خطبة الجمعة من الجامع الأزهر
الدكتور محمود الهواري يتحدث عن "الرحمة" ويؤكد:
الرحمة جامعة الأخلاق واعتنى بها القرآن
الرحمة قضية الإسلام الأولى وهذا سر تكرارها في الصلوات
الرحمة هي أول ما وصف الله به المجتمع المسلم


نقل التليفزيون المصري، شعائر صلاة الجمعة اليوم، من رحاب الجامع الأزهر، حيث تبدأ شعائر صلاة الجمعة، بتلاوة قرآنية مباركة للقارئ الشيخ أحمد تميم المراغي، ويؤدي خطبة الجمعة اليوم، من رحاب الجامع الأزهر، الدكتور محمود الهواري، من علماء الأزهر الشريف، متحدثا عن "الرحمة".

وقال الدكتور محمود الهواري، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، إن الله تعالى اختصر رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- في إعلان صريح فقال "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وقد تجسدت هذه الرحمة في وحي منزل.

وأشار إلى أن قيمة الرحمة، هي مركزية الأخلاق، أو هي جامعة الأخلاق، فعنها يتفرع كل خلق قويم، فالإنسان يرحم فيكرم، ويرحم فيعطي، ويرحم، فيعفو، ويرحم فيعين غيره.

وذكر الهواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن أبو البقاء الكفوي - رحمه الله- في كلياته أربعة عشر معنى من معاني الرحمة، إلى غير ما ذكرته كتب أخر عن معناها.

وتابع: ومن تأمل بدقة، عرف أن القرآن الكريم، اعتنى عناية تامة بالرحمة، ففي بداية كتاب الله، افتتاح عجيب، فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) مع كثرة ما لله من أسماء، وكان يمكن أن يجعل الله صفة غير الرحيم إلى جوار الرحمن، أو صفة غير الرحمن إلى جوار الرحيم.

الدكتور محمود الهواري خطيب الجامع الأزهر

وإنما جمع الله تعالى الصفتين لما لهما من تقارب في المعنى في إشارة واضحة إلى أن الرحمة الخلق المقدم، الذي ينبغي أن يتمثله الناس في حياتهم، وينبغي أن يتخلق به أهل الإيمان، ثم جمع بين هذين الاسمين ولم يجعل معهما ثالث.

وقال الدكتور محمود الهواري، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، إن المجتمع الذي يخلو من الرحمة هو مجتمع شقي، يشقى أهله ويشقى بأهله، منوها أن المسلم حين يصلي الصلوات المفروضة فإنه يكرر معانى الرحمة 4 مرات في كل ركعة، وذلك من خلال قراءة سورة الفاتحة.

وأضاف، أن المسلم بذلك يذكر مفردات الرحمة، 68 مرة في ركعات الصلوات المفروضة يوميا، وكأنما هي رسالة للمسلم إلى أنه لا ينبغي أن يكون بعيدا عن الرحمة ومعناها وآثارها، ثم جاءت السنة لتحول هذا المعنى وهذه القيمة إلى مطلق إلى موصوف وواقع، من نظرية إلى سلوك عملي في المجتمع، يتراحم به الناس فيما بينهم.

واستشهد خطيب الجامع الأزهر، في خطبة الجمعة، بحديث النبي الذي يقول "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" بل جعل الرحمة منصرفة إلى عموم الناس لا تقتصر على المسلمين فقط، تشمل الجميع من الكائنات الحية.

وأكد أن الرحمة، هي قضية الإسلام الأولى، أن توجد وتنتشر بين خلق الله، وإن ضاعت من المجتمع، شقى أهل هذا المجتمع بضياعها.

كما استشهد بقصة امرأة عذبت في هرة، حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها تأكل من حشاش الأرض، وكذلك قصة المرأة البغي من بغايا بني إسرائيل، رقت لكلب أصابه العطش، وسقتهذا الكلب، فغفر لها.

وتابع: ما يضر الكون، كلبا مات من العطش، لكن القضية ليس إطعام هرة أو سقي كلب، إنما القضية في تربية القلوب وتهذيب القلب والوجدان على معاني الرحمة.

وذكر أن الرحمة هي قضية الإسلام الأولى فعلا، وذكرت في عشرات الأحاديث الصحيحة، وذكرت في القرآن الكريم 300 موضع تصريحا دون تلويح، يذكر الله الرحمة التي أوجبها على عباده.

وقال الدكتور محمود الهواري، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، إن المجتمع الفاضل الذي صان النبوة وورث من النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الوحي وما فيه من أنوار، مع كثرة ما فيه من أوصاف الخير، فأول ما وصفه الله عزوجل به، هو مجتمع متراحم.

واستشهد خطيب الجامع الأزهر، بقول الله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا).

وذكر أن النبي مع المتراحمين، فأورد البخاري في صحيحه، أن الأشعريين كانوا إذا أرملوا أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما معهم ثم اقتسموه بينهم بالسوية، قال النبي في حقهم "فهم مني وأنا منهم".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة الجامع الازهر الرحمة الاخلاق الإسلام من الجامع الأزهر فی خطبة الجمعة قضیة الإسلام

إقرأ أيضاً:

هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة

لاشك أن السؤال عن هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى ؟ ، يعبر عن أكبر المخاوف التي تنغص حياة الكثيرين، الذين يدركون خطورة الذنوب وكيف من شأنها أن تقلب حياتهم رأسًا على عقب، فهي المسئول الأول عن ضيق العيش وكدر الحياة، من هنا تنبع أهمية معرفة هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى؟ ، خاصة وأن ارتكاب الذنوب سمة إنسانية مادامت الدنيا ، ويصعب مقاومتها مع كثرتها وتنوع المعاصي، التي تحاصرنا من كل صوب وحدب من هنا يستوقفنا استفهام هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى؟ ، باعتبارها أحد الأمور التي تمنع عنا الرحمة وتحرمنا من النجاة، لذا ينبغي معرفة هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى ؟ وما هي ؟ تجنبًا للوقوع فيها لعلنا ننجو في الدنيا والآخرة.

لماذا سمي رجب شهر الله؟.. اغتنم الأيام المتبقية منه لـ6 أسبابأفعال محرمة في رجب.. احذر الوقوع فيها خلال الـ12 يوم القادمةهل يوجد ذنوب لا يغفرها الله

ورد في حقيقة هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى ؟ ،  أنه وعد الله سبحانه وتعالى أن يغفر الذنوب جميعًا عن عباده التائبين ما لم يُشركوا به شيئًا، وما داموا قد شعروا بعظمة الذنب وتوجهوا إلى ربهم بالتوبة رغبةً بنيل مغفرته والنجاة من عقوبته، وقال تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، إلا أن هناك ثلاثة ذنوب لا يغفرها الله تعالى بالتوبة ، لأن بعضها متعلق بحقوق العباد.

ما الذنوب التي لا تغفر

ورد أن الذنوب التي لا تُغفر بالتوبة هي كبائر الذنوب ، حيث إن هناك ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لصاحبها إن لم يتب منها توبةً نصوحًا قبل الموت، وهي ثلاثة :

أولًا: الشرك وهو نوعان الأكبر: قال سبحانه وتعالى: «إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء» (سورة النساء: 48)، وقال سبحانه وتعالى: «إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ» (سورة المائدة: 72)، وقال صلّى الله عليه وسلّم: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار»، رواه مسلم في الإيمان، وقال القرطبي رحمه الله: «إنّ من مات على الشّرك لا يدخل الجنّة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النّار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد»، وقد نقل كلّ من ابن حزم، والقرطبي، والنّووي الإجماع على أنّ المشرك يخلد في النّار.

ورد أن النوع الآخر هو الشرك الأصغر: وهناك قولان في ذلك، القول الأول أنّه تحت المشيئة، وأمّا القول الثّاني فإنّه تحت الوعيد، وهو الذي مال إليه بعض أهل العلم والفقهاء، والشرك الأصغر هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلةٌ ‏للوقوع فيه، وسماه الله ورسوله شركًا، وهو غير مخرج من ملة الإسلام، بل صاحبه لا يزال في دائرة الإسلام، وصوره عديدة يعسر حصرها كلها، ولو أمكن حصرها لما اتسع له هذا المقام، كما قال ابن القيم رحمه الله: والشرك أنواع كثيرة، لا يحصيها إلا الله، ولو ذهبنا نذكر أنواعه لاتسع الكلام أعظم اتساع.

ورد أن ثانيًا: حقوق النّاس ومظالمهم: فقد روى البخاري في الرقاق، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذّنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنّه يضمن التبعات، ويبدّل السّيئات حسنات».

ورد أن ثالثًا القتل: وذلك لأنّ القتل حقّ يتعلق به ثلاثة حقوق، وهي: حقّ الله سبحانه وتعالى، وحقّ الولي والوارث، وحقّ المقتول، فأمّا حقّ الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، وأمّا الوارث فإنّه مخيّر بين ثلاثة أشياء: إمّا القصاص، وإمّا العفو إلى غير عوض، وإمّا العفو إلى مال، وبالتالي يبقى حقّ المقتول، فعن جندب رضي الله عنه قال: حدّثني فلان أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها »، رواه النسائي في تحريم الدم، قال ابن القيم رحمه الله: « فالصّواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حقّ الله، وسلم نفسه طوعًا إلى الوارث، ليستوفي منه حقّ موروثه: سقط عنه الحقّان، وبقي حقّ الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول، لأنّ مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتّوبة النّصوح تهدم ما قبلها، فيعوض هذا عن مظلمته، ولا يعاقب هذا لكمال توبته».

كيفية التوبة من الذنوب

ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تكون بالتوبة النصوح ، والتي تعد أول الأمور التي يتم بها التوبة من الذنوب والمعاصي، حيث إن التوبة هي ندم على الذنب، وإقلاع عن المعصية، والعزم على عدم العودة إلى هذه الخطيئة أو مثلها أبدًا، وفي كيفية التوبة من الذنوب والمعاصي ينضم للتوبة حتى يتحقق بها مراد المذنب وتكون كفارة الذنوب شرط رابع لو هناك حق من حقوق العباد؛ يجب أن يُرجِع هذا الحق إلى العبد حتى تُقبل التوبة؛ فبهذه يقبل الله- سبحانه- التوبة.

كيف يغفر الله الذنوب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتح للمذنبين باب الأمل والغفران والحب، منوهًا بأنه –صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن أسهل طريقة بها يغفر الله الذنوب والمعاصي.

و أوضح «جمعة» ، أنه –صلى الله عليه وسلم- جعل وضعك يدك على رأس يتيم من موجبات المغفرة، وجعل كفالتك لليتيم أمرًا عظيما، تعطيك مكانةً هائلة فيقول -صلى الله عليه وسلم-: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» أي أن كفالة اليتيم تساوي مكانتك في الجنة في مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

وتابع: وهو المصطفى المختار كلامٌ عجيب!، لكنه يفتح لك باب الأمل، باب الغفران، باب الحب؛ فكما أحببت هذا اليتيم، وكفلته في الدنيا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعطيك مكانًا في جوار سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، كلامٌ عجيب لكنك لو تأملته لوجدته معقولا، ولوجدته يفتح لك باب الأمل لأن «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» فبادروا بالأعمال حتى تغفر لكم هذه الأعمال عند غفورٍ رحيم سبحانه وتعالى.

نوه بأنه من وضع يده على رأس يتيم كان له بمقدار عدد شعر رأسه حسنات وأجر عند الله، الله واسع، مالك السماوات والأرض، يقول للشيء كن فيكون كريم، ونحن نرجو منه سبحانه وتعالى المغفرة، والتوفيق، واللطف، والنصر على أنفسنا، وعلى شهوات الدنيا حتى نعبده، وحتى نُعمِّر هذه الأرض، حتى ندخل في نظر الله ورحمته سبحانه وتعالى؛ فنحن في أشد الحاجة إليه، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» و«الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» ، جاء أحدهم يشكو إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ارتكب ذنبًا ورآه كبيرًا؛ فقال له: «اذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين» بنية أن يغتسل من هذا الذنب، وأن يفق في نفسه، وفي علاقته مع ربه، وأن يسير بعد ذلك في الطريق المستقيم.

أعمال تغفر الذنوب

وردت أعمال تغفر الذنوب بالكتاب العزيز وسُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال مجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن خمسة عشر من الأعمال التي تكفر الذنوب ، وبها يمحو الله سبحانه وتعالى خطايا العبد ويرفع درجته.

وأوضح «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن بر الوالدين يعد من الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب ، فقد قال الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-: «بر الوالدين كفارة الكبائر»، وكذلك إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة المشي إلى المساجد ، والحرص على أداء الصلاة في وقتها وانتظار الصلاة، تعد أعمال تغفر الذنوب ويمحو الله عز وجل بها الخطايا ويرفع درجات العبد.

ودلل عليها بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ»، وورد مجموعة أخرى من اعمال تكفر كبائر الذنوب في صحيح مسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».

و تأتي من بينها الصّدقةُ أحيانًا تُخَلّصُ صَاحبَها من دخُولِ النّار إنْ كانَ مِن أهلِ الكبائر، أليسَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» رواه البخاري وغيره، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ» ومن اعمال تكفر كبائر الذنوب الحج من مكفرات الذنوب فروى البخاري (1521) ومسلم (1350) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

وجاء من أعمال تغفر الذنوب منها التسامح والعفو من مكفرات الذنوب، فقال تعالى: «وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (التغابن: 14)، والعفو والصفح سبب للتقوى قال تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم» [البقرة من الآية:237]، والعفو والصفح من صفات المتقين، كما أنه من اعمال تكفر كبائر الذنوب قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ». [آل عمران:133-134].

وردت مجموعة من الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب تحت عناوين تفريج كربة عن مؤمن، وعون الضعيف لها أجر كبير عند الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (رواه مسلم).

وورد من أعمال تغفر الذنوب أيضًا منها الصبر على الشدائد عنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فقال تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» ، كما أن كفالة اليتيم جاء ضمن أعمال تغفر الذنوب ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» البخاري (10/365).

ما هي كبائر الذنوب

تعتبر كبائر الذنوب من الأمور التي منعنا ونهانا عنها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عن فعلها وارتكابها ، وهذه المعاصي والذنوب تختلف في درجاتها ومنها: السبع الموبقات التي ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديثهِ الذي رواه الصحيحين البخاري ومسلم ، محددًا ما هي كبائر الذنوب ؟ ، وهي : الشرك بالله ، السحر ، قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق ، أكل الربا ، أكل مال اليتيم ، التولي يوم الزحف (الهروب من الجهاد في سبيل الله) ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، ومن أكبر هذه الكبائر الشرك بالله تعالى فهو الشيء الوحيد الذي لا يغفره الله تعالى يوم القيامة وهو الهلاك الأعظم ويخلّد في النار أبدآ .

مقالات مشابهة

  • «نعمة الأمن».. نص خطبة الجمعة المقبلة 24 يناير 2025
  • «نعمة الأمن» موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • الأوقاف تخصص موضوع خطبة الجمعة المقبلة حول نعمة الأمن
  • نعمة الأمن.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتحذير من مدعي تعبير الرؤى
  • ملتقى الجامع الأزهر يفند شبهات المشككين حول الإسراء والمعراج
  • «أهمية الأمن في الحفاظ على استقرار المجتمع وتقدمه» أمسية دينية لخريجي الأزهر بمطروح
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • الجامع الأزهر يعقد الملتقى الفكري بعنوان "شبهات المشككين حول الإسراء والمعراج "..غدًا
  • الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانا مُحرَّم ويؤثر على مستقبل الأمة