اليوم – ديالى 

أشرت غرف التجارة، اليوم الجمعة (29 أيلول 2023)، خمس مشكلات خلقتها ازمة السكن في العراق، فيما اكدت طرح مسودة لمعالجة الازمة المتفاقمة منذ 30 عاما. 

وقال رئيس غرف التجارة في ديالى محمد التميمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "جرى دراسة ازمة السكن في محافظة ديالى وبقية المحافظات وتأثيراتها في خلق عشوائيات"، مضيفا: "حيث باتت تضم قرابة 5 مليون نسمة بالوقت الراهن وفق القراءات المتوفرة وهو رقم مهول يؤكد عمق الازمة وتفاقمها في ظل محدودية الخطوات للحكومات المتعاقبة في حلها، حيث اكتفت بتوزيع الاراضي".

خارطة طريق 

واضاف، أن" غرف التجارة في ديالى طرحت مسودة خطة السكن والتي تضم خارطة طريق من 12 نقطة مهمة تضع حلولاً منطقية وعاجلة للازمة تبدأ بتحديد جميع قطع الاراضي التي وزعت بين مدار العقود الثلاثة الماضية".

واشار الى انها "بالتاكيد تشكل ارقاما مفاجئة خاصة وأن بعقوبة لوحدها يوجد من 17-20 الف قطعة لكنها من دون اي خدمات وتركت مهجورة".

واوضح التميمي، أن" الخطة تتضمن التفكير جديًا في بناء مدن جديدة من خلال ما يعرف بالاراضي المخدومة وانهاء ملف الاراضي المهجورة من خلال بيان اسباب عدم السكن بها طيلة عقود، فضلا عن السعي الى زج شركات الدولة في ملف البناء واطئ الكلفة لان 85% من الازمة تنحصر في شريحة دون خط الفقر والبسطاء وصولا الى الشريحة المتوسطة". 

تفاقم الأزمة 

وتابع التميمي ، أن" ازمة السكن خلقت 5 مشاكل معقدة في العراق ابرزها العشوائيات وتداعياتها الاجتماعية والامنية في ذات الوقت وتاثيراتها النفسية في تعميق الفوارق وضغطها على الخدمات الاساسية "، لافتا الى "اهمية ان لا تكون الحلول تقليدية وتعتمد ذات الخطوات السابقة التي لم تعالج الازمة بل ساهمت في تفاقهما".

وبين ان "الامثلة كثيرة ومنها مشاريع السكن المتلكئة منذ سنوات رغم انفاق عشرات المليارات من الدنانير".

 

أولوية حكومية 

وفي (6 حزيران 2023)، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن مشكلة السكن في العراق اولية للحكومة، عادا اياها من المشكلات المزمنة في البلاد.

وقال السوداني في كلمة له اثناء حضوره حفل افتتاح مشروع شركة أمواج الدولية السكني الجديد، إن "الحكومة الحالية وضعت أزمة السكن كأولوية و 9 بالمئة يسكنون في العشوائيات وفقاً لوزارة التخطيط" مبينا ان "أزمة السكن باتت تؤثر على المجتمع". 

وبين ان "الأرض والتمويل والبنى التحتية أركان أساسية لحل مشكلة السكن وسنتوجه نحو بناء مدن سكنية خارج المركز وليس مجمعات و منح الأراضي لبناء مجمعات داخل المدن ستظهر سلبياته مستقبلاً". 

وتابع: "سنعمل على تفعيل المبادرات الخاصة على إنشاء الطرق قبل البدء ببناء المدن السكنية وان مدينة (علي الوردي) السكنية ستضم  70 ألف وحدة". 

وختم رئيس الوزراء كلامه بالقول ان "الوحدات السكنية ستكون مناصفة بين المواطن والدولة و من دون تسهيلات الإجراءات أمام المستثمرين ستبقى المشاريع حبراً على ورق". 

 المصدر : بغداد اليوم 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی العراق السکن فی

إقرأ أيضاً:

خيون التميمي.. الشيوعي الطيب الذي (استطمعت) به الأقدار لفرط طيبته

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

في الأسبوع الماضي رحل الصديق والرفيق والزميل والاخ العزيز خيون التميمي ( أبو احمد). والمؤلم أن رحيله الذي جاء بسبب حادث سير في ولاية مشيغان الأمريكية، حيث يقيم منذ ثلاثين عاماً، كان صادماً للجميع، قياساً للظروف والتفاصيل التي صنعت الحادث الذي لم يكن في البال ولا في الخاطر ..

لقد أطفأ هذا الحادث الظالم شمعتنا المنيرة والكبيرة التي كنا ولم نزل بحاجة ماسة إلى ضوئها. وللحق، فإن أبا أحمد لم يكن شمعة مضيئة في طريقنا – نحن اصحابه- فقط، ولا في طريق النضال الوطني و الطبقي والديمقراطي فحسب، إنما كان شعلة وهاجة أنارت في وجدان وضمير كل من عرفه، وعرف حبه لوطنه وفكره، ونقائه، وتفانيه، ومثابرته ونشاطه، وطيبته التي لا مثيل لها في هذا الزمن القاسي والعجيب..

واليوم حين أكتب هذا المقال الافتتاحي عن فجيعتنا ووجعنا برحيله الدامي، فانا أدرك تماماً ان هذا المقال مهما كانت مساحته، وتأثيره، وحجم الالم المنبثق من كل سطر من سطوره، لن يفي بما أشعر، ولن يصل إلى بعض الأسى الذي استولى بقوة على قلبي وحواسي منذ سماعي نبأ رحيله، رغم أن القلب موجوع ومزدحم هذا الأسبوع بأنباء قاتمة ليس فيها سوى الموت والقتل والدم، والغياب المر، وقد كان آخرها نبأ رحيل أخي وصديقي، ابن العمارة، وشاعر ميسان الباهر نعمة مطر العلاف ..

لا ابالغ لو قلت إن فقدي وخسارتي برحيل خيون التميمي ربما تكون أكبر من خسارات الآخرين، وربما الأقسى والأبلغ في كل خساراتي الشخصية.. حتى أن الزميل والصديق عودة التميمي (أبو عبير)، قال لي حين اتصلت به مواسياً ومعزياً برحيل ابن عمه خيون التميمي : (انت يا أبا حسون أحق بالمواساة والتعزية منا، فهو صديقك ورفيقك وأخوك أيضاً) .. ومثل هذا الكلام قاله لي شقيقه الصديق العزيز نجاح التميمي ( أبو سلام) حين اتصلت به لأواسيه بهذا المصاب المؤلم.

وهنا أذكر قولاً كان يردده الراحل (أبو احمد ) على مسمعي دائماً:(لك يافالح أخ شهيد اسمه خيون الدراجي، وأخ ثان حي اسمه خيون التميمي..).

وبناءً على كل ذلك قررت أن لا يكون مقالي هذا (نعياً) أو رثاءً بفقد أخ غال وصديق عزيز فحسب،إنما هو محاولة أيضاً لوضع القارئ امام زاوية واحدة من زوايا المشهد الباهر لشخصية خيون التميمي، لاسيما وأن الكثير من القراء لايعرفون شيئاً عن هذا الكائن الجنوبي النبيل، الجميل، العذب والطيب جداً.. ولهم الحق في ذلك، فخيون التميمي لم يكن شاعراً ولافناناً ولا نجماً من نجوم الصحافة والإعلام كي يعرفه الجمهور، رغم أنه أصدر قبل رحيله بخمسة أشهر كتاباً بعنوان: (رحلة من سومر إلى أمريكا)، فضلاً عن أن الراحل أبا احمد لم يكن من هواة الظهور الدائم على شاشات التلفاز لسبب وبدون سبب، إنما كان يسعى دائماً لإظهار رفاقه وزملائه وتغطية أنشطتهم عبر وسائل الإعلام الشخصية المتاحة له، أكثر مما يفكر بظهوره الشخصي.. لذلك يتوجب عليّ هنا ان اتحدث عن عطاء خيون، ونضاله وغربته، وعذاباته، وعصاميته التي تستحق الدراسة والاقتداء والعبرة على الرغم من أنه لم يتوفر على مستوى عال من الدراسة، كما لم تتوفر له سبل العيش الرغيد، فقد ولد في أسرة تشبه ملايين الأسر الجنوبية البسيطة.. أب خياط، وأخوة صغار، وعائلة كبيرة، مما أجبره على الانخراط في الجيش مبكراً، ومن ثم التوجه الى ميدان النضال السياسي السري، فكان (جزاؤه) السجن والتعذيب في أقبية البعث المظلمة.. ولم يكن اندفاع ابي احمد في مجال العمل الوطني التقدمي غريباً عليه، فهو الابن الأكبر للخياط سعدون حبيب التميمي المعروف بوطنيته في ناحية گرمة بني سعيد التابعة لقضاء سوق الشيوخ في محافظة الناصرية.. وعلى الطريق الوطني المكافح ذاته، مضى شقيقه نجاح التميمي وبقية الأسرة، حيث كان لأبي احمد وأشقائه دور وطني بارز في انتفاضة آذار – شعبان 1991- وفي نشاطه الثر بمعسكر رفحاء.. والتحاقه آنذاك بإذاعة صوت العراق الحر ( المعارضة) التي كانت تبث من السعودية، بصحبة فنان الشعب فؤاد سالم والشاعر الفذ زهير الدجيلي، وداود الزبيدي..
ولأن في شخصية ومسار الراحل خيون التميمي مواصفات نضالية عديدة، وزوايا مضيئة وناصعة كثيرة، وعلامات ودلائل وعبر وقصص تستحق أن تذكر، فهو شخصية ليس من السهل حصرها في مقال واحد، لذلك سأختار لكم ملمحاً واحداً من ملامح هذه الشخصية الحميمية.. ويتلخص هذا الملمح في نقائه وطيبته الفريدة.

وحين اتحدث عن طيبته، لا أظن أن أحداً سيختلف معي حتى لو كان خصماً له، رغم أن خصومه قليلون جداً – قد لا تتعدى خصومتهم آفة الحسد والغيرة، أو ربما الخصومة السياسية-! نعم فالرجل طيب جداً جداً، ومن فرط طيبته (استطمعت) به الأقدار ، إذ لم ترحم به، ولم تمهله حتى التقاط انفاسه، فمن مصاب إلى مصاب، ومن قدر إلى قدر ، ولعل أقسى الأقدار كان في فقدان ولده البكر (احمد) بحادث سير في مشيغان قبل 18 سنة.. ورحيل ولده احمد لم يبكِ ويفجع والديه، وأعمامه فحسب، بل أبكى وأفجع العراقيين جميعاً في تلك الولاية الأمريكية.. وقد كنت واحداً من هؤلاء الباكين، حتى أني جئت من ولاية كاليفورنيا البعيدة جداً عن مشيغان لأحضر مراسم تأبينه، وأقرأ قصيدة تفاعل معها الحضور آنذاك، أذكر منها:

(ويگلولي اعله ياهو وليش الدموع.. وبعينك ذليلة وسايلة الدمعة..

اذا موش اعله احمد دمعك إيطيح .. چا گلي عليمن دمعك اتوگعه؟اشتريد تگول عن (احمود).. موزين ..؟!

ولا بيه العُگل والروس مرتفعة ..

ولا گلبه حنين ومرخص العين.. والبيده لاخوته وصحبته وربعه.. ولا حمّاي اخيته ابغابة البين.. وبجاله (شروق) تفوت متدرعة؟

اذا ربعه شمع وتضوي للناس.. حمد شمعة ويضوّي اعله الشمع شمعة …) الى آخر القصيدة..

وبعد عام واحد لا أكثر، فجع خيون برحيل ابن شقيقه الشاب الجميل سلام نجاح التميمي بحادث سير وفي ولاية مشيغان ايضاً .. وتتوالى الأقدار والمصائب على قلب ورأس هذا الرجل .. هي أقدار كبيرة، موجعة لايسع المجال لذكرها هنا حتى تنتهي برحيله هو شخصياً في حادث سير أيضاً، وبولاية مشيغان أيضاً..

لقد حدثتكم عن طيبته الفريدة، تلك الطيبة التي جعلت المصائب والاقدار

(تستطمع ) به، وتذيقه مر العذاب .. ولضيق المقال، لم أحدثكم عنها جميعاً، ولا أعرف كم مقال سأحتاج لو حدثتكم عن علاقتنا الرفاقية والأخوية، ومواقفه النبيلة معي، وأفضاله عليّ مذ ان وطأت قدماي ولاية مشيغان أول مرة قبل ربع قرن حتى يوم رحيله، ولا اعرف كم مقال ساحتاج للكتابة عن وطنيته وتقدميته ونضاله ومواقفه ( الديمقراطية )!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • خيون التميمي.. الشيوعي الطيب الذي (استطمعت) به الأقدار لفرط طيبته
  • في الهرمل وقرى القضاء الحدودية... سماع أصوات انفجارات قوية من داخل الاراضي السورية
  • استنفار وعمليات دهم وتفتيش في ديالى إثر هجوم مسلّح بـقاطع نوفل - عاجل
  • برج الجدي.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024: اصبر ولا تفتعل مشكلات 
  • رئيس «صحة الشيوخ»: نصر أكتوبر نبراس يضيء طريق العزة للمصريين
  • التجار يستغلون الازمة..غلاء واحتكار والدولة بالمرصاد
  • عاجل.. نشوى مصطفى تتعرض لأزمة صحية مفاجئة: ركبت 3 دعامات في القلب
  • العراق يستقبل 366 لبنانيًا عن طريق منفذ القائم الحدودي
  • محافظ ديالى لـبغداد اليوم: اوعزنا بتوفير كافة المستلزمات الضرورية لنازحي لبنان
  • محافظ ديالى لـبغداد اليوم: اوعزنا بتوفير كافة المستلزمات الضرورية لنازحي لبنان - عاجل