غضب إسرائيلي داخلي لتغييب الجيش والأمن عن ملف التطبيع مع السعودية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
مع تسارع خطى التطبيع السعودية الإسرائيلية، رفض رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، الاتهامات الموجهة للحكومة باستبعاد جيش الاحتلال من الاتفاقية المتوقعة مع السعودية، واصفا إياها بـ"الأقوال المزيفة"، بزعم أنه منذ اللحظة الأولى حصل وزير الحرب يوآف غالانت على كل المعلومات اللازمة، والتقى في الولايات المتحدة مع نظرائه الذين يقودون المفاوضات مع السعودية، كما تم إبلاغ رئيس أركان الجيش هآرتسي هاليفي، بجانب كبار قادة الجيش حول جميع التطورات التي حدثت منذ عدة أسابيع مع السعودية.
غلعاد كوهين مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل عن هنغبي في تقرير ترجمته "عربي21" قوله أن "هناك من يحاول خلق الفتنة والخلاف في مؤسساتنا وأجهزتنا، لكن لا يوجد سبب لذلك، رغم أن أوساطا في الجيش تحدثت مؤخرا عنه بأنه سياسي يكذب، على عكس كل رؤساء مجالس الأمن القومي السابقين، ممن كانوا جنرالات في الجيش أو أبناء للمؤسسة العسكرية والأمنية".
إلى ذلك، نقل يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن غالانت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اتفاقية التطبيع لن تكتمل إلا بعد مراجعتها، رغم أنه مرحب به، لكننا في الوقت نفسه سنبذل كل جهد للتحوط من المخاطر، والتأكد أننا نتصرف بالاتجاه الصحيح والمسؤول، الجيش والموساد يدرسان القضية النووية الخاصة بالسعودية، وأي حديث عن استبعادهما من الاتفاق معها، أو الطلب منهما عدم التعليق عليها، غير حقيقي، بل أنشأنا فرق عمل حول هذه القضية، وكل شيء سيعمل على المسار الصحيح من خلال الجيش والموساد، ثم سيتدفق الأمر لرئيس الأركان وأنا، يجب بذل كل جهد للتوصل لخطوة التطبيع مع السعودية".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أنه "على خلفية مفاوضات التطبيع الجارية، انتقد مسؤولون كبار سابقون بجهاز الأمن الاتفاق الجاري مع السعودية، وزعموا أن تخصيب اليورانيوم على أراضيها يشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رد عليهم في جلسة مجلس الوزراء بقوله إننا "سنحقق السلام مع ضمان مصالحنا الحيوية بشكل صارم، وعلى رأسها الأمن"، لكن 500 عضو في حركة "قادة أمن إسرائيل"، فإن تخصيب اليورانيوم في المملكة خطوة ستشكل خطرا جسيما على أمن إسرائيل، وسيخلق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، ويتطلب تغييرات عميقة في مفهوم الأمن الإسرائيلي".
بجانب المواقف والتصريحات السياسية والأمنية الإسرائيلية، فقد أكد البروفيسور شاؤول حوريف، رئيس مركز دراسات إيران ودول الخليج بجامعة حيفا، أن "إسرائيل يمكن لها أن تقع في دائرة الوقود النووي السعودي، صحيح أن اتفاق التطبيع التي تتشكل سترفع مستوى إسرائيل من الناحية الجيو-سياسية، لكن لا يزال من المناسب أن يقرر من يدير المفاوضات معها منع دخول الأسلحة النووية للمنطقة، رغم انتشار شعور بالنشوة في المنظومة السياسية على خلفية التقدم نحو الاتفاق الذي يجري تشكيله بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، ما يؤكد أهمية الخطوة وتأثيرها على الشرق الأوسط".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنه "لا يزال محظورا تعريض المكونات النووية للاتفاق أمن إسرائيل للخطر مستقبلا، رغم أنه بالنسبة لبايدن ونتنياهو وابن سلمان، لديهم هدف قصير المدى بتحقيق الاتفاق الذي لا يتطابق بالضرورة مع أهدافهم بعيدة المدى، فالأول يراه مهما لبداية حملته الانتخابية، ونقطة انطلاق للدفع بانتخابه لولاية ثانية، والثاني فيعتبره مهما للقفز عن الانقلاب القانوني، وتسليط الضوء على تغيرات الشرق الأوسط، والثالث سيضع بلاده زعيمة للكتلة السنية، ورفع قدراتها العسكرية، وتوقيع تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، ودخول نادي الدول التي تمتلك مفاعلات للطاقة النووية".
وحذر أنه "في حرصها على التوقيع على الاتفاق، قد تتخلى إسرائيل عن سياستها التقليدية التي تعارض بشدة السماح لدول المنطقة بالتحكم في دورة الوقود النووي لديها، لكنها قد تخضع للآليات التي عرضها الأمريكيون تحت ضغط السعوديين، رغم أن خطر وجود دائرة وقود نووي بأيديهم مسألة واضحة، كما حصل سابقا مع العراق، وليبيا، وسوريا، وإيران، صحيح أن التطبيع الناشئ سيضع إسرائيل بموقع جيو-سياسي متطور، لكن المطلوب من القادة الإسرائيليين الذين يديرون المفاوضات أن يتعلموا من تجارب أسلافهم السابقة، ويمنعوا دخول الأسلحة النووية للمنطقة".
تشير هذه التطورات الإسرائيلية إلى أن رغبة السعودية بإنتاج أسلحة نووية مسألة مطروحة على الطاولة منذ سنوات، لكنه عاد من جديد مع بوادر اتفاق التطبيع الذي شكّل خبرا سارا للاحتلال، حيث تراقب أوساطه تطلع المملكة لتخصيب اليورانيوم في أراضيها، وهي طموحات ليست جديدة، لاسيما في ضوء إعلانها المتكرر أنه إذا حصلت إيران على الطاقة النووية، فإنها ستفعل ذلك أيضا، وتتحدث المزاعم الإسرائيلية أن الرياض قدمت التمويل لباكستان بهدف أن تبقي بعض قنابلها جانبا لصالحها، حين يحين الوقت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية امريكا السعودية الاحتلال الإسرائيلي اتفاقيات التطبيع صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یدیعوت أحرونوت مع السعودیة رغم أن
إقرأ أيضاً:
القسام تبث مقطعا لمحتجز إسرائيلي يطالب بمواصلة التظاهر حتى يوقع نتنياهو المرحلة الثانية من الاتفاق- (فيديو)
#سواليف
نشرت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، السبت، مقطعا مصورا يظهر أسرى إسرائيليين يودعون بعضهم، بينهم أخوان أفرج عن أحدهما في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث يطالب المتبقي بالأسر “بالاستمرار بالتظاهر حتى توقيع نتنياهو على المرحلة الثانية من الاتفاق”.
فيديو بثته كتائب القسام لأسيرين إسرائيليين تحت عنوان "هذا حقا غير إنساني"، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/V0qFg5WCs1
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 1, 2025في المقطع الذي نشرته القسام عبر تلغرام، يظهر الأسيران الأخوان وهما يودعان بعضهما، حيث ينقل المتبقي بالأسر رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية قائلا: “أنا سعيد جدا لأن أخي سيتحرر غدا، ولكن من غير المنطقي بأي شكل من الأشكال أن يفرقوا بين العائلات”.
وأضاف: “أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات، لا تدمروا حياتنا جميعا، قل لأمي وقل لأبي وللجميع أن يستمروا بالتظاهرات ولا يتوقفوا حتى توقع هذه الحكومة على المرحلة الثانية” من الاتفاق.
وتابع: “أنا لا أريد الصراخ، أنا أتحدث بهدوء، أخي سيخرج، وأنا سأبقى، ولا أريد أن أسمع أنكم لا تريدون الاستكمال للمرحلة الثانية”.
وتساءل الأسير مخاطبا حكومة نتنياهو، “كم شخصا تريدون أن تقتلوا بعد؟ هذا لا يهم من هو القتيل؛ فلسطيني، إسرائيلي، مسلم، تقولون: هيا نقتل الجميع”.
وقال: “وقِّعُوا على المرحلة الثانية والثالثة وكفى حربا، كفى موتا وتدمير حياة الآخرين، أحيانا آكل وأشرب، وأكون بخير وأحيانا لا أكون بخير، لكن هنا لست بخير”.
وأضاف: “حماس يحافظون عليّ، لكن كفى أخرجوني من هنا، أخرجوا الجميع، أنا لا أستطيع البقاء، كفاية، وقِّع يا نتنياهو”.
فيما تساءل أخوه الأسير الذي تم الإفراج عنه في المرحلة الأولى: “هل تريدون ترك أخي الصغير ليموت؟”
وناشدت عائلة الأسير الإسرائيلي المحتجز بقطاع غزة إيتان هورن، السبت، حكومة بنيامين نتنياهو مواصلة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
جاء ذلك في أول تعقيب من العائلة على فيديو “القسام”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة بيانا لعائلة هورن قالت فيه: “لا توقفوا الاتفاق الذي أعاد إلينا بالفعل عشرات الأسرى، لقد نفد وقتهم”.
وأضافت: “ينفطر قلبنا لرؤية إيتان، في هذا الوضع الصعب، حيث يودع شقيقه ويبقى محتجزا في الجحيم”، وفق تعبيرها.
وتابعت العائلة: “نرى في عيني إيتان، اليأس والخوف الذي يعيشه”.
والجمعة، أكدت حركة “حماس”، على التزامها بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع انتهاء المرحلة الأولى منه مساء يوم غد السبت، ودعت الوسطاء للضغط على إسرائيل للدخول “فورا” في المرحلة الثانية منه.
وقالت الحركة، في بيان: “مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تؤكد حماس التزامها الكامل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق بجميع مراحله وتفاصيله”.
كما طالبت “المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الصهيوني للالتزام بدوره في الاتفاق بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية منه دون أي تلكؤ أو مراوغة”، وفق البيان.
وتنتهي مساء السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/ شباط الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، وعرقل نتنياهو ذلك، إذ يريد تمديد المرحلة الأولى بهدف المساهمة في إطلاق سراح أكبر عدد من أسرى بلاده بغزة.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.