جيّاشة ودعّامة جمعتم مطرة وفرتقتم هبوب
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
جيّاشة ودعّامة جمعتم مطرة وفرتقتم هبوب
خالد فضل
المليشيا نوعان؛ نوع تصنعه الحكومات وآخر تصنعه الضرورات وفي تجربة السودان ثراء ما بعده ثراء في إنتاج المليشيات المسلحة، نظرة خاطفة على خارطة الحياة العامة في البلاد تصطدم مباشرة بلغم مليشياوي، والعهد الغيهب كما في وصف المرحوم د. منصور خالد لحقبة الإنقاذ تكفيك، خاصة فيما يتعلق بالمليشيا ماركة الحكومة، فمنذ مطالع التسعينات من القرن الماضي تم تأسيس مليشيا الدفاع الشعبي، وأجيز لها قانون من تشريعي الإنقاذ، وحشدت لها الحشود من منتسبي تنظيم الجبهة الإسلامية في نواة التكوين، ثم تبعهم الجميع غصباً من منتسبي الخدمة العامة، وكانت الكتائب المليشياوية تتسمى بألقاب إسلاموية لإضفاء نوع من القداسة على متحركات التنظيم ذي الطبيعة العدوانية المسماة جهاد، ونسجت من الأساطير الأكاذيب حول كرامات تلك المليشيات ما صار مصدر سخرية وتندّر معظم الناس.
قبل الدفاع الشعبي كانت مليشيا المراحيل في مناطق التماس على تخوم الجنوب، قيل إنها لحماية رحلات الرعاة السنوية بين الشمال والجنوب، ولحماية القوافل التجارية وقطار بابنوسة أويل، وهي مليشيا قبلية تمت صناعتها أو على الأقل رعايتها بوساطة حكومة العهد الديمقراطي في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم برئاسة الإمام الراحل الصادق المهدي وتردد أنّ حاكم إقليم كردفان حينذاك السيد عبد الرسول النور كان عرّاب تلك المليشيا.
كان هناك الجيش الشعبي؛ وقوامه مليشيا صنعتها الضرورات النضالية لرهط من السودانيين اشتكوا في بلادهم من عسف السلطات وجور الحكومات فنفروا بالسلاح لإزالة التهميش وتحرير بلدهم من مفاهيم الاستعلاء والاستغلال وسوء الحال، وهي ذات الدوافع أوالمزاعم التي نبتت على وقعها مئات المليشيات في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان، في المقابل كانت الحكومة خاصة الإنقاذ تحرّض وتشجع على تكوين مليشيات من القبائل لتصد بها هجمات تلك الحركات المسلحة، وانتشر تبعاً لذلك حمل السلاح بين المواطنين في مناطق النزاعات، وسادت الثقافة المليشياوية بين السكان، وبات من الطبيعي أن يكون لكل قبيلة مليشيا، وبالتالي انفرط عقد احتكار الدولة لأدوات القمع الرسمية، وساد الهرج والمرج، وفي حرب دارفور سطع نجم المليشيات بصورة طغت فيها على الجيش الرسمي، حدث كل ذلك وقيادة الجيش الحالية في الخدمة تتدرج من رتبة لأعلى!!
لم يطرق مسامعي- ربما لتقصير مني- نبأ تذمّر من ضباط الجيش قدموه لقياداتهم الأعلى حول انتشار المليشيات المرعية حكومياً، لا عتب عليهم فيما يتعلق بتكوين مليشيا الضرورة، فهم لا يملكون من أمر تكوينها شيئاً، أمّا مليشيا الحكومة فهي صنيعتهم ومباركتهم، ولن يجديهم نفعاً اليوم أن يصفوا الدعم السريع بـ(المليشيا المتمردة).
كان بعض أفراد تلك المليشيات من النوعين يتم استيعابهم في الجيش فيترفعون في الرتب شأنهم شأن من احترفوا الجندية وعبروا من خلال الكلية الحربية، تلك الكلية العريقة التي أسست من أيام الاستعمار الإنجليزي /المصري، وتحكم الانتساب إليها ضوابط وشروط ظلّت مرعية نوعا ما إلى ما قبل سيطرة الجبهة الإسلامية على السلطة، ليختلط حابل تلك الشروط المهنية بنابل التزكيات والتوصيات والتدابير التمكينية الإسلاموية وبالنتيجة نشأت أجيال من الضباط المتنازعين بين الولاء للوطن والمهنية حسبما تقتضيه الضوابط وبين الالتزام بالتدابير والحيل الحزبية التي يفرضها عليهم التنظيم، وبالطبع سقط الكثيرون في الاختبار واختاروا طرق التنظيم الملتوية عوضاً عن صراط الوطن المستقيم فأصبحوا أدوات قهر حزبية (وابقى سلّم لي على علي كرتي!)، ليس كلهم بالطبع ولكن من المستحيل أن تنجو مؤسسة حكومية من أعراض مرض التمكين مهما تدرعت بدروع الوطنية، لم تنج مؤسسات التعليم العالي ولا الشؤون الدينية فكيف ينجو سلك الجندية؟
من أبرز المليشيات التي صنعتها حكومة الإنقاذ مليشيا الجنجويد التي ملأ اسمها آفاق العالم من أقصاه لأدناه، وارتبطت تلك المليشيا بالحكومة الإسلاموية ارتباطاً لم تنفك منه حتى قبيل سقوطها بقليل، وبفعل تلك المليشيا ومعها الجيش وصل ملف جرائم الحرب إلى منضدة المحكمة الجنائية الدولية وصار عمر البشير وأحمد هرون وعبد الرحيم محمد حسين وعلي كوشيب على رأس قائمة المطلوبين للمثول أمامها، بعد أن أحال مجلس الأمن الدولي الملف إلى مدعي عام المحكمة وكان وقتها السيد أوكامبو!
الآن يمثل السيد كوشيب أمام قضاة المحكمة؛ وهو زعيم مليشيا من صنائع الحكومة، ومثل أمامها من قبل وتمت تبرئته من التهم السيد بحر إدريس أبو قردة القيادي في إحدى مليشيات الضرورة التي سبق وصفها في هذا المقال.
وفي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أورد قائد الجيش وقائد انقلاب 25 أكتوبر الفريق في الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ضمن حيثيات طلبه بإدراج قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، أن من ضمن جرائم تلك المليشيا فتح السجون وفرار المحبوسين والمحكومين ومن بينهم بعض المطلوبين للعدالة الدولية (المحكمة الجنائية الدولية)، وفي هذا البند تحديداً يلحظ المرء أن تناقضاً فظيعاً قد وقع فيه السيد البرهان، فهو يقدم خطابه باعتباره رئيس الضرورة للبلد فلماذا لم يسلم المطلوبين للمحكمة قبل يوم إطلاق سراحهم بوساطة المليشيا المتمردة- كما يصفها خطاب الجيش ومن يؤيدون الحرب الراهنة-.
مليشيا الدعم السريع نشأت وترعرعت وشبت عن الطوق في كنف الذين يحاربونها الآن، وخرجت من رحم القوات المسلحة كما يقول قائد القوات المسلحة (بعضمة لسانو) وأجاز قانونها المجلس الوطني تبع حزب المؤتمر الوطني مثلما أجاز قانون القوات المسلحة ذاته، وصارت هي القوة الضاربة لمطاردة مليشيات الضرورة الآنف ورودها في المقال، وأفردت الحوارات الإعلامية والتسويق الدعائي للسيد حميدتي قائد مليشيا الدعم السريع، بل سبقته زغاريد بعض سيدات الحكومة ذات مرّة!! مثلما أفسحت مجالات التجارة والاستثمارات تبع الدعم السريع ضمن هيمنة منظومة الاستثمارات العسكرية؛ تلك التي تستحوز على أكثر من 80%من الحركة الاقتصادية في البلاد وفق ما صرّح به الخبير الاقتصادي، رئيس الوزراء الانتقالي د. عبد الله حمدوك، فكان رد قائد الجيش قاسياً، متهماً حمدوك وحكومته بالفشل!! قبل أن ينقلب عليه لاحقاً، بمثل ما انقلب فيما بعد على خدنه ونائبه في المجلس السيادي، وصار ينعته وقواته بكل منكر من الفعل، ويستغرب المرء حقاً إن كانت تلك الصفات المشاعة في ذم الدعم السريع قد ولدت يوم 15 أبريل 2023م أم كانت ملازمة له مذ كان في رحم القوات المسلحة ينمو ويكبر ويتغذى بحبلها السري!!
من الواضح أن الدعم السريع وقائده قد بدأ يتخذ مواقف أكثر استقلالية مما هو مسموح له في عُرف التنظيم الإسلاموي. جاءت الهبوب لتفرق الشمل ببروز فرضية خروج الجيش والدعم السريع من السلطة، كيف يخرج من أدمنوا السلطة واحتكروا الموارد ونبت لحم معاشهم من ريع تلك المنظومات، ولعل جريرة حميدتي لسانه الذي صار في الآونة الأخيرة يهرف بعبارات على شاكلة الوفاء بالعهد، والالتزام بما أبرم، وبأن قضيته ليست مع الجيش بل مع (المكنكشين) في السلطة، تلك هي بعض الهبايب التي فرتقت القوم وما خفى من أمر تلك الريح الصرصر العاتية أعظم، وستأتي لحظة الحقيقة طال الزمن أو قصر الأهم الآن أن تتوقف الحرب فوراً في كل أنحاء السودان، بدوافع إنسانية أولاً، ومن ثمّ الشروع في تفاوض جاد وملزم قوامه قوى الثورة وقوى الانتقال المدني الديمقراطي دون عزل أو تمييز، وليكن قادة الجيش أنفسهم من المشمولين بالحوار من أجل الوفاء بالعهود والالتزام بالخروج نهائياً من العملية السياسية والتفرغ لتكوين جيش وطني مهني محترم مثل الجيوش في البلدان الديمقراطية يكون تحت إمرة السلطة المدنية، وتتم معالجة كل الذرائع التي تقوم عليها المليشيات الحكومية ومليشيات الضرورة.
الوسومالأمم المتحدة البرهان الحكومة الدعم السريع السودان الصادق المهدي المحكمة الجنائية الدولية المليشيات حميدتي خالد فضل علي كوشيب عمر البشير منصور خالدالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة البرهان الحكومة الدعم السريع السودان الصادق المهدي المحكمة الجنائية الدولية المليشيات حميدتي خالد فضل عمر البشير منصور خالد القوات المسلحة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
دمج المليشيات في الجيش الصومالي.. إصلاح أمني ومخاطر محتملة
سعيا إلى تعزيز قدرات الجيش الصومالي من حيث التعداد وإضافة خبرات قتالية، برزت فكرة دمج المليشيات المسلحة في الجيش لما لها من دور بارز في المكاسب الأمنية الأخيرة التي حققها الجيش الصومالي على مقاتلي حركة الشباب جنوب ووسط الصومال.
وقد استعاد الجيش بدعم من المليشيات المحلية في المرحلة الأولى من العمليات العسكرية التي انتهت أواخر العام الماضي أكثر من 70 منطقة بين مدينة وقرى وبلدات منها مناطق إستراتيجية كانت تحت سيطرة حركة الشباب.
وأعلن وزير الدولة بوزارة الدفاع الصومالية عمر علي عبدي، بدء عمليات دمج المليشيات المحلية المعروفة بـ "معويسلي" في المؤسسة العسكرية نظرا لما قال إنها تقدير لتضحيات أفرادها الذين قاتلوا مع الجيش لدحر حركة الشباب التي تنشط جنوب ووسط البلاد.
وقد تباينت الآراء بشأن خطة وزارة الدفاع الصومالية لدمج المليشيات المحلية في الجيش، حيث يرى بعضهم أنها خطوة إستراتيجية يمكن أن تسهم في توحيد القوى المسلحة تحت مظلة الدولة تعزيزا للجيش، ويرى آخرون أنها خطة غير مدروسة وقد تؤدي إلى اختراق عسكري للمؤسسة العسكرية بسبب أن هذه العناصر ذات ولاءات متعددة.
وفي هذا التقرير ترصد الجزيرة نت من خلال سؤال وجواب كافة وجهات النظر بشأن هذه الخطوة التي بدأ تنفيذها فعلا.
يقول وزير الدولة بوزارة الدفاع الصومالي، عمر علي عبدي، في تصريح خاص للجزيرة نت، إن الخطة الحكومية لدمج المليشيات المحلية في الجيش الصومالي من شأنها توحيد القوة القتالية تحت قيادة واحدة، ما يمهد الطريق لجهود الحكومة الصومالية لتجاوز مرحلة الأمن الهجين التي قد تخلق إشكالية لتعدد الجهات الأمنية الفاعلة في البلاد.
إعلانوأضاف وزير الدولة، أن دمج المليشيات يعزز قدرات الجيش الصومالي وتموضعه في جميع المناطق المحررة التي كانت شبه خالية من الوجود الأمني الحكومي نظرا لقلة أفراد الجيش، كما أن هذه الخطوة ستساهم في الحد من تدخل الجهات غير الرسمية من ممارسة أدوار أمنية خارج سلطة الدولة.
ويوضح أن دمج المليشيات تحت مظلة المؤسسة العسكرية، وتلقي الأوامر من مصدر واحد، يساهم في تعزيز قوة الجيش في حربه مقاتلي حركة الشباب، الذين يعتمدون على إستراتيجية الكر والفر، كما أن نشر نفوذ الجيش في المناطق المحررة سيقلص سياسة الحكم المؤقتة للشباب في المناطق الريفية.
كيف يمكن للدولة ضمان نجاح هذه الخطة دون تعريض الجيش لخطر الاختراق؟وفقا لوزير الدولة بوزارة الدفاع الصومالية، فإن آلية توظيف ودمج المليشيات المسلحة ستحد من مخاطر تسلل واختراق منتمين لحركة الشباب، لأن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات المطلوبة لضبط سلوكيات العناصر الجديدة وبناء عقيدتها الوطنية.
وأوضح الوزير أن العناصر الجديدة ستخضع لفحوصات أمنية دقيقة كما ستتلقى تدريبات مكثفة داخل البلاد وخارجها بطريقة تجردها من أي انتماءات أو ولاءات أخرى، بهدف تسليحها بعقيدة وطنية موحدة تضمن تحقيق وحدة القيادة والتحكم داخل الجيش.
يقول عبد الفتاح حسن القيادي الميداني لإحدى فصائل المليشيات المسلحة التي تقاتل في إقليم هيران للجزيرة نت، إن المليشيات المسلحة هي عناصر مسلحة تنتمي إلى قبائل صومالية مختلفة وقد ظهرت في القرى والبوادي، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة "الشباب"، وسميت بـ"معويسلي" نظرا لارتدائها الإزار التقليدي.
وقد تشكلت هذه المليشيات كرد فعل على الضرائب التي تفرضها حركة الشباب، حيث يدفع السكان القرويون نسبة معينة من أموالهم ومحاصيلهم بزعم أنها "زكاة" ويعاقب الممتنعون بعقوبات قاسية تصل إلى حد الإعدام أو الضرب المبرح أو التهجير القسري، وقد حملت هذه العناصر السلاح في وجه الشباب بدعم من المجتمعات المحلية، وتطور الأمر لاحقا إلى التنسيق مع الحكومة الصومالية ليتم تحرير مناطق شاسعة كانت في قبضة "الشباب" جنوب ووسط البلاد.
إعلانوأبرز فصائلها هي المليشيات، الفصائل المسلحة بإقليم هيران وإقليم جلمدغ وإقليم شبيلي الوسطى وإقليم جنوب غربي الصومال.
وأوضح عبد الفتاح حسن القيادي الميداني، أن الدور الذي تلعبه المليشيات المسلحة على أرض الواقع ضد حركة الشباب يختلف تماما عند دمجها في الجيش الصومالي، نظرا للبيئة العسكرية التي سينضمون إليها، والتي تختلف كليا عن النمط والعقيدة القتالية التي اعتادوا عليها، لأن المؤسسات العسكرية الرسمية تلتزم بضوابط وسلوكيات وأوامر صارمة موحدة، وبعد تلقي أفراد المليشيات التدريبات العسكرية سينخرطون ضمن صفوف المؤسسة، وقد يرسلون إلى مناطق أخرى غير مناطقهم، ما قد يقلل من تأثير دورهم داخل الجيش.
أما عن مدى فاعليتهم القتالية، فإن معظم هذه المليشيات إما جنود سابقون متقاعدون أو جنود حكوميون تخلوا عن الخدمة العسكرية، إضافة إلى قلة من الشباب ذوي الخبرات القتالية، ما يعني أن لديهم مستوى جيد من الفاعلية.
ويضيف حسن أن الفارق الأساسي بين الجيش والمليشيات يكمن في أن هذه الأخيرة تشكلت كرد فعل على تهديدات حركة الشباب، بهدف الدفاع عن قراهم وأهلهم وأموالهم وكرامتهم، ما يجعل دافعهم للقتال أكثر تجذرا مقارنة بأفراد الجيش الذين يقاتلون انطلاقا من عقيدة وطنية شاملة، والتي تبدو أقل ارتباطا بالعاطفة مقارنة بدوافع القبيلة لدى أفراد المليشيات المسلحة.
ما أبرز التحديات والعقبات التي تواجه عمليه دمج المليشيات في الجيش الوطني؟يقول محمد الشيخ الخبير الأمني في المعهد العالي للدراسات الأمنية "حكومي" للجزيرة نت، إن فكرة دمج المليشيات المسلحة ليست خالية من المخاطر فإن لم تطبق بشكل مخطط ومدروس قد تعرض المؤسسة العسكرية للاختراق ما قد يؤثر على فاعليتها.
ولخّص الخبير الأمني مجموعة من العقبات التي قد تحول دون نجاح فكرة دمج المليشيات في الجيش الصومالي منها:
إعلان إتمام عملية دمج المليشيات على أساس جماعات وليس أفرادا مما قد يؤدي إلى وجود ولاءات مزدوجة داخل المؤسسة العسكرية. عدم وجود مراكز تدريب خاصة للمليشيات وفق معايير الجيش قبل انضمامهم إليه، ما يعزز مخاوف عدم الانضباط وهي إحدى الإشكاليات التي قد تواجه عملية الدمج. مخاوف من عدم قدرة الحكومة الصومالية على تحمُّل الأعباء المالية الإضافية للعناصر الجديدة ما قد يؤدي إلى فشل العملية. غياب التوافق السياسي وعدم تحقيق تطور في الجوانب التنموية والاقتصادية وهي عوامل إن لم تتحقق ستُحول عملية الدمج إلى عائق أمني. إلى أي مدى يمكن أن يؤثر تعدد الولاءات داخل الجيش على تماسكه وعقيدته العسكرية؟وبحسب الخبير الصومالي محمد شيخ فإن تعدد الولاءات داخل المؤسسة العسكرية، مهما كان نوعها يشكل تهديدا مباشرا لتماسك الجيش وعقيدته العسكرية، لأن غياب عقيدة وطنية موحدة لأفراد الجيش سيكون نقطة ضعف يمكن أن تستغلها الجهات الخارجية أو الجماعات الإرهابية.
وأضاف شيخ أن أي انقسامات في الولاء داخل الجيش تجعل الأوامر موضع جدل وليس ملزمة، مما يؤثر سلبا على فعالية الجيش في مواجهة الأزمات الأمنية، ولا سيما خلال الأزمات السياسية التي تثار مع اقتراب الانتخابات العامة في البلاد، كما حدث في مرات سابقة.
وتابع إن تعدد الولاءات قد يؤدي إلى اختراقات أمنية، حيث يمكن للجماعات الإرهابية استغلال ذلك لتحقيق إستراتيجيتها وضرب مصالح الوطن.