سلط تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الجمعة الضوء علي التنميط والتمييز العنصري المنتشر حاليا في فرنسا، مؤكدًا أنه علي فرنسا أن تضع "حداً للتنميط العنصري واسع النطاق للأشخاص ذوي الأصول السوداء والشمال أفريقية الذين توقفهم الشرطة بشكل روتيني ويطلب منهم إبراز أوراق هويتهم دون أي تفسير، حسبما سيجادل محامي جماعات حقوق الإنسان في جلسة استماع تاريخية للمحكمة في باريس اليوم الجمعة.

 

وفي أول دعوى جماعية من نوعها ضد الدولة الفرنسية، تريد ست منظمات فرنسية ودولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح، إدانة السلطات الفرنسية لفشلها في منع الاستخدام الواسع النطاق للتنميط والتمييز العرقي.

ويقولون إن الأشخاص غير البيض في جميع أنحاء فرنسا، ولا سيما الشباب الذين يُنظر إليهم على أنهم من السود أو من شمال إفريقيا، يتم تمييزهم بشكل روتيني وإيقافهم في الشارع، ويُطلب منهم أوراق هوية ويتم تفتيشهم دون تفسير، غالبًا عدة مرات في اليوم ومن سن مبكرة جدًا11 سنة.

وسيتم حث مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في فرنسا، على إجبار الدولة على إنهاء هذه الممارسة، التي أدانتها منذ أكثر من عقد من الزمن هيئات مستقلة، من الأمم المتحدة إلى مجلس أوروبا وأمين المظالم الحقوقي في فرنسا.

 ويأتي ذلك بعد ثلاثة أشهر من احتجاجات واضطرابات واسعة النطاق شهدتها فرنسا بسبب إطلاق الشرطة النار على نائل، وهو صبي يبلغ من العمر 17 عامًا من أصل جزائري، عند نقطة تفتيش مرور خارج باريس في يونيو الماضي.

وخلال الاحتجاجات على وفاة نائل، قال المراهقون والشباب من أصول سود وشمال أفريقية إنهم واجهوا تمييزًا واسع النطاق، قائلين إن الشرطة أوقفتهم في كثير من الأحيان عدة مرات يوميًا للتحقق من هوياتهم دون تفسير.

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانين أمام لجنة برلمانية في يوليو الماضي: "من الخطأ القول بوجود عنصرية منهجية في الشرطة الوطنية".

وقالت مايتي دي رو، وهي محامية بارزة في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح: "لقد أظهرت الأحداث المأساوية التي وقعت هذا الصيف في فرنسا والعالم مرة أخرى أن هناك شيئًا ما مكسورًا للغاية في الشرطة الفرنسية".

وقالت إن الحكومات والشرطة الفرنسية المتعاقبة رفضت الاعتراف بضرورة التغيير المنهجي لوقف التمييز العميق الجذور في تحديد هوية الشرطة للمواطنين غير البيض.

وقالت إنها مشكلة موثقة جيدا من قبل هيئات مستقلة في فرنسا وعلى المستوى الدولي، “لكن لا يزال هناك إنكار. تستمر السلطات الفرنسية في الادعاء بأنه لا توجد مشكلة نظامية في الشرطة الفرنسية، الأمر يتعلق فقط بشخصين قد يتصرفان بشكل سيئ."

ولا تسعى الدعوى الجماعية إلى الحصول على تعويض للأفراد. بل تريد بدلاً من ذلك أن تُجبر الدولة على اتخاذ تدابير لوقف هذه الممارسة، مثل تعريفات أكثر صرامة لأسباب التحقق من هوية الشرطة، ونظام لتسجيل الشيكات، وتنظيم عندما تستهدف الشرطة الأطفال.

وقال عيسى كوليبالي من جمعية بازابا في بيلفيل شمال باريس: "إنها مشكلة يومية وضخمة". 

وأضاف: “تقريبًا كل رجل فرنسي يُنظر إليه على أنه أسود أو من شمال إفريقيا قد جرب ذلك عدة مرات. أترأس جمعية للفعاليات الثقافية والرياضية للشباب. بمجرد إجراء أي نوع من الدردشة أو النقاش، تظهر هذه المشكلة بسرعة كبيرة."

وأوضح كوليبالي “إنه أمر تم إدانته منذ أكثر من 40 عامًا في فرنسا، لكن لم يتم إحراز أي تقدم؛ في الواقع، غالبًا ما نشعر وكأننا نعود إلى الوراء."

وفي يونيو 2021، أدانت محكمة الاستئناف في باريس الدولة الفرنسية بتهمة "الإهمال الجسيم" فيما وصفته بالإيقاف التمييزي والتحقق من هوية ثلاثة طلاب في المدرسة الثانوية في محطة قطار باريس في عام 2017، أثناء عودتهم من رحلة صفية. 

وفي وقت سابق، في عام 2016، قالت أعلى محكمة في فرنسا إن اعتقال ثلاثة رجال على أساس خصائص جسدية مرتبطة بأصلهم العنصري المفترض يرقى إلى مستوى سوء السلوك الخطير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا التمييز التمييز العنصري باريس الجارديان فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

منها «عدم التمييز وتوفير بيئة آمنة».. تعرف على حقوق المُسنين القانونية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حافظ القانون على حقوق المُسنين في توفير بيئة آمنة له والحصول على احتياجاته الأساسية ورعاية وتأهيل مناسب، فضلًا عن حمايته من خلال رفع الوعي المجتمعي بحقوق المسن، وتمكين المُسن من المشاركة في تسيير الشئون العامة على قدم المساواة مع الآخرين.

وعرّف القانون المُسن في مادته الثانية بأنه كل مصري بلغ سن الخامسة والستين ميلادية، والأجنبي الخاضع لأحكام هذا القانون.

فيما عرف المُسن الأولى بالرعاية بأنه كل مسن غير قادر على أن يؤمن لنفسه أو بمعرفة أحد من أسرته ما يكفيه لسد الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للحياة.

فألزم القانون رقم 19 لسنة 2024 بإصدار قانون رعاية حقوق المسنين، في المادة الثالثة منه وحدات الجهاز الإداري بالدولة من وزارات ومصالح وأجهزة وهيئات عامة وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة التابعة لها، كل في مجال اختصاصه، بحماية حقوق المسن المنصوص عليها في هذا القانون أو في أية قوانين أخرى وكذلك الواردة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صدقت عليها جمهورية مصر العربية، واتخاذ التدابير اللازمة لذلك، وإزالة جميع العقبات والمعوقات التي تحول دون تمتعه بهذه الحقوق وعلى الأخص:
• احترام حرياته في ممارسة خياراته بنفسه وبإرادته المستقلة.
• عدم التمييز بسبب السن أو الديانة وتأمين المساواة الفعلية في التمتع بجميع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية في الميادين كافة.
• توفير البيئة الآمنة للمسن وتهيئة الظروف المناسبة له للمعيشة الكريمة من جميع المناحی.
• التعبير بحرية عن آرائه والاهتمام بهذه الآراء وأخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرار في كل ما يمسه، وبما يكفل مشاركته بصورة كاملة وفعالة في المجتمع.
• الرعاية الاجتماعية: توفير مجموعة من الخدمات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية والثقافية التي تلبي احتياجات المسن بما يتناسب مع ظروفه الاقتصادية والاجتماعية والصحية وميوله الشخصية.
• المؤسسات الاجتماعية لرعاية المسن: كل منشأة عامة أو خاصة أو أهلية مرخص لها من قبل الوزارة المختصة أومديرياتها، لإقامة المسن وتقديم برامج الرعاية المتكاملة له.
• رفع الوعي المجتمعي بحقوق المسن، وتعزيز احترام هذه الحقوق، وتدعيم ذلك الوعي بقدرات وإسهامات المسنين أنفسهم.
• اتخاذ التدابير اللازمة التي تكفل إمكانية وصول واستخدام المسن للبيئة المادية المحيطة، ولوسائل النقل والمعلومات والاتصالات والتكنولوجيا، بما يعظم قدراته ومهاراته.
• تمكين المسن من المشاركة في تسيير الشئون العامة على قدم المساواة مع الآخرين، وتشجيع مشاركته في صياغة السياسات والبرامج وخاصة فيما يتعلق بشئونه، وذلك بنفسه أو من خلال المؤسسات الوطنية التي تمثله.
• توفير الأمن والحماية اللازمة التي تتناسب مع قدراته، ووضع الإجراءات الكفيلة بحمايته وتأمينه من الأخطار التي قد يتعرض لها في جميع الظروف بما في ذلك ظروف الأوبئة والكوارث وغيرها من الظروف الطارئة والحالات التي تتسم بالخطورة.
• توفير التأهيل والتدريب والتوعية والإرشاد والمساندة اللازمة للمكلف برعاية المسن ولأسرته باعتبارها المكان الطبيعي لحياة المسن، وتوفير الظروف المناسبة لرعايته داخلها، وتضمين جميع سياسات الدولة وبرامجها ما يكفل حماية وتعزيز حقوق المسن.
• تيسير سبل إنجاز تعاملات المسن مع الجهات الحكومية وغير الحكومية بما في ذلك الجهات والهيئات القضائية، وأن تكون هناك نافذة تخصص لحصوله على الخدمات الحكومية دون مزاحمة مع غيره.
• إتاحة وتيسير انتقال ونقل المسن بما يضمن له التنقل الآمن وحمايته من مخاطر الطريق والحوادث.
• إدراج حقوق واحتياجات المسن في برامج وسياسات مكافحة الفقر والحد منه، وبرامج التنمية المستدامة التي تقوم بها وتنفيذ هذه البرامج والسياسات دون تمييز على أي أساس وعلى قدم المساواة مع الآخرين.
• توفير أقصى درجات الحماية للمسن في أوقات الأزمات والكوارث وتوفير أماكن إيواء آمنة له، بها الاحتياجات الضرورية كافة، وتعويضه عن أية إصابات تعرض لها وتوعيته بسبل الحماية وقت الأزمات والكوارث من خلال مواد كتابية ودعائية وتوعية إعلامية.
• تيسير إنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية للمسن بمستويات اقتصادية مختلفة، سواء من خلال الوزارة المختصة أو مؤسسات المجتمع الأهلي أو غيرها من الأشخاص الطبيعية أو الاعتبارية العامة أو الخاصة، وذلك وفقا للضوابط التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
• المشاركة في برامج التعليم المستمر وتعليم الكبار وتضمين المناهج بالمدارس والمعاهد والجامعات دراسة العلوم الخاصة بالمسن.
• المشاركة في برنامج التدريب والتأهيل وذلك وفقا لاحتياجات المسن الاقتصادية والاجتماعية وبما يتفق مع قدراته الصحية والعقلية والنفسية.
• تيسير الأنشطة الرياضية والترويحية للمسن واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتهيئة أماكن الرياضة والترويح بما يتيح له ارتيادها وتوفير الأساليب والوسائل التي تيسر حصوله على فرص المشاركة في هذه الأنشطة، وكذا توفير العناصر البشرية المدربة والأدوات والملاعب اللازمة الكفيلة بمشاركته في الأنشطة والمحافل الوطنية والدولية.
• دعم وتهيئة البيئة الثقافية والمجتمعية والمكانية والتكنولوجية لتنشيط البرامج السياحية الموجهة للمسن للعمل على الارتقاء بمستواها في المقاصد السياحية كافة، بما يسهل ارتياده لها.
• إتاحة وتيسير سبل مشاركة المسن في عمليات الترشح والتصويت في الانتخابات وإبداء الرأي في الاستفتاءات بجميع أنواعها، وإتاحة الأدوات الكفيلة لهذه العمليات بما في ذلك الحق في الاستعانة عند الاقتضاء بمرافقين أو مساعدين يختارهم المسن، وذلك كله دون الإخلال بأحكام قانون بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية الصادر بالقانون رقم 45 لسنة 2014.

ونصت المادة (4) على أنه مع عدم الإخلال بأحكام قانون حماية البيانات الشخصية الصادر بالقانون رقم 151 لسنة ۲۰۲۰ وبمراعاة مقتضيات الأمن القومي، تلتزم الوزارة المختصة بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية في الدولة ببناء قاعدة بيانات خاصة بالمسن تستخدم في تخطيط تقديم الخدمات المختلفة وتنفيذها ومتابعتها، وإتاحة تعزيز أنظمة المتابعة والبحوث المتعلقة بالمسن مع مراعاة سرية بياناتها.

مقالات مشابهة

  • تأجيل محاكمة 111 متهما في قضية طلائع ولواء الثورة
  • تأجيل محاكمة 13 متهما في قضية خلية مفرقعات كرداسة
  • الشرطة الإسبانية تعتقل ثلاثة مشجعين بسبب إساءات عنصرية تجاه لامين يامال
  • بعد قليل.. محاكمة 111 متهمًا في «خلية طلائع حسم الإرهابية»
  • محاكمة 111 متهما بـ«خلية طلائع حسم الإرهابية».. غدًا
  • «مكافحة الإدمان» يوجه نصائح مهمة للفتيات بشأن عقار GHB.. ماذا قال؟
  • 2 ديسمبر.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمي داعش سوهاج
  • منها «عدم التمييز وتوفير بيئة آمنة».. تعرف على حقوق المُسنين القانونية
  • الجزائر تعتقل كاتباً يحمل الجنسية الفرنسية صرح بأن تلمسان ووهران مدن مغربية (فيديو)
  • تراجع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 21-11-2024