الغرب والكعكة الأوكرانية.. بقلم: منهل إبراهيم
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
يقول چورچ برنارد شو “التفاوض هو فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء الأكبر”، وهذا الوضع يمكن إسقاطه على ما يحدث اليوم في أوكرانيا، وهو أمر فشل من قبل في سورية، ولم يحصل الغرب على أي كعك، لكن الأمر في أوكرانيا يبدو مختلفاً، وقد يحصل الغرب على الكعك هناك بسكين التقسيم المنتظر للخلاص من تبعات الحرب ومصاريفها.
واشنطن وحلفها الغربي يحاولون تطبيق هذه المقولة بحرفية عالية في أوكرانيا، وإن استطاعت الجوقة، ستحصل على الكعك في أوكرانيا، بمساعدة رئيس النظام فلاديمير زيلينسكي، مع أن الوضع يشي أن الغرب لن يحصل سوى على الفتات بالمقارنة مع مجريات الأحداث وما قدمه الغرب من دعم كبير مادي ومعنوي للسلطات في كييف.
الغربيون يظهر عليهم أنهم مهللون لسكين التقسيم ويعتقدون أنهم سيحصلون على الكثير، لكنهم في الواقع لن يحصلوا إلا على القليل، ويبدو أن إسقاط مفهوم التفاوض لحل مقنع في أوكرانيا لن يمنحهم الكعك ويعينهم على تحقيق الإنجازات والوصول الى الحلول، فميزان الحل لديهم لا يتطابق مع موازين موسكو التي لا تروق لها حفلات اقتسام الكعك على الطريقة الغربية.
وعلى النقيض لما تُوحي به مقولة “برنارد شو” عن التفاوض، فهو ليس وسيلة لخداع الآخرين، وإن استخدمه الكثيرون لهذه الغاية، إنما التفاوض عملية مهمة، وصعبة وتحتاج الكثير من الإعداد والتركيز والصدق والتوازن وأوراق القوة، وهذه عوامل يفتقر لها الغرب الانتهازي.
الغرب لا يجيد أدبيات التفاوض والحوار ضمن منظوماتها الحقيقية والأخلاقية، إذ ينبغي لمن أراد الدخول في العملية التفاوضية أن يستشعر المسؤولية ومحاسبة التاريخ والأجيال القادمة، خاصة إذا كان التفاوض يتمحور بشكل أو بآخر حول قضايا مصيرية، تتعلق بمصير شعوب أرهقتها آلة الحرب والتنكيل.
بطبيعة الحال ثمة حرب طاحنة في أوكرانيا وليس مجرد أزمة فيها، ولا يمكن تجاهل الدور الأميركي في الحرب التخريبية، والحديث عن كعكة أوكرانيا يتصاعد هذه الأيام، ومن سيدفع الثمن في النهاية هو الشعب الأوكراني، ولمجرد رفضه القبول بالقسمة والاقتسام، سيوجه ضربة كبيرة للغرب الراغب في التقسيم والكعك للخروج من الحرب ومفاعيلها.
أفواه جوقة الغرب مفتوحة، وشهيتها كبيرة لأكل التراث والميراث، والتقسيم والتفتيت، ولن تمنح أي شيء لأحد دون مقابل أو ثمن، وبشهادة روسيا يتعامل الغرب مع سورية ودول أخرى معاقبة اقتصادياً بظلم وتمييز شديدين، ويهتمون حصرياً برعاية إمدادات الأسلحة إلى مناطق الأزمات كما يحصل اليوم في تغذية النظام في كييف بعناصر القوة، وعينه على الكعكة الأوكرانية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
هل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاء
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعتزم التحدث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأشارت إلى أن المفاوضين قد ناقشوا بالفعل إمكانية تقسيم بعض الأصول بين الجانبين.
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة "إير فورس وان" خلال رحلة عودته إلى واشنطن من فلوريدا، قال ترامب إن العمل على هذا الملف استمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، معربًا عن أمله في إمكانية إنهاء الحرب، رغم إقراره بعدم وجود ضمانات بذلك.
يأتي هذا الطرح في إطار جهود ترامب لإقناع بوتين بقبول مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي وافقت عليه أوكرانيا الأسبوع الماضي، في وقت استمرت فيه الضربات الجوية المتبادلة بين الطرفين، فيما أحرزت القوات الروسية تقدمًا في منطقة كورسك الروسية التي كانت تحت سيطرة الأوكرانيين منذ أشهر.
وعندما سُئل عن التنازلات المحتملة، أوضح ترامب أن المناقشات تشمل الأراضي ومحطات الطاقة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه القضايا تمت مناقشته بالفعل بين الجانبين.
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن بوتين يتقبل الفلسفة العامة لوقف إطلاق النار وشروط السلام التي طرحها ترامب، مضيفًا أن المحادثات التي أجريت بين الطرفين الأسبوع الماضي كانت إيجابية وركزت على الحلول. لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل المطالب الروسية، التي يُعتقد أنها تشمل اعترافًا دوليًا بسيطرة روسيا على الأراضي التي ضمتها، ووقف المساعدات العسكرية الغربية لكييف، وحظر نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا. كما أعربت موسكو عن رفضها القاطع لنشر قوات أوروبية لضمان أمن أوكرانيا بعد أي اتفاق لوقف القتال.
وفي هذا السياق، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن موافقة روسيا ليست ضرورية لنشر قوات حليفة في أوكرانيا، معتبرًا أن كييف، باعتبارها دولة ذات سيادة، لها الحق في طلب الدعم العسكري دون تدخل موسكو.
تصريح الرئيس الفرنسي ماكرونمن ناحية أخرى، نقلت وسائل الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو تأكيده أن أي اتفاق سلام طويل الأمد يجب أن يتضمن ضمانات أمنية صارمة لموسكو، بما في ذلك إبقاء أوكرانيا على الحياد ورفض انضمامها إلى حلف الناتو.
وسط هذه التطورات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تغيير في قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة. وبحسب بيان رسمي، تم تعيين الجنرال أندري غناتوف بدلًا من أناتولي بارغيليفش، وكُلف بمهمة رفع كفاءة القيادة العسكرية.
وفي تعليق له على التغيير، قال زيلينسكي: "غناتوف رجل قتال. مهمته تتمثل في تعزيز الخبرات القتالية، والاستفادة من تجارب ألوية الجيش في التخطيط للعمليات الدفاعية والهجومية، بالإضافة إلى تطوير نظام الفرق العسكرية بشكل أكثر فاعلية".
Relatedنعم ولكن.. بوتين يوافق على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لكن مع "فروق دقيقة"بالزي العسكري.. بوتين يأمر قواته بأن تلحق بـ "العدو المتحصن في كورسك هزيمة ساحقة وبأسرع وقت"بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلامويأتي هذا التغيير في إطار إعادة تنظيم الجيش الأوكراني الذي توسع بشكل كبير منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022، حيث تسعى أوكرانيا إلى تحسين تنسيق العمليات العسكرية عبر إعادة هيكلة فرق الجيش.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار المعارك على الأرض، بينما تسعى الجهود الدبلوماسية، بقيادة ترامب، إلى إيجاد حل لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط تساؤلات حول فرص نجاح هذه المحادثات الجديدة بين واشنطن وموسكو.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يشيد بـ"محادثات مثمرة" مع بوتين في خضم جهود وقف إطلاق النار هل كان دونالد ترامب فعلا عميلا للمخابرات السوفياتية تحت اسم "كراسنوف"؟ زيلينسكي: وافقنا على هدنة الـ30 يوما لتحقيق السلام وأريد أن يرى ترامب ذلك فلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبوقف إطلاق النارهدنة