عين ليبيا:
2025-03-26@11:02:57 GMT

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

قوم عاد هم قوم من العرب، سكنوا في منطقة الأحقاف في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة تقع بين عُمان واليمن.

كان قوم عاد أقوياء وأصحاب قوة بدنية وحضارة متطورة، وكانوا يبنون القصور والمصانع العظيمة، ويزرعون الأراضي، ويمتلكون الأنهار والينابيع.

لكنهم كانوا قومًا ظالمين وتجبروا وطغوا وكفروا بالله تعالى، وعبدوا الأصنام بدلًا منه.

أرسل الله تعالى إلى قوم عاد نبيًا منهم اسمه هود، لكي يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الأصنام.

لكن قوم عاد كذبوا هودًا، ورفضوا دعوته، وسخروا منه.

فغضب الله تعالى من قوم عاد، وعذبهم بعاصفة قوية شديدة البرودة، استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام، فأهلكتهم جميعًا، ولم ينج منهم أحد.

وردت قصة قوم عاد في القرآن الكريم في سورة الأحقاف، قال الله تعالى:

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنَّكُمْ إِنْ تَتَوَلَّوْا لَأَمَسَّكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

وفي سورة الفجر، قال الله تعالى:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}

وفي سورة الحاقّة، قال الله تعالى:

{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ (6) عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ}

أي: أرسل الله-تبارك وتعالى- على هؤلاء المجرمين الرّيح التي لا يمكنها التخلف عن أمره، فبقيت تستأصل شأفتهم، وتخمد أنفاسهم، سَبْعَ لَيالٍ وَثمانية أيّامٍ متتابعة ومتوالية حتى قطعت دابرهم، ودمّرتهم تدميراً.

العظة من قصّة قوم عاد:-

أن الله تعالى لا يُضيع حقّ أحد، وأن من ظلم نفسه وطغى وتجبّر وكفَر بالله تعالى، فسوف يُعاقب عقابًا شديدًا. أن الإيمان بالله تعالى هو أعظم نعمة يمكن أن ينعم بها الإنسان، وأن من أراد النجاة من عذاب الله تعالى، فعليه أن يؤمن به تعالى وحده، ويتبع رسله. أن الكفر بالله تعالى هو طريق الهلاك، وأن من سار على طريق الكفر، فسوف يُهلك في الدنيا والآخرة. أن الصبر على الدعوة إلى الله تعالى هو من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وأن من صبر على دعوته، فسوف ينصره الله تعالى.

والله تعالى أعلم.

آخر تحديث: 29 سبتمبر 2023 - 12:01

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: القرآن الكريم عبرة عظة قصص القرآن الكريم بالله تعالى الله تعالى وأن من

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يُحذَّر من التفسير الماديِّ للقُرب الإلهي

أكَّد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن اسم "المجيب" من أسماء الله الحسنى التي تُستخلص من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، موضحًا أن القُرب الإلهيّ المُشار إليه في الآيات المرتبطة بهذا الاسم لا يُفهم بالمعنى الماديّ أو المكاني، بل هو قُربٌ بالعلم والإدراك والسُّلطان.  

شيخ الأزهر: العلماء اتفقوا على أنه لا ترادف في أسماء الله الحسنىهل الحفيظ من أسماء الله الحسنى؟ شيخ الأزهر يجيب

جاء ذلك خلال الحلقة الثالثة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر القنوات الرسمية للأزهر، حيث استند شيخ الأزهر، إلى آيات قرآنية منها قول الله تعالى في سورة هود على لسان النبي صالح عليه السلام: ﴿إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾، وقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾، مؤكدًا أن صيغة "أُجِيب" و"يُجِيب" تُفيد بالضرورة اشتقاق اسم "المجيب"، كما أن إجماع الأمة على ذكره في الأدعية يؤكد ثبوت الاسم. 

وحول سؤال المذيع عن معنى "القُرب" في الآية الكريمة، أوضح شيخ الأزهر أن الله تعالى منزَّه عن القُرب الماديّ أو المكاني، قائلًا: "القُرب لا يمكن أن يكون مكانيًّا؛ فالله خالق الزمان والمكان، ولا يحتاج إليهما"، مشيرًا إلى أن وصف الله بالقُرب يُقصد به إحاطة علمه بخلقه، وقدرته على استجابة الدعاء، وسمعه لنداء المضطرين، ورؤيته لخضوع العباد.  

واستدل شيخ الأزهر، بقوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، مؤكدًا أن هذا القُرب "ليس حسِّيًا، بل هو قُرب علمٍ وإدراكٍ وسلطان"، مضيفًا أن الآية الكريمة ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ تمنع أي تشبيه لذات الله أو صفاته بخلقه، وأن المعية الإلهية التي وردت في القرآن تُفهم بمعنى العلم والحفظ، لا بالذات أو المكان.  

وحذَّر الإمام الأكبر من الخوض في المتشابهات دون الرجوع إلى القواعد العقدية، مؤكدًا أن صفات الله تُؤخذ كما وردت مع التنزيه عن التمثيل، وقال: "القُرب الإلهيّ معنويٌّ لا يحتاج إلى وسائط مادية؛ فالله تعالى يسمع دعاء الداعي ويعلم حاله قبل أن يطلب، وهذا غاية القرب".

مقالات مشابهة

  • ليلة القدر خير من ألف شهر
  • فضل قراءة سورة النور يوميًا
  • ما دلالات تسميات سور وآيات القرآن الكريم؟
  • تكبيرات عيد الفطر 2025 وعدد ركعات صلاة العيد
  • كيفية أداء صلاة عيد الفطر 2025؟.. عدد الركعات والتكبيرات
  • عبادة بسيطة وأجرها كبير وعظيم في العشر الأواخر من رمضان
  • أمور عجيبة تحدث بمنزلك عند قراءة هذه السورة في العشر الأواخر
  • ‏ (مَا رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ)
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: حسن الظن بالله من أعظم العبادات القلبية
  • شيخ الأزهر يُحذَّر من التفسير الماديِّ للقُرب الإلهي