حفلة وفيلم وسرقة منزل.. سر صداقة نجاح سلام وفريد الأطرش
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
عام 1952 كان الظهور الأول للشابة الصغيرة نجاح سلام على شاشة السينما من خلال فيلم على كيفك، بطولة ليلى فوزي ومحسن سرحان وتحية كاريوكا وإسماعيل ياسين، تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج حلمي رفلة، والسبب في ذلك يعود إلى ملك العود فريد الأطرش الذي انحاز لـ«سلام» وآمن بموهبتها.
جنازة نجاح سلام ظهر اليومفي لقاء إذاعي نادر حكت الفنانة القديرة نجاح سلام والتي توفيت في الساعات الماضية عن عمر ناهز الـ 92 عامًا، ومن المقرر أداء صلاة الجنازة على جثمانها ظهر اليوم الجمعة في بيروت، تفاصيل المرة الأولى التي تعرفّت فيها على الفنان فريد الأطرش، وذلك خلال قيامها بالغناء في إحدى الحفلات في بيروت، موضحة: «شقيقه فؤاد الأطرش كان سميّع جيد، وعندما سمع صوتي ذهب إلى فريد وقال له تعالى في بنت بتغني حلو».
«بالفعل سمعني فريد الأطرش وأُعجب بي جدًا» كما روت نجاح سلام واستطردت بقولها: وعلى الفور أرسل إلى المخرج حلمي رفلة، وقاله إنت بتدور على بنت حلوة ولذيذة ودمها خفيف يبقى اسمع نجاح سلام، وبعدها اشتركت في أول عمل سينمائي وهو فيلم على كيفك بسبب دعم فريد الأطرش.
ومع أفيشات فيلم على كيفك التي تصدرها أسماء الأبطال جاء اسم نجاح سلام تحت عبارة طويلة مفاداها «لأول مرة المطربة اللبنانية ذات الصوت الساحر»، وجاءت أغاني الفيلم بألحان أحمد صدقي، وأحمد صبرة، وعزت الجاهلي.
مواصفات كثيرة سردتها نجاح سلام عن فريد الأطرش، والذي كانت تعتبره من أعز أصدقاءها، خصوصًا وأنه فنان ذو إحساس عالِِ، يتعامل دائمًا بأخلاق الأمراء ولم يعتد أذية أحد، ولا يعرف الغيرة ويشجع كل المواهب ولا يخشى من نجاح الآخرين بدليل عبدالحليم حافظ كان متواجدًا لديه في منزله باستمرار.
وأشارت إلى أن منزل فريد الأطرش كان مفتوحًا للجميع، ويستقبل جميع أصدقاءه «تدخل بيته تجد السفرة موزعة عليها الأطباق ليل نهار من شدة كرمه» مضيفة: في إحدى المرات سُرق منزلي في بيروت، وعرض عليّ وأنا بالقاهرة أن يهديني شقة أخرى لديه، ورفضت ولكنه كان يصر على ذلك بقوله «إنتِ ياما عزمتينا في بيتك وده حقك».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجاح سلام وفاة نجاح سلام عزاء نجاح سلام فرید الأطرش نجاح سلام
إقرأ أيضاً:
بيروت تودّع أنطوان كرباج في يوم المسرح العالمي
متابعة بتجــرد: «الناس بيخلقوا أحرار» قال انطوان كرباج في مسرحية «ناطورة المفاتيح» للأخوين رحباني. مضى إلى حيث الأخوين وغيرهم من أهل الفن والمسرح والشعر الذين نادوا بالحرية والعدالة، دون أن يعايشوا زمن الاستبداد والقتل المعاصر. السلطة هي للقوة مهما كانت غاشمة وعمياء ومجرمة. ففي يوم المسرح العالمي صدح صوت انطوان كرباج في مسرح المدينة، وهو الذي أغمض عينيه قبل حوالى أسبوعين على إرث فني عظيم في المسرح والدراما. رحل وبقي صوته الجهوري العريض يرنّ في كل أذن تطرب لخيارات انطوان كرباج الفنية وأثره في المسرح والتلفزيون. وكأنه أجّل الرحيل ليوم يدنو من 27 آذار/مارس ليخصّ نفسه بالاحتفال، هو الممثل الذي ولد للخشبة، وولدت الخشبة لأجله، بحضوره وهالته المنتشرة في الأرجاء كافة.
المسرح اللبناني
احتفال يوم المسرح العالمي وتكريماً لأنطوان كرباج في مسرح المدينة كان يشبهه ببساطته وعمق محتواه. زين الحفل فريق «كلون مي إن» منتشراً بين الجمهور ومرحباً بمرح. افتتحته جاهدة وهبة بالنشيد الوطني مموسقاً بصوتها فقط، ورعاه وزير الثقافة الدكتور غسّان سلامة. الكلمة الأولى للوزير بدأها متحدثاً بأريحية عن واقع الوزارة المفلسة. وعن حنفيات الدعم المقفلة على لبنان والدول المنكوبة من الدول كافة وبخاصة الأوروبية. فوجهة المال باتت صناعة السلاح والحروب. للوزير ذاكرة رحبة مع اعمال كرباج ومجايليه من أرباب المسرح اللبناني الحديث تعود لأيام شبابه. عبّر سلامة عن فرحه بالجيل الشاب من الممثلين الذين وجدهم في لبنان بعد غياب لـ20 عاماً، امضاه متنقلاً كرسول يسعى لإحلال السلام مكان الحروب بتكليف من الأمم المتحدة. قارن بين من يمثّل على الخشبة ومن يمثّلون في قاعات الوزارات. ووصف انطوان كرباج بالممثل المتمكن من النجاح في أصعب المعايير الفنية، كما وكان نقابياً نموذجياً. في كلمتها أهدت نضال الأشقر أمسية الاحتفال بيوم المسرح العالمي لروح انطوان كرباج وصوته الطاغي. حيّت بيروت بالقول «سلام عليك يا بيروت.. سلام على كل مسرح في فلسطين.. مسرح الحكواتي.. ومسرح جنين.. ومسرح غزّة لو كان مقفلاً.. سلام عليك يا كرباج وعلى آلك وأصدقائك وزملائك»، وخصّت بالتحية كافة من ساهم بتأسيس المسرح اللبناني وبالاسم، بدءاً من منير أبو دبس.
«بقي حافظ شي 100 قصيدة»
ممثلاً العائلة أطلع وليد انطوان كرباج المشاركين بالتحية لوالده، والذين ملأوا مسرح المدينة على الجانب الآخر لـ«يوسف بيك كرم وبربر آغا». اخبرنا وليد أن انطوان الأب «حنون ومحب وضحوك وبيلعب معنا.. ولما كان يعصّب مني كان يصرخ وليد تْمَسْمرْ هون. فيتَمَسْمر كل البيت. وتحدث وليد عن حب والده للغة العربية ولبنان والشعر. حتى حين داهمه مرض النسيان «بقي حافظ شي 100 قصيدة». ووصفه بعناية مُطلقة حين كان يلقي ردِّة أو زجل «وجو يضوي». وأضاف «عشر سنين وبيي بعالم تاني. راح والناس لهلق ما وقفت اتصالات وتعبير. وختم بغصة: «الستارة سكّرت وداعاً بيي لتلتقي جمهورك التاني ناطرك هونيك لور (لور غريّب زوجته) وآخرين». بأداء من القلب مشحون بالشجن الذي خلّفته كلمة وليد المؤثرة، شارك الفنان خالد العبد الله بأمسية تكريم انطوان كرباج، فتجلّى بحالة صوفية وهو يؤدي «أيها الميت فوق الخشبة.. رسمت وجهك أزهار الطريق». وتلت مقطوعة عرض راقص لبيروت فيزكل لاب. وأدّت السوبرانو غادة غانم قصيدة كتبها في جنوب لبنان الشاعر ابراهيم شحرور ولحنها شقيقها مسعد غانم في هيوستن. قصيدة بالعامية عن أحدهم منهمك بتوضيب حقيبة السفر ووضع فيها «ضحكة ولادي بشنطي ضبيت تأطعم عيوني إذا جاعو».
وكانت قراءة لمشاهد من منمنمات تاريخية للراحل سعدالله ونوس من إعداد نضال الأشقر أدتها مجموعة من الممثلين. وختامها كان مسكاً بين غناء وشعر مع جاهدة وهبة. غنّت «طلع البدر علينا» بمشاركة الجمهور. واستعادت لسيد درويش «اهو اللي صار». وألقت قصيدة محمود درويش «وأنت تعدّ فطورك فكّر بغــيرك».