تزامناً مع الإحتفال بعيد الفلاح والذي يوافق التاسع من سبتمبر كل عام، تتلألأ حقول محافظة الشرقية باللون الأبيض وسط فرحة جميع المزارعين بإستقبال موسم جنى «القطن» والذي يعد من المحاصيل الهامة، حيث يدر دخلا كبيرا للمزارعين، فضلاً عن دخوله فى صناعة الغزل والنسيج والزيوت، وبلغت المساحة المنزرعة بمحصول القطن"جيزة 94 " فى محافظة الشرقية 43 ألف و500 فدان.

«مواعيد زراعته»

وأوضح طارق أبوزيد مزارع بمركز منيا القمح "موعد الزراعة المناسب خلال شهر مارس عند توافر الظروف الجوية المناسبة ويعتمد ميعاد الزراعة اساسا على درجة حرارة التربة و يجب الزراعة عند ثبات درجة حرارة التربة عند 15 درجة مئوية لمدة 10 أيام متتالية والزراعة فى الميعاد المناسب تؤدى إلى انخفاض العقدة الثمرية الأولى وزيادة كمية الأزهار واللوز المتفتح السليم كبير الحجم و مبكر النضج زيادة المحصول وجودة رتبته وزيادة تصافى الحليج والحد من الإصابة بالآفات والهروب منها خاصة ديدان اللوز والحشرات الثاقبة الماصة فى نهاية الموسم والمحافظة على صفات التيلة المميزة للصنف وجنى المحصول مبكرا مما يتيح فرصة لزراعة المحاصيل اللاحقة فى مواعيدها الزراعة فى الميعاد.

«كيفية زراعته»

وأكد طارق أبوزيد أشهر المزارعين " تتم الزراعة فى على الريشة القبلية للخطوط فى الثلث العلوى من الخط و فى حالة الأراضى الملحية تكون الجور فى الثلث السفلى من الخط، مع وضع 5-7 بذرات لكل جورة فقط، وعادة يتم زراعة القطن بطريقتين أساسيتين هما الزراعة العفير (زراعة البذرة الجافة فى أرض جافة) والزراعة الحراتى و فيها يتم رى الأرض قبل الزراعة على البارد وبعد الاستحراث تتم الزراعة ثم تروى الأرض مرة أخرى رية خفيفة، وينصح باستخدام الطريقة الحراتى لما لها من فوائد عديدة أهمها التخلص من الحشائش التى تنبت عند الرية الكدابة و تؤدى إلى انتظام الزراعة و ثبات الجور إلا أن كثير من المزارعين يتبع الطريقة العفير لسهولتها وقلة تكاليفها بالمقارنة بالطريقة الحراتى ولكنها تؤدى إلى نقص المحصول وزيادة انتشار الحشائش التى تعتبر عوائل للآفات و الأمراض لذلك ينصح باستخدام الطريقة العفير فقط فى حالة التأخير الاضطرارى فى ميعاد الزراعة، ويتم الرى والتسميد والعزيق وفق قواعد محدده.

« إنتاجية الفدان وسعر القنطار »

قال محمد على احد المزارعين "تمت زراعة القطن بتقاوى منتقاة من صنف جيزة 94، والذى يتميز بغزارة ثماره وزيادة عدد اللوز وكبر حجمها مما يبشر بإنتاجية وفيرة، ويبشر المحصول هذا العام إنتاجية مرتفعة، حيث تصل انتاجية الفدان من ٩ إلى ١١ قنطار ويتخطى سعر القنطار 12 ألف جنيه.

«مزارعو الشرقية بيصنعوا ملحمة»

داخل حقول القطن يتناثر العشرات من المزارعين ليبدأ عملهم اليومي مع جنى ثمار القطن وعلى وجوههم ضحكة صافية تعانق شمس البهجة إذ يعد موسم خير للأسر لجلب المال من أجل توفير الاحتياجات المنزلية وقبل بدء العام الدراسي الجديد، ومع شروق الشمس، تخرج الأسرة من منزلها بعدما أعدت عدتها متوجهة إلى الحقول لجني القطن مرددين أغنية" نورت يا قطن النيل يا حلاوة عليك يا جميل"، وما أن تصل الأسرة إلى الحقل حتى تضع عدتها وتبدأ في جني القطن بينما يداعب وجوههم نسمات الهواء الباردة فرحين بمحصول القطن، حيث غنى الفلاحين قصيدة صلاح جاهين "يا معجبانى يا أبيض يا معجبانى يا قطن يا اللى مبيض وش الغيطانى.

«أهمية المحصول»

قال المهندس أشرف نصير مدير عام الزراعة مديرية الزراعة بالشرقية" القطن أحد المحاصيل التصنيعية التصديرية الهامة، فمن الناحية التصنيعية يستخدم القطن الشعر فى صناعة الغزل والنسيج، أما بذرة القطن فهى أحد مصادر الزيوت الهامة ومخلفاتها تستخدم فى تصنيع الأعلاف و من الناحية التصديرية فهو المحصول التصديرى الأول لما أشتهر به القطن المصرى فى الأسواق الخارجية بصفاته المتميزة من حيث طول التيلة والمتانة.

وأشار نصير "الرتبة والمحصول هما الهدف الأول من زراعة محصول القطن لذا يجب الاهتمام بعملية الجني لأنها تعتبر أحد المحددات الهامة لكمية ورتبة المحصول والجني المحسن على دفعتين يحقق هذا الهدف، والجنية الأولى: تبدأ عند تفتيح ( 50-60% ) من اللوز وبعدها وعند اكتمال تفتيح باقي اللوز تتم الجنية الثانية، ويتم الجني عند تطاير الندي وفى حالة الجني مع وجود الندي ويجب تنشير عب الندي ولا يفرز أو يعبأ إلا بعد جفافه والتنشير يكون على مفرش نظيف مع التقليب والفرفرة حتي يجف وعند الفرز تستبعد الفصوص المبرومة والمصابة والقشرة، ويجب العناية بنظافة المحصول بحيث يكون خاليا من الأوراق الجافة والأتربة وخاصة عند تساقط القطن على الأرض ويعبأ القطن الزهر فى أكياس من الخيش الجديد والنظيف ولا يعبأ فى أكياس السماد أو الأكياس البلاستيك، ويراعى عند التعبئة تصنيف القطن حيث يعبأ القطن الزهر الناتج من اللوز السليم والمتفتح طبيعيا فى أكياس خاصة.

«محالج القطن »

وأضاف نصير "بعد جني القطن وفرزه، يكبس في أكياس ويرسل إلى محلج الزقازيق لكي تفصل التيلة عن البذرة، وبعد ذلك يكبس القطن المحلوج في بالات، أما البذور فيؤخذ منها جانب للبذر في السنة القادمة والجزء الباقي يرسل إلى المعاصر حيث يستخلص منه الزيت المعروف بزيت البذرة أو الزيت الفرنسي، ويستعمل هذا الزيت في الأكل وفي صناعة الصابو، أم الثفل المتخلف عن كبس البذور فيستعمل غذاءً للماشية.

«مصر استعادت عرش القطن»

وأكد المهندس حسين طلعت وكيل وزارة الزراعة بالشرقية "نجحت الحكومة فى عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى استعادة عرش القطن مجددا، وذلك بعد سنوات من تراجع المساحة، بخلاف توفير الأقطان للمصانع الوطنية، وخلال السنوات الماضية نجحت الحكومة من خلال خطة شاملة في إستعادة القطن مجدداً.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الزراعة محافظة الشرقية الذهب الأبيض

إقرأ أيضاً:

سوريا.. فرحة حاضرة وتفتيت منتظر

 البحث عن كلمة واحدة تجمع حروفها معانى الأمل والخوف والفرح والقلق والترقب أمر صعب، كذلك المشهد فى «سوريا» الآن، خليط لا يمكن التعبير عنه بكلمة واحدة، حالة من الاستقطاب الحاد والمتطرف يريد أصحابها الإجابة عن السؤال مع أو ضد؟ بكلمة واحدة، متجاهلين تعقيدات المشهد، متغافلين عن رؤية الكادر الأوسع وزوايا الصورة المتعددة، مزيج من خطوط متقاطعة تتداخل فيها فرحة الحاضر وآمال المستقبل مع شبح الماضى القريب بسياساته، وتتشابك معها خطوط الماضى البعيد المرسومة على خريطة «سايكس- بيكو» 1916، تلك الخريطة الاستعمارية التى قُسِّمت بلاد الشام وفقًا لأولوياتها ومخططاتها، واعتبرها البعض الخطيئة الكبرى والنكبة الأولى لبلاد العرب، لنقف الآن مجددًا على أبواب الترقب والحذر من أن تصير«سوريا» قربانًا تنهشه أنياب ومطامع قوى مستعدة لرسم خطوط جديدة على الخريطة وفقًا لمصالحها وأهدافها.

دهشة السقوط

عشرة أيام وقف فيها العالم حائرًا مندهشًا أمام سقوط «بشار الأسد» وانسحاب قواته أمام فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» وقائدها «أحمد الشرع» المعروف بـ«الجولانى»، عشرة أيام فقط سيطرت فيها المعارضة على حلب وحماة وحمص ودمشق دون معركة واحدة أو مقاومة تذكر من «بشار وحلفائه»، لينتهى نظام عائلة «الأسد» بعد 54 عامًا، شهدت خلالها المعارضة قمعًا وحشيًا فى حياة الأب والابن، وسياسات كان نتاجها حربًا أهلية استمرت أربعة عشر عامًا بداية من 2011، خلفت وراءها أكثر من 300 ألف قتيل و5.4 مليون لاجئ، و6.9 مليون نازح، هذا السقوط كان فاضحًا لهشاشة النظم القمعية وشاهدًا عليها، وواعظًا لتلك السياسات التى تبنى عروشها على نعوش أبنائها، محذرًا من دوامة سقوط لا مفر منه ولا نجاة فيه.

صراعات ومصالح

المتابع للمشهد السورى، ويجب على الجميع أن يتابع، يعرف أن الواقع هناك يشير إلى صراعات قوى دولية لن تسمح لسوريا الشقيقة بإعادة البناء أو الاستقرار إذا غابت مصالحها أو تم تجاهلها، ومن ثم يزداد الواقع تعقيدًا لاتباط تلك القوى الخارجية بدعم واستقطاب وربما رسم سياسات قوى المعارضة التى تسلمت الحكم، وفرَّ أمامها «الأسد» هاربًا مكتفيًا بالحصول على لقب لاجئ، ليذوق مرارة مصير الملايين من أهل سوريا، تاركين وطنهم جبرًا وقهرًا والدخول فى صراع مع أمواج البحر، بحثًا عن فرصة أخيرة للحياة.

 نحن أمام قوى وصلت إلى السلطة، ولا تزال مقاليد الأمور فى يد من دعمها وشارك فى بنيانها ورسم لها الأهداف والسياسات، ومن ثم التوافق بين تلك الفصائل الداخلية مرتبط شرطيًّا بموافقة تلك القوى الخارجية وتوافق مصالحها، فنجد تركيا تدعم «هيئة تحرير الشام» والفصائل السنية التى تسيطر على وسط سوريا، والممتدة من الحدود الشمالية مع «أنقرة» إلى الحدود الجنوبية مع الأردن، وتدعم الولايات المتحدة «القوات الكردية» التى تسيطر على أجزاء فى شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا فى الشمال والعراق فى الشرق، وتنتظر اللحظة التى تتمكن فيها من الاستقلال وإعلان دولة للأكراد، هذا الدعم الأمريكى يأتى وسط ترقب تركى يرى أن تمكين «الأكراد» تهديدًا لسلامة أراضيه.

يوضح هذا الصراع وتضارب المصالح «التركى الأمريكى»، تصريحات «أنتونى بلينكن» وزير الخارجية الأمريكى، السبت الماضى، بأن بلاده أجرت اتصالًا مباشرًا مع «هيئة تحرير الشام» دون تحديد كيفية هذا الاتصال، على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية، وذلك فى إطار السعى الدولى المشترك لانتقال سلمى للسلطة، وأشاد «بلينكن» خلال تلك التصريحات، وهذا هو المهم، بقوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد.

فى اتجاه موازٍ لمصالح القوى المنتصرة والمنتظرة تسديد الفواتير والحصول على المكاسب، نجد حلفاء «بشار» «روسيا- إيران» فى حالة من الترقب المحفوف بالهزيمة، ترتبط بالفصائل العلوية المؤيدة للنظام الهارب، وربما ما زالت تحتفظ بتلك الورقة فى ملفات الصراع لاستخدامها وقت الحاجة، فلن تسمح روسيا التى سقط جزء كبير من هيبتها ومكانتها الدولية، ولو مؤقتًا، بسقوط نظام «الأسد» باستمرار تلك الهزيمة، لن تنسحب تلك القوى من ساحة المعركة والتخلى عن مناطق نفوذها بتلك السهولة التى تخلت فيها قوات «الأسد» عن مواقعها، لن تترك «روسيا» قاعدتها البحرية الوحيدة فى البحر المتوسط بميناء «طرطوس » السورى، وإن رصدت أقمار العالم الصناعية جميعها قطعها البحرية تغادر هذا الميناء، فلن تتنازل «موسكو» بسهولة عن عقد إيجار قواعدها العسكرية «الجوية والبحرية» البالغة مدته 49 عامًا، لن تتنازل «موسكو» عن قدمها في شرق المتوسط أو تعزيز نفوذها فى تلك المنطقة.

فى نفس الجبهة من الصراع، خسرت إيران جسرًا بريًا إلى شرق المتوسط وإمداد ذراعها اليمنى «حزب الله» بالسلاح، ما يضعف قوتها ويصيب أطرافها بالشلل، وستعاود عاجلًا أو آجلًا محاولة استعادة هذا الجسر والحفاظ على ماء وجهها فى حلبة صراع القوى الإقليمية فى منطقة المتوسط.

الغاز يفسر الألغاز

تأتى أهمية «دمشق» فى حلبة الصراع العالمى بسبب موقعها كمفتاح لمنطقة الشرق الأوسط الكبير، ومنطقة نفوذ استراتيجى مهمة عند ملتقى ثلاث قارات، وتزداد أهمية «سوريا» كنقطة محورية بعد اكتشاف «كنز غاز شرق المتوسط» فى السنوات الأخيرة، فحسب تقديرات مركز «فيريل للدراسات» فى برلين، توقع أن تحتل سوريا المركز الثالث عالميًا فى إنتاج الغاز لو تمكنت من رفع قدرتها الإنتاجية إلى حدها الأقصى، وعن هذا «الكنز»، قال أسامة مبارز الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط: إن الاحتياطيات المؤكدة فى منطقة شرق المتوسط تبلغ 130 تريليون قدم مكعبة، وأن حجم الاحتياطيات المتوقعة 300 تريليون قدم مكعبة.

 قد يفسر هذا «الكنز من الغاز» وأهميته لمستقبل الطاقة «ألغاز الصراع» فى فضاء سوريا، وما يمكن أن تلعبه «دمشق» بشأن مشروعات مد خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا، ويفسر أيضًا تصريحات قادة مجموعة الدول السبع الكبار «الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وبريطانيا واليابان وإيطاليا» استعدادها لدعم عملية انتقالية فى إطار يؤدى إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفى فى سوريا. 

الخلاصة: تقف سوريا الآن فى مفترق طرق بين أنغام فرحة حاضرة، وترانيم مخاوف السقوط والتفتيت المنتظر، وبين «تلك الأنغام وهذه الترانيم» ترقص «اسرائيل» طربًا، فتضرب العمق السورى وتستبيح أراضيه وتدمر قواته ومقدراته لشل حركته اليوم وغدًا وبعد غد، ونكتفى نحن العرب أصحاب المصلحة الأولى فى استقرار«سوريا» ودعمه ووحدته، بمقعد المتفرج خلف كواليس الأحداث، لا تفارقنا كلمات التنديد والشجب والاستنكار والدعوات عن بعد!

 حفظ الله مصر من كل سوء. 

 

[email protected]

مقالات مشابهة

  • صور| "الخضير" و"اللوز البجلي" و"البن الشدوي".. كنوز زراعية تُعرض في الأحساء
  • المنوفية تتجاوز 12 ألف جوال من القطن.. دعم للاقتصاد القومي
  • طفرة في صناعة الذهب بمصر وزيادة غير مسبوقة في الصادرات خلال عام 2024
  • الزراعة: اطلاق عدد من القوافل التنموية لدعم المزارعين
  • المضادات الأرضية للجيش السوداني تُسقط مُسيرتين في كنانة والطلحة بولاية النيل الأبيض  
  • كتبها قبل وفاته.. وصفة هاني الناظر لعلاج تساقط الشعر بـ30 جنيهًا فقط
  • سوريا.. فرحة حاضرة وتفتيت منتظر
  • خطة استراتيجية للتطوير.. معهد القطن: المحصول المصري مازال الأجود والأقوى عالميا
  • وزير الزراعة يتفقد مشروعات الأقصر ويطلق مبادرة لدعم صغار المزارعين
  • خلال زيارته للأقصر.. وزير الزراعة يوجه بدعم مشروعات صغار المزارعين والمرأة المعيلة