دارت عجلة الإنتاج مجدداً في مصنع الزيوت النباتية في منطقة الكود بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، بعد توقف أكثر من 12 عاماً بفعل الحروب والصراع الدائر في البلد.

المصنع، يعد من أهم المصانع الإنتاجية الذي يعود إنشاؤه إلى العام 1975م ضمن مشاريع استراتيجية مهمة لنظام الثورة عقب استقلال الجنوب وبتوجيه من الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين).

كما مثل المصنع أحد أهم الروافد الغذائية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حينها، واستمر في العمل بعد تحقيق الوحدة ليتم تأجيره في العام 1995م من قبل وزارة الصناعة والتجارة لأحد المستثمرين الذي قام بتشغيله حتى توقف عام 2011م. واليوم يعاود نشاطه تحت إدارة السلطة المحلية في المحافظة، كأحد الروافد الاقتصادية المهمة.

تشتهر محافظة أبين بزراعة القطن طويل التيلة، في حين أن محافظة لحج تشتهر بزراعة القطن قصير التيلة. وجود محلجين للقطن في المحافظتين ساهم كثيرا في زيادة إنتاج البذور ورفد مصنع الزيوت النباتية في الكود ومصنعين آخرين في مديريتي المنصور والمعلا بالعاصمة عدن بالمواد الخام لإنتاج الزيوت النباتية. إلا أن هذه المصانع توقفت بسبب الأوضاع التي عصفت بالبلد على مدى سنوات طويلة.

قدرة كبيرة

ويستطيع المصنع إنتاج زيوت أخرى عبر خط إنتاج منفصل يتمثل في زيوت الجلجل، ولكن مع ارتفاع أسعاره وعدم توفره بكميات كبيرة، لجأ القائمون على المصنع قبل إغلاقه منذ 12 عاماً إلى إيقاف العصرتين وضمها لخط إنتاج الزيوت في ظل تنامي حصاد بذرة القطن حينها والتي كانت توفر نسبا عالية في إنتاج الزيت المعصور.

ومع تراجع زراعة القطن توقف المصنع عن الإنتاج، إلا أن محاولات إعادته مجددا لم تتوقف من قبل القائمين على المصنع بدءاً من الاهتمام بزراعة القطن ودوار الشمس، التي تعد مواد خام وضرورية في تشغيل المصنع الذي سيكون رافدا مهما للسوق المحلية من خلال الزيوت التي سيقوم بإنتاجها لتكون متاحة للمواطن وبأسعار مناسبة.

منتجاتنا في السوق 

فتحي حيدرة حمود مدير مصنع الزيوت النباتية في دلتا أبين، في حديثه لـ"نيوزيمن"، قال إن عودة المصنع بعد 12 عاما واستئناف نشاطه الإنتاجي جاء بدعم من السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة باللواء ابوبكر حسين سالم محافظ أبين. 

وأضاف إن منتجات المصنع من زيوت بذرة القطن عالية الجودة أصبحت في متناول المواطنين وبأسعار تنافسية عن طريق البيع المباشر للمواطن. 

وأشار مدير المصنع إلى أنهم قاموا بعرض منتجات من زيوت بذرة القطن النباتية المستخلصة من أجود محاصيل القطن "خير دلتا ابين" بسعات مختلفة باللتر منه (30-20-10-5-3) حيث بلغت ذروة إنتاجه اليومي (2800) لتر من الزيت و(21) طنا من الاعلاف الحيوانية.

وذكر أن محلج القطن في أبين يوفر البذور مجاناً دعماً للمصنع، حيث تعتبر زيوت بذرة القطن من أجود أنواع الزيوت النباتية، وتحتل مرتبة عالية على مستوى عالمي، وقد اكتسب المصنع سمعة طيبة في عموم الوطن على مدى عقود طويلة من الزمن. 

ودعا فتحي المزارعين في دلتا محافظة أبين ودلتا تبن إلى زيادة رقعة زراعة القطن بأصنافه الطويلة التيلة التي تكون غنية بالزيت والعصارة. 

جهود جبارة

من جانبه قال جلال محمد رئيس قسم تكرير الزيوت والصوابين بالكود لـ"نيوزيمن": سابقاً كان هذا المصنع في مستوى عال من القدرة لإنتاج الزيوت النباتية، ويعمل على مدار الساعة عند بداية تأسيسه في العام 1975م. وبعد تعرضه للتوقف المتكرر نتيجة لعوامل كثيرة، بات المصنع يعمل بشكل متقطع بين الحين والآخر.

وأضاف: إنتاج زيوت بذرة القطن لم يتم بشكل مستمر، ويعود لسبب رئيس متمثل في تخفيض عمليات الإنتاج، كون القطن يزرع موسمياً وليس على مدار السنة. ولهذا يستطيع أخذ بذور زيتية نباتية لعصرها وإنتاج زيوت عالية الجودة، خصوصا دوار الشمس التي يتم توفيرها على طول السنة. فدوار الشمس يعطي نسبا عالية في الزيت والاعلاف الحيوانية. 

وتابع: أثناء عملية عصر وتكرير الزيت النباتي يتم فصل الزيوت عن المواد الأخرى الموجودة فيها مثل الصوابين السبوستك والجلسرين وأحماض أمينية، ومواد خامة يتم تنقيتها فيما بعد. 

وتمر عملية إنتاج الزيت بعدة مراحل داخل المصنع، من مرحلة الحلاقات وهي تصفية بذور القطن ومن ثم إلى عصر البذور ومن ثم إلى تكراره ومعالجة الزيت وتصفيته بالغلايات ومن ثم تعبئته. ويعتمد مصنع الزيوت على كميات بذور القطن المنتجة حالياً من مزارع محافظة أبين ومناطقها المختلفة، وهذا الإنتاج الأول من نوعه يعد تحركاً اقتصادياً نادراً في ظل الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: محافظة أبین

إقرأ أيضاً:

مقترح برلماني بحظر استخدام الزيوت المهدرجة في مصر

تقدمت مي أسامة رشدي، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكا، لحظر استخدام الزيوت المتحولة صناعياً (المهدرجة) أو (السمن النباتي) في الصناعات الغذائية في مصر.

برلمانية: الحوار المجتمعي بشأن نظام البكالوريا هدفه إزالة توترات الطلاببرلماني: دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خطوة أولى لإعادة الحياة في غزة

وقالت النائبة- في مقترحها-:" هناك تحذيرات رسمية من منظمة الصحة العالمية تدور حول مخاطر وأضرار استخدام الزيوت المهدرجة في الأغذية، حيث أنها تتسبب في زيادة وزن الإنسان، ورفع مستويات الكوليسترول الضار، وتقليل مستويات الكوليسترول النافع، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية وسببًا رئيسيًا في الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة".

وأوضحت "رشدي"، أن الزيوت المهدرجة هي الزيوت التي يتم تعديلها كيميائيًا لزيادة فترة صلاحيتها، وتعتبر عملية التهدرج هي العملية التي تستخدم لتصنيع الزيوت المهدرجة، حيث يتم تعديل الزيوت النباتية الطبيعية حتى تكون أكثر استقرارا ومقاومة للأكسدة.

وأردفت "عضو مجلس النواب"، وهنا في مصر لدينا دراسات طبية أثبتت أن استهلاك هذه الزيوت يرفع خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 34%، كما يعتبر سببًا رئيسيًا في الإصابة بالجلطات والأزمات القلبية، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تؤثر سلبًا على نمو الأطفال وتحصيلهم الدراسي، مما يجعلها خطرًا يهدد الأجيال القادمة، كما تزيد من تكلفة فاتورة العلاج التي تتحملها الدولة.

وأكدت أنه يتم استخدام زيت النخيل المهدرج في العديد من المنتجات الغذائية والصناعية في مصر، وهنا مكمن الخطورة، حيث يتمتع بنقطة انصهار عالية وقابلية للتحمل لدرجات الحرارة العالية، مما يجعله مناسبًا لصناعة المقبلات والحلويات والزبدة والجبن والوجبات السريعة.

وأشارت إلى أن هناك الكثير من الدول التي اتخذت خطوات صارمة لوقف استخدام الزيوت المهدرجة ومنها ( أمريكا- كندا-بريطانيا- فرنسا-الدنمارك- النرويج-سنغافورة- ودول الاتحاد الأوروبي-البرازيل-الإمارات- السعودية)، حفاظًا على صحة مواطنيها من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بعدما أقرت المؤسسات الصحية في هذه الدول أن الزيوت المهدرجة لم تعد مكونًا آمنًا في غذاء الإنسان.

ودعت النائبة مي رشدي، الجهات المعنية في مصر وعلى رأسها وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء، بحث ودراسة مقترحها وآليات تطبيقه في مصر، حفاظًا على الصحة العامة والحد من معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، لافتة إلى إنه ليس لدينا معايير وضوابط واضحة للحد من استخدام الزيوت المهدرجة في مصر أو المعدلات المسموح باستخدامها.

مقالات مشابهة

  • الزراعة: تجدد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية للسنة السابعة
  • "أبوطالب" يطالب بالنزول الي الجمعيات وحل المشاكل التي تواجه الفلاحين بالمنوفية
  • ضبط مصنع ضخم لتصنيع الخمور في القبة
  • طلب إحاطة بشأن حظر استخدام الزيوت المهدرجة في الأغذية
  • 750 ألف جنيه وتكييف وشاشة.. حل لغز سرقة مصنع بالصف
  • القبض على 3 متهمين بسرقة 750 ألف جنيه من خزينة مصنع بالصف
  • حماس: تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى يعود لأسباب فنية ميدانية
  • حماس: تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها يعود لأسباب فنية ميدانية
  • الأقدم في مصر.. محلج «الذهب الأبيض» بكفر الشيخ ينتعش بالشتاء: نوَّرت يا قطن النيل
  • مقترح برلماني بحظر استخدام الزيوت المهدرجة في مصر