السعودية وتداعيات زيارة الوفود الإسرائيلية للرياض
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
خُطى التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي تسارعت على نحو مفاجئ بعد اللقاء المتلفز لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على شبكة فوكس نيوز الأمريكية بتاريخ 21 من أيلول/ سبتمبر الحالي، فبعد أن نفى ولي العهد السعودي توقف الاتصالات مع واشنطن للوصول إلى اتفاق تطبيعي، كشف عن زيارة وزير السياحة حاييم كاتس يوم الأربعاء (27 أيلول/ سبتمبر الحالي) للرياض للمشاركة في مؤتمر "يوم السياحة العالمي" الذي تنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بحضور وفود من 120 دولة.
الكيان الإسرائيلي حقق خرقا كبيرا مستبقا أي اتفاق بين الكيان المحتل والرياض حول الشروط التي تقدمت فيها السعودية لواشنطن للمضي قدما في التطبيع مع الاحتلال؛ فزيارة وزير السياحة كاتس للمملكة السعودية تعد الأرفع من نوعها لوفد إسرائيلي يزور الرياض.
الكيان الإسرائيلي حقق خرقا كبيرا مستبقا أي اتفاق بين الكيان المحتل والرياض حول الشروط التي تقدمت فيها السعودية لواشنطن للمضي قدما في التطبيع مع الاحتلال؛ فزيارة وزير السياحة كاتس للمملكة السعودية تعد الأرفع من نوعها لوفد إسرائيلي يزور الرياض
فالزيارة التي سبقتها زيارة وفد من الخارجية الإسرائيلية ضم 9 من موظفي الوزارة للمشاركة في اجتماعات لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو بتاريخ 10 أيلول/ سبتمبر من الشهر الحالي، بحجة توقيع الرياض على اتفاقية الدول المضيفة في باريس تموز/ يوليو الماضي، رُفع مستوى التمثيل فيها على نحو غير مسبوق أو مبرر بزيارة وزير السياحة كاتس؛ مثيرا تساؤلات كبيرة حول تمسك الرياض بشروطها لتطبيع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وحقيقة الالتزام بشروط المبادرة العربية، بفتحها الباب لمزيد من الخروقات الإسرائيلية التي أفقدت المفاوضات السعودية الأمريكية معناها ومغزاها.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد استمرار المفاوضات والاتصالات الأمريكية السعودية لتحقيق خروقات تستند إلى شروط وضعتها الرياض مسبقا، تشمل الالتزام بحل الدولتين بما فيه إقامة دول فلسطينية ذات سيادة، والسماح بتخصيب اليورانيوم على أراضي السعودية إلى جانب توقيع اتفاق دفاعي بين الرياض والولايات المتحدة يتجاوز العقبات والقيود التي أعاقت تقديم واشنطن المساعدة للرياض في حرب اليمن، وخلال الهجمات على منشآتها النفطية وموانئها؛ لكن أطاح كاتس بهذه الشروط دفعة واحدة بزيارته للعاصمة الرياض فتجاوزها في خطوة واحدة.
خرق دبلوماسي آخر احتفى به نتنياهو واكده بالكشف عن زيارة مرتقبة لوزير الاتصال شلومو قرعي للمشاركة في مؤتمر اتحاد البريد العالمي (UPU) الذي يعقد في الرياض ما بين 1 و5 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل وبحضور وفود من 192 دولة؛ ولعل الأهم من ذلك زيارة عضو الكنيست (برلمان الكيان) ديفيد بيتان، العضو في حزب الليكود والمقرب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ فهو الرئيس السابق للائتلاف الحاكم في العام 2017، وهو النائب المتهم بالفساد أكثر من مرة (بما فيها الرشوة، والاحتيال وتبييض الأموال) في 2017 و2019.
زيارة أخرى مرتقبة تثير المزيد من علامات الاستفهام حول الهدف من زيارة النائب الإسرائيلي بيتان الفاسد والمقرب من نتنياهو؛ الذي سيحول الزيارة إلى رافعة سياسية اقليمية لحزبه الليكود ورئيسه نتيناهو بعد ان كان ملاحق من قبل النائب العام والخصوم في المعارضة.
زيارات المسؤولين الإسرائيليين السابقة والمرتقبة للرياض أسقطت المبادرة العربية مسبقا، وأطاحت بالشروط السعودية، وأضعفت الموقف التفاوضي للرياض أمام واشنطن؛ التي لم تقدم بدورها شيئا يذكر للرياض، كما لم يقدم الاحتلال أي تنازل يعكس الخطوات التي تقدمت بها الرياض تجاه الكيان المحتل
زيارة الوفود والمسؤولين الإسرائيليين إلى العاصمة الرياض يصعب تجاهلها وتجاهل مغزاها السياسي والإقليمي؛ إذ تفقد شروط الرياض معناها، وهي الشروط التي أكدها أكثر من مرة ولي العهد السعودي في لقائه على فوكس نيوز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في خطابه أمام الجمعية العامة في 23 أيلول/ سبتمبر الحالي؛ والسفير السعودي المعين لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري، خلال زيارته لرام الله، وعلى رأسها حل الدولتين المستند إلى شروط المبادرة العربية في قمة بيروت؛ لإقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق لتطبيع العلاقات العربية مع الكيان المحتل.
ختاما.. زيارات المسؤولين الإسرائيليين السابقة والمرتقبة للرياض أسقطت المبادرة العربية مسبقا، وأطاحت بالشروط السعودية، وأضعفت الموقف التفاوضي للرياض أمام واشنطن؛ التي لم تقدم بدورها شيئا يذكر للرياض، كما لم يقدم الاحتلال أي تنازل يعكس الخطوات التي تقدمت بها الرياض تجاه الكيان المحتل؛ فالاقتحامات للمسجد الاقصى والانتهاكات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لا زالت قائمة بل اشتد عنفها خلال الأيام القليلة الفائته؛ ما يطرح السؤال مجددا حول جدوى التطبيع مع الاحتلال ومردوده على السعودية كدولة أولا، وعلى الفلسطينيين كشعب وقضية ثانيا، وعلى العالم العربي والإسلامي الذي بات بدون هوية أو قيم ومصالح مشتركه تجمعه؛ بقدر ما تجمعه بأمريكا وكيانها الفاشي المحتل لفلسطين.
twitter.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التطبيع الإسرائيلي السعودية فلسطينية إسرائيل فلسطين السعودية التطبيع ابن سلمان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة زیارة وزیر السیاحة المبادرة العربیة العهد السعودی الکیان المحتل مع الاحتلال التی تقدمت
إقرأ أيضاً:
السعودية تدين بشدة قرار حكومة نتنياهو بالاستيطان في الجولان المحتل
أدانت وزارة الخارجية السعودية بشدة، قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتلة، ومواصلتها لتخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها.
وقالت في بيان لها: "تجدد المملكة دعوتها للمجتمع الدولي لإدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدةً ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة".
والأحد، أعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية مصادقة أعضاء الحكومة بالإجماع على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتعزيز ما وصف بالنمو الديموغرافي في بلدات هضبة الجولان المحتل ومدينة كتسرين، ورصد أربعين مليون شيكل للمشروع.
وقال نتنياهو إن "إسرائيل ستواصل التمسك بهضبة الجولان السورية المحتلة من أجل ازدهارها والاستيطان فيها".
وأضاف أن تعزيز الاستيطان في الجولان "يعني تعزيز دولة إسرائيل، وهو أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة".
وقبل أيام، قال نتنياهو في السياق ذاته إن "الجميع بات يدرك اليوم الأهمية البالغة لسيطرتنا على هضبة الجولان التي ستبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من إسرائيل".
وكانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في المنطقة العازلة شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان داخل الأراضي السورية منذ اليوم الأول من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتلة، ومواصلتها لتخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها. pic.twitter.com/czIPTlp6hZ
— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) December 15, 2024