الجزيرة:
2025-03-03@18:29:05 GMT

مهاجرون من غزة يتحدثون للجزيرة نت عن غربتهم

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

مهاجرون من غزة يتحدثون للجزيرة نت عن غربتهم

غزة- "أشعر بالحزن لأنني ضيعت سنوات من عمري في إجراءات اللجوء"، بهذه الكلمات وصف الشاب الفلسطيني حسن عابد، المقيم في ألمانيا، حاله وحال الكثير من الشباب المهاجرين من غزة.

وعمل عابد قبل الهجرة في عدة محال تجارية، ولكن تدني الأجور والوضع الاقتصادي السيئ الذي يعانيه قطاع غزة المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي حال دون تلبية متطلباته المعيشية وآماله المستقبلية.

يقول عابد (24 عاما)، في حديثه من مهجره للجزيرة نت، "أنهيت الثانوية العامة، ولم أتمكن من إكمال الدراسة الجامعية لسوء الوضع الاقتصادي، فافتتحت مشروعا صغيرا على بحر غزة لبيع الذرة.. ولكن العائد المادي القليل جعلني أفكر في الهجرة لإيجاد فرصة عمل أفضل".

تجدد حملات دولية تطالب برفع الحصار وفتح موانئ غزة (الأناضول ) معاناة مركّبة

ووصف عابد رحلة معاناته للوصول لليونان قائلا "بالكاد استطعت الحصول على 800 دولار لتغطية السفر إلى تركيا، وعند الوصول إليها حاولت 9 محاولات سيرا على الأقدام في الغابات العبور إلى اليونان، وكانت كل محاولة تستغرق 8 أيام، فيقبض علينا حرس الحدود اليوناني لنعود إلى معاناة المحاولة من جديد".

اضطر حسن عابد للعمل في تركيا لسنتين من أجل جمع مبلغ لا يقل عن ألفي دولار، ليدفعه رسوما للمهربين من أجل الوصول إلى اليونان عبر الحدود البحرية بين البلدين. وهذا الطريق البحري هو الوحيد المتاح للوصول إلى الوجهة المطلوبة.

بعد أن استقر به الحال في ألمانيا، يقول عابد "نواجه العنصرية والبعد عن الأهل، لكننا نتحمل ذلك مرغمين مقابل ما تقدمه هذه البلاد لنا من مسكن وعمل وراتب شهري يؤمّن لنا مستقبلنا".

ويشير الشاب، الذي غادر غزة منذ 5 أعوام، إلى تدفق مهاجرين نحو ألمانيا مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية بداية العام الماضي، وتكدّس اللاجئين الأوكرانيين فيها، ويضيف بأسف "واجهنا معاناة جديدة، وهي تمييز المهاجرين الأوروبيين عن العرب".

وحمّل عابد الاحتلال الإسرائيلي وحصاره لغزة المسؤولية عن معاناة الشباب الغزّي، لكنه لم يعفِ الحكومة في غزة ورجال الأعمال من مسؤولياتهم عن هجرة الشباب. وقال إن "أصحاب المشاريع التجارية الكبيرة استغلوا ظروفنا، وتدنت أجورنا لحد لا يعقل، والحكومة فشلت في توفير فرص عمل لنا".


معدلات معقولة

ووسط أحاديث ومشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى ارتفاع أعداد الشباب المهاجرين من القطاع، أكدّت هيئة المعابر والحدود في غزة أن أعداد المغادرين والعائدين للقطاع موافقة للمعدل السنوي المعتاد.

ووفق بيان للهيئة في الثامن من سبتمبر/أيلول الحالي، "تم تسجيل مغادرة 113 ألفا و234 مواطنًا منذ بداية العام 2023، في حين تم تسجيل وصول 116 ألفا و651 مواطنا". وحذر البيان من تداول أرقام وإحصاءات غير صحيحة لأعداد المسافرين أو المسجلين للسفر، "والافتراض خطأ أن كل من سافر قد ترك قطاع غزة".

من جهته، نفى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي  سلامة معروف ما يتم تداوله من أعداد كبيرة لمهاجرين من القطاع، رافضا وصفها بالظاهرة، وقال إنه "قياسا بفترات سابقة، فأعداد المغادرين أقلّ بحسب ما سجلته هيئة المعابر، وهذا يدحض الأرقام التي جرى الحديث عنها".

وقال معروف للجزيرة نت "منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف الشهر الجاري غادر إلى تركيا -العنوان الأبرز لقاصدي الهجرة وصولا لأوروبا- قرابة 2855 مواطنا من الفئة العمرية 18-30، منهم مئات من الطلبة التحقوا بالمنح التركية، ومئات آخرون قدموا لغزة خلال عطلة الصيف وعادوا بعد انتهائها، فضلا عمّن خرجوا بحثا عن تجارة أو سياحة أو غيرهما".

والناظر للظروف التي شهدها قطاع غزة من حروب وحصار، يجد أن مغادرة القطاع -حسب معروف- تأتي في سياق الوضع الطبيعي مقارنة بالمجتمعات الأخرى التي يغادر فيها السكان لأهداف مختلفة سواء للإقامة وتحسين واقع الحياة والبحث عن عمل.

وبيّن أن "المؤسسة الحكومية تبذل جهدا لإنجاز العديد من البرامج في محاولة للحد من معدلات البطالة والفقر، غير أنها تبقى محدودة قياسا بالحاجة الكبيرة في ضوء الحصار وتبعاته الثقيلة على الحالة الاقتصادية ومع ارتفاع الكثافة السكانية في القطاع".

 

 

هل ينوون العودة؟

يقول رئيس "الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني" صلاح عبد العاطي إن معدلات الهجرة الأخيرة من غزة دليل على الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يحياها المواطن بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الـ17 على التوالي.

وبحسب عبد العاطي، نتج عن هذا الحصار خسارة الاقتصاد الفلسطيني قرابة 17 مليار دولار، ودمار بالبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، مما حدّ من قدرة القطاع الخاص على التشغيل، وصار 74% من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية، علاوة على وصول نسبة البطالة إلى 49% بين سكان القطاع.

وقال "لا توجد نسبة دقيقة حول أعداد المهاجرين، واستطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسات مختلفة، من بينها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تشير إلى أن نحو 40% من الشباب في الأراضي الفلسطينية يرغبون في الهجرة، منهم 15% من الضفة الغربية و25% من القطاع".

واستدرك أن "63% من الشباب عبّروا في استطلاعات رأي خاصة بالهجرة أنهم لا يريدون هجرة نهائية، بل يريدون فرص عمل وحياة أفضل يستطيعون من خلالها مساعدة أنفسهم وأسرهم ثم العودة إلى بلدهم".

شاب غزّي يتفقد مزرعته بعد أن دمرها القصف الإسرائيلي في عدوان صيف 2021 (الأناضول) ذهاب للمجهول

قبل مغادرته عبر معبر رفح الحدودي في قطاع غزة، قال الشاب محمد أحمد إنه لن ينسى دموع والدته وأخواته، ومطالبته بالعودة إلى وطنه في أقرب فرصة.

وتابع "أكملت دراستي الجامعية، وعملت في أعمال البناء وأجيرا في محال الملابس وغيرها، لكن الأجور المتدنية حالت دون استمراري، فقررت الهجرة لتأمين مستقبلي".

وقال "ليس لدي نية للاستقرار خارج غزة، فكل ما أسعى له هو جمع مبلغ من المال أستطيع به العودة إلى وطني وإقامة مشروع خاص بي أستطيع من خلاله العيش بكرامة ويساعدني على الزواج وتكوين أسرة".

ووصف حاله في لحظاته الأخيرة قبل السفر قائلا "أشعر بالتوتر، فلا أعلم مصيري وأنا أسلك طريقا مجهولا، والمغامرة فيه كبيرة خاصة أن الوصول لبلد مثل ألمانيا وغيرها يتطلب خطوة غير قانونية وهي عبور اليونان انطلاقا من شواطئ تركيا".

الاحتلال وحصاره لغزة مسؤول عن معاناة الشباب الغزّي (الأناضول) من المسؤول؟

وحمل الحقوقي عبد العاطي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن الهجرة "من خلال فرض فوضى داخلية كما يحدث في أراضي الداخل (بين فلسطينيي 48) من عمليات قتل جماعي تحت نظر الشرطة الإسرائيلية، وما يفعله في الضفة من الاستيطان وجرائم الحرب والتهويد، ناهيك عن حصار قطاع غزة".

وأرجع المسؤولية الثانية إلى "تداعيات الانقسام الكارثية، وغياب سياسات وطنية تدعم صمود المواطنين". ولفت إلى "غياب حكومة وحدة وطنية قادرة على استغلال الموارد واستثمار طاقات الشباب في العملية الاقتصادية".

وربط الحقوقي ارتفاع الهجرة من عموم المناطق الفلسطينية بغياب المشاركة السياسية والانتخابات الطلابية والنقابية والعامة، "إضافة إلى انتهاك حقوق الشباب وعدم الاستجابة إلى احتياجاتهم".

وألقى بالمسؤولية أيضا على عاتق السلطة الفلسطينية، التي فرضت عقوبات جماعية على القطاع ساهمت في ازدياد أعداد المهاجرين، على حد قوله.

ودعا عبد العاطي القوى السياسية والمجتمع المدني لوضع خطة ‏لمواجهة مخاطر ارتفاع ظاهرة الهجرة، وخاصة هجرة العقول والشباب وأصحاب الإمكانيات الاقتصادية.

ويعاني القطاع الحكومي في غزة من ضائقة مالية متراكمة، حيث خفّضت لجنة متابعة العمل الحكومي مؤخرا نسبة صرف رواتب الموظفين العموميين إلى 55%، وأعلنت عن نقصٍ حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية للأمراض المزمنة وخاصة غسيل الكلى، في حين أُطلقت قبل يومين دعوات جديدة لكسر الحصار تحت عنوان "افتحوا موانئ غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عبد العاطی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مشير المصري للجزيرة نت: معركتنا التفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء

غزة- بين شائعتي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتقله تردد اسمه خلال العدوان على غزة مرارا، لكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري أطل -عقب انتهاء الحرب التي استمرت أكثر من عام ونصف- بجسده سليما معافى دون أن يصاب أو يعتقل.

وأجرت الجزيرة نت حوارا مباشرا مع المصري -الذي أسند إشاعة الأخبار المغلوطة عنه وعن قيادات عدة في الحركة- إلى الاحتلال "الذي يسعى من وراء ذلك إلى جمع معلومات أمنية عن الشخصيات المطلوبة لإسرائيل بعد فشلها في الوصول إليهم، حيث تستفيد من التغذية الراجعة من شيوعها، كما أنها تأتي ضمن الحرب النفسية لضرب الروح المعنوية".

وعبر المراسلات المكتوبة كان يطمئن أفراد عائلته عنه ويطمئن عليهم من خلالها، وقد كان هذا الأمر يستغرق أياما في كثير من الأوقات لوصولها، مما يضاعف قلقه عليهم وقلقهم عليه، خاصة في ظل انتشار الشائعات.

ظروف استثنائية

لدى مشير المصري -المكنى بأبي بكر- 8 أبناء (6 فتيان وفتاتان)، وأصبح جَدّا في العدوان، إذ زوّج كبرى بناته وبكر أبنائه قبل بدايتها.

ودمرت الحرب بيته الجديد الذي أقامه في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ولم تمنحه سوى 10 أشهر للعيش فيه، حيث دخله الجنود وفخخوه بعدما نشروا صورا من داخله لأسلحة جمعوها من المواقع العسكرية المحيطة ووضعوا في منتصفها رخصة قيادة خاصة بالمصري، لينسفوا بعد ذلك المنزل كله فيصبح أثرا بعد عين.

إعلان

أوجد يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتباكا عند جل الغزيين، ولا سيما عند المطلوبين للاحتلال الذين يعيشون في كل عدوان ظروفا استثنائية يحاولون فيها اتباع خطة للطوارئ معدة مسبقا، فيضطرون خلال دقائق إلى إخلاء المنزل هم وأفراد عائلاتهم والانفصال عنهم، ليلتقي معهم بعد عام ونصف، وهي فترة جاوزت كل التوقعات، كما يقول المصري.

وأضاف "لم يكن أحد يتخيل أن تكون الحرب بهذه الوحشية والدموية أو أن يطول أمدها، وقد كانت أشد مراحلها وطأة على قلبي حين اُجتيح الشمال".

ويكشف المصري للجزيرة نت أنه لم يخرج من بلدة بيت لاهيا إلى مدينة غزة إلا في اليوم الأول لحصار محافظة شمال القطاع، حيث تسلل من بين فكي كماشة، تاركا إخوته وأبناءه الكبار فيه، ليعيش أياما بالغة الصعوبة، خاصة عقب انقطاع الاتصال بهم، ليتبين بعد انسحاب الاحتلال استشهاد 12 فردا من عائلته كان من بينهم أخواه وعائلاتهما، ليصبح له 3 من الإخوة شهداء بعد فقده الأول عام 2004.

المصري والقادة

وعدّد المصري أسماء إخوته، والتي وصفها بالعسكرية قائلا "أسماء إخوتي ثورة وتحرير وفلسطين وفارس وخميس ورائد، ومشير، وقد كان والدايّ قاصدين ذلك لإذكاء روح الثورة في نفوس أبنائهما".

وجاء اجتياح شبح المجاعة للشمال في وقت كان فيه المصري ومن معه قد عكفوا على الصيام حيث قضوا نصف الحرب صياما ضمن ما وصفها بالفلسفة التعبدية التي سلكوها منذ بداية العدوان.

لكن ونظرا لظروفهم الأمنية المعقدة ومنع تحركهم فقد كانت المجاعة شديدة الصعوبة عليهم، حيث كانت وجبتهم الوحيدة على مدار اليوم هي الإفطار على شوربة العدس إن توفرت.

وتأثر المصري بشكل شديد باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية بحكم علاقته الوطيدة به، كما أنه كان ملهمه في فترات صعوده وقدوته في علاقاته الاجتماعية المفتوحة، كما تأثر بأسلوبه الخطابي مع الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.

إعلان

ويذكر لقاءه الأخير مع الشهيد يحيى السنوار قبل أيام من عملية "طوفان الأقصى"، إذ أثنى على تصريحات كان قد أدلى بها المصري، معلقا على ذلك بقوله "سيحدث كل ما قلته يا أبا بكر، بل وأكثر".

أما عن القائد الشهيد محمد الضيف فقال المصري "إن قائدا ملهما بحجمه وتضحياته وعمره التاريخي العسكري ومواكبته كل المحطات التي مرت بها كتائب القسام منذ سلاح الكارلو إلى صاروخ عياش 250 لا تليق به خاتمة سوى الشهادة".

القيادي في حركة حماس مشير المصري ومراسلة الجزيرة نت يسرى العكلوك (الجزيرة) ترتيبات أمنية

تشدد حركة حماس ضمن ترتيباتها الأمنية مؤخرا على منع تجمّع عدد كبير من القيادات في المكان ذاته، كي لا تدفع ثمنا كبيرا بخسارتهم كما حدث في معركة "سيف القدس" التي استشهد فيها ثلة من خيرة قادة القسام، بحسب المصري.

كما يوطن المستهدفون أنفسهم وعوائلهم على توقع تلقي خبر الاستشهاد في أي لحظة، وهو أقسى ما يمكن أن يدفعه الإنسان في معركة تحرره مع الاحتلال.

ونفى المصري أن تكون إطالة أمد الحرب قرارا إسرائيليا، بل برأيه، فإن القوى الدولية شكلت للاحتلال مظلة آمنة وصمام أمان للمضي فيها، خاصة مع عدم وجود قوة تحركت لردعه أو لكبح جماحه، كما يعزو ذلك إلى الانحياز الأميركي والأوروبي للاحتلال ودعمهما المفتوح له بالسلاح، وما قابل ذلك من حالة الخذلان العربي والإسلامي.

وقال إن أكبر تحدٍ يواجه حركة حماس اليوم هو المضي في اتفاق وقف إطلاق النار، وتابع" نخوض معركة تفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء، لكننا في الوقت نفسه نديرها بكل حكمة واقتدار أمام وجود ورقة الأسرى القوية في يدنا"، مؤكدا رفض الحركة السماح للاحتلال بالمضي في سياسة المماطلة دون أن يدفع ثمن ذلك.

مقالات مشابهة

  • عاجل | مصادر للجزيرة: غارات إسرائيلية على محيط مدينة طرطوس غربي سوريا
  • حماس: استمرار إغلاق معابر القطاع أمام المساعدات عقاب جماعي
  • فدوى عابد تكشف كواليس مشاركتها في أشغال شقة وتفاصيل عايشة الدور l خاص
  • لويزا الألمانية.. تروي للجزيرة نت كيف أسلمت ورابطت في المسجد الأقصى
  • مهاجرون في كاليفورنيا يخشون الترحيل بعد تهديدات ترامب
  • نقل النواب: قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية لغزة انتهاكا صارخا للقوانين الدولية
  • مشير المصري للجزيرة نت: معركتنا التفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء
  • مهاجرون إثيوبيون يتهمون حرس الحدود السعودي بارتكاب انتهاكات مروعة
  • الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟
  • فتى فلسطيني محرر يروى للجزيرة تفاصيل تعذيبه بسجون الاحتلال