نيوزيمن:
2025-01-03@07:19:09 GMT

سميرة.. قصة نجاح وصمود في وجه الإعاقة

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

سميرة عبداللاه، فتاة في الـ14من عمرها، تعرضت لإعاقة مفاجئة في بداية حياتها، إلا أن هذه الإعاقة لم تكن حاجزاً أمام طموحاتها التي سعت إلى تحقيقها بصمود وإرادة قوية.

ولدت سميرة في محافظة ابين، وتحديداً في مديرية مكيراس، أصيبت بحمى شوكية فقدت على إثرها السمع أثناء دراستها في الصف السابع (أول إعدادي). لم يستطيع والداها أن يسافر بها خارج البلاد لاستكمال علاجها بسبب ظروف الأسرة الصعبة، الذي فاقم من معاناة سميرة وغير مجرى حياتها بالكامل.

لم تستطع سميرة تقبل وضعها في بداية الأمر، خصوصا مع صعوبة فهم الدروس في المدرسة من المعلمات اللاتي يلبسن البرقع، وأيضا عدم تقبل بعض الزميلات لها في المدرسة بسبب كونها صماء، بعد أن كانت سليمة وطالبة جديدة في مدرستها.

تقول سميرة إنها كانت تتعرض للتنمر يومياً في المدرسة من قبل زميلاتها، الأمر الذي دفعها إلى الانتقال إلى مدرسة عبدالباري لدراسة مرحلة الثانوية.

كفاح ونضال 

وتضيف سميرة: "تغلبت على تلك الصعوبات بمساعدة أهلي خصوصا أبي وأمي الذين شجعوني على الاستمرار في الدراسة بعد أن أصبت باليأس والوقوف بقوة أمام الآخرين. وقابلت سخرية وتنمر الآخرين بصمت واستمررت في تعليمي دون النظر خلفي".

وتضيف: أنهيت مرحلة الثانوية بدرجة امتياز وكان ذلك مصدر فخر لي ولعائلتي.  

بداية التغيير 

ولاحقاً انضمت سميرة إلى جمعية الصم في عدن وتعلمت لغة الإشارة بشكل سريع جداً، لتصبح بعدها أول مدربة للغة الإشارة في العاصمة عدن. التحقت بالعمل المدني لخدمة للصم وأصبحت معلمة للصفوف الأولى في مدرسة الصم. لم تتوقف هناك بل إنها أنشأت وأسست مبادرة "هن" لنشر وتعليم لغة الإشارة للمجتمع بهدف دمج الصم في المجتمع للخروج من عزلتهم.

ونفذت سميرة عبر هذه المبادرة العديد من تدريبات لغة الإشارة التي استهدفت بها الشباب من الجنسين وموظفي المؤسسات الحكومية، وتطمح حالياً لتطوير المبادرة والحصول على دعم لتنفيذ مشاريع تمكين اقتصادي للفتيات الصم.

في نفس الفترة التحقت بجامعة عدن قسم علم الاجتماع الإرشادي والتربوي، ولم تكن تتوقع سميرة أن تصل إلى هذه المرحلة من التعليم الأكاديمي بسبب المعاناة التي عاشتها، ليتحقق حلمها بالتخرج من الجامعة بعد كفاح طويل.

تشير سميرة إلى أنها واجهت ضغوطات كبيرة خلال هذه المرحلة بسبب "دراستي وعملي الطوعي، شجعتني عائلتي ووكيلة المدرسة الأستاذة أشجان على الاستمرار، ووقفوا معي بشكل كبير، وهو ما ساعدني كثيرا في التخفيف من تلك الضغوطات التي تحملتها لمدة أربع سنوات في الكلية".

طموح وحلم

لدى سميرة الكثير من الأحلام والطموحات عقب حصولها على شهادة البكالوريوس. تقول: أسعى للالتحاق ببرنامج الماجستير في نفس تخصصي، وأطمح لإنشاء مشروع تجاري خاص لمساعدة عائلتي وتوفير نفقات دراستي وإكمال تعليمي العالي الذي يعتبر أكبر حلم لي. كما أني أطمح لأكون مرشدة اجتماعية في مدارس الصم التي تحتاج إلى دعم من قبل المجتمع والجهات المختصة.

قلة اهتمام

وفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن هناك 4.5 مليون ونصف معاق، أي ما يعادل 15% من سكان اليمن حسب التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية.

وتشير المنظمة إلى وجود ما يزيد عن 300 منظمة تقدم خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة قبل الحرب. ومن بعد الحرب تقلصت إلى 26 منظمة وذات قدرات وبرامج محدودة بسبب نقص التمويل وامكانيات مزواله العمل. بالإضافة إلى أن صندوق المعاقين توقف عن صرف المقررات المالية للأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق الحكومة المعترف بها بين 2015 و2017، واستأنف صرفها من 2017 لكن بطريقة غير منتظمة بسبب نقص التمويل.

أغلب سكان اليمن من صغار السن، لكن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم فوق 65 عاما فأكثر يمثلون 37% من الأشخاص ذوي الإعاقة في البلاد. ويواجه كبار السن من ذوي الإعاقة صعوبات مضاعفة في نيل حقوقهم، وتؤدي المشاعر السلبية والتصورات النمطية بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن إلى تعرضهم للتمييز المتعدد الجوانب في التمتع بحقهم في المساواة مع غيرهم من أعضاء المجتمع، حسب المنظمة.

الأشخاص ذوو الإعاقة من المهمشين من بين من يتعرضون لأشكال متعددة ومضاعفة من التمييز بسبب تضافر عوامل عدم المساواة، وبسبب الأعراف الثقافية تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقات صعوبات مضاعفة ومركبة في أوضاع النزوح، وفقاً للمنظمة.

رغم كل الجهود المبذولة من الجهات المعنية كصندوق رعاية وتأهيل المعاقين والجمعيات وغيرها في التخفيف من معاناتهم، إلا أن استمرار الحرب وعدم الدخول بعملية سلام شاملة، سيبقي الأشخاص من ذوي الإعاقة الشريحة الأكثر تضرراً من الحرب.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ذوی الإعاقة

إقرأ أيضاً:

التضامن الاجتماعي: إصدار مليون و500 ألف بطاقة خدمات متكاملة لـ ذوي الاحتياجات الخاصة

تلقت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، تقريرًا عن الجهود التي قامت بها الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة على مدار العام، خاصة أن وزارة التضامن تضع حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في مقدمة اهتماماتها، حيث إن كل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، ليسوا فقط مستفيدين من برامج الوزارة، بل شركاء في تحقيق رؤية مصر 2030، والركيزة الأساسية في بناء مجتمع أكثر شمولًا وإنصافًا، فلا ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة من زاوية الاحتياج، بل من زاوية القدرات والإمكانات التي يتم العمل على تنميتها وصقلها، إيمانًا بأن المجتمع لا ينهض إلا بجميع أبنائه.

وأكدت الدولة المصرية التزامها التام تجاه حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي ترتكز على مدار عقد كامل في الاهتمام بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بداية من صدور الدستور المصري عام 2014، وعضوية المجالس النيابية، وصدور قانون حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة رقم (10) لسنة 2018 ولائحته التنفيذية الصادرة رقم (2733) لسنة 2018، إيماناً من مصر بحق جميع الأفراد في الحصول على حقوقهم المتكاملة دون تمييز أو تهميش وتأكيداً على مبادئ العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص، كما خصصت عام 2018 عاماً للإعاقة، واحتفالا سنويا بذوي الإعاقة ونجاحاتهم، مع تغيير واضح للصورة الذهنية عن ذوي الإعاقة وتمكينهم في العديد من المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية، كل هذا لم يكن ليأتي لولا هذا الدعم غير المسبوق من القيادة السياسية.

وأطلقت الدولة المصرية سلسلة من المبادرات والسياسات التي تؤمن بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في التمكين والمشاركة الكاملة، وآمنت وزارة التضامن الاجتماعي بأن الدمج بكافة أشكاله هو الحل، الدمج بالتعليم والعمل والفن والثقافة والرياضة، وصوبت الوزارة خططها بمد مظلة الحماية الاجتماعية إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، فأطلقت بطاقة الخدمات المتكاملة، والتي أصبحت أكثر من مجرد وثيقة، فهي بوابة لضمان كرامة الإنسان وحقه في العيش باستقلالية، حيث تم إصدار مليون و500 ألف بطاقة، من خلال 232 مكتب تأهيل اجتماعي موزعة على 27 محافظة عبر آلية شفافة وعادلة، وبرنامج "كرامة"، الذي يمد يد العون لأكثر من مليون و260 ألف مواطن، من ذوي الاحتياجات الخاصة، بمخصصات سنوية تجاوزت 8.6 مليار جنيه، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق الحماية الاجتماعية الشاملة.

كما تم إطلاق حملة "هنوصلك"، لإيصال الخدمة إلى المستفيدين في مناطقهم، بالتعاون مع مؤسسة صناع الحياة والهلال الأحمر المصري، تأكيدًا على أننا لن ندع أي مواطن يشعر بالعزلة أو الحرمان، مع تنظيم قوافل طبية للتوعية بالاكتشاف المبكر للإعاقة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي بالتعاون مع المجتمع المدني، وشمول ذوي الاحتياجات الخاصة المستفيدين من الدعم النقدي بالرعاية الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة، ومبادرة " أحسن صاحب" لدمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقدم الوزارة تدريب وتمكين اقتصادي لذوي الإعاقة، فحققت تشغيل لـ1318 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ بداية 2024 بالتنسيق مع القطاع الخاص والبنوك وإطلاق الشبكة القومية لخدمات التأهيل والتوظيف بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وتوفير قروض ميسرة ودعم الحرف اليدوية من خلال معارض مثل "ديارنا"، كما دعمت الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال دمج 587 طالبًا من الصم وضعاف السمع في 13 جامعة بدعم 83 مترجم لغة إشارة بتكلفة 2.9 مليون جنيه سنويًا، ودعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية في 19 جامعة حكومية بتوفير منح دراسية بقيمة 900، 000 جنيه سنويًا، مع تجهيز أول مكتبة إلكترونية بجامعة الزقازيق ودعم معمل حاسب آلي بـ 494، 500 جنيه، وإنشاء حضانات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وعددها 220 حضانة على مستوى الجمهورية.

وتقدم الوزارة خدمات التأهيل والرعاية من خلال 548 هيئة تأهيلية تشمل العلاج الطبيعي، التخاطب، والتأهيل الشامل وإنشاء 20 مركز تأهيل بقرى حياة كريمة، وجاري تجهيزها للتشغيل، مع تطوير مجمعات الإعاقة (المرج، عين شمس، الطالبية) بتكلفة إجمالية 19.4 مليون جنيه، وجاري تطوير مجمع مصر القديمة بـ 3.8 مليون جنيه، وتوفير 3395 جهازًا تعويضيًا، وقطع غيار لمزروعي القوقعة الإلكترونية، وتقديم منح دراسية كاملة لخريجي الثانوية العامة بالتعاون مع جمعيات أهلية، مع تجهيز 6 مراكز إنتاج كمرحلة أولى لتصنيع الأطراف الصناعية بالتعاون مع وزارة الدفاع.

وتعمل الوزارة على تعزيز الوعي المجتمعي ودمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تنفيذ برامج توعية عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتغيير السلوكيات السلبية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وتدريب كوادر اجتماعية من الرائدات والجمعيات الأهلية، وجهزنا 14 محطة سكة حديد 35 محطة متر بالتعاون مع وزارة النقل لتناسب ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتخطط الوزارة لمد مظلة الأمان الاجتماعي عن طريق الاستمرار في إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة للمستحقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومد مظلة الحماية الاجتماعية لشمول المزيد من ذوي الاحتياجات الخاصة في برنامج الدعم كرامة، وتمكين اقتصادي شامل، يفتح آفاق العمل والإبداع أمام الأشخاص ذوي الإعاقة، عن طريق إطلاق المزيد من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ودعم الحرف اليدوية من خلال المعارض وإبراز منتجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير المزيد من فرص العمل عبر الشبكة القومية لخدمات التأهيل والتوظيف "تأهيل"، ودمج تعليمي حقيقي، يضمن لهم فرصًا متساوية في التعليم والابتكار، عن طريق زيادة الدعم للطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات من خلال الأجهزة التكنولوجية المساعدة، والمكتبات الإلكترونية، وتوفير مترجمي لغة الإشارة، والاستمرار في تجهيز المدارس والغرف التعليمية بوسائل التكنولوجيا المساعدة.

اقرأ أيضاًالتضامن الاجتماعي تنظم معرض «ديارنا» للحرف اليدوية والتراثية ببنك القاهرة

نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد احتفالية جمعية قرية الأمل بالإسكندرية

مقالات مشابهة

  • صرف دعم نقدي لـ 4.7 مليون أسرة بقيمة تجاوزت الـ41 مليار جنيه خلال عام
  • صندوق المعاقين يحول دفعة جديدة من مستحقات العام 2024
  • «قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة» في ورشة عمل بجامعة بنها
  • قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة .. ورشة عمل بجامعة بنها
  • "عون الحرم".. مبادرة مبتكرة لخدمة ذوي الإعاقة داخل المسجد الحرام
  • خلال 2024 .. إصدار مليون و500 ألف بطاقة خدمات متكاملة لذوي الإعاقة
  • عون الحرم”.. مبادرة مبتكرة خدمت أكثر من 46 ألف مستفيد من ذوي الإعاقة داخل المسجد الحرام
  • إصدار مليون و500 ألف بطاقة خدمات متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة
  • التضامن الاجتماعي: إصدار مليون و500 ألف بطاقة خدمات متكاملة لـ ذوي الاحتياجات الخاصة
  • التضامن: إصدار مليون و500 ألف بطاقة خدمات متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة