قالت وكالة "أسوشييتد برس"، إن الجزائر توسعت في برنامج تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية، في خطوة تعكس تحولا لغويا متزايدا بالبلاد التي كانت جزءا من المستعمرات الفرنسية في السابق.

ووأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21"، سيشارك الطلاب العائدون إلى الفصول الدراسية للصفين الثالث والرابع هذا الخريف في فصلين للغة الإنجليزية كل أسبوع، مدة كل منهما 45 دقيقة، حيث تنشئ البلاد برامج جديدة لتدريب المعلمين في الجامعات وتتطلع إلى المزيد من التغييرات التحويلية في السنوات المقبلة.



قال وزير التربية والتعليم عبد الكريم بلعابد الأسبوع الماضي، إن "تعليم اللغة الإنجليزية هو خيار استراتيجي في سياسة التعليم الجديدة للبلاد"، مشيدا بهذه الخطوة باعتبارها نجاحا هائلا.

وباتت اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشارا في العالم، وتمثل غالبية المحتوى على الإنترنت وتظل لغة مشتركة في الأعمال والعلوم. ومع تراجع النفوذ الاقتصادي والسياسي لفرنسا في جميع أنحاء أفريقيا، أصبحت الجزائر من بين قائمة أطول من البلدان التي تتحول تدريجيا نحو اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية رئيسية.

وهذا العام، غيرت مالي المجاورة دستورها لإزالة الفرنسية من قائمة اللغات الرسمية، وجعل المغرب دروس اللغة الإنجليزية إلزامية في المدارس الثانوية.

أما عدد الناطقين بالفرنسية في الجزائر يفوق عدد المتحدثين في جميع الدول باستثناء فرنسا نفسها وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويتحدث بها ما يقرب من 15 مليونا من أصل 44 مليون نسمة في البلاد، وفقا للمنظمة الدولية للغة الفرنسية، ويصف مسؤولوها دروس اللغة الإنجليزية على أنها تحول عملي وليس سياسي، مشيرين إلى أهمية اللغة في المجالات العلمية والتقنية.



لكن الأسئلة حول وضع اللغة الفرنسية في المجتمع الجزائري كانت مستقطبة منذ فترة طويلة، كما يعترف المعلمون ومسؤولو السياسة التعليمية السابقون.

ويعتقد مدير المدرسة الثانوية المتقاعد محمد أرزقي فردي أنه كان على الجزائر أن تبدأ التحول إلى اللغة الإنجليزية منذ عقود، وأطلق المبادرة الحالية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي تولى السلطة في عام 2019. وحاول الزعماء السابقون أيضا توسيع نطاق اللغة الإنجليزية لكنهم فشلوا في التغلب على النخب المتعلمة بالفرنسية والتي طالما سيطرت على السلطة في البلاد.

قال فردي: "لقد فقدنا الكثير من الوقت، كان ينبغي علينا إدخال اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية عندما طرح الرئيس بوتفليقة إصلاحاته بعد وصوله إلى السلطة في عام 1991، لكن في ذلك الوقت، كانت الفصائل الناطقة بالفرنسية في الجزائر تتمتع بسلطة كبيرة في اتخاذ القرار في المؤسسات".

ويأتي التوسع في تعلم اللغة الإنجليزية مع تصاعد التوترات بين فرنسا والجزائر. ويشترك الاثنان في المصالح الأمنية بشأن الاضطرابات السياسية التي تشكل غرب أفريقيا المعاصرة. ومع ذلك، فقد تنازعوا مرارا في السنوات الأخيرة حول الهجرة وتسليم المجرمين وكيفية إحياء كل دولة لذكرى الاستعمار والحرب الوحشية التي أدت إلى استقلال الجزائر في عام 1962.

وتخطط الجزائر لتوسيع برنامجها الحالي إلى الصف الخامس السنة المقبلة. وستواصل تعليم الطلاب باللغة الفرنسية لمدة ثلاث ساعات كل أسبوع في المدارس الابتدائية.

وعندما بدأ تعلم اللغة الإنجليزية العام الماضي، أكد المسؤولون الجزائريون التزامهم باللغة الفرنسية وقالوا إنهم سيستمرون في تدريسها على نطاق واسع. لكن في تصريحاته هذا الأسبوع في بداية العام الدراسي، قال كمال بداري، وزير التعليم العالي الجزائري، إن توسيع البرنامج يهدف إلى تمكين طلاب المدارس الابتدائية من تلقي دورات تقنية في وقت لاحق باللغة الإنجليزية - وليس الفرنسية.

وعلى الرغم من أن قليلين يشككون في أهمية اللغة الإنجليزية، إلا أن البعض يشعر بالقلق بشأن كيفية تنفيذ الجزائر لمثل هذا التحول والحذر من إعلان النصر في وقت مبكر جدا. يعتقد أحمد تيسا، المستشار السابق لوزارة التعليم الجزائرية، أن جعل الطلاب يتقنون اللغة الإنجليزية لا يمكن أن يحدث إلا بشكل تدريجي ومن المرجح أن يتطلب أكثر من مجرد إضافة فصول دراسية.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى العودة إلى الأساسيات، هذه ليست مهمة صغيرة".

وبغض النظر عن مدى سرعة تحول المدارس إلى اللغة الإنجليزية، فإن علامات التراجع ضد اللغة الفرنسية واضحة في أماكن أخرى.

قامت السلطات ببطء باستبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية في الألقاب الرسمية لمختلف الوزارات الحكومية. وفي رحلته العام الماضي إلى الجزائر العاصمة، طُلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإدلاء بملاحظاته من على منصة تحمل لقبه والتاريخ باللغتين الإنجليزية والعربية، اللغتين الرسميتين في الجزائر إلى جانب الأمازيغية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الجزائر اللغة الإنجليزية فرنسا فرنسا الجزائر اللغة الإنجليزية صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المدارس الابتدائیة اللغة الإنجلیزیة اللغة الفرنسیة الفرنسیة فی فی المدارس

إقرأ أيضاً:

الجزائر وموريتانيا توقعان على مذكرة تفاهم لاستكشاف وإنتاج النفط

الجزائر – وقعت شركة النفط الوطنية الجزائرية “سوناطراك” مع الشركة الموريتانية للمحروقات امس الخميس بالجزائر، على مذكرة تفاهم في مجال استكشاف وإنتاج البترول والغاز في البر والبحر.

ووقع على المذكرة الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك رشيد حشيشي والمدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات إسماعيل عبد الفتاح، بحسب بيان صادر عن “سوناطراك”.

وتنص المذكرة على تشكيل لجنة لبحث فرص التعاون والشراكات الممكنة في مجال الاستكشاف والإنتاج وأنشطة المصب والنقل والتسويق بين البلدين.

كما تنص على إنشاء فرق عمل مشتركة مكونة من خبراء من البلدين وتنظيم ورشات عمل وتنظيم زيارات ميدانية للمنشآت المعنية بالشراكة في موريتانيا.

وتشمل مجالات التعاون تدريب فرق عمل الشركة الموريتانية للمحروقات في المواقع التابعة لسوناطراك وتبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالأحواض والحقول ذات الاهتمام، بالإضافة إلى التسيير ومراقبة الجودة ومراقبة البيانات وإنشاء غرف البيانات وتطوير قطاع النفط.

وتشمل أيضا تنفيذ وتطبيق مشاريع المعالجة وإعادة معالجة البيانات وتطوير برامج البحث المشترك حول الهيدروجين الأخضر والأبيض ومصادر الطاقة البديلة الأخرى، مع مشاركة خبرات سوناطراك مع الشركة الموريتانية للمحروقات في مجال الغاز الطبيعي السائل وفي مجال تخزين المواد البترولية.

وتنص المذكرة أيضا على التعاون في أنشطة الاستكشاف والإنتاج في البر والبحر، وبحث فرص التعاون في مجال الامداد بالمحروقات والمواد البترولية وبناء وتسيير البنى التحتية لنقل وتخزين وتوزيع المحروقات للاستهلاك المحلي بما في ذلك المواد البترولية.

كما تنص على دراسة إمكانية تزويد موريتانيا بالمحروقات وبالمنتجات النفطية الجزائرية.

وتتيح مذكرة التفاهم إمكانية تأسيس مشروع مشترك بين سوناطراك والشركة الموريتانية للمحروقات لتطوير قطاع المصب خاصة توزيع البوتان والمواد البترولية.

واعتبر الرئيس المدير العام لسوناطراك عقب التوقيع على المذكرة أن هذه المذكرة “خطوة نوعية على درب مسيرة شراكة استراتيجية بين المؤسستين تسمح بدراسة فرص التعاون في عدة مجالات حيوية منها استغلال احتياطات المحروقات الجديدة في موريتانيا”.

فيما أكد المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات أهمية مذكرة التفاهم فيما يتعلق بـ”تمكين سوناطراك من المشاركة في التنقيب واستكشاف وتطوير حقول النفط والغاز في موريتانا وكل مجالات صناعة النفط والغاز”.

 

المصدر: سوناطراك

مقالات مشابهة

  • هام للطلاب غير السعوديين في جدة: تعليم جدة يصدر توضيحًا حول الزي المدرسي
  • جامعة أم القرى تستعرض جهودها في مؤتمر المستقبل في تعليم اللغة الإنجليزية
  • تعاون بين "الثقافي البريطاني" و"اليونيسف" لتطوير منهج اللغة الإنجليزية للثانوية العامة
  • التعليم تبحث مع معهد جوته التعاون لتدريس اللغة الألمانية في المدارس الفنية
  • تعليم قنا: تفعيل الوحدة المنتجة في نظافة وتشجير المدارس
  • وكيل تعليم الأقصر يناقش خطة عمل منسق عام المدارس المنتسبة لليونسكو
  • الأوراق المطلوبة للتقديم لوظائف معلم مساعد اللغة الإنجليزية ورابط التقديم
  • الجزائر وموريتانيا توقعان على مذكرة تفاهم لاستكشاف وإنتاج النفط
  • مارين لوبان: سأفعل بالجزائر ما فعله ترامب مع كولومبيا (فيديو)
  • قرار وزاري لفتح ببرامج إعداد معلمي العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية بتربية أسوان