الموقع بوست:
2025-04-10@12:07:03 GMT

التنازلات في اليمن ليست بيد العليمي

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

التنازلات في اليمن ليست بيد العليمي

لم يتسرّب الكثير عن تفاصيل المفاوضات التي جرت بين مسؤولين سعوديين ووفد من جماعة الحوثي بحضور عُماني في المملكة أخيراً.

 

كل ما يتردّد عن تفاهمات أو ترتيبات مقبلة بين الطرفين سيبقى في دائرة التكهنات. ويبدو الظرف اليوم مؤاتياً أكثر من أي وقت مضى لتحقق ذلك، ليس فقط بسبب رغبة السعودية في طي هذه الصفحة المُنهكة والمكلفة، والتي لم تحقق لها أياً من أهدافها، بل أيضاً لأن الحوثيين معنيون حالياً بتنفيس الاحتقان في مناطق سيطرتهم مع حالة الغليان الشعبي جرّاء الوضع المعيشي المتردّي واستمرار انقطاع رواتب موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، خصوصاً أنه لم تعد تبريرات الجماعة تُجدي نفعاً.

 

ومع ذلك، إنّ نِسَب حصول أي اتفاق من عدمه تبقى متساوية، خصوصاً بعدما استأنف الحوثيون هجماتهم بالطائرات المسيّرة عقب عودة وفدهم من المملكة، وإن حصروها على الحدود السعودية اليمنية.

 

لكن الأكيد أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي هو آخر من يعلم بفحوى المحادثات والمدى الذي وصلت إليه. تثير كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تساؤلاتٍ عن السبب الذي يدفعه إلى وضع نفسه في موقفٍ يتحدّث فيه عمّا لا يمكن له التقيّد به.

 

في معرض استعراضه الموقف الحالي من جهود تمديد الهدنة، قال العليمي "واليوم لا أعتقد أنه لا يزال لدينا في الحكومة المزيد من التنازلات التي نقدّمها، أو أن نغيّر من فهمنا لمليشيات نعرفها جيداً ويمكننا التنبؤ بنواياها لعقود مقبلة"، قبل أن يستكمل: "وإذا فعلنا ذلك، فإن هذا النهج سوف يعيد شعبنا إلى عصور العبودية، والإحباط والنسيان، بل من المرجّح أن يتحوّل بلدنا إلى بؤرة لتصدير الإرهاب، وفتيل لنزاع إقليمي ودولي لا سبيل لاحتوائه بالسبل الدبلوماسية".

 

والأهم لم ينس أن يذكر أن "أي تراخ من جانب المجتمع الدولي أو التفريط بالمركز القانوني للدولة، او حتى التعامل مع المليشيات كسلطة أمر واقع، من شأنه أن يجعل من ممارسة القمع وانتهاك الحريات العامة سلوكاً يتعذّر التخلص منه بأي حال".

 

لا يمكن الاختلاف مع ما يقوله رئيس مجلس القيادة عن جماعة الحوثيين والضرر الذي ألحقته بالدولة والمجتمع منذ انقلابها قبل سنوات، أو بشأن انتهاكاتها وخطورتها في المستقبل، إذا ما بقيت بالعقلية والممارسات نفسها التي تجعلها أقرب إلى طالبان اليمن، لكن حديث العليمي عن عدم وجود تنازلاتٍ إضافية قد تقدّمها الحكومة لا يمكن الاعتداد به.

 

يعي العليمي، الذي جاء بين ليلة وضحاها رئيساً لمجلس القيادة، أن القرارات الخاصة بالشأن اليمني لا تؤخذ من حكومته، وأن المجلس والحكومة مجرّد منفذين لما سيُفرض عليهما عندما يحين أوان التسوية مع جماعة الحوثيين، فتجربة عبد ربه منصور هادي يُفترض أنها لا تزال ماثلة أمامه، إذ انتهى دور الأخير واختفى عن الأنظار في غمضة عين، ولم يجد حتى من يسأل عنه من المسؤولين الذين كانوا يحيطون به ويتملّقونه سنوات، إذ اكتفى هؤلاء بالتصفيق للخلَف.

 

انشغل مسؤولو الشرعية على مدى سنوات الحرب بتمتين أوضاعهم الخاصة، وتعاطوا مع الحرب على أنها فرصة لمراكمة الرواتب بالعملات الصعبة والثروات، ولم تكن مواجهة الحوثيين بعيداً عن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أولوية لمعظمهم.

 

ولذلك لم يكن صعباً أن يخرُج القرار السياسي والعسكري من يد الشرعية تباعاً، حتى تتحوّل إلى مجرّد طرف هامشي في الأزمة، تُستدعى عندما تتطلب الصورة حضورها فقط للتوقيع وتقديم مزيد من التنازلات.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن العليمي الازمة اليمنية السعودية الامارات

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: بدأنا حملة مكثفة ضد الحوثيين في اليمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، إن الحملة العسكرية الأمريكية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن بدأت للتو، لإنهاء التواجد الحوثي في المنطقة.

وبدأت الولايات المتحدة الشهر الماضي حملة ضربات ضد الجماعة المتمردة التي تسيطر على جزء كبير من اليمن وأحدثت الفوضى في التجارة الدولية من خلال مهاجمة السفن التي تعبر البحر الأحمر.

وقال هيجسيث للصحفيين في المكتب البيضاوي: "سواء كان الأمر يتعلق بمرافق تحت الأرض، أو تصنيع أسلحة، أو مخابئ، أو قوات في العراء، أو أصول دفاع جوي، فإننا لن نتراجع وسوف نصبح أكثر حزما حتى يعلن الحوثيون أنهم سيتوقفون عن إطلاق النار على سفننا " .

وأضاف: "لقد كانت الأسابيع الثلاثة الماضية سيئة بالنسبة للحوثيين، والأمور على وشك أن تزداد سوءًا".

وقال هيجسيث إن الحملة الأميركية ضد الحوثيين كانت "مدمرة"، وقال مسؤولون إن حملة القصف نجحت في ضرب القيادة العسكرية الحوثية.

وكانت الضربات محور فضيحة بعد الكشف عن أن كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم هيجسيث، كانوا يناقشونها في الوقت الحقيقي على تطبيق الرسائل المشفرة سيجنال، دون أن يكونوا على علم بأن صحفيا قد أضيف عن طريق الخطأ إلى مجموعة الدردشة.

في نهاية الأسبوع، استمرت الحملة الأمريكية بشن غارات قرب العاصمة صنعاء. وأسفرت الغارات عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، وفقًا للحوثيين.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تبحث دور مجلس القيادة الرئاسي في اليمن
  • لو سمعوا من ديفيد هيل... ما الذي كان يمكن تجنّبه؟
  • استهداف أمريكي جديد على مواقع الحوثيين وسط اليمن
  • القيادة المركزية الأمريكية: لن نتسامح مع أي جهة تدعم منظمات إرهابية مثل الحوثيين
  • “العليمي” يطالب الدبلوماسيين اليمنيين بتعزيز الدعم الدولي ضد الحوثيين
  • العليمي يجتمع بورؤساء البعثات الدبلوماسية ويشدد على دورهم في مواجهة الحوثيين
  • بعد ثلاث سنوات من تشكيله.. هل حان الوقت لإصلاح أو استبدال مجلس القيادة الرئاسي في اليمن؟
  • لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
  • وزير الدفاع الأمريكي: بدأنا حملة مكثفة ضد الحوثيين في اليمن
  • احتفاء العليمي بالذكرى الثالثة لتشكيل المجلس الرئاسي يُثير السخرية والتندر.. الذي اختشوا ماتوا