مطلق النار في روتردام طالب طب ويعاني من اضطراب نفسي
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
عُرف عن المشتبه به تعامله القاسي مع الحيوانات بعد إساءة معاملة أرنبه الأليف، وفق لقطات صورها أحد الجيران بحسب النيابة. ولم يُعرف على الفور ما إذا كان هذا الجار من بين القتلى
نبهت السلطات الهولندية المستشفى الجامعي الذي كان يدرس فيه مطلق النار في روتردام الخميس من أنه يعاني من اضطرابات نفسية.
وكتبت النيابة العامة إلى مستشفى إيراسموس الجامعي بأن طالب الطب المشتبه في أنه أطلق النار على جارته وابنتها البالغة من العمر 14 عامًا وعلى أستاذ في المستشفى، لتبلغها أن الرجل، ويدعى فؤاد ل، كان يتصرف على نحو "مثير للقلق" ينم عن "اضطراب نفسي".
وتحدثت النيابة العامة خصوصا عن حادثة استلقى خلالها هذا الرجل البالغ من العمر 32 عاما نصف عارٍ فوق كومة من الأوراق في حديقته وهو يضحك بجنون. كذلك عثرت السلطات لدى فحص محتويات هاتفه على صور لأشخاص مصابين بطعنات فضلا عن مواد دعائية يمينية متطرفة، بحسب المصدر نفسه.
وكتبت النيابة في رسالتها الإلكترونية "ينبغي أن يؤثر هذا على قراركم بشأن ما إذا كان مؤهلاً للحصول على شهادة الطب".
ألقي القبض على المشتبه به بعدما أطلق النار الخميس على منزل في مدينة روتردام الساحلية الهولندية، في جنوب غرب هولندا، ما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 39 عامًا وإصابة ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا والتي توفيت بعد ذلك.
وقالت الشرطة إن الرجل انتقل إلى المستشفى الجامعي وأطلق النار على مدرّس في الأربعينات من عمره. وقام الرجل في الحالتين بإشعال النار.
أخمدت النيران بسرعة ولكنها تسببت في حالة من الذعر فيما كان الطاقم الطبي يحاول إجلاء المرضى وبعضهم على كراسٍ متحركة والآخرون على نقالات.
وقالت الشرطة إن الرجل تصرف على ما يبدو بمفرده لأسباب ما زالت مجهولة.
إساءة للحيوانات
عُرف عن المشتبه به تعامله القاسي مع الحيوانات بعد إساءة معاملة أرنبه الأليف، وفق لقطات صورها أحد الجيران بحسب النيابة.
ولم يُعرف على الفور ما إذا كان هذا الجار من بين القتلى وما إذا كان مطلق النار يشعر بالاستياء تجاه المستشفى، وكذلك ما إذا كانت المؤسسة قد استجابت لتحذير النيابة العامة بشأنه. وقال المدعي العام هوغو هيلينار للصحافيين "لا نستطيع أن نقول أي شيء بعد عن دوافع هذه الأعمال الفظيعة. التحقيق مستمر"، مؤكدا أن المشتبه به يتعاون مع الشرطة.
وقالت أنجيليك فليسينبيك "شهدنا مأساة، مأساة حقيقية". وكانت هذه المريضة في المستشفى تتناول القهوة في الخارج عندما بدأت الشرطة بالصراخ على الناس للتوجه إلى مدرسة قريبة، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
الشرطة الهولندية: 3 قتلى في إطلاق نار في مدينة روتردام مقتل 3 أشخاص في إطلاق نار في حانة جنوب كاليفورنيامقتل شخص وإصابة 13 في ثلاث حوادث إطلاق نار منفصلة في ميلواكيوقال سيم بيلت، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 38 عاما، لوكالة فرانس برس "لم نكن نتوقع حدوث هذا في هولندا". وأضاف الرجل الذي شهد المأساة من قسم الأطفال القريب "يمكن أن نتوقع هذا في الولايات المتحدة، نعم، ولكن هنا في هولندا؟ لم أكن أتوقع أبدًا (أن يتعرض) مدرِّس للقتل".
وعبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته عن "صدمته الكبيرة". وكتب على منصة "إكس" "أفكاري مع ضحايا هذا الهجوم وأحبائهم وكل أولئك الذين تملك منهم الخوف الشديد". وبالمثل عبر الملك فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما عن تعاطفهما.
كانت روتردام مسرحا لعدة عمليات إطلاق نار اعتُبرت بمثابة تصفية حسابات بين عصابات المخدرات.
وفي العام 2019، قُتل ثلاثة أشخاص بالرصاص في ترام في أوتريخت، تبعته عملية مطاردة. وفي عام 2011، أصيبت البلاد بالصدمة عندما قتل تريستان فان دير ليس وهو في عمر 24 عامًا ستة أشخاص وأصاب 10 آخرين في مركز تسوق مزدحم.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية العمل بلا أجر أو الذهاب إلى المنزل.. الإدارة الأمريكية تبلغ الموظفين بـ"إغلاق" وشيك مرتبكًا وأسقط سماعة الترجمة على الأرض.. رئيس جنوب السودان في موقف محرج وبوتين يتدخل 170 قتيلاً في حصيلة جديدة لانفجار مستودع الوقود في ناغورني قره باغ هولندا هجوم إطلاق نارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: هولندا هجوم إطلاق نار فلاديمير بوتين ضحايا شرطة روسيا أوكرانيا الصين فرنسا وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية البيئة الحزب الديمقراطي فلاديمير بوتين ضحايا شرطة روسيا أوكرانيا الصين النیابة العامة یعرض الآن Next ما إذا کان إطلاق نار من العمر نار فی
إقرأ أيضاً:
فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
لا يُعد العمل الفني إبداعًا حقيقيا ما لم يُضف قيمة فنية جديدة، وهذا ما حققه المخرج الأميركي لي وانيل في فيلمه الجديد "رجل ذئب" (Wolf Man) لعام 2025. ففي هذه النسخة، لم يكن تحوّل البطل إلى ذئب غاية في حد ذاته، كما هو معتاد في أفلام المستذئبين، بل كان تجليًا لأزمة وجودية تتعلق بالماضي والحاضر الذي يعيشه البطل.
تخلى وانيل عن الصورة النمطية للمستذئب ذي الشعر الكثيف والملامح الحيوانية البارزة، وفضّل استخدام جسد البطل ذاته كوسيط بصري للتحول، ليجعل من هذا التحول مجازًا فنيًا يعكس معاناة رجل مثقل بذكريات طفولة قاسية وواقع أسري مضطرب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟list 2 of 24 أفلام عائلية للمشاهدة مع أطفالك في العيدend of listويُعد هذا الفيلم إعادة تصور حديثة لفيلم "الرجل الذئب" (The Wolfman)، الذي أخرجه جو جونستون عام 2010 وتدور أحداثه في أوائل القرن التاسع عشر.
لقد تطور مفهوم "الرجل الذئب" في الأدب والسينما على مدى قرون، لكن ظهوره السينمائي منحه طابعًا جماهيريا استند إلى اللعب الهوليودي التقليدي على مخاوف الإنسان البدائية من الوحوش والظلام، وحتى الدماء.
الرجل الذئب في الأدب والسينماتعود أقدم الإشارات إلى تحول البشر إلى ذئاب إلى القرن الأول الميلادي، وتحديدًا في كتاب التحولات للشاعر الروماني أوفيد، حيث يروي حكاية الملك "ليكاون" الذي حوّله كبير الآلهة زيوس إلى ذئب عقابًا على كفره وجحوده.
إعلانوفي العصور الوسطى، ظل موضوع المستذئبين حاضرًا كما يظهر في رواية "بتر الأنف" للكاتبة الفرنسية ماري دو فرانس في القرن الثاني عشر، التي تحكي عن رجل نبيل يتحوّل إلى مستذئب بعد أن تخونه زوجته.
شهد القرن التاسع عشر انفجارًا في أدب الرومانسية والخيال والمخلوقات الخارقة، وكان للذئاب فيها حضور لافت. من أبرز تلك الأعمال "زعيم الذئاب" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس، و"فاغنر الذئب الضاري" (1847) للروائي والصحفي البريطاني جورج دبليو إم رينولدز، وكلاهما استخدم شخصية الذئب في سرد يجمع بين الرعب والعاطفة.
أما أول تجسيد سينمائي لمفهوم الرجل المستذئب، فكان في فيلم "ذئب لندن" (Werewolf of London) عام 1935، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع فيلم "الرجل الذئب" (The Wolf Man) عام 1941، والذي وضع الأسس التي سار عليها كثير من صناع أفلام الرعب لاحقًا، مثل فكرة التحول عند اكتمال القمر والتأثر بالفضة، وهي عناصر أصبحت من ثوابت تراث المستذئبين في الثقافة الشعبية.
ويثير اختيار الذئب تحديدًا دون غيره من الحيوانات المفترسة تساؤلًا مهما: لماذا الذئب؟ ربما تكمن الإجابة في التشابه اللافت بين الذئاب والبشر في السلوك الاجتماعي خاصة، إذ تعيش الذئاب في قطعان منظمة، تقوم على الولاء والتسلسل الهرمي، تمامًا كالمجتمعات البشرية. كما أن خروج الذئب للصيد يوازي حياة الإنسان البدائية حين كان يعتمد على الصيد والالتقاط.
وفي العديد من الثقافات، تعد الذئاب مساحة خوف خالصة باعتبارها تهديدات محتملة للإنسان وللماشية، مما دفع الإنسان لتحوّل شكلي تضمّن قوة جبارة وغضبا لا يمكن السيطرة عليه. ولعل الأصل في ذلك التحول قد داعب الخيال السينمائي لأول مرة مع مشهد شخص أصيب بالسعار بعد "عضة كلب"، فتحوّل سلوكه إلى ما يشبه سلوك الذئب.
ذئب شرس وأب طيبعرض فيلم "الرجل الذئب" 2010 و"الرجل الذئب" 2025 أسطورةَ الذئب الكلاسيكية، لكنهما يختلفان بشكل كبير في البيئة وتركيز الشخصية والعمق الموضوعي.
إعلانتدور أحداث النسخة الأصلية من فيلم "الرجل الذئب" في إنجلترا عام 1891، وتحكي قصة لورنس تالبوت، الممثل الشهير الذي يعود إلى قريته بلاكمور عقب الوفاة الغامضة لشقيقه، في حبكة تجمع بين الرومانسية والرعب الكلاسيكي.
أما نسخة عام 2025، فتنتقل إلى الريف المعاصر في ولاية أوريغون الأميركية، حيث يرث بليك لوفيل (يؤدي دوره كريستوفر أبوت) منزل طفولته، وينتقل للعيش فيه مع عائلته على أمل بدء حياة جديدة تساعده في تجاوز أزماته الزوجية ومواجهة ذكريات الطفولة المؤلمة التي جمعته بوالده.
في نسخة 2010، يواجه لورنس تالبوت أيضًا ماضيا قاسيا، يشمل وفاة والدته وابتعاده عن والده السير جون تالبوت. ومع عودته إلى مسقط رأسه، يجد نفسه مضطرًا لمواجهة هذه الجراح القديمة، والتي تتعقّد مع تحوله إلى رجل ذئب.
يتعامل بليك في نسخة 2025 مع التوترات العائلية، وخاصة مع زوجته شارلوت (الممثلة جوليا غارنر)، وإرث والده المنفصل عنه جرادي (الممثل سام جايغر)، ويعمل تحوله إلى ذئب كاستعارة للصدمة الموروثة والخوف من أن يصبح مثل والده.
تركز القصة في النسخة القديمة من الرجل الذئب على ما يسببه التحول من رعب لعالمه الخارجي، كما تجسد صراعه مع وحشه الداخلي، وفي النسخة الأحدث، يغوص صناع العمل عميقا في الجوانب النفسية لتحول البطل إلى ذئب، إذ يتابع المشاهد التغيير التدريجي لبليك مع التركيز على رعب الجسد وتآكل إنسانيته، مما يشير إلى قسوة الأزمة النفسية التي يعاني منها وهشاشة حالته.
ويتجلى الخصم الرئيسي في شخصية الأب بنسخة عام 2010، الذي يتبيّن لاحقًا أنه هو نفسه مصدر اللعنة التي حولت ابنه إلى مستذئب، لتبلغ ذروة الصراع في مواجهة دامية بين الأب والابن، محمّلة برمزية عميقة لصراع الأجيال.
أما في النسخة المعاصرة، فينقلب المشهد؛ إذ يتمثل العدو في كائن خارجي يهاجم البطل ويسيطر عليه من الداخل. وعلى مدى نحو ثلث زمن الفيلم، يناضل البطل لحماية أسرته من ذلك الوحش الكامن في داخله، أو من ذاته، حتى وإن كلفه ذلك حياته.
يقف الفيلمان على طرفي رمزين متباينين: في النسخة القديمة، ترمز اللعنة إلى عبء الإرث العائلي والمصير المحتوم، في حين تعكس النسخة الجديدة قلق البطل من التحول إلى نسخة أخرى من والده. وكلا الفيلمين يعيدان إحياء واحدة من أبرز الثيمات التي طغت على الثقافة الغربية في ستينيات القرن الماضي، وهي ثيمة "قتل الأب"، لا بمعناها الحرفي، بل بوصفها تمردًا على الميراث الذكوري التقليدي وسعيًا للتحرر من سلطته الرمزية والثقافية.
إعلان أزمة إيقاعقدّم المخرج لي وانيل في نسخة 2025 معالجة بصرية مميزة لتحول البطل إلى ذئب، أضافت عمقا فنّيا واضحا، لكنه لم ينجح في الحفاظ على إيقاع متوازن؛ إذ بدأ الفيلم بسرعة لافتة، ثم تباطأ بشكل ملحوظ خلال مشاهد التحول الجسدي المفصلة، مما أضعف تماسك التجربة.
تميز وانيل أيضا في توظيف عناصر البيئة المحيطة، مثل الظلام والغابة الكثيفة، لخلق أجواء رعب فعّالة مدعومة بتصوير ذكي لتفاصيل الوجوه وردود الأفعال. وقدّم كريستوفر أبوت أداءً مفعمًا بالألم الداخلي حتى في لحظات الصمت، في وقت انسجم فيه الحزن الطبيعي في ملامح جوليا غارنر مع النبرة الكئيبة التي طغت على أغلب مشاهد الفيلم.