المجموعات العسكرية الخاصة في روسيا
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
برزت الشركات الخاصة والمجموعات العسكرية القتالية في روسيا مع ظهور أفرادها في المناطق التي خاضت فيها روسيا حروبا، مثل سوريا وأوكرانيا، أو شاركت فيها بشكل خفي مثل ليبيا والسودان ومناطق أخرى.
واتُهمت هذه المجموعات بالمشاركة في القتال وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وفُرضت عقوبات دولية على أفراد منها.
شكل الحديث عن استخدام روسيا للشركات الخاصة والقوات غير النظامية في الحرب مع أوكرانيا واحدة من ساحات الحرب الإعلامية المفتوحة بين طرفي النزاع، ووصلت إلى حد توجيه أجهزة استخبارات ووسائل إعلام غربية وأوكرانية اتهامات لموسكو باستخدام أشكال مختلفة من التعبئة السرية شملت جماعات قومية، وشركات عسكرية خاصة وكتائب متطوعين، وتجنيد سجناء للقتال هناك.
وقد شكلت شركة "فاغنر" العمود الفقري للشركات الروسية العسكرية الخاصة، وبسبب الحجم الكبير من العمليات "الحساسة" داخل أوكرانيا، وغيرها من المناطق الساخنة في العالم، حازت على حصة الأسد من الاهتمام الإعلامي الدولي.
في المقابل، تقع شركات خاصة أخرى في منطقة الظل، وفق ما تؤكد مصادر غربية وأوكرانية، يقابل ذلك صمت رسمي روسي أو نفي في بعض الحالات لوجود دور لهذه الشركات في المعارك الدائرة في أوكرانيا.
ومع تراجع دور "فاغنر" في الحرب الأوكرانية إثر التمرد الذي قامت به في يونيو/حزيران 2023، وانتقال أغلب مقاتليها إلى بيلاروسيا، والضربة القاسية التي تعرضت لها الشركة بمقتل مؤسسها ورئيسها يفغيني بريغوجين، بات الاهتمام يزداد تدريجيا في الآونة الأخيرة بالشركات العسكرية الروسية الأخرى.
ونتيجة لطبيعة الحرب وحساسية الموضوع، تقع أغلبية هذه الشركات في منطقة التعتيم الإعلامي، مقابل اهتمام أوكراني وغربي لافت، ويتمحور بشكل أساسي حول الشركات الخاصة والتشكيلات الروسية غير النظامية التالية:
شعار شركة ريدوت العسكرية الروسية (الجزيرة) ريدوتتأسست شركة ريدوت عام 2008، وهي شركة عسكرية خاصة، عملت في بداية تأسيسها على حماية منشآت شركة "سترويترانس غاز" في سوريا، قبل أن تنتقل من هناك للمشاركة في الحرب الأوكرانية مع بدايتها. أطلق عليها بداية اسم "شيلد" قبل أن يتغير إلى "ريدوت".
ووفقا لتحقيق أجراه موقع "ميدوزا" الروسي، فإن شركة "ريدوت" تعدّ إحدى أكبر التشكيلات غير الرسمية، التي تسيطر عليها بالكامل هيئة الأركان العامة للقوات الروسية، وتتخذ من مدينة كوبينكا قرب موسكو معقلا لها، وتجاور قاعدتها "اللواء 45 مجوقل" التابع للجيش الروسي، وتتلقى الدعم من ترسانات وزارة الدفاع.
كما يشير الموقع إلى إرسال مقاتلين من "ريدوت" إلى إقليم دونباس شرق أوكرانيا في نهاية عام 2021، وأجروا عمليات استطلاعية في الخطوط الخلفية للقوات الأوكرانية، مما مكنهم من السيطرة على بلدة لوغانسكايا شمالي دونيتسك بشكل سريع.
وتحدث التقرير عن عملية إعادة هيكلة للشركة بعد المعارك التي شاركت فيها مجموعات منها بالقرب من كييف، ووقع أفراد من "ريدوت" عقودا مع وزارة الدفاع بعد شكاوى من تدهور كبير في الأوضاع بسبب تخفيض الرواتب ورفض دفع تعويضات عن الإصابات والعاهات التي تعرضوا لها خلال المعارك.
روسيتشهي مجموعة استطلاع ومفرزة قتالية، تصف وسائل إعلام غربية عناصرها بـ"النازيين الروس الجدد". يتزعم الشركة أليكسي ميلتشاكوف، وهو مدرج إلى جانب قادة الشركة الآخرين في قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى.
وأشارت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، في تقرير نشرته في 27 مايو/أيار 2022، إلى مشاركة مقاتلين من الشركة في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك من يونيو/حزيران 2014 إلى يوليو/تموز 2015، إلى جانب القوات الموالية لروسيا في كل من مدينتي دونيتسك ولوغانسك، قبل أن تصبح بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا جزءا من القوات الروسية ومن "فاغنر".
شعار مجموعة روسيتش القتالية (الجزيرة)تستخدم الشركة الأحرف الرونية رموزا لها، وهي حروف استخدمتها الشعوب الجرمانية في أوروبا، وكلمة رون تعني السر. كما أن عناصرها، يستخدمون الشعارات الرمزية والعلم الإمبراطوري الروسي الأسود والأصفر والأبيض.
ونشر موقع "ميدوزا" مقالا استقصائيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تحدث فيه عن معلومات حول مصادر تمويل الشركة، وذكر أن من أبرزها اختراق مواقع إلكترونية لمؤسسات أوكرانية، وسرقة العملات المشفرة باستخدام فيروسات وبرامج تجسس.
الحركة الإمبراطورية الروسيةهي منظمة روسية، تعتنق أيديولوجية "تفوّق العرق الأبيض"، وتتحذ من سان بطرسبورغ مقرا لها.
يتزعمها ستانيسلاف فوروبييف، الذي كان في السابق من مؤيدي ما يسمى "الحزب الروسي للمركز الإمبراطوري". ووفق مصادر مختلفة فإن نشوء الحركة يعود إلى ما بين عامي 2002 و2005.
وفي عام 2008 شكلت الحركة منظمتها شبه العسكرية المسماة "الفيلق الإمبراطوري"، والتي كان يرأسها دينيس غارييف.
شعار الحركة الإمبراطورية الروسية (الجزيرة)وبحلول عام 2011 انضمت "الحركة الإمبراطورية الروسية" إلى مليشيا "مينين وبوزارسكي" الشعبية. ووفقا لمصادر غير رسمية، فإن الحركة تمتلك مركزين للتدريب في سانت بطرسبورغ.
وبعد اندلاع الحرب في شرق أوكرانيا، بدأت الحركة بتدريب وإرسال متطوعين لدعم قوات "جمهوريتي" لوغانسك ودونيتسك التي تعترف بهما روسيا بعد أن نظمت فيهما استفتاء للانفصال عن أوكرانيا في 2022، وشاركت في القتال في مناطق سلافيانسك ودونيتسك وديبالتسيفو وغيرها.
وتتحدث وسائل إعلام غربية مختلفة عن أن عدد من أعضاء "الفيلق الإمبراطوري" عملوا مرتزقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد أكد موقع "كرملين روس.رو" في 30 يناير/كانون الثاني 2020، أن أحد قادة الفيلق ويدعى "فلاديمير سكوبينوف" قد قتل في ليبيا، ويصبح بذلك ثاني عضو في الحركة الإمبراطورية يلقى حتفه هناك. وكان سكوبينوف قد قاتل سابقا في دونباس وسوريا.
وبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تم إدراج الحركة في قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، وعلى قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي وسويسرا.
بارسوهي مختصر لكلمة "احتياطي الجيش القتالي للبلاد"، وهي مشروع للتعبئة الاحتياطية للأفراد، تتبع لوزارة الدفاع الروسية، أنشئت عام 2015 بمرسوم رئاسي بصفتها شركة عسكرية خاصة، وتتطابق مع شركة "روديت" من حيث الهيكلية.
ووفقا لنظامها الداخلي، يمكن لأي شخص توقيع عقد مع وزارة الدفاع، والحصول على راتب إضافي، ويمكن للوزارة أن ترسل الفرد الذي وقع معها إلى معسكرات التدريب لمدة شهر واحد في السنة، كما يمكنها إرساله إلى ساحات القتال إذا لزم الأمر. وقد بدأ تجنيد جنود الاحتياط في "بارس" من خريف عام 2021، قبيل بدء الحرب مع أوكرانيا.
وتضم المجموعة نحو 10 آلاف مقاتل، يعمل جزء منهم تحت إمرة وزارة الدفاع، بينما يعمل الجزء الآخر في إطار "اتحاد متطوعي دونباس".
ووفقا لتحقيق استقصائي أجرته صحيفة "نوفايا غازيتا يفروبا"، بدأ جزء من هؤلاء العمل حراسا لهيئات السلطات الجديدة التابعة لروسيا في إقليم دونباس وكذلك حراس أمن لشركات خاصة هناك.
باتريوتلا توجد معلومات عامة ورسمية عن شركة "باتريوت"، وليس لديها موقع ويب خاص بها أو أرقام هواتف أو تفاصيل اتصال.
ولكن وفقا لموقع "فوينويه برافا"، المتخصص بتقديم الاستشارات القانونية للعسكرين، فإن مجموعة "باترويت" تأسست عام 2018، ومنذ ذلك الحين وأفرادها موجودون في سوريا وأفريقيا وتتعاون على قدم وساق مع شركة "فاغنر".
ويضيف الموقع بأن عناصرها متخصصون في عمليات الاقتحام وتوفير الحماية لكبار المسؤولين، وكذلك حماية مواقع تعدين الذهب في جمهورية أفريقيا الوسطى.
ونقل الموقع عن رئيس تجمع ضباط عموم روسيا يفيغيني شاباييف قوله إن "باتريوت" هي تسمية حركية للشركة كما هو الحال بالنسبة لـ"فاغنر"، مضيفا أن التشريعات في عديد من البلدان الأفريقية تسمح بتسجيل وتصفية أي شركة فردية أو مؤسسة عامة في غضون يوم واحد.
وأشارت قناة "دوجد تي في" أن "باتريوت" قد تكون متورطة في مقتل صحفيين في جمهورية أفريقيا الوسطى.
تيرابارونامختصر لكلمة الدفاع الإقليمي. تأسست في مقاطعة كورسك عام 2022، وتكمن مهامها في حماية المناطق الحدودية المحاذية لأوكرانيا وخصوصا بيلغورود.
أبلوتتأسست في أغسطس/آب 2023 من قبل حركة قدامى المحاربين، وهي مفرزة للدفاع الإقليمي. وجاء تأسيسها نتيجة لازدياد الهجمات الأوكرانية على مناطق داخل روسيا.
ووفقا لزعيم الحركة فاليري بوف، فإن المجموعة تضم مقاتلين سابقين من "فاغنر"، وكذلك متقاعدين من الحرس الوطني شاركوا في الحرب في أوكرانيا.
ويذكر أن المهمة الملقاة على عاتق عناصر المفرزة هو القتال ضد الأعداء الخارجيين والداخليين. وتعطي الحركة الأفضلية في التجنيد للقوزاق الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و50 عاما ويتمتعون بلياقة بدنية جيدة ويمتلكون رخصة حمل السلاح، بشرط أن لا يكونوا من ذوي السوابق القضائية أو الإجرامية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وزارة الدفاع فی الحرب
إقرأ أيضاً:
بوتين: استخدام أسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثر على العملية العسكرية الخاصة
قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الخميس، أنه من المستحيل استخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا دون متخصصين من البلدان التي صنعت فيها.