تصريحات بن سلمان حول حكم الإعدام.."بارقة أمل" أم "مراوغة"؟
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
ولي العهد السعودي أعرب عن خجله من حكم الاعدام الصادر بحق معارض سعودي
أحيا إعراب ولي العهد السعودي عن "الخجل" من الحكم بالإعدام على المواطن محمد الغامدي لمجرد انتقاده الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، آمال شقيقه سعيد بحلحلة القضية، لكنّ نشطاء اعتبروا تصريحات الحاكم الفعلي للمملكة بمثابة "مراوغة".
وقال ولي العهد خلال المقابلة "لا أستطيع أن أقول للقاضي أن يفعل أمراً ما ويتجاهل القانون لأن هذه الإرادة تتعارض مع سيادة القانون".
وأكّد ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان في مقابلة نادرة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية وبثّتها الأسبوع الماضي أن تفاصيل القضية "صحيحة".
وقال ولي العهد النافذ الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء "لسنا سعداء بذلك. ونخجل منه"، وعزا صدور مثل هذه الأحكام لوجود "قوانين سيئة". وتابع "آمل أن يكون القضاة أكثر خبرة في المرحلة المقبلة من المحاكمات. وقد ينظرون إلى الأمر بشكل مختلف تمامًا".
وحُوكم الغامدي، وهو مدرس متقاعد يبلغ 55 عاما، بموجب قانون مكافحة جرائم الإرهاب الذي أقرته السعودية نهاية 2017 بعد أشهر من وصول ولي العهد لمنصبه.
"كل شيء بيده"
لكنّ شقيق الغامدي، الداعية الإسلامي سعيد الغامدي الناقد للنظام السعودي والذي يتخذ من لندن منفى اختياريا، أكّد لوكالة فرانس برس أنّ "كل شيء بيديّ" ولي العهد مضيفًا "الأحكام تصدر من عنده وإلغاؤها من عنده أيضا". وقال ساخرا "بما أنه اكتشف أن هناك أحكاما قضائية يخجل منها فالفرصة أمامه ليلغيها".
وتابع "آمل أن يكون هناك تراجع حقيقي. ليس فقط في العدول عن حكم الإعدام (بحق شقيقي) بل بالإفراج عنه وعن كل الحالات المماثلة".
أيضا لم يأخذ عبدالله العودة، ابن الداعية السعودي سلمان العودة، تعبير الأمير محمد عن خجله من أحكام الإعدام على محمل الجد.
وأفاد لفرانس برس أنها تصريحات "غير جادة وهي جزء من المراوغة ومحاولة مخاطبة الشعب الأميركي" لتحسين صورته.
آخر التطورت في قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي
وندّدت حينها منظمة هيومن رايتس ووتش بالقانون الذي قالت إنّه يشمل "تعريفا مبهما للإرهاب" وقد يسمح "للسلطات بمواصلة استهداف الانتقادات السلمية".
لكنّ العودة، المدير السعودي لمؤسسة "مبادرة الحرية" التي تتخذ من واشنطن مقرا، قال ساخرا إن الأمير محمد "يتحدث وكأن السعودية دولة ديموقراطية لديها فصل بين السلطات".
وشكّكت الباحثة في شؤون السعودية في المنظمة جوي شيا بقول ولي العهد إنّ الحكم على الغامدي نتيجة قوانين قديمة لم تتغير بعد.
وقالت في مؤتمر صحافي الثلاثاء إنّ "هذه ليست قوانين سيئة قديمة. إنها قوانين سيئة جديدة دخلت حيز التنفيذ عام 2017 عندما كان محمد بن سلمان وليًا للعهد".
إلا أنّ مسؤولا سعوديا، فضّل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، أرجع الأحكام القاسية لرغبة قضاة محافظين في إحراج ولي العهد الإصلاحي.
وقال المسؤول "هناك من يريد إحراج ولي العهد أمام العالم".
ومنذ تولي الأمير محمد منصب ولي العهد في 2017، تتبع السعودية أجندة إصلاحية طموحة تُعرف باسم "رؤية 2030" تهدف إلى تحويل المملكة التي كانت مغلقة سابقًا إلى وجهة سياحية وتجارية عالمية وتعتمد إصلاحات اجتماعية. لكن ذلك يترافق مع استمرار قمع المعارضة.
وتواجه السعودية انتقادات متكررة لاستخدامها المفرطلعقوبة الإعدام. وقد أعدمت عام 2022، 147 شخصا، من بينهم 81 في يوم واحد. وهذا العدد هو ضعف عدد الإعدامات الذي سُجّل في2021 والبالغ 69، وفق حصيلة أعدّتها فرانس برس بناء على بيانات رسمية.
وهذا العام، تم تنفيذ 111 عملية إعدامحتى الآن. وتنفّذ المملكة في غالب الأحيان أحكام الإعدام بقطع الرأس.
وخلال المقابلة، أشار ولي العهد إلى قيامه "بتغيير عشرات القوانين في السعودية والقائمة تضم أكثر من ألف بند" قانوني آخر
ع.أ.ج/ و ب (أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الأمير محمد بن سلمان ولي العهد محمد بن سلمان الغامدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد محمد بن سلمان الغامدي ولی العهد العهد ا
إقرأ أيضاً:
الشرع يكشف عن رغبة حقيقية لدى ولي العهد السعودي في دعم سوريا
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "رغبة حقيقية في دعم دمشق.. وناقشنا خططا مستقبلية موسعة في مجالات مختلفة".
وقال الشرع "أجرينا اليوم اجتماعا مطولا لمسنا وسمعنا من خلاله، رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه"، مقدما شكره لابن سلمان على "حفاوة الاستقبال والاستضافة" بالرياض.
وأضاف "تناولنا اليوم خلال الاجتماع نقاشات ومحادثات موسعة في كل المجالات، وعملنا على رفع مستوى التواصل والتعاون في كافة الصعد، لا سيما الإنسانية والاقتصادية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأوضح "ناقشنا خططا مستقبلية موسعة في مجالات الطاقة والتقانة، والتعليم والصحة، لنصل معا إلى شراكة حقيقية تهدف إلى حفظ السلام والاستقرار في المنطقة كلها، وتحسين الواقع الاقتصادي للشعب السوري".
وأشار إلى أن يأتي "هذا بجانب استمرار التعاون السياسي والدبلوماسي تعزيزا لدور سوريا إزاء المواقف والقضايا العربية والعالمية، خصوصا بعد النقاشات التي أُجريت في العاصمة السعودية الرياض، خلال الشهر الفائت".
ووصل الشرع إلى السعودية، في أول زيارة رسمية خارجية له منذ توليه قيادة سوريا، بعدما أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، ومجلس الشعب، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور السابق.
وكانت العلاقة بين البلدين، قد عرفت ما وُصف بـ"الحراك الدبلوماسي" بغية تطوير العلاقات الثنائية عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وفي السياق نفسه، كان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قد بعثا ببرقيتي تهنئة للشرع، الخميس الماضي، متمنين له فيهما التوفيق.. وذلك مباشرة عقب إعلان الإدارة السورية الجديدة، عن تسمية الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، خلال مؤتمر قد عقدته الفصائل السورية، في دمشق، الأربعاء الماضي.
ويذكر أنه 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.