الجزيرة:
2025-03-19@23:45:42 GMT

لسان حال النازحين من عين الحلوة: هل هي رحلة بؤس جديدة؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

لسان حال النازحين من عين الحلوة: هل هي رحلة بؤس جديدة؟

في إحدى زوايا مدرسة "نابلس" للاجئين الفلسطينيين تستلقي طفلة فلسطينية على الأرض حاملة قلمها وتقرأ في كتابها ولكن عيونها شاخصة نحونا وكأنها تسألنا: هل سيكون مستقبلي هكذا أم أنها فقط بداية رحلتي في البؤس؟

وتحولت هذه المدرسة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" الواقعة في مدينة صيدا اللبنانية إلى مأوى لمئات النازحين من مخيم عين الحلوة عقب الاشتباكات الدامية الأخير التي استمرت لأسابيع.

الداخل إلى هذه المدرسة يشعر بحجم المصيبة التي حلت بعدد كبير من النازحين الفارين من جحيم القتال في "عاصمة الشتات الفلسطيني"، فهنا سيدة تصرخ: منزلي يحتله مسلحون ولا أستطيع العودة إليه وأخرى تسألنا هل يسرقون منازلنا ولن يسمحوا لنا بالعودة إليها؟ ومسن يطالب بترميم منزله بعد أن أحرق بفعل الاشتباكات.

طفلة افترشت الأرض في مدرسة نابلس للاجئين الفلسطينيين في صيدا (الجزيرة)

قصص معاناة لا تنتهي في هذه المدرسة والتساولات تطير من الفصول الدراسية التي تحولت إلى غرف نوم: ماذا بعد؟ ومن سيعوضنا؟

ننقل هذه التساؤلات إلى المتحدثة الرسمية باسم "الأونروا" في لبنان هدى السمرا والتي قالت للجزيرة نت إن الوكالة تمر بأزمة مالية كبيرة.

وتابعت أن "كل الجهود التي تقوم بها الأونروا للاستجابة لهذه الأزمة ولا سيما في القطاع التعليمي مكلفة وخاصة أنها أمور مستجدة وطارئة ولم تكن مرصودة في الميزانية".

السمرا: هناك خطط بديلة ومرحلة انتقالية ستكون مكلفة للوكالة ومرهقة للطلاب بهدف إنقاذ العام الدراسي (الجزيرة)

وأوضحت أنه "من بعد جولة الاشتباكات الأولى، أطلقنا نداء عاجلا بأكثر من 15 مليون دولار كتمويل لتلبية الحاجات الأولية والفورية للمتضررين من القتال ولكننا فوجئنا بجولة ثانية، لتزداد معاناة الناس وتتسع رقعة الدمار وترتفع كلفة وتقديرات التعويضات والتقديمات للناس، وحتى الآن لم يلق هذا النداء الإنساني الاستجابة المطلوبة والتمويل الكافي".

وأشارت إلى أن هناك خططا بديلة ومرحلة انتقالية ستكون مكلفة للوكالة ومرهقة للطلاب بهدف إنقاذ العام الدراسي ولكنها رفضت الكشف عن تفاصيلها.

المدرسة باتت مأوى

في خضم الزحمة والعمل الدؤوب في المدرسة، لاحظنا أن مديرة مدرسة "نابلس" رولا أيوب أصبحت مديرة اجتماعية ونفسية تنتقل بين فصول المدرسة ليس لتوجيه الطلاب أو إعطاء ملاحظات للأساتذة بل لسماع النازحين ومحاولة التخفيف عنهم من هذه المعاناة.

وتخبرنا أنه "رغم توقف الاشتباكات والاستقرار الأمني الهش في المخيم، فقد وصلت عائلة قبل أيام كانت مستضافة عند أقاربها ولكن الظروف وإطالة أيام الأزمة أجبرت العائلة النازحة للجوء إلى مدرسة "نابلس".

وتقول مديرة المدرسة للجزيرة نت، إننا "كنا كمدرسة وطاقم تعليمي ننتظر بفارغ الصبر انطلاق العام الدراسي واستقبال الطلاب لنفاجأ بهذه الاشتباكات فحولنا المدرسة إلى مركز لإيواء النازحين ومع الخطورة على حياة الكوادر التعليمية والطبية والأخصائيين الاجتماعيين، وخاصة عند اشتداد الاشتباكات ولكنهم أصروا على الوصول وفتح المدرسة لاستقبال الناس".

يتحصّن مسلّحون من طرفي الاشتباك في 4 مدارس من أصل 8 تابعة لـ"الأونروا" (الجزيرة)

ويتحصّن مسلّحون من طرفي الاشتباك في 4 مدارس من أصل 8 تابعة  "للأونروا" في مخيم عين الحلوة، وتقع المدارس في مجمعين تربويين منفصلين وهي توفر التعليم لنحو 6 آلاف طالب في مختلف المراحل التعليمية. ويعتبر إخلاء هذه المدارس من المعضلات التي تعوق استقرار الوضع الأمني في المخيم بعد وقف إطلاق النار بسبب موقعها على خطوط تماس بين المتقاتلين.

وسبق هذه الخطوة اتصالات مكثفة تولّتها "القوى الإسلامية" الفلسطينية، بين حركة فتح و"الشباب المسلم" واللذين وافقا على الإخلاء المتزامن للمدارس، وكانت القضية طرحت قبل تجدّد الاشتباكات في جولتها الثانية في السابع من الشهر الجاري وتأجلت إلى مرحلة لاحقة.

نكبة لا تغيب

ولكن مخاوف الناس باتت في مكان آخر، فهناك من يحتل بيته المسلحون ولا يستطيع العودة إليه حتى لو توقف إطلاق النار وعاد الاستقرار.

وتقول مريم مزيان من سكان عين الحلوة إن بيتها في حي الصفصاف "أحد محاور القتال"، إنها وعائلتها وجيرانها لا يستطيعون الدخول إلى منازلهم ويخافون من الأسوأ إذا عادوا إليها ولا يعلمون إن كان هناك ذخائر غير منفجرة داخله".

يوسف محمد سمور أحرق منزله في مخيم عين الحلوة ويعيش في خيمة بمدرسة نابلس (الجزيرة)

وتسألنا إكمال مشرف من سكان عين الحلوة "برأيكم، هل سيبقون في المنزل؟ هل سنمكث هنا في المدرسة طويلا؟".

وبما أننا لا نملك الإجابة، تابعنا سيرنا في المدرسة لنقابل المسن السبعيني يوسف سمور الذي يتوكأ على عصا وملامح وجهه تشرح الأزمة المستمرة التي يعاني منها الفلسطينيون منذ النكبة وإلى يومنا هذا.

عصاه ووجهه ليسا الوحيدين اللذين يذكران بنكبته بل الخيمة التي ينام فيها والمرتبة التي ينام فيها على الأرض ورغم ذلك يقول "لا أحتاج إلى أحد".

ويتابع قائلا "إنني مريض، منزلي ومنزل ابني احترقا بالكامل وأنا أشعر بالإهانة وهذا ليس مكان رجل في عمري، إيجار الشقق في صيدا تجاوز 300 دولار، وما أطلبه تأمين بيت لأعيش بكرامة أو يرمموا لي منزلي ومنزل ابني".

وختم "لست مرتاحا وأطالب الأونروا بتأمين منزل لي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عین الحلوة

إقرأ أيضاً:

“جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم

بقلم: فدوي النابلسي

أصدرت دار ويلوز هاوس للطباعة والنشر
الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥ رواية بعنوان “جريمة في بيت وزير” للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم

و هي عمل أدبي مشوّق يحمل بين طياته مزيجًا من الدراما، الإثارة، والغموض، مع قضايا إنسانية واجتماعية عميقة.
وبحسب الكاتب، تنطلق الرواية بمشهد مليء بالتفاصيل في رحلة جوية تحمل الرقم 423، وهي رحلة تثير ذكريات قديمة لدى البطلة “شمس”.
تتداخل هذه الذكريات مع الأحداث الراهنة، حيث تسترجع الطفولة وفقدان الأم والصراعات التي عاشتها، مما يمهد للأحداث المشوقة التي ستأتي. تعيد الرواية القارئ إلى طفولة شمس، حيث تعيش مع والدين محبين.
تنقلنا الأحداث إلى رحلة علاج والدتها في الأردن بسبب مرضها، وما تعكسه هذه الرحلة من ذكريات مؤلمة ومواقف مؤثرة، مثل تدهور صحة الأم حتى وفاتها. هذه الأحداث تؤسس لصراع شمس الداخلي وتكشف علاقتها بوالدها الذي يصبح مصدر الأمان الوحيد في حياتها.

تكبر شمس وسط تناقضات المجتمع: الحب، الخيانة، والانغماس في الواقع القاسي. تكتشف أن العالم حولها ليس كما يبدو، وأن هناك أسرارًا غامضة تحيط بمن هم قريبون منها. تدخل شمس عالمًا من العلاقات المشبوهة، حيث تدفعها صديقتها بلقيس إلى مواقف تهدد براءتها وسلامتها النفسية. يتحول مسار الرواية إلى ذروة الإثارة عندما يتم الكشف عن جريمة غامضة في بيت وزير.

تتشابك خيوط الجريمة مع شخصيات الرواية، وتظهر علاقات سرية ومؤامرات تضع الجميع في دائرة الشك. تسلط الرواية الضوء على قضايا الفساد والجشع والتناقضات التي يعيشها أفراد المجتمع في ظل السلطة والمظاهر الاجتماعية. تُظهر الرواية كيف تتحول الثقة إلى شكوك، وكيف أن أقرب الأشخاص قد يكونون أكثرهم خطرًا. تسلط الضوء على الشخصيات الثانوية مثل بلقيس التي تجسد نموذجًا للفتيات اللاتي يقعن ضحية الفساد والانحراف. تتعلم شمس دروسًا قاسية حول الصداقة والثقة في الآخرين.

تصل الرواية إلى خاتمة مشوقة حيث تتشابك الأحداث بين كشف الجريمة الحقيقية وحل الألغاز التي طاردت الشخصيات طوال الرواية.
يضطر الأب إلى اتخاذ قرارات صعبة لحماية شمس من تداعيات الجريمة ومن العالم القاسي الذي يحيط بها. بينما تجد شمس نفسها أمام اختبار كبير، تختار خلاله بين الانتقام أو المضي قدمًا في حياتها بأمان. “جريمة في بيت وزير” عمل أدبي متكامل يمزج بين الغموض، الدراما، والفلسفة. تسلط الرواية الضوء على تعقيدات النفس البشرية وتناقضات المجتمع، مما يجعلها رحلة مليئة بالعبر والدروس.

كما تدعو الرواية القارئ للتفكير في قيم العدالة، الحب، والخير وسط عالم مليء بالأسرار والخيانة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ رواية "جريمة في بيت وزير" هي العمل الخامس ضمن الأعمال الأدبية للكاتب أحمد كانم، بعد رواية "لهيب الأرض" الصادرة في العام 2020 عن دار جزيرة الورد في القاهرة وفي طبعتها الثانية عام 2021 عن دار رفيقي للطباعة والنشر بجوبا، "فتاة بيكاديلي" الصادرة عن دار ويلوز هاوس في ٢٠٢٣، "أسواق الرقيق" عن دار النخبة للطباعة والنشر بالقاهرة في ٢٠١٨ بالإضافة إلى كتابه ذائع الصيت " المسكوت عنه في السودان" والذي أعيد طبعه لأكثر من أربع مرات جميعها عن دار ويلوز هاوس بإستثناء الطبعة الأولى التي صدرت عن دار جزيرة الورد في العام ٢٠٢١ في القاهرة.

fofu2861@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وزارة التربية والتعليم تواصل ترميم المدارس المدمرة و26 منها قيد ‏الإنجاز في ريف دمشق
  • محافظ دمياط يتفقد مدرسة ميدانيا بعد تراكم المياه أمامها
  • دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة
  • كلبشات وفصل من المدرسة.. القصة الكاملة لتشويه وجه طالبة مدرسة أكتوبر بسبب الغيرة
  • شوهوا وجهها بشفرة حلاقة … اعتداء 4 طلاب علي زميلتهم داخل مدرسة
  • قرار عاجل للتعليم ضد المتهمتين بالاعتداء على طالبة داخل مدرسة بـ 6 أكتوبر
  • فصل وتحقيق|أول رد من التعليم على واقعة تشويه وجه طالبة 6 أكتوبر
  • ماذا حدث بين طالبتي مدرسة 6 أكتوبر القومية؟ | القصة كاملة
  • “جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم
  • شاهد | العدوان الأمريكي على اليمن يعكس الفشل المتراكم على لسان مسؤوليه