رائد روسي: لم أشعر بالإحباط بعد إبلاغنا بتمديد فترة بعثتنا الفضائية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
عقد رائدا الفضاء الروسيان سيرغي بروكوبيف ودميتري بيتيلين مؤتمرا صحفيا في وكالة "تاس" اليوم، غداة عودتهما إلى الأرض على متن مركبة "سويوز إم إس – 23" من محطة الفضاء الدوية.
وسجل الرائدان رقما قياسيا جديدا من حيث فترة المكوث في المحطة الفضائية الدولية التي استمرت ما يزيد عن سنة.
إقرأ المزيد الطاقم الفضائي الروسي الأمريكي يعود إلى الأرض بعد أطول رحلة فضائية في تاريخ المحطة الدوليةوقال سيرغي بروكوبيف مجيبا على سؤال عما شعر به عندما عرف أنه سيضطر إلى الإقامة في المحطة سنة كاملة بدلا من 6 أشهر: "لم نشعر بالطبع بمزيد من الفرح من هذا الخبر، لكننا لم نشعر بالإحباط أيضا.
يذكر أن هذا الطاقم الفضائي وصل إلى المحطة الدولية على متن مركبة "سويوز إم إس – 22" في 21 سبتمبر عام 2022.
وكان يخطط أولا لأن يعود الطاقم إلى الأرض في الربيع الماضي، ولكن تم تمديد البعثة الفضائية بسبب انخفاض الضغط في الدائرة الخارجية للمبرد التابع لنظام التحكم الحراري في مركبة "سويوز إم إس – 22" الفضائية الروسية يوم 15 ديسمبر الماضي. ومن أجل ضمان العودة الآمنة لرواد الفضاء تم إرسال مركبة "سويوز إم إس – 23" الفضائية الروسية غير المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية.
وقد حطّم الطاقم الفضائي يوم 11 سبتمبر رقما قياسيا من حيث مدة رحلة فضائية واحدة بعد أن مكث أفراده في المحطة الفضائية الدولية لمدة 355 يوما.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا المحطة الفضائية الدولية
إقرأ أيضاً:
الحلقة الاولى من كتاب ( عدسات على الطريق)
بقلم : حسين الذكر ..
تجاوزت الساعة حدودها المقررة ، والشمس على عجل تجري نحو الغروب . الباص لم يصل بعد ، والمحطة بدأت تختنق بزحام مختلف شرائح أبناء الشعب ممن تجمعهم الضرورة كل يوم تقريبا حتى تآلفت وجوه بعضهم . وفيما تغلغل اليأس بقلوب المتجمعين ، تصاعدت وتيرة الهمس والشك والتسائل ،حتى سادت الفوضى وتفجر الموقف ، سباباً وتهكماً داخلياً مع إفرازات مشوبة بأنواع الغضب النفسي ،الذي لاتسمح الظروف العامة باطلاق آهاته صراحة . في هذه الأثناء وصلت سيارة صغيرة من نوع قديم وبدن متآكل وشكل هرم تتصاعد من فتحاته المتعددة أعمدة الدخان وتسيل منها بقع الزيت ، دالة على عمرها الطويل في الخدمة .. ترجل منها رجل عجوز تجاوز سن التقاعد ، يرتدي بدلة عمل قذرة جداً وعلى رأسه قبعة ، يتصبب منه العرق ، ويحمل بيديه قلماً ودفتراً، وتتصاعد من فمه كتل دخان السكائر ،كانها كورة قير محترق ،لاتفرق بينه وبين سيارته ولاتعلم أيهما أقدم خدمة في مصلحة نقل الركاب. ما أن لحظوه ، حتى هرولوا نحوه وأحاطوه ثم أغروقوه بكم هائل من الاسئلة المتشنجة والمتوترة .كما حاول البعض أن يصب جام غضبه عليه ،عادين إياه رمزاً وظيفياً بسيطاً يمكن ملاسنته بقوة وبصورة أخف خطراً من بقية المسؤولين .
ــ أين حافلات نقل الركاب ؟ومن المسؤول عن تأخرها ؟
ــ إنكم تتلاعبون بسير الخطوط لمصلحتكم الخاصة ومنافعكم الشخصية !
ــ سنبلغ عنكم أعلى السلطات !
ــ إحترموا الناس ، يا أخي ، فلنا عوائل وقد أقلقوا علينا الآن !
ــ حركوا أنفسكم ، إنشغلوا قليلاً بخدمة المواطن ، أين اجراءاتكم التي تدعون !؟والكثير من هذه الاسئلة التي لايخلو بعضها من الخشونة الواضحة والاساءة المتعمدة .
بعدما ضاق الرجل بهم ذرعاً ، رمى بنفسه ، خارج حدود الجمهرة .ونادى بأعلى صوته : ياسادة إرحموني وآرحمو انفسكم ! إنني أقدر معاناتكم ،وآعلموا أن ماحصل ، لم يكن في الحسبان ، وخارج نطاق السيطرة ، وانتم تعلمون ، بأن على هذا الخط تعمل حافلتان فقط – بسبب الحصار الظالم – ويقودها أمهر وأخلص سواقنا العاملين بجد واخلاص بلا كلل أو ملل ، إلا أن احداهن تعرضت لحادث سير مفاجيء مما اضطرنا إدخال الحافلة الى ورشة التصليح ، اما الاخرى ، فقد كلفت من قبل الجهات العاليا بواجب رسمي ، مدة يوم واحد فقط ،وسنتجاوز ماحصل ، بأسرع وقت ، وقد جئتكم معبراً عن أسفي وأسف السادة المسؤولين ، فتدبروا أمركم هذا اليوم .
بعد طول انتظار ، والصبر على ما لايطيقون ، أُبلغوا، بما لايسر ، وبدأوا ينسلون من المحطة تباعا ، وهم ينظرون اليه شزراً ، كما تمتم بعضهم بكلمات غير مفهومة ، إلا إنها بكل تاكيد غير مستحسنة ، إذ انهم ، لم يقتنعوا ، بهذه التبريرات التي سمعوها وسمعوها مراراًرمن قبل . فتحرك الجمع الغاضب وتفرق الحشد المتشنج ، كل بطريقته الخاصة ، البعض استأجر باص اجرة خاص ، وآخرون بحثوا عن خط قريب من مناطقهم ، فيما آنصرف الاخرون لجهات مختلفة ، حتى بدت المحطة بعد قليل ، خالية شبه مهجورة ، وبدأ الظلام يغزوها رويداً رويدا .