الكتاب: الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول
الكاتب: د.عبد الله علي صبري
الناشر: اتحاد الكتاب العرب بدمشق، الطبعة الأولى سبتمبر 2023،(199 صفحة من الحجم المتوسط).


في مقابل الإسلام عدواً، الإسلام إرهابياً، وغير ذلك من المصطلحات الضاجة بالكراهية للإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية تبرز أصوات معتدلة تندد بالتطرف والعنصرية تجاه الآخر، وتدعو إلى الشراكة والتكامل بعيداً عن الصراع والهيمنة.

من هذا المنطلق تأتي أهمية كتاب "الإسلام شريكاً" للمستشرق الألماني فريتش شتيبات الذي كان من أوائل من انتبهوا إلى خطورة الكذبة الكبيرة التي راجت في الغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، وقدمت الاسلام - بعد تفككك الاتحاد السوفييتي ـ العقبة الكبرى أمام السلام العالمي، والخطر الأكبر الذي يهدد ما يسمى بالعالم الحر.

وعلى عكس الفكر الإسلامي المتطرف الذي غذى التطرف الغربي تجاه الإسلام والمسلمين، وعلى عكس الرؤى الاستشراقية المتعالية تجاه الآخر، نجد أنفسنا أمام باحث موضوعي ومتعمق في فكر المسلمين وتاريخهم وتدينهم، يتفهم نشوء الأصولية الإسلامية لكن لا يتعامل معها من زاوية نظر أحادية تجاه ما يعتمل في واقع المسلمين. وحسب تقديم مترجم الكتاب إلى العربية الدكتور عبدالغفار مكاوي، فإن فريتش شتيبات، يعد نموذجاً رفيعاً للعالم والباحث في العلوم الإنسانية والتاريخ العربي والإسلامي بوجه الخصوص، فهو يجمع بين النظر والعمل، ويؤلف بين العقلانية الدقيقة والتعاطف الدافئ والإنصاف الحكيم.

لاحظ شتيبات مبكراً أن الغرب بات يتعامل مع الإسلام باعتباره "خطراً يهدد العالم الحر" و"مصدر الإزعاج الباقي للسلام على الأرض"، وكغيره ممن رصد هذه الظاهرة التي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار النظم الشيوعية في أوروبا الشرقية، يعزو المؤلف الموقف إلى مناقشات فكرية تصدرها كتاب "صدام الحضارات " للمؤلف الأمريكي صمويل هينتغنتون، والذي جزم أن المصدر الرئيس للصراع في هذا العالم الجديد لن يكون في المقام الأول أيديولوجيا ولا اقتصادياً، وأن التقسيمات الكبرى بين أبناء البشر وكذلك المصادر الأساسية للصراع ستكون كلها حضارية.

ولأن الصراع يعني الحرب، فإن خطوط الحدود الخاطئة التي تفصل بين الحضارات ستكون هي خطوط المعارك في المستقبل"، حسب هينتغنتون. إلا أن شتيبات يرفض ويحذر من خطورة هذا الطرح، حين ينبه إلى ردة الفعل المتوقعة من المسلمين حين يرون الغرب وقد سلّم بأن الإسلام هو العدو الطبيعي، فذلك على التحديد "هو الذي يمكن أن يدفع المسلمين كافة ـ بصرف النظر عن الاختلافات القائمة بينهم في المشاعر والمصالح ـ إلى اتخاذ موقف عدائي موحد ضد الغرب".

اليوم وقد بات اليمين المتطرف يتهدد الغرب وينذر انتشاره بتداعيات خطيرة على مستوى السلام والتعايش داخل أمريكا وأوروبا والمجتمعات الغربية نفسها، وقبل أن يلج العالم موجة ثانية من الصراع، قد تكون الصين مسرحا له هذه المرة، كما توقع هينتغنتون للأسف، يتعين أن نقف أمام الخلاصات العميقة التي توصل إليها شتيبات وهو يفند مقولة صراع الأديان والحضارات.كان الغرب بحاجة إلى عدو، وكانت واشنطن مندفعة وهي منتشية بالتربع منفردة على قمة النظام العالمي الجديد"، وكانت مقولات هينتغنتون وأمثاله الوقود الذي حرك التطرف والتطرف المضاد، وربما كان شتيبات يتأمل ويتابع مجريات الأحداث مدهوشاً، وهو يرى اندفاعة أمريكا نحو العالم الإسلامي فاحتلت أفغانستان ثم العراق وهددت وأرهبت العالم مستغلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001م أسوأ استغلال.

لكن على عكس ما توقع شتيبات، فإن العالم الإسلامي لم يتوحد في مواجهة الإرهاب الأمريكي والأفكار اليمينية المتطرفة، بل انقسم العالم الإسلامي أنظمة وشعوباً وتيارات، وباتوا يتصرفون من موقع البحث عن مخرج طوارئ قبل أن يقتلعهم الطوفان.

واليوم وقد بات اليمين المتطرف يتهدد الغرب وينذر انتشاره بتداعيات خطيرة على مستوى السلام والتعايش داخل أمريكا وأوروبا والمجتمعات الغربية نفسها، وقبل أن يلج العالم موجة ثانية من الصراع، قد تكون الصين مسرحا له هذه المرة، كما توقع هينتغنتون للأسف، يتعين أن نقف أمام الخلاصات العميقة التي توصل إليها شتيبات وهو يفند مقولة صراع الأديان والحضارات.

ـ لا المسيحية ولا الإسلام، بحكم طبيعتهما وماهيتهما مع الحرب، ونحن نعلم من التاريخ أن كليهما قد استغل في بعض العهود لتسويغ الحرب وتعبئة جماهير المؤمنين بهما للقتال.

ـ إن هينتغنتون يبني آراءه ـ بقصد أو بغير قصد ـ على افتراض مؤداه أن الأديان تواجه بعضها بطريقة لا بد أن تؤدي بالضرورة إلى كل أنواع الصراع بما في ذلك الصراعات العنيفة. وأنا في الحقيقة أرفض هذا الافتراض رفضاً تاماً، صحيح أن الأديان يمكن أن تقود إلى الصراع، ولكن حدوث هذا ليس أمراً حتمياً.

ـ من الواضح أن الأديان يختلف بعضها عن بعض من وجوه كثيرة، لكن لو أمعنا النظر لوجدنا أنها تتحد في عدد من السمات المشتركة ذات الأهمية البالغة، وبالذات الشرائع الإبراهيمية الثلاثة، وهي اليهودية والمسيحية والإسلام.

حرية المعتقد في الإسلام.. مرافعة ختامية

الأصل أن الإسلام جاء كمنهاج حياة للبشرية جمعاء، شرط أن يؤمنوا به عن طواعية واقتناع. ولم يفرض الله القتال على المسلمين إلا في إطار الدفاع عن الدين والوطن وما حدث في الفتوحات الإسلامية، التي بفضلها انتشر الإسلام في كثير من بقاع العالم، حتى إن المتطرفين من الدعاة إلى الإسلام اليوم، لا يرون سبيلا لهداية الناس ونشر الإسلام إلا عبر القوة والقتال فمسألة تاريخية تحتاج إلى قراءة موضوعية لسنا بصددها الآن.

لكن حتى في إطار المجتمع المسلم أو ما يسمونه بدار الإسلام فقد توسع فقهاء التكفير، فرفضوا بعض صور التدين الإسلامي وزعموا أن رؤية معينة للإسلام هي التي يجب أن تسود، ومن شذ عنها فقد شذ إلى الكفر والنار. ومع أن كثير من القضايا والمسائل الدينية المختلف فيها تتطلب إعمال الحوار والتفكير العقلاني، إلا أن فقهاء السلطة في الماضي كما في الحاضر أوصدوا الأبواب، واتهموا كل من يخالفهم بالكفر والردة وحكموا عليهم بالقتل مع الاستتابة أو من دونها.

تحت هذا الرهاب بات الفقه الإسلامي لدى مختلف المذاهب مكروراً، ونادراً ما وجدنا من يأتي بالجديد، ويتحدى سدنة النصوص وسلاطين الجور والاستبداد والأسوأ أن الفقه الإسلامي يبدو جامداً أمام متغيرات العصر، ما يجعل الإسلام نفسه محل الاتهام بالنكوص والتخلف، وإن وجد من يتفهم ضرورة التفريق بين حقيقة الإسلام وحال المسلمين، فإن الانحراف الخطير الذي أفضى إلى ارتباط الإرهاب عالمياً بالجماعات الإسلامية المتشددة، يضع الأمة الإسلامية أمام مسؤولية جسيمة، توجب إعادة النظر في الفكر الذي أدى ويؤدي إلى ظهور هذه الجماعات التي تستدل على شذوذها وانحرافها بنصوص محنطة في تراثنا الإسلامي للأسف الشديد.

ولا أبالغ إن قلت إن مفهوم الردة في الفقه الإسلامي كان وسيبقى حجر عثرة أمام الاجتهاد والتجديد، وما لم نفقه حقيقة "لا إكراه في الدين" بمفهومها الشامل والعميق، فإن مسيرة الجمود والتخلف ستطول إلى ما شاء الله..

قيل الكثير عن حديث من بدل دينه فاقتلوه"، فبالإضافة إلى كونه السند الذي يتكئ عليه الفقه التقليدي في مسألة وجوب " قتل المرتد "، فقد فسره عدد من المفكرين المعاصرين على نحو يتسق مع الحرية الدينية التي كانت وما زالت جلية في آيات القرآن الكريم. لكن بدل الانفتاح على الفهم الجديد، يتجه الفقهاء المتعصبون إلى اتهام القائلين بالحرية الدينية إلى إنكار" السنة النبوية"، علما أنهم لا يقتصرون عليها كمصدر للتشريع بل يضيف بعضهم ضرورة الاحتكام أيضاً إلى سنة الخلفاء الراشدين" والاقتداء بالصحابة والأئمة المعصومين من آل البيت.

إن مفهوم الردة في الفقه الإسلامي كان وسيبقى حجر عثرة أمام الاجتهاد والتجديد، وما لم نفقه حقيقة "لا إكراه في الدين" بمفهومها الشامل والعميق، فإن مسيرة الجمود والتخلف ستطول إلى ما شاء الله..ولست هنا بصدد النقاش حول حجية السنة النبوية، وما يرتبط بها من جدل لا يتوقف، بيد أن موضوع الردة لا يمكن تحريره إلا إذا اقتنعنا أن مرجعية القرآن هي الأصل والأساس، وإذا وجدت مرجعية أخرى، فلا يصح اعتمادها إذا كانت متناقضة مع التوجيه القرآني.

وتعزيزاً لهذا المبدأ جاء في الحديث النبوي ما معناه: مَا أَتَاكُم مـن حديثي فأقرءوا كتاب الله واعتبروه، فَمَا وَافق كتاب الله فَأَنا قلته، وَمَا لم يُوَافق كتاب الله فلم أَقَله (4). والحال كذلك فلا بد من الإشارة ابتداء إلى الآيات القرآنية التي صدحت بحرية العقيدة، ولم ترتب على "الردة" عقوبة دنيوية.. ومن هذه الآيات:

ـ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 256).

ـ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولُئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَاهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة: 217).

ـ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ هُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (النساء: 137).

ـ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (الكهف: 29)

ـ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُوا مَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُم وإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (التوبة: 74).

وحتى لا يظن أحد أننا نرد حديثاً نبوياً صحيحاً، أو تنكر السنة وحجيتها، فإن الاستدلال الآنف بالآيات القرآنية، لا يتعارض ابتداء مع الحديث النبوي أعلاه الذي يمنح القرآن الكريم المكانة الأولى في التشريع، ثم إن ثمة قراءات معاصرة لحديث من بدل دينه فاقتلوه"، مغايرة لما جاء في الفقه التقليدي، مما يستوجب على كل ذي لب أن يفهمها ويتعامل مع مسألة الردة في ضوئها.

فهذا الحديث يندرج في إطار الأحاديث الأحادية، وقد استبعده مسلم في صحيحه نظراً لأن طائفة من العلماء طعنت في راوي الحديث، لأنه كان يرى رأي الخوارج ويقبل جوائز الأمراء). وهناك من ذهب إلى أن لهذا الحديث مناسبة التبس بها رأي الفقهاء، فاستغلها الحكام ليُشعروا العامة بأنهم محافظون على كتاب الله وسنة رسوله، فقد التبس عليهم حالة مسلم ارتد أثناء المعركة وانضم إلى الكفار مقاتلاً معهم، فلما تحير المسلمون من موقفه أمر الرسول بقتله، شأنه شأن أي عدو محارب.

ومما يؤكد على موقف الإسلام المتسامح تجاه من يرتد عن دينه ما لم يخرج على المسلمين مقاتلاً، أن صلح الحديبية المشهور تاريخياً، تضمن شرطاً مجحفاً في ظاهره لصالح قريش حيث جاء فيه، إذا ارتد أحد من المسلمين عن دينه وعاد إلى قريش فليس عليهم إرجاعه إلى المسلمين، وأنه إذا جاء أحد من قريش مسلما أرجعه إليهم. وما كان للنبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أن يقبل بمثل هذا الشرط لـولا معرفته أن المسلمين قد اختاروا دينهم الجديد عن حرية واقتناع، وأن لا حاجة لهم ولا للإسلام لمن وجد نفسه راغبا في العودة إلى وطنه ودينه السابق.

إقرأ أيضا: القاعدة وأمريكا والحرب على الإرهاب في لعبة المجابهات الدولية.. كتاب جديد

إقرأ أيضا: الحرب الأمريكية الجديدة في آسيا الوسطى وقضية النفط.. قراءة في كتاب

إقرأ أيضا: الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه؟ قراءة في كتاب


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب المسلمون كتاب مسلمون خطاب مفاهيم كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار تغطيات سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفقه الإسلامی کتاب الله

إقرأ أيضاً:

خطاب قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”: استمعوا إليه بدلًا من الردح والشتائم

بدلًا من قراءة تعليقات المأجورين أمثال جاسوس أمريكا السابق المحال إلى الارتزاق الرخيص كاميرون هدسون، أو الاستماع إلى مشتت الأفكار وصاحب الالتزامات الصرفة الانصرافية، استمعوا إلى كلام الفريق أول خلا حميدتي، راعي الإبل.
الرعي كمدرسة قيادة
ولم لا؟ النبي محمد ﷺ كان يحلب غنمه! وأغلب أصحابه كانوا رعاة إبل أو غنم. ومن لا يستطيع تصور ذلك، فليجلس جلسة هادئة مع المثقف المتعلم، السياسي البارع، راعي الإبل الرشايدي، الدكتور المبروك سليم المبروك. ذكاء، سلطة، وبعد نظر، وهو كما تقول حبوباتنا النوبيات: "شوف، صدق وأمن يا مومن!"
كان العديد من صحابة الرسول محمد ﷺ يعملون في رعي الأغنام قبل الإسلام، وهي مهنة كانت شائعة في الجزيرة العربية آنذاك. ومن أشهر الصحابة الذين كانوا رعاة:
1. النبي محمد ﷺ نفسه – قال في الحديث الصحيح: "ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم"، فقال الصحابة: وأنت يا رسول الله؟ قال: "نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" (رواه البخاري).
2. أبو بكر الصديق – كان يرعى الغنم في مكة.
3. عمر بن الخطاب – ذكر أنه كان يرعى الغنم لأهله في صغره.
4. عبد الله بن مسعود – كان راعيًا قبل إسلامه، واشتهر بأنه كان يرعى غنم عقبة بن أبي معيط، وكان ذلك سببًا في أول لقاء له مع النبي ﷺ عندما طلب منه أن يقرأ عليه القرآن.
5. سعد بن أبي وقاص – كان يعمل في الرعي قبل أن يدخل الإسلام.
6. بلال بن رباح – كان من العبيد في مكة وعمل في رعي الأغنام قبل أن يحرره أبو بكر الصديق.
لماذا اختار الله الأنبياء والصحابة من الرعاة؟
• تعلم الصبر، التواضع، والرحمة، وهي صفات أساسية في القادة العظماء.
• تساعد في تطوير مهارات القيادة، حيث يحتاج الراعي إلى الحكمة في توجيه القطيع، وهذا شبيه بقيادة الأمة.
• يُربي الإنسان على التأمل والتفكر، حيث يقضي الرعاة وقتًا طويلًا في الطبيعة بعيدًا عن ضوضاء الحياة.
• هذه المهنة كانت مدرسة لتأهيل القادة العظام، ولذلك عمل بها العديد من الصحابة قبل الإسلام
مضمون خطاب القائد "حميدتي"
هنّأ قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" الشعب السوداني بتوقيع الميثاق التأسيسي والدستور للمرحلة الانتقالية، الذي تضمن المسكوت عنه منذ استقلال السودان:

• تحقيق المساواة بين جميع المواطنين السودانيين.
• إلغاء الفجوات الطبقية داخل الجيش السوداني.
• تأكيده على خداع الإسلاميين للشعب السوداني عبر قضايا "العلمانية والشريعة".
• الدعوة إلى وحدة السودان وتحرير شماله وشرقه ووسطه من الهيمنة العنصرية.
الإشادة بالتجربة الديمقراطية في كينيا
أشاد حميدتي بالتجربة الديمقراطية في كينيا ومدح مواقف الرئيس وليم روتو،
أنا كخبير يعرف كينيا جيدًا منذ عام 1983، أعرف تمامًا ما يعنيه راعي البهم والناس.
• أعرف أن أغلب إن لم يكن كل أطفال كينيا يذهبون إلى المدارس.
• أعرف أن أغلب الكينيين يسكنون الريف ويشتغلون بالزراعة والرعي.
• أعرف أن أغلبهم يمتلكون بيوتًا مسقوفة تصلها الكهرباء.
• أعرف أن العلاج ليس مجانيًا تمامًا لكل الكينيين، لكنه متاح من خلال المستشفيات الحكومية والتأمين الصحي. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات مثل نقص الموارد الطبية والتكاليف المرتفعة في القطاع الخاص.
الإسلاميون وخداع الشعب بقضايا "العلمانية والشريعة"
أكد حميدتي أن قضايا العلمانية والشريعة استُخدمت بخداع من قبل النظام القديم لتقسيم البلاد، وكانت سببًا في انفصال جنوب السودان. وتساءل:
"من المؤهل لتطبيق الشريعة؟ وهل الشريعة هي القتل والذبح والتطهير العرقي الذي يمارسه الدواعش اليوم في السودان؟”
تحليل مسألة الحكم في الإسلام
 تجارب الحكم في الإسلام منذ وفاة الرسول ﷺ أثبتت أن كيفية اختيار الحاكم أو الخليفة تختلف من خليفة راشد لآخر (أبو بكر، عمر، عثمان، وعلي). ثم يتجلى الاختلاف في الحكم بما حدث طوال تاريخ الدولة الأموية، والعباسية، والفاطمية، والخوارج، والدولة العثمانية كآخر نموذج من نماذج الاختلاف في الحكم. أما نمط الشورى في الإسلام فتراوح بين ملزمة ("وأمرهم شورى بينهم") ومعلمة ("وشاورهم في الأمر").
دولة السلام والوحدة ( تأسيس ) ستحرّر شمال وشرق ووسط  السودان
أكد أن أهالي الشمال والشرق والوسط مغلوبون على أمرهم، ويتعرّضون للتهديد بالقتل ومصادرة ممتلكاتهم من الشركات ومناجم الذهب على يد "القتلة المجرمين".
رسالة رمضان
هنّأ حميدتي المسلمين بحلول شهر رمضان المعظّم، مشيرًا إلى أن الحرب أكملت عامها الثاني. وقال إن ذكرى تأسيس قوات الدعم السريع تتزامن مع ذكرى بدر الكبرى، متهمًا فلول الحركة الإسلامية بتبني شعارات دينية في حين لا علاقة لهم بصحيح الدين – بحسب وصفه.
وتوعّد قائلًا: "بدر الكبرى ستكون عليهم حسرةً وندامة!"
________________________________________
تحليل توجهات حميدتي في ضوء خلفيته ومواقفه السياسية الأخيرة
هذا التحليل يهدف إلى فهم خطاب ومواقف حميدتي في سياق أوسع لمحاولة استقراء نواياه السياسية بناءً على المعطيات الحالية.
١. الخلفية الرعوية وتأثيرها على شخصيته
• تجربة إدارة قطيع وتنقله بين المراعي عززت لديه القدرة على التحمل، الصبر، وإدارة الأزمات.
• البيئة القبلية التي نشأ فيها ربما رسخت عنده نهجًا براغماتيًا في التعامل مع القوة والتفاوض.
٢. التوجه الصوفي التبجاني وتأثيره على رؤيته السياسية
• الصوفية في السودان تتبنى روح الوسطية وتقبل التعددية.
• لم يتبنّ خطابًا دينيًا متشددًا.
٣. الاعتراف بالأخطاء وقبول الاتفاق الإطاري
• إقراره بأخطاء الماضي وتبنيه البراغماتية السياسية
٤. دعمه للحكم المدني وعدم تبنيه خطابًا دينيًا متشددًا
• لم يستخدم شعارات إسلاموية مثل قادة آخرين في السودان.
• يركز على قبول التنوع، وهو ما قد يكون توجهًا سياسيًا لا عقائديًا.
• يميل إلى خطاب علماني وظيفي لاستقطاب الدعم المحلي والدولي.
5. هل يمكن أن يكون حميدتي داعمًا فعليًا لحكم مدني ديمقراطي؟
• مواقفه الأخيرة تشير إلى أنه يفضل التكيف مع الظروف السياسية بدلًا من المواجهة المستمرة..
الخلاصة
 قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي “ بناءً على خلفيته كراعي ابل ومسلم صوفي تبجاني، قد يكون أقرب إلى البراغماتية السياسية منه إلى العقائدية الدينية أو الأيديولوجية. علمانيته قد تكون وظيفية وليست عقيدة فكرية

نواصل

د احمد التيجاني سيد احمد
١٧ مارس ٢٠٢٥. نيروبي كينيا

============
المصادر
١. النبي محمد ﷺ ورعي الغنم
•الحديث النبوي:قال النبي ﷺ: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم”، فقالوا: وأنت؟ فقال: “نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة” (رواه البخاري).
•المصادر التاريخية والسير النبوية:
-ابن هشام، “السيرة النبوية” – يتحدث عن نشأة النبي ﷺ في مكة ورعيه للغنم قبل البعثة.
-ابن كثير، “البداية والنهاية” – يذكر تفاصيل حياة النبي ﷺ قبل النبوة.
-القاضي عياض، “الشفا بتعريف حقوق المصطفى” – يتناول صفات النبي ﷺ وسيرته.

٢. الصحابة الذين كانوا رعاة
-ابن سعد، “الطبقات الكبرى” – يذكر سير الصحابة وتفاصيل حياتهم قبل الإسلام.
-الذهبي، “سير أعلام النبلاء” – يسرد سير الصحابة والخلفاء الراشدين.

٣. القادة العالميون الذين كانوا رعاة
نيلسون مانديلا (1918-2013)
•نشأ في قرية مفيزو في جنوب إفريقيا وكان يرعى الماشية في صغره.•هذه التجربة علمته الصبر والانضباط وأثرت في شخصيته القيادية.المصادر :كتبه ومذكراته:
٤. العلاقة بين الرعي والقيادة
•الرعي يعزز الصبر، المسؤولية، التفكير الاستراتيجي، والقدرة على حل المشكلات، وهي صفات أساسية للقادة العظام.
•النبي محمد ﷺ، الصحابة، ونيلسون مانديلا كلهم بدأوا حياتهم في مهن بسيطة قبل أن يصبحوا قادة عظماء.
٥.“القيادة النبوية” – د. محمد عواد – يناقش كيف شكلت حياة النبي ﷺ تجربته القيادية.
٦.“العظماء مزارعون ورعاة” – جيم كولينز – يوضح كيف أن العديد من القادة البارزين بدأوا حياتهم في أعمال زراعية أو الرعي.
٧.“Leadership and Destiny” – John Maxwell – يتناول تأثير الطفولة على القيادة المستقبلية، بما في ذلك قصة مانديلا.

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
 

مقالات مشابهة

  • قراءة في خطاب السيد عبدالملك وخيارات مواجهة العدوان الأمريكي
  • محمد بن راشد: طيّب الله ثرى زايد الذي ما زال خير بلاده نهراً جارياً يرتوي منه الملايين حول العالم
  • تفكيك الحداثة وإعادة إنتاج «الجاهلية».. قراءة نقدية في خطاب «داعش»
  • قراءة في كتاب: “الطريق التجاري من حَجر اليمامة إلى البصرة”
  • المفتي: القتال في سبيل الله لا يكون إلا دفاعًا عن النفس.. فيديو
  • مفتي الجمهورية: القتال في سبيل الله لا يكون إلا دفاعًا عن النفس
  • في اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا
  • اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا
  • خطاب قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”: استمعوا إليه بدلًا من الردح والشتائم
  • ‏قراءة في خطاب “حميدتي”