الإنفاق الدفاعي الأميركي.. ميزانية البنتاغون تذهب لهذه الشركات
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
واشنطن- أصدرت وزارة الدفاع الأميركية -أمس الأول الثلاثاء- تقريرا عن الإنفاق الدفاعي للسنة المالية 2022 كشفت فيه عن كيفية إنفاق 753 مليار دولار، خصصتها الميزانية الفدرالية للبنتاغون العام الماضي.
وضمن بنود هذه المخصصات ذهبت 389.5 مليار دولار لشركات خاصة تعاقدت مع البنتاغون على إنتاج أسلحة متنوعة، أو تقديم خدمات مختلفة.
وقالت رادها بلامب، نائبة وكيل وزارة الدفاع للاستحواذ والاستدامة، إن "قاعدتنا الصناعية هي واحدة من أعظم ميزاتنا التنافسية"، وأضافت "يسلط التقرير الضوء على كيفية قيام الوزارة بتوسيع علاقاتها مع شركات جديدة، ممن لا يرتبطون تقليديا بمنظومة التصنيع العسكري".
ولا يتفق كثير من المحللين مع طرح المسؤولة العسكرية الأميركية، معدّين أن العلاقات الحميمية التي تجمع بين وزارة الدفاع وشركات تصنيع وتطوير الأسلحة، تحتاج إلى تدقيق ومراجعة بسبب ما يعتريها من شبهات فساد وتعارض مصالح.
تحديث منظومةفي هذا الإطار، تناولت فعالية نظمها معهد كوينسي بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن، العلاقات بين القطاع المالي وصناعة الأسلحة في الولايات المتحدة.
وأشار المتحدثون إلى قِدم وعمق العلاقات المعقدة والمتشابكة بين المؤسسات المالية الأميركية وصناع السلاح، وأن هناك اتجاها متصاعدا لتأسيس علاقات منفعة متبادلة بين شركات القطاع المالي وشركات التقنية الجديدة والناشئة، ودفعها تجاه التطبيقات العسكرية لمنتجاتها.
وتعود علاقة صناديق الاستثمار المالي بصناعة الأسلحة إلى فترة الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها تأسيس أول صندوق استثماري Venture Capital في الولايات المتحدة للاستفادة من التقنيات الجديدة، التي طُوّرت للاستخدام خلال الحرب.
ولعب الإنفاق العسكري الحكومي دورا كبيرة في تحويل وادي السيليكون منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلى مركز تقني هو الأهم في العالم من حيث التطوير والاختراع.
وتوسعت الصناديق الاستثمارية التي تستثمر في الأسلحة والتقنيات العسكرية والاستخباراتية خلال العقود الأخيرة، وتتخصص صناديق استثمارية عدة؛ مثل: Veritas Capital وCivitas Group في توجيه المزيد من رأس المال الخاص إلى تطوير صناعة الأسلحة، والدفع بالشركات الناشئة في مجال التقنية إلى تطوير التطبيقات العسكرية لمنتجاتها.
ولا يقتصر الأمر على مجرد الشركات الناشئة، فالعديد من الصناديق الاستثمارية الكبيرة لديها أقسام توظف بها كثيرا من المسؤولين السابقين والمتقاعدين العسكريين والأمنيين، جنبا إلى جنب مع مديري الأصول المالية الذين يستخدمون علاقاتهم بالعملاء الأثرياء، لجمع رأس المال لاستثمارات جديدة في التقنية العسكرية.
وأشارت شانا مارشال، المديرة المساعدة لمعهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن، إلى أن الصناديق الاستثمارية "تُعيد ضخ أرباحها في دعم الأبحاث التقنية ذات الطبيعة العسكرية، ويمنحها ذلك امتيازات ضريبية واسعة".
وبعد فترتي حكم امتدتا من 1953 إلى 1961، حذّر الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور في خطابه الوداعي من "النفوذ الذي لا مسوغ له، سواء كان بطلب أو بغير طلب من المجمع الصناعي العسكري"، وقصد بذلك التحالف بين المؤسسة العسكرية الضخمة، ممثلة في وزارة الدفاع (البنتاغون)، وكبريات شركات الصناعات العسكرية.
ويتمتع هذا التحالف بنفوذ واسع على الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ويمرر الكونغرس سنويا وبصورة روتينية، ودون تأثر بالحزب صاحب الأغلبية في مجلسيه -النواب والشيوخ- ميزانيات الدفاع دون نقاشات أو تحفظات ذات قيمة، وتعدّ الميزانية العسكرية إحدى القضايا النادرة التي يتنافس فيها الحزبان على إرضاء البنتاغون.
يُذكر أن قيمة الميزانية العسكرية الأميركية، تتخطى إجمالي ميزانيات الدفاع لأكبر 10 دول من حيث الإنفاق العسكري؛ وهي: الصين والسعودية وروسيا والهند وبريطانيا وفرنسا واليابان، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، والبرازيل.
الباب الدوّارتسمح ظاهرة "الباب الدوار" بخروج مسؤولي إدارة سابقة للعمل في شركات ومؤسسات خاصة، ثم يعودون من جديد بعد سنوات للعمل الحكومي، وتولي مناصب حكومية رفيعة مجددا.
وعلى سبيل المثال: انضم وزير الدفاع الحالي، الجنرال لويد أوستن -بعد تقاعده من القوات المسلحة في 2016- إلى مجالس إدارات شركات عدة؛ على رأسها: شركة رايثيون، التي تعدّ واحدة من أكبر مصنّعي السلاح الأميركي، والبنتاغون عميلها رقم واحد.
ولا يقتصر الأمر على وزير الدفاع الحالي، فكل المسؤولين السابقين ينضمون إلى مجالس شركات تصنيع السلاح الكبرى، أو كبريات صناديق الشركات الاستثمارية، أو يعملون في شركات اللوبي لصالح تلك الشركات.
وفي حديث مع الجزيرة نت، ذكر جوناثان غوير، الخبير في شؤون علاقات المجمع الصناعي العسكري وعلاقته بمسؤولي الإدارات الأميركية، وكبير كتاب السياسة الخارجية في Vox، أن "النظام الأميركي أصبح مبرمجا بهذه الطريقة، حيث من المعتاد أن نجد المسؤولين السابقين يعينون في مجالس إدارة الشركات الكبيرة، أو الصناديق الاستثمارية التي لها علاقات عمل مع جهات حكومية، خاصة البنتاغون".
وقال غوير، إن "هنري كيسنجر، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي السابق، كان من أول من قدّم خدماته للشركات الخاصة بعد تقاعده من العمل الحكومي في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبعد ذلك رأينا كثيرا من مسؤولي إدارة رونالد ريغان، ومن بعدها إدارة جورج بوش يتجهون إلى العمل لصالح الشركات التي لها مصالح مع الحكومة الأميركية، ولم تتوقف هذه الظاهرة إطلاقا".
وأضاف "أن أغلب شركات التقنية التي لا تعمل في مجال صناع السلاح بطريقة مباشرة؛ مثل: أمازون وغوغل وميكروسوفت وكثير غيرهم، تتعامل مع البنتاغون في تطوير أنظمة تقنية حديثة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والملاحة والمتابعة والسيارات ذاتية القيادة.
ولا تخجل هذه الشركات مما تفعله، "بل يصورونه عملا وطنيا يخدم المصالح الأميركية".
وكشف تقرير الإنفاق الدفاعي للبنتاغون لسنة 2022 عن هُوية الشركات العشرة التي حصلت على عقود من البنتاغون، وجاءت على النحو الآتي:
لوكهيد مارتن- 44 مليار دولار (تنتج المقاتلة أف 35 وأف 16). رايثيون تكنولوجيز- 25.4 مليار دولار (تنتج صواريخ توما هوك). جنرال ديناميكس- 21.5 مليار دولار (تنتج مدرعات ودبابة M1A1 ). شركة فايزر- 16.7 مليار دولار (تنتج أمصال كوفيد 19). شركة بوينغ- 14.2 مليار دولار (تنتج مروحيات آباتشي وشينهوك). نورثروب جرومان- 12.8 مليار دولار (تنتج القاذفة B-21 Raider بعيدة المدى). هيومانا- 7.7 مليار دولار (توفير تأمين صحي لأكثر من 3 ملايين شخص يتبعون وزارة الدفاع). L3 هاريس تكنولوجيز- 6.2 مليار دولار (تنتج طائرة النقل العسكري الضخمة C-130). هنتنغتون إينغلس-6.1 مليار دولار (تنتج حاملات طائرات ومدمرات بحرية). بي إيه إي سيستمز- 4.9 مليار دولار (تنتج ذخائر ومقذوفات متنوعة وقطع مدفعية).المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصنادیق الاستثماریة وزارة الدفاع ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
فك شيفرة الخوارزمية التي تستخدمها شركات الطيران لزيادة أسعار التذاكر
في ثمانينيات القرن الماضي كان السفر بالطائرة باهظ الثمن، ولأن الطائرات في ذلك الوقت كانت كبيرة نوعا ما وتتسع للكثير من الركاب فإن شركات الطيران احتاجت إلى إستراتيجيات لجذب المسافرين وملء المقاعد الفارغة. على سبيل المثال أعلنت شركات الطيران عن خصومات للمسافرين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و60 سنة بشرط أن يقضي المسافر ليلة واحدة في عطلة نهاية الأسبوع أو البقاء مدة معينة في وجهة السفر.
وكان الهدف من هذه الشروط هي منع رجال الأعمال من الاستفادة من الخصم، إذ إنهم يسافرون خلال أيام الأسبوع. ولكن رغم هذه الإستراتيجيات كانت شركات الطيران تعاني من مشكلات أسعار التذاكر والتي لا تناسب الجميع مما يتسبب في نقص الركاب وبالتالي خسارة للشركة.
وفي عام 1987 ابتكر بيتر بيلوبابا وهو باحث علمي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" (MIT) خوارزمية خاصة لتحديد أسعار تذاكر الطيران والتي لا تزال تستخدم حتى اليوم.
وأول تطبيق لهذه الخوارزمية كان في نظام محوسب في شركة الطيران "ويسترن إيرلاينز" (Western Airlines) والذي يعمل بمبدأ المقايضات وتحديد حدود الحجز للرحلات القادمة؛ فهذا النظام يعتمد على الخوارزميات والتنبؤات.
إعلان كيف أصبح تسعير تذاكر الطيران؟قد تجد أن أسعار تذاكر الطيران متقلبة بشكل عشوائي، يرجع ذلك إلى خوارزمية بيلوبابا المحسوبة بعناية والتي تستخدمها شركات الطيران لزيادة أرباحها من خلال تحقيق توازن بين تسعير التذاكر الفردية وسعة الطائرة، حيث يُحدد سعر التذكرة بناء على عدد المقاعد المتاحة ومعدل الطلب على الرحلة وتوقيت الحجز، وكل ذلك يكون من خلال نموذج "إي إم إس آر" (EMSR) ويعني الإيرادات الهامشية المتوقعة للمقعد، ويعمل هذا النموذج من خلال مبدأين أساسيين:
حساب احتمالية وصول الركاب: تبدأ الخوارزمية بحساب احتمالية وصول كل راكب بناء على توقعات الطلب، تُضرب هذه الاحتمالية بمستوى السعر الخاص بفئة الحجز التي ينتمي إليها الراكب. مثلا إذا كانت احتمالية وصول راكب في فئة رجال الأعمال 0.8 (80%)، ومتوسط إيراد هذه الفئة 2000 دولار، فإن "إي إم إس آر" لهذا الراكب سيكون: 0.8 × 2000 = 1600 دولار، وهذا يعني أن الشركة تتوقع تحصيل 1600 دولار من هذا الراكب إذا قام بالحجز. حجز المقاعد بشكل تدريجي: تُحجز المقاعد بشكل تدريجي بدءا من الركاب الذين يدفعون أسعارا كاملة، ويستمر الحجز حتى يصبح "إي إم إس آر" أقل من أو يساوي معدل الخصم.وقد أدى تطبيق هذا النظام إلى زيادة إيرادات شركات الطيران بنحو 3-7% سنويا، ولكن بدلا من تبسيط الأمر ضاعفت الصناعة جهودها، ففي العقد الأول بعد التطبيق حققت شركات الطيران مليارات الدولارات من الإيرادات الإضافية.
تأثير الذكاء الاصطناعي في إدارة إيرادات شركات الطيرانيمكن أن تستفيد شركات الطيران من الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات الضخمة التي تشمل كل شيء من أنماط الحجز إلى أسعار المنافسين الحالية، حيث تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بمعالجة هذه البيانات في الوقت الفعلي، مما يسمح لشركات الطيران بتوقع الطلب بدقة وضبط الأسعار بشكل ديناميكي وحتى التنبؤ بتفضيلات المسافرين. ونقوم بشرحها.
إعلان توقع الطلب: يستخدم الذكاء الاصطناعي البيانات التاريخية وبيانات الوقت الفعلي من أجل التنبؤ بموعد ارتفاع أو انخفاض الطلب على السفر، يساعد ذلك شركات الطيران في ضبط الأسعار وبالتالي زيادة الإيرادات خلال فترات الطلب المرتفع، بينما يضمن ملء المقاعد خلال فترات الطلب المنخفض. التسعير التنافسي: تراقب خوارزميات التعلم الآلي أسعار المنافسين بشكل مستمر، مما يمكّن شركات الطيران من ضبط أسعارها في الوقت الفعلي دون أن تضع أسعارا منخفضة للغاية. رؤى سلوك العملاء: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل عادات حجز المسافرين مثل متى يشترون تذاكرهم وأي الطرق يفضلونها وحتى، كم المبلغ الذي هم مستعدون لدفعه، وتساعد هذه المعلومات شركات الطيران على تخصيص عروض شخصية للمسافرين. متى تشتري تذكرة الطيران؟أفضل وقت لشراء تذكرة الطيران هو في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أو في وقت مبكر من يوم الأربعاء في حال كانت العطلة الرسمية يوم الاثنين، ويجب مراعاة المنطقة الزمنية التي فيها شركة الطيران. وذلك لأن معظم التذاكر ذات الأسعار المنخفضة تُفتح يوم الاثنين وقليل من الناس يميلون لحجز الرحلات في بداية الأسبوع، لذا بعد مرور 24 ساعة كاملة مع الطلب المنخفض، قد تنخفض الأسعار مرة أخرى، لتصل إلى أدنى مستوياتها الأسبوعية في وقت ما يوم الثلاثاء أو الأربعاء.
وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء وطوال بقية الأسبوع، يميل المزيد من الناس لشراء تذاكر الطيران، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى. علاوة على ذلك، يميل الطلب وبالتالي السعر إلى أن يكون أعلى في بداية الشهر بعد أن يتلقى الجميع رواتبهم، لذا يُفضل الحجز في النصف الثاني من الشهر.
ومن جهة أخرى، ترتفع أسعار المقاعد في دورات أسبوعية كلما اقترب موعد الرحلة. لذا، بدءا من 21 يوما قبل تاريخ الرحلة سترتفع الأسعار قليلا وتحدث هذه الزيادة مرة أخرى قبل 14 و7 أيام من الرحلة، لذا فإن أفضل رهان لك هو الحجز قبل أكثر من 3 أسابيع.
إعلانومن المفيد الاتصال والحجز عبر الهاتف حتى تتمكن من التحدث إلى موظف الخدمة، حيث يرى الموظفون عرضا يوضح المقاعد والأسعار المختلفة المتاحة، وهكذا سيكون بإمكانهم تقديم أفضل صفقة ممكنة لك على عكس المواقع الإلكترونية التي ترفع السعر تلقائيا إلى فئة السعر الأعلى في حال لم تكن مجموعتك بالكامل مع الفئة الأدنى.
ويمكنك استخدام تطبيقات الحجز مثل "هوبر" (Hopper) أو تغيير أسعار في "غوغل فلايتس" (Google Flights) لرؤية أفضل الأسعار للشهر حتى تتمكن من اختيار أرخص يوم للسفر، ومن المهم أن تحجز مسبقا قبل أن تُباع جميع المقاعد ذات الأسعار المنخفضة، وتحقق دائما من تسجيل الوصول عبر الإنترنت قبل 24 ساعة من رحلتك للحصول على أي مقاعد جيدة لا تزال متوفرة. وفي النهاية، غالبا ما تحتوي درجة رجال الأعمال على مقاعد فارغة، لذا اطلب بلطف من مضيف الطيران أن يمنحوك ترقية مجانية.