تزايد التعقيدات الداخلية في انتظار معرفة مسار الوساطات الرئاسية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
لم يعد خافيا ان ما استجمعته الوساطة القطرية "المستجدة" من مناخات واجواء ومواقف جراء عملية الكشف الاستطلاعي التي تولاها الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني عبر لقاءاته في لبنان ولو محاطة بقدر واسع من الكتمان، عكس تفاقم الازمة وازدياد منسوب تعقيداتها قياسا بما كانت خلصت اليه الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودران.
وفي هذا الاطار كتبت" النهار": هذا التحرك بما اثار مجموعة معطيات جديدة لا تساهم اطلاقا في تزكية التقديرات المتفائلة في امكان "تقاطع" الوساطتين عند بعض المشاركات الأساسية، ولا سيما منها رفع لواء "الخيار الثالث" الذي شكل الرسالة الجوهرية الى جميع الافرقاء اللبنانيين. ذلك ان ثمة جهات مطلعة على معطيات الوساطتين والأجواء الداخلية التي تسود المشهد السياسي في المرحلة الراهنة تخوفت في ظل هذه المعطيات ان تكون القوى الداخلية بمجملها تصلبت اكثر من السابق وتمترست وراء مواقفها وترشيحاتها الثابتة في ظل تلمسها أجواء تستبعد توافق الدول الخمس المنضوية ضمن المجموعة الخماسية على منهج موحد مجددا بعدما اطلق عدم اصدار المجموعة بيانا مشتركا عقب اجتماع ممثلي دولها في نيويورك رسالة سلبية في شأن الملف اللبناني، مهما صدر لاحقا من تصريحات تنفي وجود تباينات بين أعضاء "الخماسية".
وقالت انه على رغم "تقاطع" الاتجاهات الناشئة بين فرنسا وقطر حيال "الخيار الثالث" الذي يشكل مبدئيا الخيار الأنسب والاصح للاتجاه نحو تسوية تخرج الاستحقاق الرئاسي من ازمته التي ستطوي بعد شهر سنتها الأولى، فان هذا التقاطع لم يقترن بعد بمعطيات حاسمة تؤكد او تثبت ان الدول الخمس تتبنى هذا الخيار بما يطلق حينذاك مناخا دوليا ضاغطا بقوة على القوى اللبنانية من شأنه تهديد معطلي هذا الخيار بالانكشاف وتحمل تبعات الخروج عن حالة تسوية لا بد من بلورتها وتقريب موعد اختراق الازمة. وتبعا لذلك تعترف هذه الجهات بان الازمة تجتاز الان مرحلة شديدة الالتباس في انتظار معرفة المسار الذي ستسلكه "الوساطات". فمع ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عاد الى التنسيق الثنائي مع المملكة العربية السعودية لم يتبين تماما بعد جدول تحركه المحتمل حيال لبنان وما اذا كان سيمضي ببرنامج سبق ان طرحه لاجراء لقاء موسع في قصر الصنوبر بما يعكس استمرار الوساطة الفرنسية ولو بظروف وحيثيات وطروحات مغايرة عن المرحلة السابقة.
كما ان الترقب يسود الجولة التالية للوساطة القطرية لتبين المضمون السياسي والانتخابي لهذه الوساطة وهو ما لم يتضح بعد. وبدا لافتا ان شيئا لم يرشح او يتسرب بعد عن الاجتماع الذي عقد الأربعاء بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في الرياض. وكانت المعلومات الرسمية عن اللقاء أفادت انه جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. وحضر الاستقبال، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.
وفي المقابل تفيد المعلومات ان القطريين لم يلمسوا الى الان اي جديد او تبديل في مواقف الافرقاء، لا بل على العكس يظهر ان البعض يزداد تصلبا وعدم تزحزح عن مرشحه للرئاسة ولا القبول بالاسم الذي يخالفه في التوجهات والخيارات.ولكن رغم الطريق الرئاسية الصعبة لم يصل الموفد القطري الى القول انه سيتراجع عن مواصلة مهمته في حال حصر الوساطات بالدوحة بتفويض "خماسي" . وهو ما لا تستبعده مراجع متابعة عن كثب لازمة الرئاسة وترجع اسباب ذلك الى انه لم يعد في امكان باريس القيام بأكثر مما بذلته ولا يعني ذلك تخليها عن لبنان وشجونه المفتوحة. ومن المتوقع ان يبدأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي زيارة لبيروت في الايام المقبلة استنادا الى الحصيلة التي يجري تجميعها بهدوء .
وكتبت" نداء الوطن": توقفت أوساط ديبلوماسية أمس عند اللقاء في الرياض بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، في حضور المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري. وقالت الأوساط لـ»نداء الوطن»، أنّ اللقاء «يبرز أهمية التنسيق السعودي الفرنسي في إطار اللجنة الخماسية». ولاحظت أنّ لقاءً مماثلاً جرى في باريس قبل زيارة لودريان الأخيرة لبيروت. وتوقعت الأوساط «حراكاً تصاعدياً للجنة يستهدف تحديد المسؤولية عن عرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وعدم الاكتفاء بدور الوساطة، كما كان يحصل حتى الآن».
وكتبت" اللواء": تترقب المصادر حركة الموفد الرئاسي الفرنسي،وما اذا كان سيعرج على قطر للتنسيق للاطلاع على فحوى تحرك الموفد القطري ألذي يجول حاليا على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، بعيدا عن وسائل الإعلام، والانطباعات التي تكونت لديه بهذا الخصوص،او انه سيتوجه الي باريس لاطلاع الرئيس الفرنسي على نتائج مهمته، قبل أن يقرر العودة إلى بيروت لاستئناف مهمته، او انه سيتريث لايام معدودة، بانتظار تحسن فرص نجاح مهمته بالداخل اللبناني، خشية ارتدادات سلبية وتفاعلات غير محمودة على استمرار تعثر مهمته، على الاوضاع في لبنان وانحدار الازمة إلى الأسوأ.
ولاحظت المصادر ان اي تقدم اواختراق ولو كان محدودا في جدار أزمة الفراغ الرئاسي، لم يحصل بعد، بالرغم من تحرك الموفد القطري الذي ما يزال في طور استكشاف المواقف، وإبداء النصائح والحرص على انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، بينما تخشى المصادر ان يستمر ربط انجاز الاستحقاق الرئاسي ، بمسار المفاوضات الجارية بين ايران والولايات المتحدة الأميركية في الملفات والمواضيع الخلافية بينهما، كما حصل في أكثر من استحقاق رئاسي اوحكومي لبناني مهم، حصل سابقا،مايعني أن الازمة ستطول اذا لم تؤد اتصالات الجانب القطري مع ايران، التي يتواصل معها باستمرار إلى تذليل العقبات والعراقيل، وتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب.
وكتبت" الديار": لفتت اوساط سياسية بارزة الى ان ما يعرقل التقدم على الساحة اللبنانية، اضافة الى الدخول الاميركي «الفج» على خط المبادرة الفرنسية والمساندة السعودية للموقف الاميركي، هو التأثير السعوي- الاميركي على حلفائهما في لبنان، وهم يتعمدون اقفال الابواب امام اي محاولات جدية لايجاد مخارج للانتخابات الرئاسية، التي تشكل مدخلا للبدء بالنقاشات الجدية لحل الازمات الاخرى، وهم يفضلون الانتظار لتبلور «الصفقة» المنتظرة، لانها برأيهم ستقلب موازين القوى في المنطقة، وسيكون لها انعكاس على الساحة اللبنانية، ولهذا لا مصلحة في منح حزب الله وحلفائه اليوم جوائز مجانية نتيجة اختلال هذا الميزان، وبرأيهم يبقى الافضل انتظار التحولات الكبرى ليبنى على الشيء مقتضاه.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الموفد القطری فی لبنان
إقرأ أيضاً:
البنتاغون: تزايد حالات الانتحار بين العسكريين الأمريكيين
في رقم هو الأعلى من مؤشر عام 2022، قالت وزارة الدفاع في الولايات المتحدة، إن “أكثر من 500 شخص من أفراد الجيش الأمريكي، انتحروا في عام 2023”.
وقال بين الوزارة: “في العام التقويمي 2023، انتحر 523 عسكريا، بزيادة عن العام السابق (493)”، مضيفا “أن إجمالي حالات الانتحار لكل 100 ألف عسكري ارتفع بنسبة 9%، وفي معظم الحوادث، كان الضحايا من العسكريين الشباب”.
وقال بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين: “لا يزال الذكور الشباب يشكلون الغالبية العظمى من حالات الانتحار، ويستخدم معظمهم سلاحا ناريا لتنفيذ ذلك”.
وفي مارس 2023، أوعز وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، “بتحسين حصول العسكريين على المساعدة الطبية النفسية لتقليل معدلات الانتحار في الجيش الأمريكي وسط زيادة في معدلات الانتحار بين القوات النظامية”.
وفي نفس العام، أعلن البنتاغون أنه “اتخذ نحو 100 إجراء يهدف إلى خفض عدد حالات الانتحار داخل الجيش، لا سيما من خلال تحسين تأمين الأسلحة”.
ولفت وزير الدفاع الأمريكي إلى أنه “ثبت أن الممارسات الآمنة لتخزين الأسلحة تنقذ الأرواح”، مؤكدا أن “نحو 70% من أفراد الجيش الذين ينتحرون باستخدام الأسلحة النارية”.
وبحسب اسوشيتد برس، قال المسؤولون، إن “الزيادة في معدل الانتحار كانت مدفوعة بارتفاع عدد الوفيات في هذه الحالات بالجيش والقوات الجوية”.