التحقيق في وفاة طالبة مقيمة بالمبيت الجامعي بقصر هلال
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
أثارت وفاة طالبة تدرس المعهد العالي للدراسات التكنلوجية ومقيمة بمبيت جامعي بقصر هلال من ولاية المنستير فجر يوم أمس الخميس، جدلا واسعا خاصة مع رواج أنباء عن تعطّل نقلها إلى المستشفى في الوقت المناسب بعد إصابتها بوعكة صحّية طارئة بسبب مغادرة الحارس للمبيت بعد قيامه بإقفال الباب الخارجي.
وقال فريد بن جحا الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية في تصريح لبرنامج "صباح الناس" الجمعة 20 سبتمبر 2023، إنه تمّ فتح بحث في الوفاة المسترابة وتعهدت الشرطة العدلية بقصر هلال بالتحقيق في الحادثة وسيقع تحديد المسؤوليات وان ثبت تعمّد الحارس أو تقصيره في أداء واجبه فإنّه يعتبر مسؤولا جزائيا في حال تسبب التقصير في إزهاق روح بشرية.
وأوضح بن جحا إنّه تمّ نقل الطالبة إلى المستشفى بعد تلقي الحماية المدنية اتصالا من زميلة المتوفاة التي تقيم معها بالغرفة نفسها بالمبيت المذكور.
وأضاف بأنّه لم تتضح بعد ما إذا كانت الطالبة قد فارقت الحياة أثناء نقلها للمستشفى أو بعد وصولها إليه، وهو ما ستثبته التحقيقات.
استمع إلى مداخلة فريد بن جحا في برنامج صباح الناس:
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
ظروف قاسية وتجارب حزينة نقلها صحافيون ومراسلون ومصورون عن حرب العدوّ
لم يكن عام 2024 عاما عاديا على الإعلام اللبناني، كان عاما استثنائيا بشكل خاص على المراسلين والمصورين الصحفيين الذين وضعوا خوذهم على رؤوسهم وارتدوا دروعهم وجندوا أنفسهم لنقل الحقيقة خبرا وصورة في أصعب واقسى عدوان شنه العدو الإسرائيلي على لبنان منذ شهر أيلول الماضي حتى أواخر شهر تشرين الثاني من العام الحالي.
مراسلات
ومراسلون من مختلف الوسائل الإعلامية تنقلوا بين جبهات الحرب سواء في الجنوب أو البقاع إلى أماكن الغارات الإسرائيلية التي كانت تستهدف معظم المناطق.
مراسلون ومراسلات واجهوا الخطر وأرهقوا نفسيا وجسديا وفقدوا زملاء لهم خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي استهدف بشكل مباشر عشرات الصحفيين. حين ضربت اسرائيل بعرض الحائط كل المعاهدات والاتفاقات القانونية والدولية التي تنص على حماية وإحترام الصحافيين المدنيين العاملين في مهام مهنية في مناطق نزاع مسلح كما جاء في المادة الرابعة والثلاثين من القانون الدولي الانساني، او الاتفاقية الدولية الخاصة بسلامة الصحفيين والمهنيين الاعلاميين. المصور عصام عبدالله، فرح عمر، غسان نجار، ربيع المعماري، حسين عقيل، وسام قاسم، محمد رضا، هادي السيد، علي عاشور ، صحافيون ارتقوا خلال تأدبة واجبهم المهني.
ماذا يقول مراسلو عدد من الوسائل الإعلامية في لبنان، يروون ل"الوكالة الوطنية للإعلام" تجربتهم المهنية و تغطيتهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وماذا يقول وزير الإعلام المهندس زياد المكاري عن الجهد الذي بذله هؤلاء الاعلاميون خلال الحرب، وما هو دور وزارة الإعلام!
ساسين
وتحدث الإعلامي ادمون ساسين من تلفزيون "lbc" فقال: "أمارس مهنة الصحافة منذ أكثر من سبعة عشر عاما، وهذه الحرب هي اطول وأشد ازمة مستمرة غطيناها وهي كما اعتقد أطول حدث حرب حصل في لبنان بعد عام 1990 بشكل مستمر دون توقف، هذه الحرب تبدلت معالمها، وما كان يحدث خلال الأيام الأولى تبدل مع الاسابيع اللاحقة ثم مع الأشهر المتتالية وصولا الى بداية العدوان وتوسعها في الاسابيع الأخيرة من شهر ايلول من عام 2024 الى الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني من العام نفسه".
أضاف: "وعلى مستوى الدروس والتي على أساسها نغطي معظم الدروس و الأزمات وبالفعل أعادت واثبتت هذه الحرب أنه لا يوجد أي قصة أو حرب تستأهل حياة الزملاء الصحافيين الذين كانوا يغطون واستشهد عدد منهم أمام أعيننا، فلا أزمة ولا حرب ولا قصة تستأهل أن تكون حياتنا أو نكون نحن الخبر، ولكن طبعا المغامرة ومحاولة الوصول الى صورة أو خبر هذا أمر طبيعي، والوصول الى أقرب النقاط المعقول أمنيا هذا شيء ضروري، ولكن الحفاظ على حياتنا يجب ان يكون بالمرحلة الأولى وقد شاهدنا ما حصل مع زميلات وزملاء لنا من علما الشعب الى طير حرفا وصولا الى حاصبيا والذين سقطوا شهداء نتيجة استهدافات اسرائيلية مباشرة، والنقطة الأساسية المرتبطة بالموضوع أننا لا نستطيع تغطية حرب اذا كنا لا نفهمها وكيف تتطور وتتبدل وكيف تتوسع رقعتها وطبيعتها وحتى الأدوات المستخدمة فيها، وان نفهم الجغرافيا التي تحصل على ارضها الحرب، وكل هذا من الضروري أن نفهمه، وكل التفاصيل المتصلة بالميدان والحرب هو أمر ضروري ان يفهمه الصحافيون حتى يعرف الفريق كيف يحمي نفسه وان يعرف كيف يتكيف مع الحرب".
وتابع: "وطبعا فإن الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة للإعلاميين التي حصلت من قبل العدو لفرق إعلامية كانت معلومة من قبله، فصحيح أنها تسببت بضغط ونوع من الحذر دفعتنا الى إعادة حساباتنا بالطرقات التي كنا نسلكها وبمدى قربنا من بعض النقاط وبطبيعة تجولنا، ولكن كل ذلك لم يدفعنا لحظة للتفكير بالانسحاب بل اصرينا على استكمال التغطية، وهذا كان رأي الأكثرية الساحقة من الفرق الإعلامية التي كانت تغطي التطورات في الجنوب لأنه كان عندنا واجب توثيق ما يجري من جرائم واعتداءات ولكن في الوقت عينه كنا نعدل بخطتنا، اذ ان ما كان يصح خلال الأيام الأولى لم يعد يصح في الاسابيع اللاحقة، ونجرب ان نفتش على طرق آمنة غير التي كنا نسلكها سابقا حتى نستطيع التوفيق بين نقل الصورة والخبر وبين سلامتنا، وهذا ما كان يشكل تحديا كبيرا وعندما اتسعت رقعة الحرب، اتسعت بالتالي رقعة الخطر على المدنيين".
ولفت الى ان "الصحافيين هم طبعا جزء من النظام المدني والمدنيين ومع إتساع رقعة الحرب اصبح لبنان كله مشمولا ومستهدفا، وبالتالي كثير من الطرقات التي كنا نعتبرها آمنة ومن المستبعد استهدافها سواء في جبل لبنان أو الشمال إلى البقاع الى الجبل، وأصبح الاستهداف يطال كل لبنان سواء لمنازل، لطرق، لسيارات متحركة ونحن كنا نسلك طرقات للتوجه إلى الجنوب او الحدت او الضاحية او اي مكان. وهذا ايضا فرض علينا تحديا واتخاذ الحذر لطريقة سيرنا على الطرقات او دخولنا او الوقوف تحت بعض المباني الممكن استهدافها، وبالتالي فإن الخطر كان كبيرا على الصحافيين في هذا المجال، وخصوصا ان الاحتلال الإسرائيلي لم يوفر اي شيء على المستوى المدني، وكنا احيانا كثيرة نشاهد أهدافا مدنية تستهدف وتقصف بذريعة أنهم يستهدفون شخصا مطلوبا ولا نعرف من هو هذا الشخص. وفي بعض الأماكن حيث غطينا سقط عشرات النساء و الأطفال ليستهدفوا شخصا، ومع الأسف الى هذه الدرجة كانت الجريمة كبيرة".
وختم ساسين: "والتحدي الكبير علينا كان على المستوى النفسي عند مشاهدتنا للجثث والاشلاء والدمار والخراب والمآسي فهذا كان يشكل ضغطا على كل المستويات لكل الفرق الإعلامية، ولذلك فإن الخلاصة الأساسية ان تنسحب الفرق الإعلامية من أرض الميدان عند حصول استهدافات وواجباتها البقاء لتحمي نفسها وتوثق الاعتداءات والجرائم، وعلى المؤسسات الإعلامية ان تعرف ان فرقها بحاجة الى تدريب دوري، إضافة الى ان الفرق الإعلامية التي ستغطي ان يكون لديها خبرة كافية وقدرة على تقدير المواقف وفهم كل التفاصيل الجغرافية و الديمغرافية و الطرقات من أجل السلامة المهنية، وهذا أمر من الضروري العمل عليه وان تكون هذه واحدة من خلاصات هذه الحرب لرفع مستوى السلامة الجسدية، علما ان الاحتلال الإسرائيلي كان يستهدف الصحافيين وفي كثير من المرات كان استهدافا مباشرا".
فرحات
وأشار الإعلامي محمد فرحات من تلفزيون "الجديد"، الى ان "تجربة الحرب كانت مختلفة عن كل عمل كنت أعمل عليه منذ دخولي العمل الإعلامي، ولكن كان عندي إصرار منذ السابع من شهر اوكتوبر الماضي بتغطية الحرب في حال حصولها، وغالبا ما كان عندي قناعة بأن جبهة الاسناد ستتطور إلى حرب مفتوحة، وطبعا المشاهدات خلال تلك الحرب كانت مؤلمة وبشعة، لا سيما وأننا منذ الايام الأولى ودعنا زملاء واصدقاء لنا، بدءا من الزميل عصام عبدالله ثم استشهاد الزملاء فرح عمر وربيع المعماري وصولا الى استهدافنا في منطقة حاصبيا. وطبعا فإن استشهاد الزملاء كان يشكل دافعا لي للاستمرار بالتغطية واكمل الرسالة التي كانوا يعملون على ايصالها، لأن العدو الإسرائيلي كان يهدف دائما الى إسكات الكلمة واسكات الصحافة اللبنانية التي تظهر إجرامه وغطرسته في لبنان والحمدلله استمرينا بتغطيتنا ووصلنا الى هدفنا، وطبعا فإن مشاهد الدمار ونقل صور الحرب كانت صعبة وقاسية علينا وخصوصا ان الناس كانت تنتظر منا كلمة، وهذه الكلمة تزيد المسؤولية علينا سواء سلبا او ايجابا إضافة الى ضرورة ووجوب اعتمادنا الموضوعية والمهنية الصحفية التي يجب علينا اعتمادها خصوصا مع وجود الكثير من التشتت بالأخبار سواء على الصعيد الإسرائيلي او اللبناني، وبالتالي اعتمدنا على الموضوعية منذ البداية، وهذا ما لاقى استحسانا من قبل الناس التي كانت تنتظرنا دائما لتسمع منا الحقيقة".
أضاف: "بالنسبة لي تجربتي خلال الحرب كانت موفقة نسبيا، واعتبر اني نجحت على الصعيد المهني ودعنا زملاء لنا، وانا انتشلت ثلاثة شهداء من زملائي. لم أخف ولم اتوقف عن التغطية وكنت اتطلع دائما الى الامام ،وان اكون موجودا خلال عودة الاهالي إلى قراهم وضيعهم. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى".
باسيل
واعتبرت الإعلامية زينة باسيل من تلفزيون "Mtv" ان "الحرب كانت مفاجئة لنا، خاصة أننا ومنذ فترة لم ندخل في نزاعات ولم نكن جزءا منها وتفاجأنا بتوسع رقعة الحرب على لبنان، وكان ذلك مفاجأة للإعلام في لبنان الذي انتقل مباشرة من جو الى جو آخر، والفرق أننا لم نكن على الأرض كصحفيي غزة في الامكنة التي يتم قصفها مباشرة".
أضافت: "نحن في المرحلة الأولى كنا نشاهد التعديات الاسرائيلية على لبنان وبشكل خاص على القرى الجنوبية عند الحدود، ولكن عندما بدأ استهداف الصحافيين بشكل مباشر ومع اشتشهاد المصور عصام عبدالله بدأنا فعلا نشعر بالخوف، وان اسرائيل لا تميز بين شخص عسكري وعندها انسحبنا من الجنوب كما هو حال عدد من التلفزيونات المحلية نظرا لوجود الخوف فعلا على فريقها، إضافة الى اننا نعرف ان التأمين لا يغطي تلك الأمور مع الإشارة إلى ان المؤسسة التي انتمي اليها قامت بعمل التأمين على الحياة وكان هناك فعلا خوف على حياة الاعلاميين لذلك قررت بعض المؤسسات سحب طاقم عملها من الجنوب".
وتابعت: "بالنسبة لي انا غطيت الاحداث في الجنوب في المرحلة الأولى عندما كانت التعديات الاسرائيلية لم تتوغل في العمق وتواجدنا في ضيعة آمنة، وكنا ننقل عن بعد كل التطورات. وطبعا كانت الغارات تتساقط في أماكن قريبة من تواجدنا وكنا نسمعها بوضوح. وطبعا المشهد كان مؤسفا خاصة عندما كنا نستمع الى قصص الناس، وكنا نشعر بحزن شديد، والصحافي تجربته إضافة إلى جمعه للمعلومات ويسيطر على الأرض، ومطلوب منه إعطاء رسائل ويخبر الرأي العام بأخر التطورات فهو أيضا يكون مع الناس ويسمع قصصهم، وهذا ما يولد لديه تعب نفسي كبير جدا، وهذا ما اصبحنا نسلط الضوء عليه اذ كان من المتعارف عليه ان ذلك جزءا من عمله؛ هذا صحيح، ولكن الوحشية التي شاهدناها وعدم الإلتزام بالقواعد القانونية لحماية المواطنين و الصحافيين فهذا ما يخلق لدينا تعب نفسي وخوف أكثر. وعندما توسعت الحرب الى مناطق اخرى مثل بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع كانت نفس التجربة اذ كنا "نطلع من مشارف الضاحية الجنوبية " ولم نكن في عين الامكنة المستهدفة وهذا شيء طبيعي لأن الجميع يجب ان يحمى، وخاصة وان القصف كان يتساقط من الطيران وليس قصفا مدفعيا او عن الأرض حتى نستطيع الاختباء أو الابتعاد في مبنى ما فكنا حريصين على نقل المعلومات والتحذيرات للاهالي والمواطنين التي يقولها العدو الإسرائيلي، وهذا كان مضمون عملنا مع تعب نفسي وجسدي رافق تغطياتنا خلال الحرب".
وقالت: " ان وقع تلك الحرب على الصحافيين كان تعبا جسديا ونفسيا ربما أكثر من الخطر المباشر حتى اذا لم يكونوا هم في ساحة المعركة هذا بالإضافة الى متابعة أمور النازحين والتعب الذي يرافق ذلك ومحاولة مساعدتهم لإيجاد أماكن آمنة. ويصح القول ان ما عاشه المجتمع في لبنان خلال الحرب عاشه الاعلاميون مع زيادة في الارهاق والتعب".
ضاهر
وكانت كلمة للإعلامي رامي ضاهر من "تلفزيون لبنان" ومراسل اذاعة "صوت الشعب"، قال فيها: "تجربتي كمراسل ميداني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان كانت مريرة وصعبة كما هي مع الحروب والاعتداءات السابقة التي تعرض لها لبنان. فخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان تحولنا مرات عديدة كمراسلين إلى مسعفين وأشخاص عليهم مسؤولية كبيرة جدا تجاه المواطنين الوافدين سواء من البقاع أو الجنوب ونرشدهم ونوصل صوتهم".
ويروي ضاهر تجربته فيقول: "كنا كتلفزيون لبنان واذاعة صوت الشعب منذ بداية طوفان الأقصى في المناطق الحدودية مثل كفركلا و العديسة و الناقورة، وكنا نتوجه يوميا الى تلك المناطق والخطر يحيط بنا في كل لحظة مع باقي الزملاء بأن نتعرض للقصف أو الاعتداءات الاسرائيلية، وهو ما حصل فعلا مع زملاء لنا ما أدى الى استشهاد الزملاء: فرح عمر، ربيع المعماري، عصام عبدالله، ولكن استشهادهم زادنا قوة وعزما ونكمل إيصال رسالتهم. لقد تحولنا إلى جنود على الأرض، شاهدنا المعاناة وعشناها والوضع الميداني الذي كنا نغطي فيه خلال هذه الحرب يختلف كثيرا عن الحروب السابقة وكان يوجد استهداف مباشر وحقيقي للصحافيين رغم كل القوانين والتعهدات التي برأي ضاهر كانت الشعارات عناوين ووقفت الى جانب الظالم ضد المظلوم".
واعتبر أنه "على الرغم من كل التحولات في المنطقة فإن الاعلاميين والصحافيين يدفعون الأثمان الغالية، ان كان بناء على مواقفهم أو طبيعة حياتهم".
ووجه ضاهر رسالة الى الإعلاميين ب"أن الوطن بحاجة لنا جميعا لنتكاتف ونتضامن ويكون عندنا صوت واحد وانتماء وطني"، مشيرا الى ان "الحرب الاخيرة على لبنان اظهرت وجها مشرقا ومنورا للإعلام في لبنان اذ اثبت الاعلاميون خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان انهم وعلى الرغم من كل التحديات واجهوا وضحوا ونقلوا الصورة الحقيقية وكشفوا افتراءات وادعاءات العدو، وسيستمر بالتغطية إنطلاقا من إيمانه بأن الإعلام رسالة انسانية خالصة وهي رسالة ككل المقاومين الموجودين على الجبهة في الجنوب وايضا مثل جنود الجيش اللبناني، والاعلامي هو مثل أي مناضل شريف يدافع عن وطنه".
فقيه
وتحدث الإعلامي حسن فقيه من تلفزيون "Nbn" فقال: "منذ بداية العدوان على لبنان منذ عام وثلاثة أشهر كنا نتوجه الى الجنوب بشكل متقطع لتغطية الاحداث والتطورات التي كانت محصورة ومحددة بمناطق معينة، وكان من واجبنا تغطية الاحداث. ومع توسع العدوان على لبنان منذ أواخر أيلول الماضي كنت متواجدا في الجنوب وبقيت هناك لمدة ثلاثة أشهر ، وكان عندي اندفاع قوي جدا لتغطية تلك الاحداث؛ فهذه تجربة مهمة جدا سواء على الصعيد المهني لا سيما وإني اكتسبت خبرة في تغطية تلك الحرب منذ سنة، والانظار كلها متجهة الى الجنوب، وما يحصل من تطورات ميدانية، واندفاعي كان نابعا من واجبي المهني وارتباطي بالإيمان المرتبط بالقضية الأساسية؛ قضية المقاومة والجنوب".
أضاف: "وعندما كنت أعلم بإستشهاد أو إصابة أحد الزملاء طبعا كنت أحزن جدا ولكني لم أخف كنا بعين الله، فجميع الصحافيين كانوا يضعون في حسابهم امكانية اصابتهم أو استهدافهم من قبل عدو لا يمنعه اي قانون او اتفاق من القيام بعمل إجرامي بحق الإعلاميين. كنت أقوم بواجبي المهني وكنت أحاول الوقوف بأماكن من الممكن ان تكون آمنة أكثر من غيرها، ولكن كنت أعرف ان الخطر كان يداهمنا من كل الجهات. والحمد لله استطعنا تأدية واجبنا ورسالتنا على أكمل وجه. فرصدنا ورافقنا عودة الناس وكنا نحاول أن نكون صوت الناس وجيشنا ومقاومتنا بوجه العدو الإسرائيلي، وبالتالي هذه التجربة قدمت لي الكثير على الصعيد المهني والشخصي، وكذلك على الصعيد المبدئي لأنها مرتبطة بجنوب لبنان، وانا ابن بلدة جنوبية حدودية وبالتالي أعتبر ان هذا موضوعا يمسني ذاتيا ، والحمدلله قدمت ما استطعت".
صباغ
بدوره لفت مراسل "الميادين" عباس صباغ في كلمته الى ان "التغطية الصحفية خلال العدوان الأخير على لبنان مختلفة بطبيعة الحال عما شهدناه من حروب سواء كان في لبنان أو خارجه، وهي تجربة فريدة لأن حجم العدوان كان كبيرا جدا وتأثيراته ستبقى لفترة طويلة من الزمن".
أضاف: "بالنسبة لي تغطيتي بدأت في الثامن من شهر تشرين الأول من عام 2023 منذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى وكنت مع الشهيدين من قناة الميادين، ربيع المعماري والمهندس محمد رضا في كفرشوبا_ القطاع الشرقي حيث كانت أولى عمليات المقاومة لإسناد غزة، وكنا نتنقل من القطاع الشرقي في كفرشوبا والمطلة الى مارون الرأس الى عيتا الى يارون وصولا الى علما الشعب، وهذه كانت جولتنا اليومية وبدايات الحرب كانت مختلفة عما شهدناه لاحقا منذ أواخر أيلول من عام 2024 فكانت عمليات المقاومة وقصف اسرائيلي على قرى وبلدات الحافة الأمامية مثل علما الشعب والضهيرة وبلدات أخرى، وكانت نسبة الخطر نوعا ما قليلة الى أن بدأت ترتفع تدريجيا".
ويذكر صباغ يوم الثالث عشر من شهر أيلول من عام 2023 حيث كان متواجدا بين الضهيرة وعلما الشعب حيث كان القصف حينها شديدا وهو اليوم الذي استشهد فيه المصور عصام عبدالله وأصيب عدد من الزملاء حينها بدأ الخطر الجدي على الصحفيين، والسؤال حينها هل يجب ان نتراجع!! ولكن اكملنا التغطية إلى ان استشهد زميلنا ربيع المعماري وزميلتنا العزيزة فرح عمر والشاب حسين عقيل في شهر تشرين الثاني وهذا ما أحدث لنا صدمة بطبيعة الحال! ورغم الألم والحزن والخسارة استمرينا بالتغطية، وانتقلنا الى يارون ومناطق اخرى مثل كفرا وياطر حيث الغارات الإسرائيلية تتوالى مستهدفة منازل مدنية ولم نكن نشاهد خلال تغطيتنا ومواكبتنا لأماكن الغارات أهدافا عسكرية خلافا لما كان يدعيه العدو الإسرائيلي. وكنا حين ننقل الصورة من مكان الاستهداف نشعر ونعتقد بأننا نقدم شيئا وبأننا من خلال تغطيتنا نرد على ادعاءات العدو وبالتالي، نظهر الصورة الحقيقية التي لا يريد العدو ان تظهر وتقدم إلى الرأي العام، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لاستهداف العدو للصحافيين واستشهاد عدد من الزملاء".
ويروي صباغ عند دخولهم في إحدى المرات الى مدينة الخيام لإعداد تقرير اخباري حيث كان الدمار لا يزال في بدايته ولكن كانت فترة حذرة جدا اذ كان متوقعا حصول غارة في أي لحظة، وكنا نلتقي بأشخاص اتوا لتفقد منازلهم وكان هؤلاء الاشخاص هم من يعطونا ويمدونا بالقوة... ولكن مع تزايد الغارات وكثافتها ازدادت الخطورة ولم بعد هناك اي وقت محدد للغارات وفي الوقت عينه لا بد من نقل الخبر والمحافظة على المصداقية المهنية بنقل الخبر، ولكن لا نستطيع ان نكون موضوعيين في مواجهة عدو، نحن أمام عدو لا يعرف الموضوعية ولا استطيع ان أقف واتبنى رواية العدو بأنه استهدف مبنى ما واستشهد عشرات المدنيين لأنه كان يستهدف شخصية عسكرية او قيادية، فأنا كمراسل علي أن أركز على المدنيين أولا لأن هدف العدو من حربه هو إقناع الناس بروايته. ونحن كانت رسالتنا ان نظهر كل تلك الجرائم وندحض روايته كما حصل مثلا مع مستشفى الساحل وادعاءاته بأنها تضم مخازن اسلحة، وما الى ذلك من تضليل وافتراءات وكيف لي كمراسل ان اتبنى رواية لعدو يمعن بقتل المدنيين سواء في غزة ام في لبنان".
وأردف: "وطبعا كان لإستشهاد زملائنا غسان نجار والمهندس محمد رضا وربيع المعماري وفرح عمر وهادي السيد ووسام قاسم أثر كبير جدا ،ولكن في الوقت عينه كان هدف العدو أن يمنع نقل صورة جرائمه، وبالتالي كان هناك إصرار رغم الألم بمتابعة نقل هذه الصورة على بشاعتها لنكشف أمام الرأي العام ماذا يريد هذا العدو وماذا يفعل وبالتالي كان هذا الإصرار بالتغطية والتتقل في أكثر من منطقة ومنها الضاحية الجنوبية حيث كانت ليلة 27/28 من شهر ايلول من العام الحالي قاسية جدا اذ بدأت منذ المساء بالتغطية، ولم نكن نعرف بطبيعة الحال ان مكان الاستهداف حيث استشهد السيد حسن نصرالله كان حجم الدمار مهولا جدا واكملنا أيضا التغطية من منطقة الى أخرى في الضاحية الجنوبية، وكنا نركض اثناء الليل بين غارة واخرى لا نعرف مكان الغارة ولكننا كنا نتبع الصوت، كان الخطر من حولنا وفوق رؤوسنا ولكن استطعنا نقل الصورة والخبر، ويبقى هذا العدوان هو الاقسى، متجاوزا كل ما شهدناه من قتل ودمار خلال حروب سابقة".
وقال: "نفتخر بأن العدو لم يحتل مناطق لبنانية ولم يستطع التقدم والسيطرة بشكل كامل على بلدات على الرغم من أنها محادية للحدود فكان ذلك فخرا بالنسبة لنا، وهذا ما كنا نشدد عليه خلال رسائلنا بأن حجم هذا التدمير هو رد على عجز العدو في الميدان، وبالتالي كانت هذه التجربة إضافة تغني السيرة المهنية وتبقى فيها مشاعر من الألم والحزن".
ولا ينسى صباغ شعوره عندما عرف ان احد الامكنة التي كان يقف عليها لنقل رسالته كانت جثث الشهداء من اطفال ونساء ورجال موجودة تحت الركام..
شحادة
وتحدث الإعلامي حسين شحادة من تلفزيون "Otv" عن "تجربتي الاولى في تغطية الحروب، كنت متحمسّا جدا" لها، لم يأخذ معي قرار تغطية العدوان على البقاع اجزاء من الثانية. حبّي لمنطقتي واهلها اعطياني دفعا" كبيرا" لانقل معاناتها وما يحصل لها، فجزءٌ كبيرٌ من روحي معلّق هناك. لا شكّ انّها اصعب تجارب حياتي ما زادها قسوة مشاهدة ابناء منطقتي لا بل احرى اصدقاء عمري ورفاق الطفولة اشلاء. ما زادني اصرارا على التغطية رغم خطورة المكان الذي كنت اتواجد وانقل منه هو استشهاد صديقي، فهذا كان حافزا لي لكي اكمل المهمّة بنقل معاناتنا في البقاع، فالاعلام كان له دور كبير في اظهار مدى الاجرام الاسرائيلي في استهداف المدنيين في البقاع نتحدث عن اكثر من 1050 شهيدا جلّهم من الاطفال والنّساء قتلهم العدوّ الاسرائيلي مرتكبا" ابشع المجازر بحقّهم".
اضاف: "لا اخفي سرّا ان الخطر كان كبيرا جدا في الجنوب وكنّا نجازف يوميا"كصحافيين في التنقل بين الغارات وبين المجازر التي يقترفها العدوّ ولكن لم يمنعني ذلك من الاستمرار فكنّا شهداء احياء نحمل دمنا على كفّنا، لا نبالي بالموت لاننا اصحاب حقّ واستشهاد الزّملاء اعطانا الدّفع والاصرار للاكمال".
خليل
وأشار الزميل جمال خليل من "الوكالة الوطنية للإعلام"، الى انه "على مدى ال 66 يوماً من الحرب المعادية على الجنوب وعلى كافة الاراضي اللبنانية كان لا بد من ان نكون في طليعة الاعلاميين لنقل الصورة والخبر الحقيقيين لما يجري وما يقوم به العدو الاسرائيلي من اعتداءات يومية لم تسلم منها بلدة او قرية خصوصاً في الجنوب حيث كنا نبادر الى استقصاء الاخبار لتكون ذات مصداقية عالية، وكوننا نعمل في "الوكالة الوطنية للاعلام" كان هدفنا نقل الحقيقة، وكنا نغامر لنكون على بينة مما ننقله بكل امانة وصدق. وعلى مر ايام الحرب تعرضنا للكثير من المخاطر واستشهد زملاء لنا كانوا يؤدون واجبهم المهني لكن هذا لم يمنع من ان نتابع رسالتنا التي نعتبرها مقدسة في سبيل الدفاع الاعلامي عن وطننا وابراز جرائم العدو".
المكاري
واعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري في كلمة ان "الجسم الإعلامي في لبنان تصرف بكثير من الإحتراف خلال تغطيته للحرب بالرغم من الإمكانيات الضئيلة التي كانت معهم وبالرغم من الوحشية التي قام بها العدو الإسرائيلي ضد الصحافيين وعلى لبنان بشكل عام".
وقال: "كان يوجد خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان تضامن إعلامي كبير جدا حتى ضمن القوى السياسية المتناحرة، وكنا نراهم دائما إلى جانب بعضهم البعض حتى ان زملاء صحفيين استشهدوا مع بعض واصيبوا مع بعض والتزموا بخط وطني لبناني بعيد عن كل الانقسامات الموجودة، وتحية كبيرة جدا لهم، وكل العزاء والتقدير والاحترام لأهل الشهداء و الجسم الإعلامي، وهذه مهنة تحيط بها المخاطر وخاصة ان الإسرائيلي كان يرصد الصحافيين ويغتال صحافيين ولم يقتل اي صحافي عن طريق الخطأ بل كان متعمدا".
أضاف: "ونحن كوزارة إعلام قمنا بكل ما يجب علينا كوزارة مع الهيئات الاممية والدولية وراسلنا من يجب أن نراسله وخاصة في موضوع المصور عصام عبدالله الذي كان اغتياله جريمة واضحة حيث قمنا بكثير من المراسلات وتوصلنا الى تحقيق شفاف بالتعاون مع وكالتي رويترز و AFP و Amenisty International واستطعنا من خلال ذلك التحقيق إعطاء امكانية لذوي عصام القيام بشكوى في المحافل الدولية على اسرائيل التي قتلت عصام، وتابعنا اغتيال كل الشهداء الذين استشهدوا من محطتي الميادين و المنار، ورويترز على مستوى التحقيق والمراسلات التي يجب أن نقوم بها ضمن صلاحياتنا كوزارة إعلام، وكذلك الدولة اللبنانية قامت بكل ما يلزم في محاولة للوصول إلى "أخذ حق" هؤلاء الصحافيين. ونحن كوزارة إعلام كنا نهتم بسلامة الصحافيين وكنا نتابع شؤون كل إعلامي يتوجه إلى الجبهة، ان كان مع مؤسسته الإعلامية أو الجيش اللبناني أو اليونيفيل أو الصليب الأحمر اللبناني، وكل جهة كانت موجودة في الجنوب كنا على اتصال دائم لتسهيل مهمتهم وحصلنا من اليونسكو على خمسة عشر درعا وخمسة عشر خوذة منهم خمسة لنقابة المصورين وعشرة لموظفي وزارة الإعلام والوكالة الوطنية وسهلنا كوزارة إعلام في الدولة اللبنانية دخول عشرات التجهيزات للحماية للعديد من المؤسسات الإعلامية و الجمعيات. وقمنا بدورات تدريبية في الاسعافات الأولية في وزارة الإعلام بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني لعدد من الإعلاميين" .
وأردف المكاري: "وطبعا لا يغيب عن بالنا أو مهمتنا اختفاء الصحافي سمير كساب، ونحن نتابع بشكل جدي هذه القضية وخاصة بعد التغييرات الميدانية التي حصلت في سوريا. وقد تواصلت بخصوص هذا الموضوع مع رسميين أتراك على مستوى عال جدا وكذلك مع السفير القطري في محاولة لمعرفة اي شيء بخصوص مصيره، ونحن نتابع ذلك ضمن الإمكانيات الموجودة".
وقال: "ومع استمرار اسرائيل بملاحقة الإعلاميين وقتلهم سواء في غزة أو في لبنان ماذا يمكن القيام به وخاصة ان اسرائيل لم ولن تلتزم بأي إتفاقية أو معاهدة دولية تحمي وتفرض حماية الصحافيين، يوميا يستشهد صحافيون في غزة، وإسرائيل قتلت شيرين أبو عاقلة واعترفت ولم يحصل أي شيء وعلى الضمير العالمي أن يتحرك وان يظهر هذا الإجرام. وكما اغتيل صحافيون لبنانيون كذلك اغتيل صحافيون في فلسطين، يجب ان نرفع الصوت، فالصحافي صحافي اينما كان، وإسرائيل بهذه الطريقة تقتل الحقيقة، وللمرة الأولى جرائم اسرائيل أصبحت مكشوفة ومعروفة عالميا وننتظر من الأمم المتحدة أو الجمعيات التي تهتم بسلامة الصحافيين أن تذهب بالأمور أبعد من ذلك. ونحن في لبنان حصلنا على قرار ونداء من مؤسسة FIDC يدين مقتل الصحافيين في لبنان، وهذا إنجاز لدبلوماسيتنا في اليونسكو ترفع لها القبعة".
واعتبر ان "الصحافة في لبنان اثبتت احترافها وان الجسم الإعلامي في لبنان يستطيع العمل في أحلك وأصعب الظروف بالرغم من كل التحديات ووحشية الحرب والامكانيات الضئيلة، ونؤكد ونشدد على بقائهم بنفس الهمة والتألق، ولم ينسوا ان لبنان هو مهد الصحافة ومسؤوليتهم كبيرة لا تقتصر فقط على نقل الخبر اثناء الحرب بل المحافظة على هذا الدرس الصحفي الذي قدموه خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان ونحن نفتخر به وبهم".
حسن
وتحدث الإعلامي هاشم السيد حسن من تلفزيون "المنار" فقال: "من الطبيعي ان تكون التجربة لأي اعلامي خلال الحرب مختلفة عن أي تجربة ميدانية سابقا خاصة أن هذه الحرب كانت مختلفة من حيث الشكل ومن حيث المدة الزمنية، فضلا عن انه ومنذ اليوم الأول تحول الجسم الصحافي بشكل عام إلى هدف للعدو فكيف اذا ما تحدثنا عن المنار الهوية والرسالة. لذلك يمكن الحديث عن تجربة غنية جديدة مرفقة بمهمة صعبة تعنى بإيصال حقيقة الحدث وفعل المقاومة وصوت الناس وتفنيد الرواية الصهيونية وتكذيبها وهذا قائم على الاندفاع وعدم التردد والثبات، ما يعني ملازمة المنطقة الحدودية طيلة السنة والشهرين. وكانت شهادة عدد من الزملاء ومن بينهم الشهيد الصديق والزميل وسام قاسم دافعا اضافيا لنا لاستكمال ما بدأناه في الثامن من اكتوبر ٢٠٢٣ مع بداية جبهة الإسناد من نقل وتغطية اخبار المنطقة الحدودية صمود الناس وبطولات المقاومة وجرائم العدو. هذا مع الإشارة الى ان كل أفراد عائلتي وأولادي كانوا معي حتى تاريخ الرابع والعشرين من شهر ايلول الماضي في بنت جبيل رغم الغارات والقصف". (الوكالة الوطنية)