التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية وإنهاء حلّ الدولتين
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
يظهر أن اتفاق أوسلو كان غطاء مثالياً للكيان الإسرائيلي للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وإنشاء حقائق على الأرض تحت غطاء التسوية السلمية، لكنها عملياً تدمر أسس هذه التسوية، إذ كانت محصلتها مضاعفة التواجد الاستيطاني اليهودي ومصادرة الأراضي بغطاء فلسطيني (السلطة الفلسطينية)، وهو غطاء ممتنع عن المقاومة وملتزم بمنع العمل المقاوم.
حقائق خطيرة على الأرض:
بعد ثلاثين عاماً من أوسلو ما زال الاحتلال يتحكم بشكل كامل بالمنطقة المصنفة "ج" في الضفة الغربية وهي تمثل نحو 60 في المئة من مساحتها، كما يشارك في الإدارة الأمنية لـ22 في المئة أخرى من مساحة الضفة. وبدل أن ينسحب المستوطنون من الضفة لتهيئة الأجواء للتسوية السلمية، فقد ضاعفوا أعدداهم من 280 ألفاً سنة 1993 إلى أكثر من 900 ألف مع بداية هذه السنة. ويقوم الاحتلال باستغلال 76 في المئة من المساحة المصنفة "ج"، في الوقت الذي حوّل السيطرة للمجالس الإقليمية للمستوطنات على 63 في المئة منها، بينما صادر 18 في المئة من مساحة الضفة الغربية لما يسميه الأغراض العسكرية ومواقع التدريب، كما يستغل نحو 85 في المئة من مياه الضفة الغربية.
وفي الوقت نفسه، تسبّب الجدار العنصري العازل بفصل نحو 11 في المئة من مساحة الضفة عن محيطها الفلسطيني، وبإيقاع أضرار بالغة بـ219 تجمعاً فلسطينياً. كما صادر الاحتلال 353 ألف دونم تحت مسمى "محميات طبيعية"، وهي مُرشَّحة في أي لحظة لأن يحولها لأغراض تهويدية استيطانية. وتوسَّع الصهاينة مؤخراً فيما يعرف بالاستيطان الرَّعوي الذي يصادر مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية.
وبحسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء فهناك 471 مستوطنة وبؤرة استيطانية وبؤراً على شكل مواقع صناعية وسياحية.
وتُمزِّق الطُرق الالتفافية الخاصة باليهود الضفة الغربية بما طوله نحو ألف كيلومتر، كما تُقطّعها الحواجز العسكرية الثابتة والمتحركة التي تصل إلى نحو 600 حاجز.
مع هيمنة اليمين الصهيوني وتصاعد التطرف في المجتمع اليهودي خصوصاً في السنوات العشرين الماضية، وقدوم حكومة هي الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان، وتولي الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش وبن غفير ملفات الاستيطان والأمن الداخلي وإدارة الضفة، فقد أصبح العمل أكثر وقاحة وانكشافاً وتسارعاً، وأكثر منهجية وتنظيماً، دون رعاية حتى للديكورات والمحتويات الي كانت تضعها الحكومات السابقة
وتقع القدس في قلب المعاناة والاستهداف، حيث تتمحور حولها برامج التهويد، سواء في استهداف المسجد الأقصى ومقدسات المسلمين والمسيحيين، أم في الأحياء والمستعمرات اليهودية التي تطوقها، وبالجدار الذي يعزلها، أم باستهداف المدينة القديمة، أم بالحفريات، وهدم المنازل وسحب الهويات، وضرب المؤسسات التعليمية..
تصعيد منهجي ينهي حل الدولتين:
ومع هيمنة اليمين الصهيوني وتصاعد التطرف في المجتمع اليهودي خصوصاً في السنوات العشرين الماضية، وقدوم حكومة هي الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان، وتولي الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش وبن غفير ملفات الاستيطان والأمن الداخلي وإدارة الضفة، فقد أصبح العمل أكثر وقاحة وانكشافاً وتسارعاً، وأكثر منهجية وتنظيماً، دون رعاية حتى للديكورات والمحتويات الي كانت تضعها الحكومات السابقة، وأصبح الكلام الرسمي الإسرائيلي لا يحتمل اللبس في انتهاء حلّ الدولتين، وفي تطويع الحكم الذاتي (السلطة) الفلسطيني لخدمة المشروع الصهيوني، بل وتصاعد الخطاب العنصري الذي يدفع باتجاه تجزئة السلطة نفسها في الضفة إلى كانتونات.
ومن جهة أخرى، فقد تزايد إرهاب جيش الاحتلال والمستوطنين ضدّ أهلنا في الضفة الغربية لمحاولة إخضاعهم، ولإيجاد بيئات طاردة تُجبرهم على الهجرة. فبحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" فقد استُشهد من بداية 2023 وحتى شهر آب/ أغسطس 172 فلسطينياً، وأصيب 7,372 فلسطينياً بجراح، كما هدم 780 منزلاً في الضفة. وأشارت أوتشا إلى معدل اعتداءات شهرية للمستوطنين يصل إلى نحو 100 اعتداء شهرياً ضدّ الفلسطينيين في الضفة بحماية الاحتلال منذ بداية هذه السنة، بزيادة 39 في المئة عن المعدل الشهري لسنة 2022. وفي الأشهر السبعة الأولى قتلت قوات الاحتلال 40 طفلاً فلسطينياً في أجواء إرهابية متصاعدة.
أما هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فقد وثّقت في شهر تموز/ يوليو 2023 فقط ما مجموعه 897 اعتداء لجيش الاحتلال والمستوطنين بحق شعبنا في الضفة، بما في ذلك الاعتداءات على المواطنين وتخريب الأراضي وتجريفها، واقتحام القرى واقتلاع الأشجار، والاستيلاء على الممتلكات.
يظهر واضحاً أن أوسلو فقدت معناها وقيمتها، وأن مقولة "حلّ الدولتين" قد أسقطها السلوك الصهيوني على الأرض. ولذلك، يأتي السؤال المنطقي الذي يرفض الإجابات المتهربة والملتبسة، لقيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة الفلسطينية وقيادة فتح: لماذا الإصرار على مسار التسوية السلمية؟ ولماذا الإصرار على التنسيق الأمني؟ ولماذا الإصرار على تسويق وهم حلّ الدولتين تحت سقف أوسلو؟
هذه الوحشية المفرطة والوقحة، اضطرت الولايات المتحدة نفسها لإدانة سلوك المستوطنين أكثر من مرة، ذراً للرماد في العيون أو خوفاً من انفجار الأوضاع. بل إن عدداً من الزعماء الإسرائيليين صاروا يرون في سلوك الحكومة والمستوطنين خطراً على المشروع الصهيوني نفسه، وتهديداً للطريقة "الخبيثة" التي كان يدار فيها الاستيطان، وكشفاً للقناع الزائف، الذي يحاول الكيان أن يسوق نفسه عالمياً من خلاله. فاعتبر بني جانتس وزير الجيش السابق أن أعضاء الحكومة ومن يدعمونهم يُمثلِّون "وصمة عار على جبيننا وخطراً على أمننا"، ورأى زعيم المعارضة لابيد أن "فتية التلال" من المستوطنين يُحوّلون الضفة إلى معركة بين ما أسماه "الإرهاب اليهودي والإرهاب العربي"، مضيفاً أن هذا يُعرّض الاستيطان للخطر، ويُعرّض الجنود الصهاينة أيضاً للخطر، بينما حذر رئيس الشاباك السابق روبين بار من أن "الإرهاب اليهودي" يؤجج ما أسماه "الإرهاب العربي".
على السلطة مواجهة الحقيقة:
في ضوء المعطيات السابقة، يظهر واضحاً أن أوسلو فقدت معناها وقيمتها، وأن مقولة "حلّ الدولتين" قد أسقطها السلوك الصهيوني على الأرض. ولذلك، يأتي السؤال المنطقي الذي يرفض الإجابات المتهربة والملتبسة، لقيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة الفلسطينية وقيادة فتح: لماذا الإصرار على مسار التسوية السلمية؟ ولماذا الإصرار على التنسيق الأمني؟ ولماذا الإصرار على تسويق وهم حلّ الدولتين تحت سقف أوسلو؟
أما الإجابة المنطقية التي يعرفها كلّ فلسطيني وكل عربي ومسلم، وكل أحرار العالم، فهي أن العدو لا يفهم غير لغة المقاومة، وهو ما تؤكده استطلاعات الرأي، وما يؤكده الواقع من تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
فإذا كانت ثمة مراجعة لاتفاقات أوسلو، وثمة رغبة في الوحدة الوطنية، فلتكن على أساس التمسك بالثوابت، وعدم التنازل عن أي من الحقوق، والالتفاف حول برنامج المقاومة.
twitter.com/mohsenmsaleh1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطيني المقاومة الاحتلال المستوطنين فلسطين مستوطنين الاحتلال المقاومة اتفاقية أوسلو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة فی المئة من على الأرض أکثر من
إقرأ أيضاً:
خرائط غوغل تُخلّف تحديات جديدة للفلسطينيين في الضفة الغربية
اشتكى سكان الضفة الغربية لفترة طويلة من عدم توفر البيانات على خرائط غوغل بما في ذلك المعلومات الدقيقة حول مسارات الطرق وتنظيم الشوارع، مما جعله تطبيقا غير موثوق بالنسبة للكثيرين. ومع ذلك، فإن حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول فاقمت هذه المشكلة خاصة مع الأجانب الذين لا يعرفون المنطقة.
تحديات خرائط غوغل بالضفةذكر تقرير من موقع وايرد (Wired) حادثة محامية حقوق الإنسان ديانا بطو التي علقت الشهر الماضي في أزمة مرورية لمدة 9 ساعات وذلك لمحاولتها قطع مسافة أقل من 16 كيلومترا، حيث قامت السلطة الإسرائيلية بإقامة حاجز مؤقت على الطريق مما خلف ازدحاما مروريا في الطريق المؤدي إلى الضفة المتنازع عليها.
وفي الكثير من بلدان العالم يمكن للسائقين تجنب هذه الحواجز أو حتى توقعها عن طريق خرائط غوغل، ولكن على مدى السنوات الماضية كان ذلك غير مجدٍ في الضفة التي يقطنها ملايين الفلسطينيين.
وصرحت المحامية مع 4 أشخاص آخرين قادوا مظاهرات في الضفة أن خرائط غوغل كانت توجههم إلى ازدحامات مرورية أو جدران أو طرق مسدودة أو حتى طرق محظورة قد تودي بهم إلى مواجهات خطيرة مع السلطات الإسرائيلية، وهذا ما دفع الفلسطينيين إلى استخدام وسائل التواصل لجمع المعلومات حول حالة الطرق والازدحام المروري.
إعلانوبعض المشاكل التي أثارها المستخدمون يُعتقد أنها تنبع من ظروف خارجة عن سيطرة غوغل، حيث أصبحت نقاط التفتيش أكثر انتشارا زمن الحرب، وقد تدخلت إسرائيل في قراءات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" (GPS) بالمنطقة، ولكن يعتقد المستخدمون أن شركة غوغل يمكنها أن تفعل شيئا لجعل خرائطها أكثر أمانا وموثوقية بالنسبة للفلسطينيين.
وذكر موقع "وايرد" -نقلا عن 3 عاملين في غوغل- أن عشرات الموظفين حثّوا قادة الشركة على مدار العام الماضي لإجراء تحسينات على تطبيق الخرائط والتي من شأنها أن تفيد الفلسطينيين، ويزعم أحد الموظفين أن المستخدمين في الضفة تخلوا عن خرائط غوغل في تنقلاتهم.
ومن جهتها صرّحت المتحدثة باسم الشركة الأميركية كارولين بوردو بأن الازدحامات المرورية الناجمة عن نقاط التفتيش تؤثر في توجيه غوغل وحساباته في الوقت المقدر للوصول، كما كذّبت الادعاءات التي تتهم هذه الخرائط بالتحيز.
وقالت بوردو في بيان "لقد حدثنا آلاف الطرق وأسماء الشوارع والأماكن والرموز البريدية في الضفة وغزة، ونعمل باستمرار للحصول على بيانات دقيقة تساعدنا في رسم خريطة لهذه الأماكن المعقدة جدا".
ووصفت الضفة بأنها معقدة وصعبة المسح بالنسبة لخرائط غوغل، وذلك بسبب الظروف المتغيرة والبيانات غير الثابتة وغير المعروفة بدقة، وأكدت أن خرائط غوغل تظل محايدة بشأن القضايا الجيوسياسية.
وخلال الشهر الماضي، أطلقت خرائط غوغل تحديثا لمساعدة المستخدمين على البحث في الضفة، كما أضافت حوالي 8 آلاف كيلومتر من الطرق في الضفة وغزة منذ عام 2021.
الفصل العنصري الرقمي بفلسطينبعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، انتشر مصطلح "التمييز العنصري الرقمي" في فلسطين والذي يشير إلى حرمان الفلسطينيين من خدمات شائعة مثل يوتيوب وإنستغرام بالإضافة إلى خرائط غوغل التي كانت مصدر إحباط متصاعد لسنوات.
إعلانوعام 2018 صدر تقرير لمنظمة فلسطينية للحقوق الرقمية تعرف باسم "حملة" (7amleh) أدان الأدوات المستعملة في رسم الخرائط والتي أضرّت بالفلسطينيين بسبب تصاميمها حيث أضفت الشرعية لوجهات نظر الحكومة الإسرائيلية بشأن الأراضي الفلسطينية المتنازع عليها.
وجاء في التقرير "إن خرائط غوغل تمتلك أكبر خدمة لتصوير وتخطيط المسارات العالمية، وبالتالي لها التأثير الأبرز على الرأي العالمي. ولهذا فهي تتحمل مسؤولية الالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية وتقديم خدمة تعكس الواقع الفلسطيني".
ومن الجدير بالذكر أن بعض الدول -مثل الولايات المتحدة والصين والهند- فرضت متطلبات محددة على مرشدي خرائط غوغل، ولكن قضايا الضفة تنحصر في "توجيه التنقل" والتي لم تجذب كثيرا من الاهتمام عبر التاريخ، وهي الآن تشكل مخاوف أمنية للكثير من المستخدمين.
وتدّعي المحامية الفلسطينية -التي تسافر بانتظام إلى الضفة من منزلها في حيفا- أن خرائط غوغل ضللتها عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، وفي إحدى المرات أرشدتها إلى جدار قديم بُني منذ عام 2003.
ومن جانبها قالت ليلى التي تعمل في شركة أميركية عن ُبعد والقاطنة بالضفة "ذات مرة استخدمت خرائط غوغل للوصول إلى مكتب في القدس الشرقية، ولكنها فشلت تماما في إرشادي وجعلتني أسلك طريقا مقطوعا".
سكان الضفة يعانون من مشكلات مع خرائط غوغل التي لا تميز بين الطرق المسموحة للعامة وتلك المخصصة للإسرائيليين فقط (رويترز) خرائط غوغل تفصل طرق الإسرائيليين عن الفلسطينيينحتى قبل الحرب، عانى سكان الضفة من مشكلات مع خرائط غوغل والتي لا تميز بين الطرق المسموحة للعامة وتلك المخصصة للإسرائيليين فقط، كتلك التي تؤدي إلى المستوطنات التي لا يفترض على الفلسطينيين عبورها.
وبحسب تجربة المحامية بإحدى زياراتها من حيفا إلى رام الله، كانت خرائط غوغل توجهها إلى بوابة مغلقة حيث تفاجأت بالجنود الإسرائيليين يقتربون من سيارتها وأسلحتهم موجهة نحوها، وأوضحت أن غوغل تحصر تحسيناتها على طرق الإسرائيليين وهذا ما يُشكل خطرا على الفلسطينيين بشكل عام. وتقول إنها عندما تسلك طريقا خاطئا وتمر على الجنود الإسرائيليين فإنها تتحدث الإنجليزية على أمل أن تمر كأجنبية ضائعة، ولكن الفلسطينيين الآخرين سيحاولون التراجع بأسرع ما يمكن.
إعلانوبالمقابل تدّعي المتحدثة باسم غوغل أن شركتها لا تميز بين طرق الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن ذلك سيتطلب معرفة بالمعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدمين مثل جنسيتهم.
وفي بعض الحالات ترفض خرائط غوغل تقديم اتجاهات في مدن الضفة مثل الخليل ورام الله، وتعرض رسالة تقول "تعذر حساب اتجاهات القيادة". وبهذا الصدد يقول أحد موظفي غوغل "يرجع ذلك لأن الشركة لم تستثمر في تمكين الاتجاهات بين المناطق الإدارية الثلاث بالضفة، حيث إن اثنين منها يخضعان لسيطرة السلطات الإسرائيلية".
الحلول البديلةبسبب كثرة مشاكل خرائط غوغل، بحث الفلسطينيون عن حلول بديلة وقد كان أمامهم بعض الخيارات رغم أنها محدودة، فمثلا تطبيق الخرائط من آبل أكثر فائدة في مدن الضفة ولكنه محصور لمستخدمي هواتف آيفون وهي نادرة نسبيا في فلسطين. وبالمقابل يُعد تطبيق "ويز" (Waze) المملوك لغوغل خيارا آخر ولكن الفلسطينيين لا يحبذونه لأنه تأسس في إسرائيل.
وقد لجأ العديد من الفلسطينيين إلى قنوات تليغرام ومجموعات واتساب وصفحات فيسبوك بالإضافة لتطبيق يدعى "أزمة" (Azmeh) لمشاركة المشاكل المرورية ومواقع نقاط التفتيش الجديدة، ويمكن استخدام هذه المعلومات لرسم الطريق يدويا ولكن طبيعة الضفة المليئة بالأحداث غير المتوقعة والمفاجآت تجعلها غير مجدية لمعرفة حال الطرق في الوقت الفعلي.
وهذه الحلول لا تزال تفشل، ففي سبتمبر/أيلول العام الماضي اضطرت المحامية ليلى لقضاء 30 دقيقة على الهاتف مع شخص يعرف المنطقة جيدا، وذلك لمساعدتها في العثور على منزل صديق في مدينة أريحا بالضفة. وبالمقابل قالت موظفة فلسطينية بإسرائيل أن رحلة في الضفة تستغرق ساعة واحدة أخذت منها ما يقارب 5 ساعات لأن نقطة التفتيش أغلقت قبل موعدها المحدد ولم توفر خرائط غوغل أي مؤشر على ذلك.
وبالنظر إلى المستقبل، قد تؤدي هذه المشاكل في خرائط غوغل إلى تأثيرات اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد، فقد تزدهر المبادرات التكنولوجية المحلية نتيجة الحاجة لمعالجة هذه التحديات مما قد يقلل من وجود هيمنة غوغل بالضفة. علاوة على ذلك، قد يدفع السيناريو الجيوسياسي المستمر لمزيد من التدقيق الدولي الصارم حول كيفية إدارة شركات التكنولوجيا لعملياتها بمناطق النزاع.
إعلان