المنصورة صوت التاريخ وأرض البطولات
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية مدينة السحر والجمال، واحدة من أجمل الأماكن السياحية التي تتمتع بها مصر بشكل كبير، و مدينة المنصورة غنية بالمقاصد السياحية التاريخية التى تُشعرنا بعظمة الحضارة المصرية، وتُذكرنا بالانتصارات الجليلة، وملامحها التاريخية التى تبدأ من بداية الحروب الصليبية على مصر وصولًا إلى العصر الحالى، وتمثّل لوحة رائعة الجمال تتيح للزائر فرصة التعايش مع رحلة التاريخ على أرضها.
عرفت باسم جزيرة الورد، ثم سميت بالمنصورة، تقع على خط عرض 31 ْ شمالاً وخط الطول 35 َ 31 ْ شرقاً على الشاطئ الشرقي لفرع دمياط، على بعد 120كم شمال شرقي القاهرة.
أنشأها الملك الكامل أحد ملوك الدولة الأيوبية عام 1221 ميلادية وعرفت باسم جزيرة الورد لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر.
ثم سميت بالمنصورة بعد النصر فيما سمي لاحقا بمعركة المنصورة الذي حققه الشعب المصري على الحملة الصليبية السابعة التي حاولت احتلال مصر. ونقل ابن دقماق من كتاب «الانتصار عن كتاب تقويم البلدان» للمؤيد عماد الدين بأن المنصورة بناها الملك الكامل بن العادل عند مفترق النيل على دمياط وأشموم، وبينهما جزيرة البشمور بناها في وجه العدو لما حاصر الفرنج دمياط وقال ابن دقماق أن المنصورة تقع قبالة بلدة تسمى طلخا وهي مدينة بها حمامات وأسواق وهي على ضفة النيل الشرقي.
ظهرت أول خريطة لمدينة المنصورة في نهاية القرن التاسع عشر (سنة 1887م) بمقياس رسم 1: 2000، ويتضح منها أن العمران كان مقصوراً على الرقعة المحصورة ما بين نهر النيل شمالاً والمدافن القديمة (الساحة الشعبية حالياً).
ذكرها المقريزى في خططه فقال إن هذه البلد على رأس بحر أشموم (وهو البحر الصغير الآن)، بناها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في سنة 616 هـ عندما ملك الفرنج مدينة دمياط، فنزل في موضع هذه البلدة وخيم به، وبنى قصراً لسكناه وأمر من معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق، وأدار عليها سوراً مما يلي البحر (يقصد فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر، وسميت بالمنصورة تفاؤلا لها بالنصر ولم يزل بها حتى استرجع مدينة دمياط، ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والحمامات والأسواق.
وصفها الأديب والفيلسوف أنيس منصور بأنها المورد الرئيس للعبقرية المصرية فهي التي أنجبت العشرات من من ألمع نجوم الصحافة والأدب والسياسة وأثرت الثقافة العربية بمختلف مجالاتها.
شهدت مولد أجيال من العمالقة في كل المجالات، ومن أبنائها علي مبارك أبو التعليم في مصر ولطفي السيد أبو الفلسفة والفكر والشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة ومن الأدباء والمفكرين الدكتور محمد حسين هيكل وأحمد حسن الزيات والدكتور رشاد رشدي والفيلسوف عبدالرحمن بدوي والنحات محمود مختار والكاتب والفيلسوف أنيس منصور، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ومن الشعراء كامل الشناوي ومأمون الشناوي وصالح جودت وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وعالم الفضاء الدكتور فاروق الباز .
والمنصورة تضم أهم معلم سياحي تاريخي يرصد بطولات أهل المنصورة متمثلا في (دار بن لقمان)، وتنسب دار ابن لقمان إلى القاضي إبراهيم بن لقمان وتعد أشهر دار ارتبط بها التاريخ الإسلامي، وهى تقع وسط مدينة المنصورة وقد أخذت شهرتها بعد أن سجن فيها (لويس التاسع) ملك فرنسا قائد الحملة الصليبية على مصر في العام 1250م لمدة شهر بعد معركة شرسة بالقرب من المنصورة حيث افتدته زوجته وأطلق سراحه في 7 مايو من نفس العام، وقد أنشئ بالدار متحف تاريخي يحوي اللوحات والصور التي توضح دور الشعب المصري في هزيمة الصليبيين، كما يضم أيضا بعض الملابس والأسلحة التي استخدمت في المعركة.
ولعل أبرزالأماكن السياحية بها قصر (محمد بك الشناوي)، وقد اشترته وزارة الثقافة عام 2005 لتحويله لمتحف قومي، وقامت وزارة الآثار بتسجيله كأثر إسلامي يضم آثار الدقهلية التي تنتمي للعصور الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية والقبطية، وشيد القصر نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين في العام 1928 ونال مالكه شهادة من الرئيس الإيطالي عام 1931 تؤكد أن قصره من أفضل القصور التي شيدت على الطراز المعماري الإيطالي خارج إيطاليا، وعرف القصر بـ (قصر الأمة) بعد أن استضاف الملك فاروق وسعد زغلول ومصطفى النحاس وأحييت به كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عدداً من الحفلات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود مختار كوكب الشرق مدينة المنصورة محافظة الدقهلية الدكتور فاروق الباز الاماكن السياحية الساحة الشعبية
إقرأ أيضاً:
البطريرك لويس روفائيل ساكو: الشرق مهد الأنبياء وأرض الحضارات والأمجاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام” (لوقا 2/ 14) ، هذه كلماتُ الرجاء من السماء لمستقبل البشرية المُتعَبة، وسط الحالة الاستثنائية الراهنة التي تعيشها شعوب المنطقة بقلق وخوف، يأتي احتفال المسيحيين بعيد ميلاد المسيح، ميلاد الرجاء وقِيَم الأُخُوَّة والمحبة والسلام والأمان والخير للجميع. رسالة المسيح كانت ولا تزال من أجل إنسانية أكثر صدقا وبيئة تليق بالكرامة البشرية. علينا ان نولد من جديد ونبدأ مسيرة جديدة..
وأضاف “ساكو” خلال رسالة الميلاد هذ العام، أن الكنيسة الكلدانية لا تُخفي قلقها ومخاوفها إزاء ما يجري، تؤكد صلاتَها في أيام عيد الميلاد، من أجل السلام والأمان في المنطقة والعالم، وتُعبِّر عن تضامنها مع كل الذين يعيشون ظروفاً صعبة وقلقة والحاجة في غزة ولبنان وسوريا وفي أماكن أخرى.
وتابع “ساكو” : إنطلاقا من رسالة الميلاد للسلام، تُناشد الكنيسة الكلدانية جميع قادة العالم للتحلّي بالمسؤولية والشجاعة، لايجاد حلولٍ سلمية دائمة للصراعات الدائرة في المنطقة. حلول ترتقي الى تطلعات شعوبِها الى أمن راسخ وإصلاح شامل، واستعادة حقوقهم وكرامتهم وسيادة بلدانهم.
واستطرد “ساكو” ، الشرق مهد الأنبياء وأرض الحضارات والأمجاد، ويحتاج في هذه الظروف العصيبة الى العقلانية والحكمة والتمييز وتضافر الجهود في تحقيق المصالحة الوطنية والمضي قُدماً نحو مستقبل أفضل وليس الانجرار الى مزيد من النزاعات والانقسامات.
واشار بطريرك الكلدان، إلي ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالته بيوم السلام العالمي الذي يُحتَفَل به في الأول من يناير 2025: “لتكن سنة 2025 سنة ينمو فيها السّلام! السّلام الحقيقيّ والدّائم، الّذي لا يتوقّف عند مراوغات الاتفاقيّات أو على طاولة أنصاف الحلول الإنسانيّة. لنسعَ إلى السّلام الحقيقيّ، الّذي يمنحه الله لقلب تجرَّد من السّلاح، وقلب يتغلّب على اليأس من أجل مستقبل، كلّه رجاء، يؤمن أنّ كلّ إنسان هو غنًى لهذا العالم”.
وتابع “ساكو” : بخصوص العراق، ندعو للعودة الى الهوية الوطنية الجامعة وبناء الدولة على المواطنة، وفق أسس حديثة تضمن المساواة لجميع العراقيين، وحصر السلاح بيدها ومحاربة الفساد، ونبذ الطائفية وروح الانتقام كما دعا المرجع الأعلى علي السيستاني، قبل أسابيع. وتنوع الهويات الاثنية والدينية التي هي مصدر غنى يجب احترامه. علينا ان نتحد ونكتاتف ونعمل من أجل مصلحة بلدنا لأننا نتقاسم الوجود على أرضه.
وأكد البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، علي مخاوف المسيحيين قائلاً : نحن مكوّن أساسي في النسيج العراقي، يتجذَّر وجودنا عميقاً في تاريخ العراق (بلاد ما بين النهرين)، نحن كلدان مملكة بابل العظيمة والمدائن (بغداد) وبيت الحكمة واشوريي امبراطورية نينوى وسريان تكريت ودير مار متى.
واستطرد “ساكو”،المسيحيون من المؤسسين للعراق، وولاؤهم كان دوماً لبلدهم، وكانت لهم علاقة طيبة مع المسلمين، لكنهم عانوا الكثير في العقدين الأخيرين عانوا من نتائج هذه الصراعات وارتفاع خطاب الكراهية (الذي روَّجت له عناصر القاعدة وداعش)، والتهميش والاستحواذ على مقدراتهم وممتلكاتهم، مما دفع ثلثيهم الى الهجرة وهم النخبة.
واختتم البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ، كلمة الميلاد لهذا العام قائلا : نريد البقاء على أرضنا، وبعلاقة جيدة مع الجميع، وإستعادة حقوقنا ودورنا في بناء العراق الجديد وتوطيد العيش المشترَك، والتواصل مع مواطنينا بعلاقات طيبة، كوننا نحمل جميعاً نفس الهوية. نأمل أن تُنصِفنا الحكومة الموقرة بالأفعال وليس بالاقوال.
أخيراً، لنرفع صلاتنا إلى الله في غمرة عيد الميلاد والعام الجديد 2025 ويوبيل السنة المقدسة سنة الرجاء، ليَحلَّ السلام والأمن والأمان للجميع كما يريد الله.. كل عام والعراق والعالم بخير.