الجزيرة:
2024-09-30@15:06:08 GMT

لسان حال النازحين من عين الحلوة: هل هي رحلة بؤس جديدة؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

لسان حال النازحين من عين الحلوة: هل هي رحلة بؤس جديدة؟

في إحدى زوايا مدرسة "نابلس" للاجئين الفلسطينيين تستلقي طفلة فلسطينية على الأرض حاملة قلمها وتقرأ في كتابها ولكن عيونها شاخصة نحونا وكأنها تسألنا: هل سيكون مستقبلي هكذا أم أنها فقط بداية رحلتي في البؤس؟

وتحولت هذه المدرسة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" الواقعة في مدينة صيدا اللبنانية إلى مأوى لمئات النازحين من مخيم عين الحلوة عقب الاشتباكات الدامية الأخير التي استمرت لأسابيع.

الداخل إلى هذه المدرسة يشعر بحجم المصيبة التي حلت بعدد كبير من النازحين الفارين من جحيم القتال في "عاصمة الشتات الفلسطيني"، فهنا سيدة تصرخ: منزلي يحتله مسلحون ولا أستطيع العودة إليه وأخرى تسألنا هل يسرقون منازلنا ولن يسمحوا لنا بالعودة إليها؟ ومسن يطالب بترميم منزله بعد أن أحرق بفعل الاشتباكات.

طفلة افترشت الأرض في مدرسة نابلس للاجئين الفلسطينيين في صيدا (الجزيرة)

قصص معاناة لا تنتهي في هذه المدرسة والتساولات تطير من الفصول الدراسية التي تحولت إلى غرف نوم: ماذا بعد؟ ومن سيعوضنا؟

ننقل هذه التساؤلات إلى المتحدثة الرسمية باسم "الأونروا" في لبنان هدى السمرا والتي قالت للجزيرة نت إن الوكالة تمر بأزمة مالية كبيرة.

وتابعت أن "كل الجهود التي تقوم بها الأونروا للاستجابة لهذه الأزمة ولا سيما في القطاع التعليمي مكلفة وخاصة أنها أمور مستجدة وطارئة ولم تكن مرصودة في الميزانية".

السمرا: هناك خطط بديلة ومرحلة انتقالية ستكون مكلفة للوكالة ومرهقة للطلاب بهدف إنقاذ العام الدراسي (الجزيرة)

وأوضحت أنه "من بعد جولة الاشتباكات الأولى، أطلقنا نداء عاجلا بأكثر من 15 مليون دولار كتمويل لتلبية الحاجات الأولية والفورية للمتضررين من القتال ولكننا فوجئنا بجولة ثانية، لتزداد معاناة الناس وتتسع رقعة الدمار وترتفع كلفة وتقديرات التعويضات والتقديمات للناس، وحتى الآن لم يلق هذا النداء الإنساني الاستجابة المطلوبة والتمويل الكافي".

وأشارت إلى أن هناك خططا بديلة ومرحلة انتقالية ستكون مكلفة للوكالة ومرهقة للطلاب بهدف إنقاذ العام الدراسي ولكنها رفضت الكشف عن تفاصيلها.

المدرسة باتت مأوى

في خضم الزحمة والعمل الدؤوب في المدرسة، لاحظنا أن مديرة مدرسة "نابلس" رولا أيوب أصبحت مديرة اجتماعية ونفسية تنتقل بين فصول المدرسة ليس لتوجيه الطلاب أو إعطاء ملاحظات للأساتذة بل لسماع النازحين ومحاولة التخفيف عنهم من هذه المعاناة.

وتخبرنا أنه "رغم توقف الاشتباكات والاستقرار الأمني الهش في المخيم، فقد وصلت عائلة قبل أيام كانت مستضافة عند أقاربها ولكن الظروف وإطالة أيام الأزمة أجبرت العائلة النازحة للجوء إلى مدرسة "نابلس".

وتقول مديرة المدرسة للجزيرة نت، إننا "كنا كمدرسة وطاقم تعليمي ننتظر بفارغ الصبر انطلاق العام الدراسي واستقبال الطلاب لنفاجأ بهذه الاشتباكات فحولنا المدرسة إلى مركز لإيواء النازحين ومع الخطورة على حياة الكوادر التعليمية والطبية والأخصائيين الاجتماعيين، وخاصة عند اشتداد الاشتباكات ولكنهم أصروا على الوصول وفتح المدرسة لاستقبال الناس".

يتحصّن مسلّحون من طرفي الاشتباك في 4 مدارس من أصل 8 تابعة لـ"الأونروا" (الجزيرة)

ويتحصّن مسلّحون من طرفي الاشتباك في 4 مدارس من أصل 8 تابعة  "للأونروا" في مخيم عين الحلوة، وتقع المدارس في مجمعين تربويين منفصلين وهي توفر التعليم لنحو 6 آلاف طالب في مختلف المراحل التعليمية. ويعتبر إخلاء هذه المدارس من المعضلات التي تعوق استقرار الوضع الأمني في المخيم بعد وقف إطلاق النار بسبب موقعها على خطوط تماس بين المتقاتلين.

وسبق هذه الخطوة اتصالات مكثفة تولّتها "القوى الإسلامية" الفلسطينية، بين حركة فتح و"الشباب المسلم" واللذين وافقا على الإخلاء المتزامن للمدارس، وكانت القضية طرحت قبل تجدّد الاشتباكات في جولتها الثانية في السابع من الشهر الجاري وتأجلت إلى مرحلة لاحقة.

نكبة لا تغيب

ولكن مخاوف الناس باتت في مكان آخر، فهناك من يحتل بيته المسلحون ولا يستطيع العودة إليه حتى لو توقف إطلاق النار وعاد الاستقرار.

وتقول مريم مزيان من سكان عين الحلوة إن بيتها في حي الصفصاف "أحد محاور القتال"، إنها وعائلتها وجيرانها لا يستطيعون الدخول إلى منازلهم ويخافون من الأسوأ إذا عادوا إليها ولا يعلمون إن كان هناك ذخائر غير منفجرة داخله".

يوسف محمد سمور أحرق منزله في مخيم عين الحلوة ويعيش في خيمة بمدرسة نابلس (الجزيرة)

وتسألنا إكمال مشرف من سكان عين الحلوة "برأيكم، هل سيبقون في المنزل؟ هل سنمكث هنا في المدرسة طويلا؟".

وبما أننا لا نملك الإجابة، تابعنا سيرنا في المدرسة لنقابل المسن السبعيني يوسف سمور الذي يتوكأ على عصا وملامح وجهه تشرح الأزمة المستمرة التي يعاني منها الفلسطينيون منذ النكبة وإلى يومنا هذا.

عصاه ووجهه ليسا الوحيدين اللذين يذكران بنكبته بل الخيمة التي ينام فيها والمرتبة التي ينام فيها على الأرض ورغم ذلك يقول "لا أحتاج إلى أحد".

ويتابع قائلا "إنني مريض، منزلي ومنزل ابني احترقا بالكامل وأنا أشعر بالإهانة وهذا ليس مكان رجل في عمري، إيجار الشقق في صيدا تجاوز 300 دولار، وما أطلبه تأمين بيت لأعيش بكرامة أو يرمموا لي منزلي ومنزل ابني".

وختم "لست مرتاحا وأطالب الأونروا بتأمين منزل لي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عین الحلوة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يستهدف النازحين مجددا في بيت لاهيا ويقصف سيارة بخان يونس

قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة أخرى تؤوي نازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، واستهدف سيارة مدنية في خان يونس، مما أسفر عن شهداء وجرحى.

ويأتي استهداف هذه المدرسة بعد ساعات من قصف مدرسة أم الفحم التي تؤوي نازحين في حي السلاطين ببيت لاهيا.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في وقت مبكر اليوم الاثنين إثر قصف قوات الاحتلال مدرسة في حي السلاطين ببيت لاهيا.

وقالت مصادر فلسطينية إن مدرسة أبو جعفر -التي تعرضت للقصف- تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين.

تغطية صحفية: طيران الاحتلال يرتكب مجزرة داخل مدرسة "أم الفحم" التي تؤوي نازحين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/02d9dRc3IU

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 29, 2024

وقال مراسل الجزيرة إن القصف أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة 15 آخرين.

وكان قصف إسرائيلي مماثل استهدف أمس الأحد منزلا في منطقة الصفطاوي شمال غزة، مما أسفر أيضا عن شهداء ومصابين.

وفي الآونة الأخيرة تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على بيت لاهيا ومخيم جباليا، في وقت أفادت تقارير بأن جنرالات إسرائيليين عرضوا خطة تقضي بفرض حصار عسكري على شمالي القطاع بهدف منع المقاومة الفلسطينية من التمركز هناك مستقبلا.

تغطية صحفية: صرخة شاب خلال انتشال جثامين بعد قصف الاحتلال سيارة مدنية في محيط مدينة حمد غرب مدينة خانيونس pic.twitter.com/XUyAMMfXmb

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 30, 2024

غارات وشهداء

وفي تطورات العدوان أيضا، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 أشخاص هم زوجان وطفلاهما إثر قصف إسرائيلي استهدف في وقت مبكر اليوم منزلا بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وكان 6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت أمس الأحد منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأظهرت صور نقل المصابين -وبينهم أطفال- إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

وبالتزامن، قصفت المدفعية الإسرائيلية حيي تل الهوى والصبرة جنوب مدينة غزة، بحسب مصادر فلسطينية.

وفي جنوب القطاع، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون قبيل منتصف الليلة الماضية إثر قصف مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية قرب مدينة حمد شمال خان يونس، وفق ما أوردته قناة الأقصى الفضائية.

وأظهرت مقاطع جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي احتراق السيارة بالكامل.

وغير بعيد عن خان يونس أطلقت زوارق حربية إسرائيلية النار باتجاه ساحل مدينة رفح التي تضم جزءا من منطقة المواصي، حيث يوجد مئات الآلاف من النازحين.

وأفاد مراسل الجزيرة بارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أمس الأحد إلى 31 شهيدا.

وفي حصيلة جديدة أعلنتها أمس الأحد قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة العدوان المستمر منذ نحو عام ارتفعت إلى 41 ألفا و595 شهيدا و96 ألفا و251 مصابا.

مقالات مشابهة

  • تعليم الإسكندرية تكشف حقيقة مشاجرة طالبات داخل مدرسة بالعجمي
  • مستشار حكومي:(9600) مدرسة حاجة العراق الفعلية منها
  • الاحتلال يستهدف النازحين مجددا في بيت لاهيا ويقصف سيارة بخان يونس
  • مستشار رئيس الوزراء: خطة من محورين لبناء 14 ألف مدرسة عن طريق الاستثمار
  • محافظ جنوب سيناء يتفقد مدرسة للتربية الخاصة بطور سيناء
  • مدرسة الأقباط الثانوية بطنطا تحتفل بالمولد النبوي.. صور
  • تصاعد الاشتباكات في الضفة الغربية: توترات جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • الأزمات القلبية تنهي حياة 3 معلمين في أسبوع.. «ماتوا أمام طلابهم»
  • بيحببهم في الدراسة.. مدير مدرسة بالجيزة يشارك تلاميذه فرحتهم بالعام الدراسي الجديد
  • مدير مدرسة يلعب الكرة مع تلاميذه: «بحببهم في المكان»