يُجمع معارضو تقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا، على أن كييف عاجزة عن كسب الحرب. وفي أفضل الأحوال، فإن حرب الاستنزاف هذه لن تنتهي بانتصار أي طرف.

هذه العمليات تستحق دعماً أوروبياً مستمراً


ومع ذلك، يقول الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية ستيفن بلانك في مقال بمجلة "ذا هيل" الأمريكية، إن الوقائع تناقض هذه التأكيدات التي لا أساس لها.


وحالياً، تسجل الهجمات الأوكرانية على أسطول البحر الأسود انتصارات تكتيكية، واحداً تلو الآخر، لتحطيم مركز القوة وتقويض الحصار الروسي المفروض على البحر الأسود، وجعل الاحتلال الروسي للقرم في وضعية لا يمكن الدفاع عنها. وليس مصادفة أن هذه النتائج تتطابق مع الأهداف التكتيكية والاستراتيجية لأوكرانيا.

 

"Ukraine’s naval victories show a winning strategy is underway" (@TheHillOpinion) https://t.co/1dXes75jNt pic.twitter.com/oADyGI77EB

— The Hill (@thehill) September 28, 2023


ولفت الكاتب إلى أن تجاهل هذا المسرح الحاسم للعمليات العسكرية ينعكس في عدم الحديث عنه. وهناك ميل إلى التقليل من شأن الدور الذي تضطلع به الأسلحة البحرية في الحروب المعاصرة. ومن المفترض أن البحرية تلعب دوراً ثانوياً أو أقل بالنسبة للقوات البرية والجوية في تحقيق نصر حاسم. ومع ذلك، فإن التهديدات البحرية واستخدام البحرية في تحقيق مهام استراتيجية يتزايد.

ضربات متكررة


ولا شك في أن الصواريخ والمسيّرات ومجموعات الإغارة، وجهت ضربات متكررة ضد أهداف للبحرية الروسية، ودمرت سفناً ومنشآت للتصليح وأنظمة للدفاع الجوي ومطارات. ومؤخراً، ضربت أوكرانيا مقر قيادة أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، كما أغارت القوات الأوكرانية على ساحل القرم، واستعادت منصة نفطية سبق لروسيا الاستيلاء عليها. وهذه ليست عمليات استعراضية كما يقول المنتقدون.

إخفاق الاستراتيجية البحرية الروسية


ويقول الكاتب إن التطورات تسلط الضوء على إخفاق الاستراتيجية البحرية والدفاعات الجوية لموسكو. لكن الأكثر أهمية هو أن المكاسب التي تحققت من دون قوة جوية كافية، تثبت حقيقة في غاية الأهمية تتناقض مع الحسابات الواقعية للحرب. إنها تكشف ذكاءً استراتيجياً أوكرانياً في تنسيق العمليات العسكرية لتتناسب مع القدرات المتاحة ومع الأهداف الاقتصادية والسياسية. ولا شك في أن هدفها النهائي هو طرد روسيا من القرم، وتفكيك قدراتها على محاصرتها، وخنق اقتصادها، وإطلاق صواريخ أو هجمات جوية وبرمائية ضدها، لمنعها من توفير دعم لوجيستي للجيش الروسي.
ولفت الكاتب إلى أن هذه العمليات تستحق دعماً أوروبياً مستمراً على نطاق واسع. وكما كتب أحد الصحافيين في "إيكونوميست"، فإن دعم الغرب لكسر الحصار غير الشرعي على صادرات أوكرانيا من الحبوب هو أمر حيوي لدعم ديمومة اقتصاد أوكرانيا، ومساعدة مجهودها العسكري. وهكذا، فإنه من أجل دحض مزاعم روسيا بالسيطرة الشاملة على البحر الأسود والحصار، يتعين على الناتو الذهاب إلى ما هو أبعد من الجهود الحالية، للعثور على بدائل لتأمين صادرات كييف.

 


وتعتبر الصادرات عبر دول البلقان، على غرار اليونان ورومانيا وربما بلغاريا وحتى كرواتيا، ضرورية كي يتم تفادي كارثة في أوكرانيا، لذا من الضروري دعم مبادئ حرية الملاحة ومعاهدة مونترو، بحيث لا يمكن موسكو أن تبادر إلى الفعل مجدداً مع توقع الحصانة والإفلات من الانتقام.
ولذلك طالب الكاتب، وآخرون، بينهم القائد السابق للقوات الحليفة في أوروبا الأدميرال جيمس ستافريديس، بمواكبات من حلف شمال الأطلسي مع قواعد دفاعية خالصة لمرافقة السفن الأوكرانية والدولية الأخرى عبر البحر الأسود.
وعلاوة على ذلك، فقد دعا رينيه كوفود- أولسن المدير التنفيذي لمجموعة "V"، وهي أكبر شركة لإدارة الشحن البحري في العالم، إلى تدخل الناتو عبر الخطوط الملاحية، نظراً إلى حاجة العالم لتأمين الصادرات الغذائية.
وسبق للنجاحات البحرية الأوكرانية أن أضعفت قدرات روسيا في البحر الأسود، وقوّضت عملياتها البحرية، ودمرت استراتيجيتها البحرية السابقة. ومن الواضح أن هناك حاجة إلى فعل المزيد في الأشهر والسنوات المقبلة. وهذه حرب طويلة على رغم الحجج الواقعية، وأي من الطرفين لن يدخل في التفاوض.
وختم الكاتب بقوله: "التصميم الأوكراني على البقاء والاستمرار، يواجه بإدراك بوتين أن المفاوضات ترتب تهديداً دائما لسلطته".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

قيادي بمستقبل وطن: مصر تمتلك رؤية استراتيجية قائمة على التماسك الوطني

قال رشاد عبد الغني القيادي في حزب مستقبل وطن، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للأكاديمية العسكرية، تؤكد أن مصر تمتلك رؤية استراتيجية كاملة قائمة على الوحدة والتماسك والتلاحم والاصطفاف الوطني للشعب خلف قيادته ودولته، خاصة في وقت الأزمات، وذلك على الرغم من التحديات الكبيرة التي تولدت جراء هذه الأزمات ويعاني منها الكثيرون.

 قيادي بمستقبل وطن: مصر تمتلك رؤية استراتيجية قائمة على التماسك الوطني

وأكد عبد الغني في بيان له اليوم، أن حديث الرئيس تناول أيضا تمسك مصر بمبادئها القائمة على التمسك بالسلام واستعادة الهدوء والاستقرار بالمنطقة، مثمنا إطلاع الرئيس لأبناء الأكاديمية العسكرية المصرية على آخر المستجدات في الساحة الإقليمية وما انتهت إليه القمة العربية من مخرجات أكدت بشكل خاص أهمية إعمال السلام الشامل والعادل في قطاع غزة والخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، كجزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.

برلماني: كلمة الرئيس السيسي رسالة طمأنة للمصريين وتجديد الالتزام بدعم الفلسطينيينالرئيس السيسي: المرأة المصرية شريكة فاعلة في التنمية وسند الوطن

وأشار القيادي في حزب مستقبل وطن، إلى أن تصريحات الرئيس السيسي تعكس قدرة مصر على امتلاك رؤية شاملة ومستدامة في إدارة الأزمات والتحديات وتمارس دورها بأمانة ومهنية ودقة عالية ووطنية متفردة بما يؤكد دورها الإقليمي وتأثيرها الدولي في كافة القضايا ويمكنها من تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأشار رشاد عبد الغني إلى أهمية ما تطرق إليه الرئيس السيسي في حديثه حول أهمية التطور كاستراتيجية لجوهر تقدم الأمم ومواكبتها التحولات العالمية، وكذلك تناول جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للتوعية بدور مصر  والتزامها الأخلاقي والسياسي تجاه القضايا العربية، الأمر الذي يدفع بمكانة الدولة المصرية إلى  الريادة في مجال السلام.

 خطة إعمار غزة شهادة على دور مصر الريادي في حماية القضية الفلسطينية

أكدت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للأكاديمية العسكرية تحمل رسائل واضحة تؤكد على الدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تعكس حرص الدولة المصرية على استقرار الأوضاع الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة.

وأوضحت حارص، أن كلمة الرئيس شددت على أن مصر اتبعت موقفًا إيجابيًا في تعاملها مع الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث سعت منذ بداية الحرب على غزة إلى وقف التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية، مع رفض تام لمخططات التهجير، وصولًا إلى إعداد خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع، مؤكدة أن تصريحات الرئيس عكست بشكل جلي أن مصر صمام أمان المنطقة وتحركاتها تأتي وفق رؤية استراتيجية واضحة.

وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية أن الرئيس السيسي أشار إلى أن خطة إعادة إعمار غزة جاءت نتيجة جهد متكامل لكافة أجهزة الدولة المصرية، وهو ما يعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، مشيدة في الوقت ذاته باعتماد القمة العربية لهذه الخطة التي تعد خطوة مهمة نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وأشارت إلى أن إشادة الرئيس بتماسك الشعب المصري والتفافه حول قيادته خلال الأزمات هو ركيزة الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى تقديره للدور الوطني للقوات المسلحة، هي رسائل تعكس أهمية تضافر جهود جميع الوزارات والهيئات الوطنية للعمل بأقصى طاقتها لمواجهة التحديات الراهنة والحفاظ على استقرار البلاد والمنطقة بأكملها.

مقالات مشابهة

  • أستاذ دراسات استراتيجية: قمة عمان تعكس قلق دول الجوار من تداعيات الوضع في سوريا
  • الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي
  • أوكرانيا تكشف تفاصيل هجمات روسيا خلال أسبوع
  •  استراتيجية لمواجهة التنمّر!
  • أسطول البحر الأسود الروسي يحصل على زوارق مسيرة ودرونات انتحارية من جيل جديد
  • في عز صيامهم.. انتصار أبطال الجيش المصري في العاشر من رمضان على العدو الإسرائيلي.. كواليس الانتصار العظيم
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • بتهمة نشر وصية منفذي عملية البحر الميت.. عربي21 تكشف تفاصيل محاكمة الأردني محمد الطويل
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر تمتلك رؤية استراتيجية قائمة على التماسك الوطني
  • صنعاء تكشف عن موعد عودة عمليات البحر الأحمر