تشكيك وتهديد في مصر.. اتهامات متبادلة بين هيئة الانتخابات ومرشحين محتملين للرئاسة
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
رفضت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر ما وصفته بـ"التشكيك والتطاول غير المقبول"، في أعقاب شكاوى مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية من تعرض داعميهم لـ"العرقلة والتهديد" خلال عملية تحرير التوكيلات لصالح مرشحيهم.
وقالت الهيئة في بيان، في وقت متأخر الخميس، إن "جميع الإجراءات والقرارات التي اتخذتها في سبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، تتفق مع أحكام الدستور والقوانين والمعايير الدولية في هذا الشأن، وأن عملية تنفيذها تتم بشكل منضبط ويتسق مع ما حددته الهيئة".
كما شددت على أنها "لن تقبل أن يتم التشكيك في عملها أو الزج بها في ادعاءات كاذبة".
وأوضح البيان أن الهيئة "تابعت بأسف شديد ما أثاره البعض من تشكيك وتطاول غير مقبول على عملها في الإشراف على الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية".
وأشارت إلى أنه "تأكد لها من واقع المتابعة، عدم وقوع أية مخالفات أو أعمال محاباة أو مضايقات لأحد قط، من قبل الجهات المكلفة بتنفيذ قرارات الهيئة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، ومن بينها مكاتب التوثيق التابعة لمصلحة الشهر العقاري، والتوثيق المكلفة باستصدار نماذج تأييد المواطنين لمن يرغبون في الترشح لخوض الانتخابات، وأن كل ما أُثير في هذا الصدد لا يعدو كونه سوى ادعاءات كاذبة لا ظل لها من الحقيقة أو الواقع".
"لا تهاون"وتجرى الانتخابات الرئاسية في العاشر من ديسمبر المقبل، لمدة 3 أيام، على أن تبدأ الانتخابات في الخارج في الأول من نفس الشهر، لثلاثة أيام أيضًا.
وشددت الهيئة الوطنية للانتخابات على أن "مثل هذه التصرفات والسلوكيات غير المنضبطة، لن يتم التهاون إزاءها أو التسامح معها، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها بصورة حاسمة وسريعة".
كما أكدت أنها "لن تقبل أن يتم تناولها في بيانات بصورة مسيئة، أو أن تُوجه إليها عبارات تنطوي على تشكيك في عملها، أو أن يتم وضعها في إطار تصنيف ما، يستهدف زعزعة الثقة الشعبية في استقلالها وسلامة قراراتها".
يأتي ذلك في وقت انتشرت فيه لافتات تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة في الشوارع المصرية، رغم عدم إعلانه حتى الآن بشكل رسمي، ترشحه في الانتخابات المقبلة.
فيما أشارت تقارير محلية إلى أن "أكثر من ربع مليون مواطن في مختلف المحافظان، حرروا توكيلات لدعم السيسي في الانتخابات المقبلة".
"ترهيب ومماطلة"وكان المرشح المحتمل والمعارض، أحمد الطنطاوي، قد أشار إلى تعرض أنصاره لمضايقات خلال عمليات تحرير التوكيلات، مشيرا إلى تقدمه بطعنين أمام المحكمة الإدارية العليا، ضد رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات.
وأضاف أن ذلك تم "بهدف قيام الهيئة بكل ما هو لازم وواجب تجاه تأمين حق كل مواطن مصري في تحرير توكيل لمن يختاره من بين المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، دون منع أو إكراه أو ترهيب أو اعتداء من أي جهات أو أشخاص".
ويتضمن الدستور المصري شروطا للترشح للرئاسة، تشير إلى أنه لقبول الترشح يجب أن يزكي المترشح 20 عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وتكون التزكية عبر تحرير توكيلات رسمية.
البيان الثالث لحملة جميلة إسماعيل رداً علي بيان الهيئة الوطنية للانتخابات الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣ في رابع أيام جمع...
Posted by جميلة اسماعيل 2011 on Thursday, September 28, 2023وعقب بيان الهيئة الوطنية، أصدرت المرشحة المحتملة، جميلة إسماعيل، بيانًا انتقدت فيه هيئة الانتخابات، قائلة إنها خرجت ببيان يعلن "عكس ما شهده المصريون خلال الأيام الماضية"، مضيفة أن هناك "مماطلة وتحرش وعراقيل خارج اللجان وتهديد وترويع داخلها لمن يختار تحرير التوكيلات لغير رئيس الدولة".
كما استنكرت إسماعيل بيان الهيئة الذي جاء وفق وصفها "ملوحا ومهددا ومتوعدا في أكثر من موضع... ومعتبرًا أن ما ورد في بيانات المرشحين ادعاءات كاذبة"، واعتبرت أن مثل هذا البيان "يثير الريبة في نفوسنا من موقفها هذا، ولا نجد مبررًا له، ونصفه في أقل تقدير بالتسرع".
يأتي ذلك في وقت كانت قد أشارت فيه منظمة حقوقية، الثلاثاء، إلى أن السلطات المصرية اعتقلت ما لا يقل عن 73 شخصا من أنصار الطنطاوي في ديسمبر، ولا يزال 7 رهن الاحتجاز حتى اليوم.
وأضافت "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، أن المعتقلين هم من المتطوعين في حملة المرشح الرئاسي المحتمل.
وتم انتخاب السيسي لأول مرة عام 2014 ثم أعيد انتخابه عام 2018 لولاية ثانية مدتها 4 سنوات، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي الذي استمر حكمه لعام واحد فقط.
وأضافت التعديلات الدستورية، التي تم إقرارها في استفتاء عام 2019، عامين إلى فترة ولايته الثانية، وسمحت له بالترشح لولاية ثالثة مدتها 6 سنوات.
ومن بين المرشحين الرئاسيين الآخرين الذين أعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية علنا، رئيس حزب الوفد (أحد أقدم الأحزاب في مصر) عبد السند اليمامة، ورئيسة حزب الدستور الليبرالي جميلة إسماعيل، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الهیئة الوطنیة للانتخابات للانتخابات الرئاسیة الانتخابات الرئاسیة على أن فی مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
تشكيك إسرائيلي باستمرار دعم أمريكا.. واقع مختلف خارج البيت الأبيض
شككت أوساط إسرائيلية في استمرار الدعم الأمريكي الكبير من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، منذ قدومه إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقال الأكاديمي الإسرائيلي شوكي فريدمان في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إنّ "الدعم الأمريكي لن يدوم إلى الأبد"، موضحا أن "الدعم المعلن من ترامب لإسرائيل، بعد مواجهات الحكومة مع إدارة بايدن صب في القدس سكرة قوة لطيفة"، بحسب تعبيره.
ولفت فريدمان إلى أن "استطلاع غالوب الذي نُشر في الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة، يظهر أن الواقع خارج البيت الأبيض مختلف، والدعم لإسرائيل في درك أسفل خطير، والدعم للفلسطينيين في ارتفاع".
وتابع قائلا: "إلى جانب التعاون مع الإدارة الحالية، فإن أصحاب القرار في إسرائيل ملزمون بأن يكونوا على وعي بالتآكل الحاد في الدعم للدولة والعمل بموجب ذلك".
أقل نسبة منذ 24 عاما
وأشار إلى أن الاستطلاع يؤكد أن الدعم لإسرائيل في أوساط الجمهور الأمريكي، لا يصل إلى 46 بالمئة، وهي أقل نسبة منذ 24 عاما.
وأكد الأكاديمي الإسرائيلي على أن "معطيات الاستطلاع ذات مغزى في الولايات المتحدة، لكن سياسة إسرائيل ساهمت فيها بشكل لا بأس فيه. فالعناق الذي منحه ويمنحه نتنياهو لترامب، والمواجهات مع الإدارة الديمقراطية، والسياسية الإسرائيلية في الضفة الغربية، سحقت الدعم لتل أبيب حتى قبل الحرب".
وتابع قائلا: "بعد عقود من الدعم من الحزبين، اتخذت إسرائيل صورة كمن تختار الجانب الجمهوري بشكل واضح. بعد أن ارتفع التأييد لإسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب، فإنه كلما عمقت إسرائيل الدخول الى غزة والصور القاسية من هناك ظهرت على الشاشات في الولايات المتحدة، هبط الدعم إلى الدرك الأسفل الحالي في الجمهور العام وإلى الهوة في الحزب الديمقراطي".
ونوه إلى أنه "في أوساط اليهود أيضا، ولا سيما في الجيل الشاب، الدعم في إسرائيل تآكل. الجيل السابق من اليهود الأمريكيين رأى في إسرائيل جزء لا يتجزأ من هويته اليهودية، أما الشباب – ولا سيما الليبراليون والتقدميون – فيرونها بشكل مختلف".
وأوضح أن "إسرائيل لم تعد تعتبر في نظرهم قدوة أخلاقية، بل دولة تقمع الفلسطينيين وتدفع قدما بسياسة دينية وقومجية. صحيح أن الحرب واللاسامية المتصاعدة في الولايات المتحدة دفعتا قسما من اليهود للعودة إلى دعم إسرائيل بشكل أكبر، لكن جماعات في اليسار اليهودي اختارت أن تدير لها الظهر".
ضرر غير قابل للتراجع
وذكر أنه "كلما واصلت حكومات إسرائيل تجاهل التغييرات في الولايات المتحدة، هكذا تتعاظم الاحتمالات لأن يصبح الضرر اللاحق بالعلاقات بين الدولتين غير قابل للتراجع".
وفسّر ذلك بالقول: "الميول في الولايات المتحدة واضحة: الشباب يصبحون قوة سياسية ذات مغزى، الهسبانيون هم مجموعة تتسع بسرعة والدعم لإسرائيل في أوساط الافنجيليين يتآكل، والحزب الديمقراطي يبتعد عن الموقف المؤيد لإسرائيل الذي كان يتميز به. لأجل تغيير الميل، إسرائيل ملزمة بأن تتخذ بضع خطوات: أن ترمم العلاقات مع الديمقراطيين، تنمي العلاقة مع يهود الولايات المتحدة، تستثمر في جماهير إضافية هناك، وأساسا في الأقلية الهسبانية لكن أيضا في الطائفة الافروأمريكية، وحماية وتعزيز الدعم في أوساط الافنجيليين".
وختم قائلا: "إسرائيل هي دولة ذات عظمة اقتصادية وجيش قوي. ولا يزال، يوجد لها تعلق وجودي بالولايات المتحدة"، مشددا على أنه "دون استعداد أمريكي ببيع السلاح لإسرائيل وتوفير مظلة دبلوماسية لها في الولايات المتحدة، سيصعب على إسرائيل جدا، بأقل تقدير، الازدهار وحتى البقاء".