المدارس في لبنان تعاني تحت وطأة الانهيار الاقتصادي
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
على غرار قطاعات عدة، يرزح القطاع التعليمي عموماً، والرسمي خصوصاً في لبنان، تحت وطأة انهيار اقتصادي مستمر منذ 4 سنوات، أثقلته أزمات متلاحقة أنهكت المعلمين والطلاب وأهاليهم، على حد سواء.
وطغت على السنوات الدراسية الماضية إضرابات متكررة لمعلمين يطالبون بتحسين رواتبهم، التي باتت بعد زيادات عدة تراوح بين 150 و300 دولار تقريباً.
وجاءت الاضرابات في خضمّ انهيار اقتصادي، فقدت معه العملة الوطنية (الليرة اللبنانية) أكثر من 98% من قيمتها، وتآكلت القدرة الشرائية للسكان حتى بات كثيرون عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية.
بحسب مكتب لبنان لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، واجه أطفال لبنان "خلال السنوات الدراسية الأربع الأخيرة، انقطاعاً في تعليمهم بعد أزمات عدة، بينها كوفيد19، وانفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية، وإقفال المدارس، جراء إضرابات المدرسين".
وازداد عدد العائلات التي حالت الأزمة الاقتصادية، دون قدرتها على تحمل أعباء المدرسة من نقل وقرطاسية وكتب وثياب.
وأظهر تقرير لليونيسف في يونيو(حزيران) أن 15% من العائلات توقفت عن تعليم أبنائها مقارنة مع 10% قبل عام. كما أن عائلة من أصل 10 اضطرت لإرسال أطفالها، بينهم من هم في السادسة من العمر، إلى العمل في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
ومن شأن التسرّب المدرسي، وفق ما يشرح رئيس قسم التعليم في اليونيسف في لبنان عاطف رفيق، أن يعرض الأطفال خصوصاً في المجتمعات الأكثر ضعفاً للعنف في الشارع، والفتيات منهم إلى مخاطر الزواج المبكر.
وناشدت اليونيسف الحكومة اللبنانية توفير تمويل للتعليم، يضمن رواتب المعلمين والطاقم التعليمي، وزيادة الإنفاق على القطاع.
وانضوى أكثر من 261 ألف تلميذ لبناني في التعليم الرسمي العام الماضي، يضاف اليهم نحو 153 ألف طالب سوري، وفق إحصاءات وزارة التربية.
وقال وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، في سبتمبر (أيلول) "لا أبالغ إذا قلت إن التعليم الرسمي بات في دائرة الخطر".
وأضاف "المشكلة الطارئة اليوم هي مالية، فتأمين التمويل اللازم لانطلاق العام الدراسي يشكل بالنسبة إلينا أولوية".
وسبق لوزارة التربية أن استندت في السنوات القليلة الماضية إلى اعتمادات حكومية وتمويل من جهات مانحة بينها البنك الدولي واليونيسف، لكن الحلبي قال إن الجهات المانحة أبلغته "صراحة عدم توفر أموال لدفع حوافز، أو بدلات إنتاجية للمعلمين وللعاملين في المدارس الرسمية".
#لكل_طفل، الحق في الحصول على تعليم نوعي وشامل.???????? pic.twitter.com/sN1a5I4Zbs
— منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) August 19, 2023أمام النقص في التمويل، سبق لوزارة التربية أن خفضت أيام الدراسة من 180 قبل الأزمة إلى 96 عام 2020، ثم حوالي 60 يوماً خلال العامين الماضيين، وفق تقرير لهيومن رايتس ووتش.
وعمدت المدارس الرسمية نتيجة الإضرابات الطويلة إلى تخفيف الدروس، مقارنة مع ما كانت عليه سابقاً.
وعلى وقع تراجع القدرات المالية، شهد قطاع التعليم الرسمي هجرة كبيرة من القطاع الخاص، الذي لم يعد كثيرون يتحملون تكاليفه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان أزمة لبنان
إقرأ أيضاً:
تحرك عاجل من التعليم لتوعية المعلمين بخطورة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني اتخاذ إجراء عاجل لتوعية المعلمين بخطورة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
وقررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عقد لقاء بالفيديو كونفرانس يوم الأحد 23 مارس 2025، لتوعية المعلمين بخطورة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، بحضور رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وتم التوجيه بمشاركة مديري إدارات التنمية المستدامة بالمديريات التعليمية، ورؤساء أقسام التنمية المستدامة بالإدارات التعليمية، ومسئولي الشعبة المستدامة بالمدارس.
على جانب آخر، أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مديرى المدارس هم القادة الأساسيون داخل المؤسسة التعليمية.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن مديرى المدارس يملكون آليات الإدارة من خلال الالتزام باللوائح والقرارات المنظمة لضمان تحقيق الانضباط داخل المدارس.
وأضاف أن المدير القوى الناجح هو من يفرض القوانين لتحقيق العدالة والانضباط والنظام بحزم؛ لتحقيق بيئة تعليمية مستقرة داخل المدرسة.
كان محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عقد اليوم، الثلاثاء، لقاءً مع 373 معلما من المرشحين للالتحاق بالدورة الثانية ضمن المبادرة الرئاسية "1000 مدير مدرسة"؛ وذلك للاستماع إلى رؤاهم ومناقشة مقترحاتهم لأحداث التطوير المنشود خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك بحضور الدكتور أيمن بهاء، نائب الوزير، والدكتور أحمد المحمدى، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، ونادية عبد الله، رئيس الإدارة المركزية لشئون المعلمين.
وتناول اللقاء التحديات التي تواجه المعلمين ومديري المدارس، واستمع لمقترحاتهم حول الحلول لمختلف المشكلات التى تواجههم أثناء العملية التعليمية، كما تمت مناقشة العديد من الموضوعات ومنها تطوير الأداء التعليمي لطلاب الدمج، وتدريب المعلمين، وتطوير المبنى المدرسى، وتحقيق الاستفادة المثلى من معلمي الحصة، وتطوير لائحة الانضباط المدرسي والتحفيز التربوى والأنشطة المدرسية، وتأسيس نظام إلكتروني موحد للمعلمين، فضلا عن البنية التكنولوجية بالمدارس، ومستوى القرائية والحساب بالمدارس.