هل ستحتفظ روسيا بقاعدتها العسكرية في أرمينيا؟
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
كتبت لينا كورساك، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، عن مصير القاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا على خلفية سعي حكومة باشينيان إلى تخريب العلاقات مع موسكو.
وجاء في المقال: قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الغرب يقنع أرمينيا بالانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ووفقا لها، فإن واشنطن وبروكسل تحاولان، بالإضافة إلى مغادرة يريفان منظمة معاهدة الأمن الجماعي، إقناع السلطات الأرمينية بتعزيز التعاون مع الناتو وإعادة توجيه التعاون العسكري التقني نحوه.
ولكن المحلل العسكري يوري ليامين مقتنع بأن مغادرة القوة الروسية سيكون له في المقام الأول تأثير سلبي على أرمينيا نفسها.
وقال: "يبدو أن باشينيان يظن أن بمقدوره الحصول على ضمانات أمنية من فرنسا والولايات المتحدة، فضلا عن إبرام معاهدة سلام مع أذربيجان، لأن مشكلة ناغورني قره باغ لم تعد موجودة في الواقع. لقد أصبح الإقليم بالكامل تحت سلطة باكو، ووافق باشينيان على ذلك".
"بالطبع يمكنه أن يأمل في كل هذا. ولكن هناك سيناريو آخر أقل متعة بالنسبة له. على سبيل المثال، في حال عدم رضى أذربيجان وتركيا عن الوضع في ناغورني قره باغ ومحاولتهما ممارسة مزيد من الضغط على يريفان ورسم ممر يعبر جنوب أرمينيا. وإذا بدأت الأحداث تتطور بهذه الطريقة، فإن قدرة أرمينيا على حل هذه المشكلة دون مساعدة روسيا سؤال كبير.
علاوة على ذلك، كما أفهم، فإن باشينيان، في محاولته حشد دعم الولايات المتحدة وفرنسا، يثير حذر إيران، التي، من حيث المبدأ، يمكن أن تعمل كحليف طبيعي لأرمينيا، لأنها تعارض بشكل قاطع تغيير وضع الحدود القائم.
إن محاولات باشينيان البحث عن حلفاء خارج منطقته، بدلاً من محاولة التوصل إلى اتفاق مع روسيا وإيران والحفاظ على علاقات ودية معهما، قد يكون لها عواقب سلبية على أرمينيا".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أوروبا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو قره باغ نيكول باشينيان
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الروسي يصادق على معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية
صادق مجلس الاتحاد الروسي، الأربعاء، على معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية.
وهذا التصويت الذي أجراه المجلس الأعلى في البرلمان بعد أسبوعين من تصويت مجلس النواب، كان محسوما سلفا، ولم يصوّت أي من أعضاء مجلس الاتحاد ضد المعاهدة، بعدما زاد التقارب بدرجة كبيرة بين روسيا وكوريا الشمالية منذ بدء غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
هذه المعاهدة التي وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأحرف الأولى في حزيران/ يونيو الفائت في بيونغ يانغ ويتعين أن يصادق عليها لتدخل حيز التنفيذ، تنص على تقديم "مساعدة عسكرية فورية" متبادلة في حال وقوع هجوم ضد أيّ من البلدين.
وستكون مشاركة جنود كوريين شماليين في القتال، وهو ما يعتبره الغرب وشيكا، بمثابة ضربة جديدة للقوات الأوكرانية، التي تعاني نقصا في العديد والعتاد وتتراجع في أجزاء كثيرة من الجبهة.
كذلك، يُتوقع تراجع المساعدات العسكرية إلى كييف مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويخشى الأوكرانيون أن يجبرهم الجمهوري عند عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير على التفاوض مع روسيا وفق شروط مواتية لموسكو.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الاثنين إن 11 ألف جندي كوري شمالي باتوا موجودين في منطقة كورسك الروسية، حيث يحتل الجيش الأوكراني بضع مئات من الكيلومترات المربعة منذ هجومه المفاجئ في آب/ أغسطس.
وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن جنودا كوريين شماليين كانوا تحت مرمى نيران أوكرانية، بينهم رئيس مركز مكافحة المعلومات المضللة أندري كوفالينكو الذي أكد عبر منصة "تلغرام" أن بعض هؤلاء الجنود "تعرضوا بالفعل لإطلاق النار في منطقة كورسك".
ولم يصدر أي تأكيد أو نفي من بيونغ يانغ أو موسكو لهذا الانتشار العسكري.
"في الأيام المقبلة"
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في 31 تشرين الأول/ أكتوبر إنها تتوقع انخراط الجنود الكوريين الشماليين في هذه المعارك "في الأيام المقبلة"، فيما اعتبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن روسيا تعتزم "استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية".
ويشكّل تدويل النزاع الذي اندلع في شباط/ فبراير 2022 بسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا تصعيدا جديدا.
وتبدي أوكرانيا انزعاجا مما تعتبره دعما خجولا من مؤيديها الغربيين الذين ما زالوا لا يسمحون لها بضرب روسيا بأقوى الصواريخ التي تزودها بها أوروبا والولايات المتحدة.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر، تقدم الجيش الروسي بنحو 500 كيلومتر مربع في أوكرانيا، في أكبر مكاسبه الميدانية منذ آذار/ مارس 2022 في الأسابيع الأولى من النزاع.
وقال فولوديمير زيلينسكي، الاثنين: "نرى زيادة في عدد الكوريين الشماليين (بالقرب من الجبهة) لكننا لا نشهد في المقابل أي زخم إضافي في رد فعل شركائنا".
"حتى يوم النصر"
تتهم كييف والغرب كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي بالقذائف والصواريخ، وكذلك بالنسبة لإيران.
ويُشتبه في أن بيونغ يانغ تطلب مقابل ذلك تقنيات تساعدها في تعزيز ترسانتها النووية، خصوصا في مجال الصواريخ.
وأجرت كوريا الشمالية، الثلاثاء، تجربة جديدة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، ما يظهر تصميمها على مواصلة برنامجها لتطوير أسلحتها النووية.
وخلال زيارة استمرت أياما لروسيا تخللها لقاء مع بوتين، وعدت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بأن بلادها ستبقى إلى جانب شريكتها موسكو حتى "يوم النصر" في أوكرانيا.
تسليح أوكرانيا
وفي هذا السياق، أشارت كوريا الجنوبية، وهي مصدّر رئيسي للأسلحة، إلى أنها تدرس إمكان إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا.
وكانت سيول تعارض ذلك حتى الآن بسبب سياسة وطنية مستمرة منذ زمن طويل تمنعها من توريد الأسلحة إلى الدول التي تخوض حربا.
في المقابل حذرت موسكو كوريا الجنوبية من إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وقالت نائبة الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة، آنا إيفستينييفا، إن روسيا تدعو سيول إلى "العودة إلى رشدها وعدم اتباع المسار الخطير للغاية" المتمثل في إرسال أسلحة إلى كييف.
وأضافت: "على ما يبدو، بدأوا في الانجرار إلى مغامرات واشنطن الخطيرة لزيادة إمدادات الأسلحة الغربية إلى كييف، التي على خلفية خسائرها العسكرية، في حاجة ماسة إليها. ونحن نحث زملاءنا الكوريين الجنوبيين على الامتناع عن ذلك".
وتابعت إيفستينييفا خلال مؤتمر صحفي: "يجب أن يعودوا إلى رشدهم وألا يسلكوا طريقا خطيرا للغاية لن يؤدي إلى أي شيء. لن تؤدي سيول إلى أي شيء جيد علاوة على ذلك، وفقًا لبحث كوري جنوبي، فإن الأغلبية الواثقة من سكان البلاد لا تؤيد إرسال أسلحة إلى أوكرانيا"، بحسب وكالة "نوفستي" الروسية.
وكانت إيفستينييفا قد بررت الشراكة مع بيونغ يانغ بقولها أن تلك الشراكة تهدف إلى تقليل مخاطر العودة إلى الحرب في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت يفستيغنييفا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "إن اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدينا المبرم في 19 يونيو يهدف إلى الاستقرار في المنطقة على أساس مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة".