مصر – يقع متحف التحنيط الوحيد في العالم، الذي يحتفظ بداخله أسرار فرعونية تبوح بتجهيزات ما بعد الموت لدى المصريين القدماء، على نهر النيل شرقي مصر، وقريبا من معبد وجبل يحتفظان بآثار تاريخية عظيمة.

ويقع المتحف في محافظة الأقصر الواقعة على ضفاف نهر النيل جنوب مصر، والتي عرفت قديما باسم “طيبة”، وكانت عاصمة مصر.

هذا المتحف الذي يقع شرقي المحافظة، هو قبلة السياح القادمين من رحلات نيلية من غربها المليء بالمزارات التاريخية، كمعبد الكرنك وجبل القرنة التاريخي، متطلعين لرؤية أسرار التحنيط الفرعوني.

وفق معلومات متطابقة، يعد متحف التحنيط بالأقصر، الوحيد بمصر والعالم، المتخصص في عرض تجهيزات ما بعد الموت لدى المصريين القدماء وأساليب حفظ جثث الموتى وتحنيطها.

وافتتح متحف التحنيط في الأقصر من جانب السلطات المصرية عام 1997، أي مر عليه أكثر من ربع قرن، محتفظا بنحو أكثر من 150 قطعة أثرية يحويها المتحف وأشهرها مومياء تمثل “الكمال في التحنيط”، وتظهر أحد أشهر المصريين القدماء بحالته كاملة.

واعتقد المصري القديم في معتقداته، “أهمية الحفاظ على الجسد بعد الوفاة لضمان الخلود في العالم الآخر، لذا كان التحنيط عنصرًا أساسيًا في الممارسات الجنائزية للمصريين القدماء، وكان يشرف عليه رمزيًا المعبود أنوبيس ( الاسم الإغريقي لإله الموت والتحنيط في الديانة المصرية القديمة)”، بحسب المعلومات الرسمية التي نشرتها وزارة الآثار المصرية عبر موقعها الإلكتروني.

وتتضمن عملية التحنيط “العديد من الخطوات المعقدة التي كانت تستغرق حوالي 70 يومًا، وتكون مصحوبة بإقامة العديد من الطقوس وقراءة التعاويذ، بينما تحفظ أعضاء المتوفى في أوان تعرف باسم الأواني الكانوبية، ثم يجفف الجسم باستخدام ملح النطرون”.

وبالمرحلة النهائية من التحنيط، يلف بلفائف من الكتان، كما توضع التمائم السحرية داخل اللفافات حول أجزاء مختلفة من المومياء لحماية الجسد، وفي النهاية تحمل أسرة المتوفى مومياءه لوضعها في تابوت لدفنه، بحسب معلومات وزارة الآثار المصرية.

وبمجرد أن تطالع لافتة في الأقصر عليها كلمتا “متحف التحنيط”، سيكون خلفها جسر النيل الشهير، وبالقرب منها معبد الأقصر الذي يضم العديد من الآثار القديمة، وعلى بعد نحو 5 كليو مترات، جبل القرنة الشهير الذي يعج بمقابر فرعونية تاريخية.

يمكن دخول المتحف عبر سلم منحدر للأسفل مزين بالرسوم الفرعونية واللوحات الجدارية، وكأن الزائر يدخل رحلة فرعونية في حجرات دفن المصريين القدماء.

وعبر هذا السلم، يبدأ الوصول إلى الآثار المحنطة التي تحفظ في صناديق زجاجية، وحولها أضواء خافتة، تزداد إنارتها حول القطعة المحنطة، في نظام إضاءة محكم.

وبداخل الصناديق الزجاجية، تتنوع المعروضات القديمة التي تحوي أسرار التحنيط الفرعوني، من مومياوات محنطة وتوابيت مزينة وتماثيل، وأواني مستخدمة في التحنيط، والطقوس المرتبطة بها.

ومن “أهم القطع الأثرية بالمتحف”، وفق المعلومات الرسمية، مومياء ماسحرتي، وهو ابن الملك بانجم من الأسرة المصرية 21 (من 1085 قبل الميلاد إلى 950 قبل الميلاد) ، وكان يعمل كبير لكهنة آمون رعـ ملك الآلهة وقائداً للجيش، في الوجهين القبلي والبحري.

واكتشف هذه المومياء التي تمثل “عصر الكمال الفرعوني في فن التحنيط”، عالم المصريات الفرنسي، جوستاف ماسبيرو عام 1881م، وتلك المومياء في “حالة جيدة من الحفظ”، وتابوتها مزين بمشاهد جنائزية شهيرة في العهد الفرعوني.

ويضم المتحف، ما يعرف باسم “الأواني الكانوبية (نسبة لمدينة قديمة بالإسكندرية تسمى كانوب)”، وهي أوان “تستخدم لحفظ أحشاء المتوفي بعد تحنيطها وكانت أغطيتها على هيئة أبناء حورس الأربعة (فرعوني شهير)”.

بخلاف أدوات أخرى تستخدم في عملية التحنيط، مثل السرير الخشبي ووسادتين مصنوعتين من الكتان ومحشوتين بالريش.

وبخلاف التوابيت وأواني التحنيط وتماثيل، تحتفظ تلك الصناديق الزجاجية، بعدد من المومياوات للحيوانات والطيور المقدسة لدى الفراعنة مثل مومياء لقطة والتي كانت في مصر القديمة ترمز للمعبودة باستت، ومومياء لتمساح كانت يرمز للمعبود سويك ،رب الماء والخصوبة ، ومومياء لسمكة صغيرة، ومومياء لقرد يرمز للمعبود تحوت اله المعرفة والحكمة.

كما تبرز الأضواء بالمتحف مركب نقل الموتى الشهير لدى الفراعنة داخل الصندوق الزجاجي، التي تنقل موتى المصريين القدماء إلى عالم “الخلود الفرعوني”، كما كان يعتقدون.

ويستقبل المتحف يوميا وفودا من السياح والمواطنين، غير أنه لا إحصائيات رسمية بأعداد الزوار.

وفي يوليو/تموز الماضي، قال وزير السياحة المصري أحمد عيسى، إن بلاده استقبلت في النصف الأول من العام الجاري 2023، قرابة 7 ملايين سائح بكافة أنحاء البلاد.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: المصریین القدماء

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: بيان 3 يوليو أنقذ الدولة المصرية من خطر داهم

قال نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية، إن اليوم تمر الذكرى 11 لإعلان بيان 3 يوليو اليوم، الذي شهد إعلان خارطة الطريق لإنقاذ الشعب والدولة المصرية من خطر داهم كان يحدق بمستقبل الدولة المصرية، متابعا بأنه في هذا اليوم المجيد خرج الشعب المصري جميعا لينتصر على تلك الجماعة التي كانت تحكم البلاد.

خارطة الطريق نجت مصر من مصير مظلم

أضاف الريس، لـ«الوطن»، أن الشعب المصري العريق قد خرج يوم 3 يوليو في مليونيات، وتكللت بإصدار خارطة طريق واضحة المعالم للسنوات المقبلة، نجت مصر من المصير المظلم، إذ كانت تلك الخارطة واضحة ومدروسة، وترقى بها مصر إلى مصاف الدول الكبرى.

وأشاد بحرص القادة خلال وضع تلك الخارطة على نزع مصر من الهوية الطائفية التي كان مخطط أن تقع فيها بقيادة تلك الجماعة التي كانت تحكم البلاد، إذ كانت خارطة الطريق خريطة مستقبل لمصر وليست مؤقته، وقد أيدها الشعب المصري بكل طوائفه وأعماره، إذ جاء بيان 3 يوليو ليرسم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية والزراعية في الدولة المصرية.

مصر تسير على الطريق الصحيح

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أننا نجني الآن ثمارها من تطوير وصناعة جديدة، وما نزال نجني تلك الثمار، ونسير على الطريق الصحيح منذ 3 يوليو 2013، قفد انضم الشعب المصري في هذا اليوم إلى قافلة التنمية ووضع مصر في مصاف الدول الكبرى ذات الهوية الثابتة.

مقالات مشابهة

  • فعالية تراثية لكوكب الشرق «أم كلثوم» في متحف الحضارة المصرية السبت المقبل
  • أستاذ علوم سياسية: بيان 3 يوليو أنقذ الدولة المصرية من خطر داهم
  • سوسن بدر الهاربة من المتحف لقلوب جمهورها (تقرير)
  • “تغييرات مفاجئة”.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام السيسي غدا
  • متحف الحضارة يستقبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمُفوض الأوروبي للتجارة
  • متحف الحضارة يستقبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية
  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور متحف الحضارة في الفسطاط
  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور المتحف القومي للحضارة
  • المتحف القومي للحضارة يستقبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية للتجارة
  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور متحف الحضارة.. ويشيد بالكنوز الأثرية