني ويريح من حولي فلست أقوى على التحمل أكثر ولست أجرأ حتى على التحامل. على نفسي بالقدر الذي سيبقيني ضحية بين أناس إستباحوا الدّوس على كرامتي والعبث بطيبتي فقط لأنني جد متساهلة ومتسامحة.
صدقيني سيدتي، ليس لكلمة “لا” مكان في قاموسي، فأنا لا أرفض لأي كان طلبا وأيسّر للمعسرين أمورهم. سواءا أكان ذلك في البيت أم مع زملائي في العمل وحتى أصدقائي. ولم أحتسب يوما سوى العوض من الله . لكن مع مرور الوقت سيدتي. وجدت الناس من معارفي ومن هم أولى بأن يلتمسوا لي الأعذار ويجعلون لي بينهم مكانة طيبة يقررون في مكاني ما يناسبهم ويروق لهم مني من دون مشاورتي حتى إدراكا منهم أنني لن أرفض. لم تعد لي بين ليلة وضحاها سيدتي أحلام أو طموحات، فحتى البسيط مما اريد القيام به بات صعب المنال.
حسرتي كبيرة على نفسي سيدتي، فكيف لمن أوقدت لهم أصابعي العشرة نورا يرمونني بالتجاهل والصد. وكأن حقي في الإختيار متوقف أو ملغى تماما. إنهم يدركون تمام الإدراك من أنني النبراس الذي يستضيئون به من أجل أن يحيوا.
لازلت على صمتي وأنا أرى مسار حياتي مرهون بمدى قبولي التنازلات. فرفضي يوما ما وإستيقاظي من السبات الذي سيجعلني أرفض سيكون النهاية لا محالة.
أريد حلا لما أنا فيه فالنار تأكل أحشائي وأريد أن أنتفض لنفسي فطمع الناس في طيبتي. وجميل أخلاقي ونبل صفاتي لا حدود له.
التائهة ن.فريال من الغرب الجزائري. الرد:
من الصعب على الإنسان عندما يقف موقف محاسبة الذات أن يجد أنه إستثمر الكثير. من دون أن يكون له من عائد أو فائدة تخدمه أو تناسبه.
ولعلها صفة مشينة تلك التي تجعل من نكن لهم الحب والإحترام يقذفوننا بسهام الغطرسة والعنجهية. دعيني في البدء أختاه أحييك على طيبتك قلبك التي تعكس حسن سريرتك. ولعلني من خلال هذا المنبر أبلغ رسالة للمتطاولين على الناس لسبب ما أو لحاجة ما أن يكفوا أذاهم على الطيبين منهم. فكل القلوب مليئة بما يكفيها، وكل الأفئدة مثقلة بالهموم وال,جاع.
من الجيد أنك كنت ولفترة ما خدومة متساهلة، لكن كان عليك كبح جماح هذا العطاء. الذي لم تقرنيه بحقك في الأخذ لدرجة بتّ فيها غبية في نظر من حولك، والدليل أنهم لازالوا ينهلون منك وكأنك بحر عميق لا تنضب مياهه.
ليس الأمر بالصعب، لكنه يحتاج قرارا نهائيا قطعيا منك أن تعلني التمرد لذاتك المهدورة. فأنت إنسان ذو كيان ولك الحق في أن تنعمي بفرص وتنازلات الناس مثلما فعلته أنت وكنت عنوانا له دائما.
توقعي السيء من ردات الفعل، فالجميع سيتجهم ويرفض في أن يكون لك رأي مخالف لا يخدمهم والأكثرية سيعلنون فك. رابطة الصداقة أو العلاقة معك، فلا تكترثي وأمضي قدما نحو إرساء نفسيتك المعطاءة على بر الأمان.
لست أختاه مجبرة أن تكوني الشّمعة المتقدة التي تضيء سبل الحيارى. فما أنت فيه من حيرة لن تكفيه شموع العالم لتجدي لما أنت فيه من حسرة وندم مخرجا. ليس العيب أن نرفض ما لا يخدمنا ولا يهمنا، لأن العيب هو الإسترسال في عطاء لدى أناس لا يشعرون، لا يفهمون وخاصة لا يقدرون ولهم بالمثل راضون.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
إما ازدواج طريق «المطرية- بورسعيد».. أو إغلاقه!
** لم يعد مقبولاً، أن تسكت الحكومة، عن خطورة طريق بحيرة المنزلة، الواصل بين محافظتى الدقهلية وبورسعيد، ليس بسبب كارثة «الأربعاء» قبل الماضى وحسب، التى حصدت أرواح 13 من شهداء لقمة العيش، ودونهم 22 مصاباً، ولكن بسبب تكرار سقوط ضحايا، بمعدلات غير مسبوقة، فى سجلات حوادث الطرق عامة، ولو أن الحكومة معنية بسلامة الناس، ما كان رئيس هذه الحكومة، الدكتور مصطفى مدبولى، قد تأخر عن مواساة أهالى الضحايا، والتخفيف من صدمة فقدان أبنائهم، إن كانوا ممن يخاطبهم مثل باقى المصريين بـ«أهالينا»، إنما أولئك الناس البسطاء، كما لو كانوا، على هوامش الـ«أهالينا» فى العاصمة والمناطق المهمة، عند الدكتور «مدبولى».
** وفى نفس الاتجاه، ليس كافياً ما تحدث به أى من اللوائين، محب حبشى، محافظ بورسعيد، أو طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، عن إجراءات عاجلة، تتعلق بوضع كتل خرسانية، فى بداية الطريق ونهايته، لمنع مرور سيارات النقل الثقيل، من دون اتخاذ القرارات القاطعة، لمحاسبة من كان وراء رفع هذه الكتل الخرسانية، التى كانت موجودة قبل الحادث، سواء من الإدارة المحلية أو من إدارة المرور، أو التحرى عما إن كانت «مافيا» السائقين للنقل الثقيل - هذا ما ينتظر الناس معرفته - وإيقاع العقاب المشدد على المتورطين، وليس مجرد قرارات وقتية، بإنارة الطريق وصب مطبات صناعية.. إلخ، وكانها أنهت خطر الطريق، الذى لم يشهد تحركات المحافظَيِن، إلا بعد وقوع الكارثة.
** أنا لا أقلل من جهد وجدية المحافظين «حبشى» و«مرزوق»، وأفهم حدود المسئولية لديهما، ومن هذه البديهية، كان عليهما الالتقاء فى وسط الطريق، ومعهما فريق متخصص فى الطرق، والبحث فى الأخطاء الإنشائية لهذا الطريق، والعمل على تقارير هندسية، توصى الحكومة بتخصيص ميزانية سريعة، لازدواج الطريق - وهو لا يتعدى طوله الـ17 كيلو متراّ- وتطبيق أعلى المعايير الفنية قى التنفيذ، وتوفير «حارات أمان» على الجوانب، لتأمين أى مركبات تتعطل، حتى لا تكون مشاريع حوادث، فى حال توقفت على الأسفلت، هذا هو المهم «العاجل»، وليس مجرد علاجات سطحية، لترضية المكلومين على أبنائهم «الضحايا»، إما ذلك أو تغلقونه تماماً، حتى لا يسقط ضحايا آخرون.
** صحيح.. أنه الطريق الذى انتظره الناس طويلاً، لكن كان حلم هذا الطريق، أن يكون ضمن خطة الدولة، للنهوض بشبكة الطرق المصرية، وليس أن يكون مجرد «حزام»، يفصل بين منطقة التعديات على أراضى البحيرة، وبين مسطح مياه الصيد الحر، وكان من الأولى، على الجهة التى تولت إنشاؤه، التنبه لكونه من أهم الطرق، التى تختصر المسافة بين مدينتى المطرية وبورسعيد، إلى 15 دقيقة تقريباً، بدلاً من 90 دقيقة عبر طريق ترعة السلام، ومن ثم يسهِل سفر الأيدى العاملة، من مراكز الجمالية والمنزلة والمطرية، لتنمية العمل فى مناطق الاستثمار فى بور سعيد، لكن بكل أسف وحزن، صاروا مشاريع شهادة فى سبيل لقمة العيش، طالما يظل الطريق على حاله السيئ.
** أعود لرئيس الحكومة، أن ينظر للناس جميعاً فى مصر، على أنهم متساوون فى الحقوق والواجبات، وبالتالى إن لمراكز الدقهلية فى الشمال، وفى المقدمة مركزى المنزلة والمطرية، الحق الدستورى والأخلاقى، أن يكون لها نصيب فى خطط الحكومة التنموية، مثلها مثل المحافظات المحظوظة، فى النهوض بكل المرافق والخدمات، التى هى على حافة الانهيار، بما فيها إعادة هيكلة الطرق، التى تربط بين المدن والقرى، وتمثل خطورة على أرواح الناس، طالما كانت متهالكة وغير مُعبَدة، وهى الفرصة التى نُذِكر فيها الدكتور «مدبولى»، بأن الخطاب الشعبى هناك، يتحدث عن هذه الحقوق الدستورية.. كما المطالب بشأن ازدواج طريق المطرية- بورسعيد.. الذى تحول إلى طريق قاتل.
[email protected]