وداد الإسطنبولي
وجدت نفسي في لحظة هكذا صعودا وبدون سابق إنذار أسير بين السطور؛ أحاول أن أمشي بِرويّة كي لا أتعثر أو تقع قدمي على شيء قد يثير هذا النسيج الأبجدي، وكنت أخطو بحرص حتى لا أزعج حروفا تساكنت مع بعضها.
وكنت أنحرف مرة إلى اليمين قليلا ومرة أخرى إلى اليسار . ثم أقف متأملة هذه الرقعة المحكمة حياكة ونسجا، وكأني في لعبة "جيم game" لا أستطيع فيها المضي قدما إلا بعد توقف.
فهناك حين كنت أطير وأهرول وأمشي، كانت حروف تستأثر وجودها، فعندما تلامسهاأطراف قدماي ... تختفي؛ كأن الغيب مكانها مستنير، فمنها ما يلمع ،ومنها مايستنطق فكل شيء في هذه البقعة أصبح متاحا، وأنا كالفُقاعة أخاف الانفجار.
كنت أستجيب وأستكين للحن الخلود بين طياتها، فلربما أرى شيئا جديدا أرتقي به بين هذه الأحرف فأتعلم إتقان الحديث، ألسنا أدباء؟! وهو الفن الخاص بالشعور والذوق والجمال والفلسفة في كل جنس قصة وشعر ومسرح ورواية، فأنا هنا أشعر بكل شيء نصفه مجنون، والنصف الاخر عاقل، وأشعر بالفوضى في مساحة الظل بين الحروف وحين مروري لا أدري كيف اقتحم مخيلتي اقتباس "كن خائنا تكن أجمل" فلم أفهم شيئا فقلت: "أحبك" فأنا أمشي في شارع أنيق وجرئ وعاطفي لأحلام مستغانمي. فكيف أتقدم على النخبة، أنا لا أتزحلق هنا، ولكن ربما اعترف لا شعوريا وكأني مغيبة ذهنيا هل نحن أدباء؟ أم مبدعون! انتابتني حكة في جلدي أشار إليّ القلم بوجود" قشعريرة".
هراء أشعر أني ضالة ولابد أن أهدا في طريقي قبل أن تكتشف أجاثا كريستي وتنشر الحقائق يال السخرية يقتحم جان جاك روسو قائلا:" كل من تحمر وجنتاه مذنب بالفعل". أنقذني غارسيا" ما يهم في الحياة ليس هو ما يحدث لك ولكن ماذا ستتذكر وكيف ستتذكر ذلك؟". لا أدري كيف دخلت وكيف بوسعي الخروج،" الطرق تؤدي إليك حتى تلك التي سلكتها للنسيان!".
أجبت بدون تفكير لا أريد أن أعيش حياة" البؤساء" في هذه الدوامة يا درويش، أشعر أني أتنفس بصعوبة، سأختنق" لن تستطيعي أن تجدي الشمس في غرفة مغلقة" التفت للخلف وقلت: شكرا كنفاني. نظرت الى قلمي فنطق أن هذا العالم صغير جدا وجوه مختلفة ولغات متباينة، وهناك أمور وعوامل كثيرة تعيدك الى الصفر، والى حياتك الطبيعية، فعودي من حيث أتيت فقد انتهت المتاهة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هشام يونس: سنكون منفتحين على جهات التدريب الدولية ولكن بضوابط محددة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال هشام يونس عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن بدل التدريب والتكنولوجيا أصبح جزء من الدخل خاصة مع الظروف الحالية التي يعاني منها الجميع.
وأضاف “يونس”، خلال كلمته في المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، أننا سنكون منفتحين على جهات التدريب الدولية ولكن بضوابط محددة وبالتوافق مع أجهزة الدولة المصرية.
وأوضح أنه لا يمكن لأحد أن يقلل من تأثير الصحافة بشكل عام في التغيير، لأنها تترك أثرا كبيرا في الشارع والمسؤولين.
وانطلقت السبت الماضي فعاليات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين بحضور ومشاركة واسعة من المتخصصين والجمعية العمومية.
وعقدت على مدار اليومين العديد من جلسات وورش العمل للحديث حول مستقبل الصخافة الورقية والرقمية، وآليات تطوير وإدارة المؤسسات واقتصاديات الصحف.
وفي وقت سابق أعلنت نقابة الصحفيين المصريين بالتنسيق مع الأمانة العامة للمؤتمر السادس للصحافة المصرية برنامج المؤتمر، الذي ينعقد خلال الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر الحالي، ويشارك فيه نخبة واسعة من المتحدثين المصريين والعرب، وممثلو الاتحاد الدولي للصحفيين.
ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات لأبرز القضايا والموضوعات الملحة، التي تهم الصحفيين المصريين، وأوضاع الصحافة المصرية، بالإضافة لإعلان نتائج الاستبيان الخاص بالمؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 1500 صحفي.
ودعت الأمانة العامة للمؤتمر جموع الصحفيين المصريين للمشاركة في المؤتمر، ومناقشة كل القضايا المتعلقة بمهنة الصحافة، وأوضاعها وتحدياتها للوصول لتوصيات معبرة عن الصحافة المصرية وأوضاع الصحفيين.