صحيفة روسية: سيكون لجسر القرم بديل بري
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
بدأت روسيا في تصميم خط للسكك الحديدية سيربط شبه جزيرة القرم بمنطقة روستوف، عبر منطقة زاباروجيا وجمهورية دونيتسك الشعبية، ويعد أحد أكبر مشاريع البنية التحتية منذ عودة عدة مناطق إلى روسيا. وفقا لصحيفة "فزغلياد" الروسية.
ويشيرهذا التقرير الذي نشرته الصحيفة الروسية، إلى أن هذا "الجسر البري" سيعمل على تعزيز حماية وسائل النقل في شبه جزيرة القرم وتنمية المناطق الجديدة.
وفي تصريح لوكالة "تاس"، قال يوري جوسكوف وزير التنمية الاقتصادية لمنطقة زاباروجيا إن هذا الخط سيربط تقاطع ميليتوبول وبيرديانسك مع روستوف. وفي يونيو/حزيران الماضي أُعلن عن إجراء مسوحات ما قبل التصميم على طول طريق سكة الحديد الذي ستعمل شركة نوفوروسيا للسكك الحديدية على بنائه، ومن المقرر الانتهاء منه في غضون عدة سنوات.
ولفت التقرير إلى أن مشروع خط السكك الحديدية الجديد يقلق أوروبا. ووفقا لشبكة "سي إن إن"، فإن بيتر أندريوشينكو مستشار عمدة ماريوبول الأوكراني، قال إن ظهور خط سكة حديد يربط ماريوبول وفولنوفاخا ودونيتسك مع روسيا سيسمح بنقل البضائع العسكرية والمدنية عبر جسر القرم.
ومن المتوقع تشغيل خط السكة الحديدية الجديد بالتوازي مع الطريق السريع. وسيمتد الطريق من روستوف إلى شبه جزيرة القرم مرورا عبر تاغونروغ وبيرديانسك وماريوبول وميليتوبول وجينيتشسك وتشونغار ودجانكوي وسيمفيروبول، متجاوزا بحر آزوف.
ومع أنه من المقرر الانتهاء من بناء الطريق الدائري بحلول نهاية عام 2024، إلا أن مارات خوسولين نائب رئيس الوزراء قال في أغسطس/آب الماضي إن هذا الطريق، الذي سيبلغ طوله 1.4 ألف كيلومتر، ستنتهي أشغاله في غضون 5 سنوات. ومن المقرر أن يكون الطريق السريع المكون من 4 قطاعات مشابها لطريق تافريدا السريع الفدرالي.
مخاطر محتملةوفي هذا الشأن، قال عضو مجلس الشعب في جمهورية دونيتسك الشعبية، فلاديسلاف بيرديتشيفسكي إن "جميع الطرق على طول ما يسمى الجسر البري أقصر من تلك التي تمر عبر شبه جزيرة القرم وإقليم كراسنودار ومنطقة روستوف".
سيكون مستقبل هذا الطريق واعدا في جميع الأحوال، لكنه الآن ينطوي على العديد من المخاطر الأمنية. ومن أجل تحييد هذه التهديدات لا بد من حماية الطريق من القصف، وكذلك من أعمال التخريب على خط الاتصالات.
ويرى بيرديتشيفسكي أن ظهور خط سكة حديد جديد سيؤدي إلى تسريع الخدمات اللوجستية، مع ضمان إمداد شبه جزيرة القرم وتطوير المناطق التي ستمر عبرها هذه السكة، مؤكدا أنه على مدار أكثر من 30 عاما وفي ظل الحكومة الأوكرانية، تحولت البنية التحتية للطرق في تلك المناطق التي ستظهر فيها السكك الحديدية إلى أنقاض.
وأضاف "توجد مخاطر محتملة في جميع المناطق المتاخمة لأوكرانيا. المناطق الجديدة معرضة للخطر نظرا لأن أوكرانيا تتلقى صواريخ بعيدة المدى"، معربا عن ثقته في حل جميع المشاكل الأمنية.
ووفق الخبير الاقتصادي ومدير معهد المجتمع الجديد في موسكو، فاسيلي كولتاشوف، "سيتم بناء خط سكة الحديد الذي يمر عبر مناطق جديدة في روسيا لزيادة تدفق البضائع والركاب. فمن ناحية، سيخفف هذا من الازدحام على جسر القرم، ومن ناحية أخرى، سيعمل على تحسين العلاقات التجارية بين المناطق المحرّرة وبقية البلاد".
وأضاف كولتاشوف "سيكون مستقبل هذا الطريق واعدا في جميع الأحوال، لكنه الآن ينطوي على العديد من المخاطر الأمنية. ومن أجل تحييد هذه التهديدات لا بد من حماية الطريق من القصف، وكذلك من أعمال التخريب على خط الاتصالات".
ويرى الخبير الاقتصادي إيفان ليزان أنه "من المفترض أن يوفّر خط سكة الحديد الجديد روابط نقل عادية مع المناطق الجديدة، مما سيسمح لنا بتزويد قواتنا بكفاءة أكبر. تم الحفاظ على حركة القطارات فقط في جمهورية دونيتسك الشعبية، ولكن حتى هناك وبسبب الاختلاف في كهربة المسارات، لم يكن هناك اتصال سلس مع بقية البلاد حيث لا يمكن الوصول إلى منطقة زاباروجيا إلا بالسيارة".
وأضاف "هناك مخاطر عسكرية، لكنها لن تقف أمام بناء السكك الحديدية. وفي حين تستطيع القوات المسلحة الأوكرانية ضربها بأسلحة بعيدة المدى، غير أنها لن تصل إليها بالوسائل التقليدية. أما بالنسبة للمسيّرات أو الأعمال التخريبية، فإن مثل هذا التهديد موجود أيضا في أماكن بعيدة عن خط المواجهة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شبه جزیرة القرم خط سکة
إقرأ أيضاً:
اختتام المؤتمر الدولي الأول لصون أشجار القرم وتنميتها في أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الخارجية» تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير بنغلاديش الإمارات تشارك في اجتماع خليجي أردنياختتمت هيئة البيئة – أبوظبي، فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها، بتوجيه رسالة مهمة تؤكد ضرورة حماية وتنمية أشجار القرم حول العالم، نظراً لكونها واحدة من أهم الطرق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
وسلط المؤتمر الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي، والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، لاسيما في ظل تعرض أكثر من 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة - أبوظبي: «أظهر المؤتمر الدولي الأول من نوعه لصون أشجار القرم وتنميتها على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم على مستوى العالم، كما وفر هذا الحدث المهم، الذي استضافته أبوظبي، منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية على أرض الواقع. بالإضافة إلى دوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الاستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية».
وأضاف: «سلط المؤتمر الضوء على مبادرة القرم -أبوظبي، التي تعد من أهم جهود الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية الرائدة في مجال حماية أشجار القرم والمحافظة عليها، إذ تمثل هذه المبادرة، التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مثالاً واضحاً على اهتمام القيادة الرشيدة وتشجيعها على البحث العلمي المستمر، والعمل على معالجة تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي».
كما أوضح الهاشمي أن المؤتمر الذي جمع ممثلين من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، أشعل شرارة التزام متجدد بتوسيع نطاق مشاريع إعادة التأهيل المؤثرة، والاستثمار في حلول موثوقة، وبناء أنظمة بيئية مرنة تعود بالنفع على الطبيعة والمجتمعات والمناخ.
واختتم: «يمثل هذا العمل المشترك المدعوم بالمعرفة، بداية رحلة تحويلية نحو خلق تأثير إيجابي ودائم على جهود صون أشجار القرم وتنميتها محلياً وعالمياً».
واستطاع هذا المؤتمر المميز تسليط الضوء على نهج شامل للحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، مع التأكيد على الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار، حيث يوفر هذا النهج المتكامل فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية، مما يخلق استراتيجية متوازنة لتحقيق هذا الهدف.
كما ركزت النقاشات على ضرورة مشاركة المجتمع المحلي كقوة داعمة لنجاح جهود الحفاظ على أشجار القرم، حيث لا تدعم أشجار القرم المعاد تأهيلها سبل العيش فحسب، بل إنها تقلل أيضاً من الضغوط على النظم البيئية من خلال المشاركة المجتمعية وبناء القدرات، مما يضمن قدرتها على الاستفادة بشكل مستدام.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود من أجل الحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، منوهاً إلى الجهود الناجحة لمبادرة «تنمية القرم» (Mangrove Breakthrough) ودورها المحوري في حشد الموارد من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية لسد الفجوات ودفع العمل التحويلي.
وتم استعراض نماذج ناجحة لمشاريع مجتمعية لإعادة تأهيل أشجار القرم في دول مثل إندونيسيا وغينيا بيساو وكينيا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية، إذ أظهرت هذه المشاريع أساليب قابلة للتطوير وأفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على مستوى العالم، ومع تزايد الوعي بأهمية أشجار القرم، سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من هذا الزخم من خلال تبادل المعرفة العلمية، وتعزيز أفضل الممارسات، وتنفيذها على نطاق واسع، ودعمها وتمويلها.
500 خبير
جمعت النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون وتنمية أشجار القرم أكثر من 500 خبير وصانع سياسات ومتخصص في مجال الحفاظ على البيئة، لمعالجة أحد أكثر التحديات البيئية أهمية في العالم، لتكون نتائج هذا الحدث التاريخي بمثابة نقطة الانطلاق نحو تعزيز الجهود العالمية لحماية وتنمية أشجار القرم، وضمان صحة هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة.
وأشرف على تنظيم هذا المؤتمر الدولي إلى جانب هيئة البيئة – أبوظبي، مجموعة من الجهات العالمية المعنية بحماية البيئة تضمُّ أكثر من عشرة شركاء عالميين من المنظمات البيئية والجهات العلمية مثل، مكتب الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتحالف العالمي لأشجار القرم، وجامعة سانت أندروز، والمجموعة المتخصِّصة لأشجار القرم التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وجمعية علم الحيوان في لندن، والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة، وجمعية الإمارات للطبيعة.