الجزيرة:
2024-09-09@08:59:58 GMT

مهاجرون من غزة يتحدثون للجزيرة نت عن غربتهم

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

مهاجرون من غزة يتحدثون للجزيرة نت عن غربتهم

غزة- "أشعر بالحزن لأنني ضيعت سنوات من عمري في إجراءات اللجوء"، بهذه الكلمات وصف الشاب الفلسطيني حسن عابد، المقيم في ألمانيا، حاله وحال الكثير من الشباب المهاجرين من غزة.

وعمل عابد قبل الهجرة في عدة محال تجارية، ولكن تدني الأجور والوضع الاقتصادي السيئ الذي يعانيه قطاع غزة المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي حال دون تلبية متطلباته المعيشية وآماله المستقبلية.

يقول عابد (24 عاما)، في حديثه من مهجره للجزيرة نت، "أنهيت الثانوية العامة، ولم أتمكن من إكمال الدراسة الجامعية لسوء الوضع الاقتصادي، فافتتحت مشروعا صغيرا على بحر غزة لبيع الذرة.. ولكن العائد المادي القليل جعلني أفكر في الهجرة لإيجاد فرصة عمل أفضل".

تجدد حملات دولية تطالب برفع الحصار وفتح موانئ غزة (الأناضول ) معاناة مركّبة

ووصف عابد رحلة معاناته للوصول لليونان قائلا "بالكاد استطعت الحصول على 800 دولار لتغطية السفر إلى تركيا، وعند الوصول إليها حاولت 9 محاولات سيرا على الأقدام في الغابات العبور إلى اليونان، وكانت كل محاولة تستغرق 8 أيام، فيقبض علينا حرس الحدود اليوناني لنعود إلى معاناة المحاولة من جديد".

اضطر حسن عابد للعمل في تركيا لسنتين من أجل جمع مبلغ لا يقل عن ألفي دولار، ليدفعه رسوما للمهربين من أجل الوصول إلى اليونان عبر الحدود البحرية بين البلدين. وهذا الطريق البحري هو الوحيد المتاح للوصول إلى الوجهة المطلوبة.

بعد أن استقر به الحال في ألمانيا، يقول عابد "نواجه العنصرية والبعد عن الأهل، لكننا نتحمل ذلك مرغمين مقابل ما تقدمه هذه البلاد لنا من مسكن وعمل وراتب شهري يؤمّن لنا مستقبلنا".

ويشير الشاب، الذي غادر غزة منذ 5 أعوام، إلى تدفق مهاجرين نحو ألمانيا مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية بداية العام الماضي، وتكدّس اللاجئين الأوكرانيين فيها، ويضيف بأسف "واجهنا معاناة جديدة، وهي تمييز المهاجرين الأوروبيين عن العرب".

وحمّل عابد الاحتلال الإسرائيلي وحصاره لغزة المسؤولية عن معاناة الشباب الغزّي، لكنه لم يعفِ الحكومة في غزة ورجال الأعمال من مسؤولياتهم عن هجرة الشباب. وقال إن "أصحاب المشاريع التجارية الكبيرة استغلوا ظروفنا، وتدنت أجورنا لحد لا يعقل، والحكومة فشلت في توفير فرص عمل لنا".


معدلات معقولة

ووسط أحاديث ومشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى ارتفاع أعداد الشباب المهاجرين من القطاع، أكدّت هيئة المعابر والحدود في غزة أن أعداد المغادرين والعائدين للقطاع موافقة للمعدل السنوي المعتاد.

ووفق بيان للهيئة في الثامن من سبتمبر/أيلول الحالي، "تم تسجيل مغادرة 113 ألفا و234 مواطنًا منذ بداية العام 2023، في حين تم تسجيل وصول 116 ألفا و651 مواطنا". وحذر البيان من تداول أرقام وإحصاءات غير صحيحة لأعداد المسافرين أو المسجلين للسفر، "والافتراض خطأ أن كل من سافر قد ترك قطاع غزة".

من جهته، نفى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي  سلامة معروف ما يتم تداوله من أعداد كبيرة لمهاجرين من القطاع، رافضا وصفها بالظاهرة، وقال إنه "قياسا بفترات سابقة، فأعداد المغادرين أقلّ بحسب ما سجلته هيئة المعابر، وهذا يدحض الأرقام التي جرى الحديث عنها".

وقال معروف للجزيرة نت "منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف الشهر الجاري غادر إلى تركيا -العنوان الأبرز لقاصدي الهجرة وصولا لأوروبا- قرابة 2855 مواطنا من الفئة العمرية 18-30، منهم مئات من الطلبة التحقوا بالمنح التركية، ومئات آخرون قدموا لغزة خلال عطلة الصيف وعادوا بعد انتهائها، فضلا عمّن خرجوا بحثا عن تجارة أو سياحة أو غيرهما".

والناظر للظروف التي شهدها قطاع غزة من حروب وحصار، يجد أن مغادرة القطاع -حسب معروف- تأتي في سياق الوضع الطبيعي مقارنة بالمجتمعات الأخرى التي يغادر فيها السكان لأهداف مختلفة سواء للإقامة وتحسين واقع الحياة والبحث عن عمل.

وبيّن أن "المؤسسة الحكومية تبذل جهدا لإنجاز العديد من البرامج في محاولة للحد من معدلات البطالة والفقر، غير أنها تبقى محدودة قياسا بالحاجة الكبيرة في ضوء الحصار وتبعاته الثقيلة على الحالة الاقتصادية ومع ارتفاع الكثافة السكانية في القطاع".

 

 

هل ينوون العودة؟

يقول رئيس "الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني" صلاح عبد العاطي إن معدلات الهجرة الأخيرة من غزة دليل على الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يحياها المواطن بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الـ17 على التوالي.

وبحسب عبد العاطي، نتج عن هذا الحصار خسارة الاقتصاد الفلسطيني قرابة 17 مليار دولار، ودمار بالبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، مما حدّ من قدرة القطاع الخاص على التشغيل، وصار 74% من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية، علاوة على وصول نسبة البطالة إلى 49% بين سكان القطاع.

وقال "لا توجد نسبة دقيقة حول أعداد المهاجرين، واستطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسات مختلفة، من بينها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تشير إلى أن نحو 40% من الشباب في الأراضي الفلسطينية يرغبون في الهجرة، منهم 15% من الضفة الغربية و25% من القطاع".

واستدرك أن "63% من الشباب عبّروا في استطلاعات رأي خاصة بالهجرة أنهم لا يريدون هجرة نهائية، بل يريدون فرص عمل وحياة أفضل يستطيعون من خلالها مساعدة أنفسهم وأسرهم ثم العودة إلى بلدهم".

شاب غزّي يتفقد مزرعته بعد أن دمرها القصف الإسرائيلي في عدوان صيف 2021 (الأناضول) ذهاب للمجهول

قبل مغادرته عبر معبر رفح الحدودي في قطاع غزة، قال الشاب محمد أحمد إنه لن ينسى دموع والدته وأخواته، ومطالبته بالعودة إلى وطنه في أقرب فرصة.

وتابع "أكملت دراستي الجامعية، وعملت في أعمال البناء وأجيرا في محال الملابس وغيرها، لكن الأجور المتدنية حالت دون استمراري، فقررت الهجرة لتأمين مستقبلي".

وقال "ليس لدي نية للاستقرار خارج غزة، فكل ما أسعى له هو جمع مبلغ من المال أستطيع به العودة إلى وطني وإقامة مشروع خاص بي أستطيع من خلاله العيش بكرامة ويساعدني على الزواج وتكوين أسرة".

ووصف حاله في لحظاته الأخيرة قبل السفر قائلا "أشعر بالتوتر، فلا أعلم مصيري وأنا أسلك طريقا مجهولا، والمغامرة فيه كبيرة خاصة أن الوصول لبلد مثل ألمانيا وغيرها يتطلب خطوة غير قانونية وهي عبور اليونان انطلاقا من شواطئ تركيا".

الاحتلال وحصاره لغزة مسؤول عن معاناة الشباب الغزّي (الأناضول) من المسؤول؟

وحمل الحقوقي عبد العاطي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن الهجرة "من خلال فرض فوضى داخلية كما يحدث في أراضي الداخل (بين فلسطينيي 48) من عمليات قتل جماعي تحت نظر الشرطة الإسرائيلية، وما يفعله في الضفة من الاستيطان وجرائم الحرب والتهويد، ناهيك عن حصار قطاع غزة".

وأرجع المسؤولية الثانية إلى "تداعيات الانقسام الكارثية، وغياب سياسات وطنية تدعم صمود المواطنين". ولفت إلى "غياب حكومة وحدة وطنية قادرة على استغلال الموارد واستثمار طاقات الشباب في العملية الاقتصادية".

وربط الحقوقي ارتفاع الهجرة من عموم المناطق الفلسطينية بغياب المشاركة السياسية والانتخابات الطلابية والنقابية والعامة، "إضافة إلى انتهاك حقوق الشباب وعدم الاستجابة إلى احتياجاتهم".

وألقى بالمسؤولية أيضا على عاتق السلطة الفلسطينية، التي فرضت عقوبات جماعية على القطاع ساهمت في ازدياد أعداد المهاجرين، على حد قوله.

ودعا عبد العاطي القوى السياسية والمجتمع المدني لوضع خطة ‏لمواجهة مخاطر ارتفاع ظاهرة الهجرة، وخاصة هجرة العقول والشباب وأصحاب الإمكانيات الاقتصادية.

ويعاني القطاع الحكومي في غزة من ضائقة مالية متراكمة، حيث خفّضت لجنة متابعة العمل الحكومي مؤخرا نسبة صرف رواتب الموظفين العموميين إلى 55%، وأعلنت عن نقصٍ حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية للأمراض المزمنة وخاصة غسيل الكلى، في حين أُطلقت قبل يومين دعوات جديدة لكسر الحصار تحت عنوان "افتحوا موانئ غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عبد العاطی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صدمة للاحتلال.. خبراء يتحدثون عن دلالات عملية معبر الكرامة

أكد خبراء تحدثت معهم "عربي21" أن عملية معبر الكرامة "جسر الملك حسين" جاءت في سياق طبيعي نتيجة للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشار الخبراء إلى أن خطورة هذه العملية بالنسبة للاحتلال يتركز على المجتمع الإسرائيلي، الذي حاولت حكومته اقناعه بأن المواطن الفلسطيني معزول عن محيطه العربي، وأن الشعوب العربية تركته يقاتل وحيدا في ساحة معركته مع الاحتلال.

وكانت عملية معبر الكرامة قد نفذها سائق شاحنة أردني وهو ماهر الجازي، وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، واستخدم في تنفيذها مسدس أخفاه داخل شاحنته نجح بالمرور به عبر الحواجز الأمنية الإسرائيلية ونفذ عمليته به في الجانب الإسرائيلي من المعبر.

كذلك ناقشت "عربي21" مع الخبراء تأثيرات هذه العملية على المسار التفاوضي الخاص بوقف إطلاق النار، ومدى خطورة هذه العملية على الاحتلال وأمنه داخليا وخارجيا.

والذين أكدوا أنها قد لا تؤثر كثيرا على المسار التفاوضي خاصة في ظل وجود اليمين المتطرف في الحكم في إسرائيل، وتعنت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وإصراره على استمرار الحرب.

رد طبيعي

الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني، الدكتور نضال أبو زيد، قال، إن "هذه العملية تأتي في سياق طبيعي حذر منه الجانب الأردني أكثر من مرة، وجاء ذلك في تحذيرات رسمية وردت على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي بأن ما يجري من انتهاكات وتصعيد إسرائيلي من قبل قوات الاحتلال داخل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة سينعكس بالتأكيد على ارتفاع حدة العمليات الأمنية، وبالتالي جاءت عملية معبر اللنبي من الجانب الإسرائيلي الأحد في هذا السياق".

وتابع أبو زيد في حديث خاص مع "عربي21"، "الأمر الأخر أن ما حدث كان في الجانب الإسرائيلي من المعبر في ظل وجود إجراءات أمنية وجمركية وتفتيشية عالية تعتمد أحيانا على الوسائل التكنولوجية والإلكترونية بالإضافة إلى التفتيش اليدوي، الأمر الذي يشير بكل وضوح إلى أن ذلك يُعد اختراق أمني واضح، نتيجة التراخي الإسرائيلي في الإجراءات الامنية، وبالتالي كل ما حدث من عمليات جاءت في سياقها الطبيعي الذي حذر منه الجانب الأردني أكثر من مرة".

وحول تأثير هذه العملية عسكريا قال أبو زيد، "قد يستغل الاحتلال هذه الحادثة في محاولة منه لتصعيد العمليات في المنطقة القريبة من الحدود الأردنية، لا سيما أن مدينة أريحا تقع على الطريق الواصل ما بين المعبر على الحدود الأردنية باتجاه الأراضي المحتلة في الضفة الغربية".

وأضاف: "بالتالي اعتقد أننا قد نشهد تصعيد في حدة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، وتصعيد في الإجراءات المتعلقة بالحدود الأردنية الاسرائيلية، وقد يستغلها الجانب الإسرائيلي من أجل الترويج لما كان يتحدث به أكثر من مرة، وهو محاولة فرض واقع أمني جديد على الحدود الأردنية مع الأراضي المحتلة".

وأوضح أن "الاحتلال كان قد تحدث عن محاولة لتشكيل فرقة جديدة من حرس الحدود ليتم نشرها على الحدود الأردنية، أيضا كان يتحدث عن إجراءات أمنية جديدة للقيام بضبط الحدود مع الجانب الأردني، ومن المتوقع أيضا أن نسمع خطاب متصاعد من قبل اليمين المتطرف يطالب بإجراءات ضد الجانب الأردني".


فشل التطبيع الإسرائيلي العربي

وتأتي هذه العملية في وقت يشن فيه الاحتلال عدوان عسكري مكثف على عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية ومخيماتها، حيث اقتحم مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم وغيرها.

كذلك قام باغتيال واعتقال العديد من الشبان المقاومين للاحتلال، إضافة لتخريب وتجريف شوارع هذه المدن وبنيتها التحتية، وقام بكل ذلك بحجة حماية المستوطنين ومنع الهجمات الفلسطينية ضدهم وضد مدنه الداخلية.

لكن على الرغم من قيام الاحتلال بهذه الإجراءات لمنع حدوث هجمات داخلية ضده، وتشديده الأمني على الحدود، إلا أن هذه العملية صدمته حيث أن الشهيد ماهر الجازي الذي نفذها قدم من الخارج وليس من داخل الأراضي الفلسطينية، ما يطرح تساؤلات عن خطورتها على الاحتلال الإسرائيلي؟

سليمان بشارات الخبير بالشأن الإسرائيلي، قال إن "خطورة العملية بالنسبة للاحتلال تكمن في عدة محاور، أولا، أنها تعني بأن الوعي العربي الجمعي لا زال يرفض الاحتلال الإسرائيلي وأنه ينظر له بأنه لا يمكن القبول به على الرغم من اتفاقيات التطبيع والسلام".

وتابع بشارات خلال حديثه مع "عربي21"، "سعى الاحتلال من خلال هذه الاتفاقيات لتحييد المواطن العربي والإسلامي وابعاده عن القضية الفلسطينية لينفرد بها، لكن في نهاية المطاف فشل فشلا ذريعا في ذلك، خصوصا أنه حاول عبر سنوات طويلة بأن يُظهر الفلسطيني بأنه هو من باع أرضه وتنازل عن قضيته، وبالتالي حاول أن يشوه مفهوم العلاقة ما بين القضية الفلسطينية وعمقها العربي والإسلامي".

وأكد أن "هذه العملية جاءت لتعيد البوصلة مرة أخرى إلى أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين فقط، وإنما هناك امتداد عربي وإقليمي وإسلامي شعبي باتجاه القضية الفلسطينية، وهذا ما يفسر ايضا طبيعة المسيرات التضامنية مع القضية الفلسطينية على مدار شهور الحرب بشكل كامل".

ويعتقد بشارات أن "المحور الخطير الأخر بالنسبة للاحتلال، أن هذه العمليات يمكن أن تُشكل في لحظة معينة الهاما لشبان عرب ومسلمين من جغرافيا متعددة، وليس بالضرورة فقط من الجغرافيا المحيطة بفلسطين او على تماس معها".

وتابع، "بالتالي هذا يعمل على عملية امكانية أن تنطلق مثل هذه العمليات مرة أخرى، وبالتالي الدفع باتجاه استهداف الاحتلال الاسرائيلي، والنقطة الثانية في هذا الاطار أن حالة الإلهام هذه يمكن أن تتطور في لحظة معينة من أعمال فردية كما نشاهدها إلى امكانية أن تتحول إلى أعمال منظمة".

وأردف، "صحيح أنه حتى هذه اللحظة لم تحدث هذه الأعمال المنظمة لكن، الاحتلال الإسرائيلي يخشى من أن تتحول الأعمال الفردية إلى أعمال منظمة وبالتالي يكون هناك امكانية لتطور هذا العمل، ويكون له تداعيات وتأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد أن "الخطر الأهم بالنسبة للاحتلال يقع على المجتمع الإسرائيلي نفسه، حيث حاول قادة الاحتلال الإسرائيلي على مدار سبع وستين عاما من أن يقنعوا الشارع الإسرائيلي أن معركته ومواجهته الحقيقية هي مع الفلسطيني فقط وأنه يمكن قبول إسرائيل ضمن معادلة الشرق الأوسط".

وأوضح أنه "الان لا يمكن للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية أن تقنع الإسرائيليين أن ذلك تحقق، بل بالعكس سيكون هناك إعادة للنقاش حول جدوى السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ولماذا تستخدمها إذا ما كانت ستولد مزيدا من الكراهية والمواجهة والصدام مع شعوب المنطقة ككل، وبالتالي باعتقادي هذا الشيء يُشكل مشكلة أساسية".


المسار التفاوضي

وحول احتمالية تأثير عملية معبر الكرامة على المسار التفاوضي، يعتقد بشارات أنها "ستضيف نقطة إلى النقاش والجدل الدائر حول جدوى الحرب، وفي الخشية من تداعيات الحرب واستمرارها، وأن ممارسات الاحتلال وسياساته ومنهجيته وتبني اليمين المتطرف والصهيونية الدينية لكل هذا المنهج هو من أوصل الاحتلال للمحطة التي هو الان فيها، وبالتحديد أن تنطلق هكذا عمليات باتجاه الداخل الإسرائيلي".

واستدرك بالقول، "لكن للأسف في نهاية المطاف أيضا هناك قراءة أيديولوجية إسرائيلية تقول أنه يجب أن يتم تكثيف استخدام القوة بحق الفلسطينيين حتى وإن ظهرت مثل هذه الاعمال، وظهر هذا الأمر ربما في خطاب بنيامين نتنياهو بعد العملية وفي كلمته في مستهل جلسة الحكومة، عندما حاول أن يصدر الاتهام والأزمة إلى إيران وحماس ومحور المقاومة وأطلق عليهم محور الشر حتى يتهرب من المسؤولية".

وخلص بالقول، "بالتالي قد لا تؤثر بشكل مباشر على المسار التفاوضي، لأن اليمين المتطرف والصهيونية الدينية وبنيامين نتنياهو لا زالوا هم من يسيطرون على صناعة القرار الإسرائيلي، وبالتالي سيحاولون استغلال مثل هذه الأحداث ربما لإقناع المجتمع الإسرائيلي بضرورة أن يتم رص الصفوف في إطار المعركة الوجودية كما سماها نتنياهو، وبالتالي باعتقادي قد لا يكون لها تداعيات مباشرة على الملف أو المسار التفاوضي".

من جهته قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، "اعتقد أن السياق الطبيعي هو أن يذهب الجانب الإسرائيلي باتجاه الموافقة على المسار الدبلوماسي ومفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار حتى لا تتصاعد العمليات أكثر من ذلك".

وتابع: "لكن من تتبعنا لطريقة تفكير الجانب الإسرائيلي وخاصة اليمين اعتقد أن هذه العملية لن تؤثر في المسار التفاوضي، بل على العكس قد تُستغل من قبل الجانب الإسرائيلي للتصعيد أكثر وفي محاولة خنق مناطق الضفة الغربية بحجة الخوف من العمليات الأمنية والاستشهادية".

وحول تأثيرها على العلاقات الأردنية الإسرائيلية، قال أبو زيد، "منذ تولي اليمين المتطرف إدارة الكيان الصهيوني. لم تكن هناك أبواب مواربة في العلاقة الدبلوماسية بين الأردن وإسرائيل، بل على العكس كان هناك تصعيد ومحاولات تحرش دبلوماسي من قبل الجانب الإسرائيلي بالأردن".

وأكد أن "هذا التحرش الدبلوماسي الإسرائيلي ظهر في عدة محطات، منها الخارطة التي عرضها وزير المالية سموتريتش والتي أظهرت الأردن كجزء من إسرائيل، بالإضافة لمحاولة إثارة ملف مناطق غور الأردن التي يحاول اليمين الإسرائيلي السيطرة عليها، وهي خارج سياقات اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وبالتالي العلاقة لم تكن رطبة ولم تكن هناك أي محاولات ترطيب من الجانب الإسرائيلي".

وتابع: "أيضا ظهرت في تصريحات على لسان يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي حين نادى بعملية تهجير لأهالي الضفة الغربية، وبالتالي عمليات التهجير تؤطر لما يدور في ذهن اليمين الإسرائيلي من الضغط على الأردن من خلال قضيتين، الأغوار والوطن البديل، أو من خلال استخدام أدوات التهجير، وبالطبع هذه القضايا كلها تُزعج الجانب الأردني، وبالتالي لم تشهد العلاقة الأردنية الإسرائيلية أي محاولات دبلوماسية ناعمة نتيجة حدة تطرف الخطاب الإعلامي الإسرائيلي".

مقالات مشابهة

  • ما علاقة الحوثيين بالحادث المروع جنوب تعز؟
  • صدمة للاحتلال.. خبراء يتحدثون عن دلالات عملية معبر الكرامة
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الكيان الصهيوني محاصر من العراق واليمن ولبنان
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • الطفل يقين لفظ انفاسه الأخيرة نتيجة الحصار الإسرائيلي وفقدان العلاج / فيديو مؤلم
  •  النائب علاء عابد يكتب: حكمة الرئيس.. زيارة تركيا دليل جديد
  • فلسطينيون يتحدثون للجزيرة عن عمليات الهدم والتخريب في جنين ومخيمها
  • مثلث الموت .. أطباء أجانب يتحدثون عن مشاهداتهم في غزة
  • مثلث الموت.. أطباء أجانب يتحدثون عن مشاهداتهم في غزة
  • تقرير للجزيرة .. تضامن بالأردن مع الصحفي المعتقل أحمد الزعبي بعد تدهور صحته